عرض مصدر نحاس

{{عن|3=نحاس (توضيح)}}
{{ميز|نحاس أصفر}}
{{معلومات نحاس}}
'''النُّحاس''' [[عنصر كيميائي|عنصرٌ كيميائي]] [[رمز كيميائي|رمزه]] '''Cu''' و[[عدد ذري|عدده الذرّي]] 29، وهو ينتمي إلى [[عناصر مستوى فرعي d|عناصر المستوى الفرعي d]] ويقع على رأس [[عناصر المجموعة الحادية عشرة]] في [[الجدول الدوري]]؛ ويصنّف كيميائياً ضمن [[فلز انتقالي|الفلزّات الانتقالية]]. للنحاس لونٌ بنّيٌّ محمرٌّ مميّز؛ وهو فلزُّ طريٌّ و[[مطيلية|مطواع وقابل للسحب والطرق]]؛ ويمتاز بأنه [[موصلية (كهرباء)|موصل جيّد للكهرباء]] و[[ناقلية حرارية|ناقل جيّد للحرارة]] أيضاً. يعدّ النحاس من الفلزّات القليلة التي يمكن أن توجد في الطبيعة على شكلها [[فلز طبيعي|الحرّ]]، ولكنّه يدخل أيضاً في تركيب عددٍ من المعادن في القشرة الأرضيّة.

عَرَف الإنسان النحاس وتعامل به منذ التاريخ القديم في عددٍ من مناطق العالم؛ وكان أوّل فلزّ تمكّن الإنسان من [[صهر (علم الفلزات)|صهره]] وسكّه في قوالب، وذلك في الفترة التاريخية بين 5000 إلى 4000 سنة قبل الميلاد، وتُعرَف تلك الحقبة التاريخية باسم «[[العصر النحاسي]]». أدّى سبك النحاس مع [[قصدير|القصدير]] إلى الحصول على [[سبيكة]] [[برونز|البرونز]] قرابة سنة 3500 سنة قبل الميلاد؛ وكانت تلك أيضاً مرحلة محدّدة في التاريخ البشري، والتي يشار إليها باسم «[[العصر البرونزي]]». كان النحاس يُعدّن في [[روما القديمة]] بشكلٍ أساسيّ من جزيرة [[قبرص]]، ولذلك يسمّى في [[اللغة اللاتينية|اللاتينيّة]] {{ط|cuprum}}، ومن ذلك الاسم يُشتقّ الرمز الكيميائي لهذا العنصر.

يدخل النحاس في عدّة تطبيقات مثل صناعة الأسلاك الكهربائية وأجهزة القياس، وفي صناعة السبائك، وفي [[تاريخ النقود المعدنية|سكّ النقود المعدنية]] وصياغة الحلي والمجوهرات وفي [[فنون زخرفية|الفنون الزخرفية]]. كما يدخل النحاس ضمن [[مادة بناء|مواد البناء]]، وكانت صفائح النحاس مستخدمةً بشكلٍ كبيرٍ لإكساء أسطح وقبب المباني، والتي عندما [[أكسدة (كيمياء)|تتأكسد]] تتحوّل إلى [[زنجار]] المتميّز باللون الأخضر. تُستخدَم مركّبات النحاس بشكلٍ واسعٍ من أجل [[عامل كابح للبكتيريا|كبح البكتريا]] و[[مبيد فطريات|إبادة الفطريات]]؛ وفي مجال [[حفظ الخشب]].

للنحاس دورٌ حيويٌّ مهمٌّ، فهو يصنّف ضمن [[عنصر معدني (تغذية)|العناصر المعدنية]] المهمّة للتغذية، لكونه ضرورياً لعمل عددٍ من [[إنزيم|الإنزيمات]]، مثل إنزيم [[سيتوكروم سي أكسيداز]] المهمّ لعمليّات تنفّس الخلايا؛ كما يعدّ النحاس مكوّناً من مكوّنات [[هيموسيانين]]، وهو خضاب الدم في بعض الكائنات الحيّة مثل [[رخويات|الرخويات]] و[[قشريات|القشريات]]. يحوي الإنسان وسطياً ما بين 1.5 إلى 2 ميليغرام من النحاس لكلّ كيلوغرام من وزن الجسم، وهو يتركّز في الكبد والعضلات والعظام.

== التاريخ ==
[[ملف:Minoan copper ingot from Zakros, Crete.jpg|يمين|تصغير|150 بك|[[صبة|صبّة]] نحاسية متآكلة عُثِرَ عليها في موقع [[زاكروس]] {{#tag:ref|Zakros|group="ط"}} في جزيرة [[كريت]]؛ وهي مشكّلة على هيئة [[صبة جلد الثور|جلد الثور]]، كما كان شائعاً في العصور القديمة.]]

يُصنّف النحاس ضمن أقدم الفلزّات التي اكتشفها الإنسان القديم واستخدمها في حياته اليومية في مختلف الحضارات في تاريخ البشرية.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = Copper Timeline| مسار = https://www.copper.org/education/history/timeline/| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221013001427/https://copper.org/education/history/timeline/|لغة = en|موقع = Copper Development Association Inc.| تاريخ أرشيف = 13-10-2022| تاريخ الوصول = 26-09-2023}}</ref>

=== العصور القديمة ===
;العصر النحاسي
عَرَف الإنسان النحاس منذ القدم، لأنّه من الممكن العثور على هذا الفلز [[نحاس طبيعي|بشكله الطبيعي الحرّ]] على سطح الأرض؛ لذلك يُصنَّف ضمن أقدم الفلزّات المكتَشَفة إلى جانب [[ذهب|الذهب]] و[[حديد نيزكي|الحديد النيزكي]].<ref name="vander" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مؤلف = Peter van der Krogt|مسار=http://elements.vanderkrogt.net/element.php?sym=Cu|عنوان=Copper|موقع=Elements.vanderkrogt.net
|تاريخ الوصول=26-09-2023|لغة = en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221108113041/https://elements.vanderkrogt.net/element.php?sym=Cu | تاريخ أرشيف = 08-11-2022}}</ref> تعود أقدم السجلّات التاريخية للنحاس إلى قرابة 9000 سنة قبل الميلاد في منطقة [[الشرق الأوسط]].<ref name="discovery" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مؤلف=Marianne Stanczak|تاريخ = 05-2005|مسار=http://www.csa.com/discoveryguides/copper/overview.php|عنوان=A Brief History of Copper
|موقع=Proquest|تاريخ الوصول=12-09-2008|تاريخ أرشيف=03-02-2015|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150203154021/http://www.csa.com/discoveryguides/copper/overview.php|لغة=en|حالة المسار=dead}}</ref> إذ عُثِرَ في منطقة [[بلاد الرافدين]] في شمالي العراق على [[حلية متدلية|حِلْية متدليّة]] مصنوعة من النحاس يعود تاريخها إلى 8700 سنة قبل الميلاد.<ref>{{استشهاد مختصر|Hesse|2007||ص=56|لغة=en}}</ref> مرَّ تاريخ تعدين النحاس بعدّة مراحل، إذ في البداية خضع النحاس الطبيعي لعمليّات [[تشكيل على البارد|تشغيل على البارد]] {{#tag:ref|Cold working|group="ط"}}؛ ثمّ بمرحلة [[تلدين|التلدين]] {{#tag:ref|أو التخمير Annealing|group="ط"}}؛ ثمّ بمرحلة [[صهر (علم الفلزات)|الصهر]] {{#tag:ref|Smelting|group="ط"}}؛ وأخيراً بمرحلة [[سبك بالشمع الضائع|السبك بالشمع المفقود]] {{#tag:ref|Lost-wax casting|group="ط"}}. كانت تلك المراحل الأربع حاضرةً في جنوبي شرقي [[الأناضول]] في فترة العصر الحجري الحديث قرابة 7500 سنة قبل الميلاد. على العموم تسمّى الحقبة التاريخية الواقعة في أواخر [[العصر الحجري الحديث]] {{#tag:ref|Neolithic|group="ط"}} والمتقاطعة مع أوائل [[العصر البرونزي]] {{#tag:ref|Bronze Age|group="ط"}} باسم «[[العصر النحاسي]]» {{#tag:ref|Chalcolithic|group="ط"}}، وتلك فترة تقع بين [[ألفية 5 ق.م|الألفية الخامسة قبل الميلاد]] و[[ألفية 3 ق.م|الألفية الثالثة قبل الميلاد]]، وسُمّيَت بذلك لانتشار الاكتشافات الأثرية لأدوات مصنوعة من النحاس تعود إلى تلك الحقبة التاريخية.<ref name=":0">{{استشهاد مختصر|Pearce|2019|ص=229–250|لغة=en}}</ref> من بين تلك الاكتشافات الأثرية ما عثر عليه في منطقة [[حجيرة الغزلان]] في الأردن، إذ توجد شواهد تدلّ على إنتاج النحاس هناك والاتجار به في المنطقة.<ref>{{استشهاد مختصر|Klimscha|2011|ص=177–210|لغة=en}}</ref>

[[ملف:ReconstructedOetziAxe.jpg|تصغير|يمين|120 بك|نَصْل فأسٍ مصنوعٍ من النحاس عُثِرَ عليه مع مومياء رجل الجليد [[أوتزي]] (باقي الفأس أعيد صنعها وفق مبادئ [[علم الآثار التجريبي]]).]]

كانت المرحلة التاريخية التي تمكّن الإنسان فيها من صهر النحاس فاصلةً ومهمّةً في التاريخ البشري، وقد اكتشفت عدّة مواقع أثرية في العالم بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط تشير إلى هذه الممارسة؛ وذلك في [[الصين]] و[[أمريكا الوسطى]] و[[غرب إفريقيا]] على سبيل المثال؛ وكذلك في [[جنوب شرق آسيا]] حيث عُثِرَ هناك على مشغولات نحاسية مصنوعة وفق أسلوب [[سبك دقيق|السبك الدقيق]] {{#tag:ref|Investment casting|group="ط"}} تعود إلى الفترة ما بين 4000-4500 سنة قبل الميلاد.<ref name="discovery" group="وب-إنج"/> كما عُثِرَ في [[الألب|جبال الألب]] على مومياء تعود إلى رجل الجليد {{ط|[[أوتزي]]}} {{#tag:ref|Ötzi|group="ط"}}، والذي عاش في حقبة العصر النحاسي بين 3300 إلى 3200 قبل الميلاد، وكان معه نصل فأسٍ مصنوعٍ من النحاس بنقاوة 99.7%؛ وتشير المستويات المرتفعة من [[زرنيخ|الزرنيخ]] في شعره إلى احتمالية عمله ومساهمته في صهر النحاس.<ref name="discovery" group="وب-إنج"/> ساعدت الخبرة المكتَسَبة من صهر النحاس في تطوّر تعدين فلزّات أخرى، وخاصّةً في استخراج [[حديد|الحديد]] ضمن [[فرن الحديد الخالص|أفران النَّوْرات]] {{#tag:ref|Bloomery|group="ط"}}<ref name="discovery" group="وب-إنج"/> كما كان صهر النحاس مقدّمةً لسَبكهِ مع [[قصدير|القصدير]] للحصول على البرونز، الأمر الذي كان فاتحةً لدخول [[العصر البرونزي]].<ref name = jovanovic>{{استشهاد مختصر|Radivojević|2013|ص=1030–1045|لغة=en}}</ref>

;العصر البرونزي
كان [[برونز زرنيخي|البرونز الزرنيخيّ]] {{#tag:ref|Arsenical bronze|group="ط"}} أوّل أشكال البرونز التي تمكّن الإنسان من تحضيره في الألفية الخامسة قبل الميلاد،<ref name="Thornton, 2002" >{{استشهاد مختصر|Thornton|2002|ص=1451–1460|لغة=en}}</ref> إذ أنّ الزرنيخ يرافق النحاس بشكلٍ طبيعيٍّ في خاماته.<ref name="Lechtman & Klein, 1999">{{استشهاد مختصر|Lechtman|1999|ص=497–526|لغة=en}}</ref> أمّا ممارسة سبك النحاس مع القصدير للحصول على البرونز فقد بدأت في الألفية الرابعة قبل الميلاد،<ref name="EncBrit">{{استشهاد مختصر|Encyclopaedia Britannica|1992|ج=3|ص=612|لغة=en}}</ref> ثمّ تأصّلت في الاستخدام البشري لإنتاج مُستلزَمات الحياة اليومية في أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد. عُثرَ على [[قطع أثرية (علم الآثار)|قطع أثرية]] عمرها يتجاوز 4500 سنة تعود إلى [[حضارة الفينكا]] {{#tag:ref|Vinča culture|group="ط"}}؛<ref name="jovanovic"/> كما عُثرَ في بلاد الرافدين وحوض النيل على قطعٍ أثريّة من النحاس والبرونز صُنعَت قرابة 3000 سنة قبل الميلاد في عهد حضارتَي [[سومر]] و[[مصر القديمة]].<ref name="hist">{{استشهاد مختصر|McNeil|2002|ص=13, 48–66|لغة=en}}</ref> مَثّلَت تلك الفترة التاريخية ما يعرف باسم «[[العصر البرونزي]]»، وقد انتهت مع بداية [[العصر الحديدي]] {{#tag:ref|Iron Age|group="ط"}}، وتتفاوت مدّتها مع اختلاف الموقع الجغرافي، إذ انتهى العصر البرونزي في [[الشرق الأدنى]] في الفترة ما بين 2000-1000 سنة قبل الميلاد،<ref>{{استشهاد مختصر|Muhly|1980|ص=262-264|لغة=en}}</ref> وفي [[أوروبا الشمالية|شمال أوروبا]] قرابة 600 سنة قبل الميلاد.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|تاريخ النشر = 28-07-1999|مؤلف1= Hermann Aubin|مؤلف2= Jacques Barzun|مؤلف3= Timothy C. Champion|مؤلف4= Judith Eleanor Herrin|مؤلف5= Michael Frassetto|مؤلف6= N. Geoffrey Parker|مؤلف7= John Hearsey McMillan Salmon|مؤلف8= David Herlihy|مؤلف9= Richard J. Mayne|مؤلف10= Peter N. Stearns|مؤلف11= Edward Peters|مؤلف12= Geoffrey Russell Richards Treasure|مؤلف13= Marie-Louise Stig Sørensen|مؤلف14= Donald Weinstein|إظهار المؤلفين = 5|مسار=https://www.britannica.com/topic/history-of-Europe/The-Iron-Age|عنوان=History of Europe – The Iron Age|موقع=Encyclopedia Britannica|تاريخ الوصول=30-09-2023
|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221011204031/https://www.britannica.com/topic/history-of-Europe/The-Iron-Age | تاريخ أرشيف = 11 أكتوبر 2022 }}</ref>

;العصور القديمة المتأخرة
عَرَف [[اليونان القديمة|اليونانيون القدماء]] النحاس، وكان معروفاً باسم «{{ط|خالكوس}}» {{#tag:ref|χαλκός|group="ط"}}؛ كما مثّل النحاس سلعةً مهمّةً بالنسبة [[روما القديمة|للرومان القدماء]] أيضاً، وكان معروفاً عندهم باسم {{ط|aes Cyprium}}، إذ يشير مقطع {{ط|aes}} إلى مصطلح لاتيني عام يخصّ سبائك النحاس، أمّا مقطع {{ط|Cyprium}} فيدلّ على جزيرة [[قبرص]]، حيث كان يستخرج بشكلٍ أساسيٍّ من هناك. مع مرور الوقت بُسِّطَت الكلمة إلى {{ط|Cuprum}}. أَمَرَ الأباطرةُ الرومان مثل [[يوليوس قيصر]] و[[أغسطس قيصر|أغسطس]] {{#tag:ref|Augustus|group="ط"}} باستخدام النحاس وسبائكه مثل [[نحاس أصفر|النحاس الأصفر]] في [[سك العملة|سكّ العملات المعدنية]] الرومانية؛ وكانت ولايات قبرص و[[هسبانيا]] {{#tag:ref|Hispania|group="ط"}} ووسط أوروبا من أكثر المناطق التي استخرج الرومانُ النحاسَ منها.<ref>{{استشهاد مختصر|Hong|1996|ص=246–249|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Callataÿ|2005|ص=361–372|لغة=en}}</ref>

=== العصور الوسطى ===
ساهم العلماء [[الخيمياء والكيمياء في عصر الحضارة الإسلامية|في عصر الحضارة الإسلامية]] في دراسة النحاس وتصنيفه، وتمكّنوا من تحضير مركّباته؛ كما انتشرت المواقع والأسواق التجارية التي اشتهرت بصناعة النحاس وتجارته، مثل مدينة [[الإسكندرية]]، التي اشتهرت منذ القدم بإنتاج وتصنيع [[برونز كورنثي|البرونز الكُورِنْثِي]] {{#tag:ref|Corinthian bronze|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Jacobson|2000|ص=60–66|لغة=en}}</ref>

تمكّن [[الشعوب الأصلية في الأمريكتين|الأمريكيّون الأصليّون]] من استخراج النحاس، حيث عُثِرَ على مكتَشَفاتٍ أثريّة في مواقع قريبة من [[حديقة الجزيرة الملكية الوطنية|متنزه الجزيرة الملكية الوطنية]] {{#tag:ref|Isle Royale National Park|group="ط"}} تعود إلى الفترة التاريخية الواقعة بين 800 إلى 1600 سنة للميلاد. كما تمكّن سكّان [[أمريكا الجنوبية]] الأصليون من سبك النحاس و[[ذهب|الذهب]] في [[سبيكة]] كانت معروفة باسم «{{ط|[[تمباغا|تُمْبَاغَا]]}}» {{#tag:ref|Tumbaga|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Fester|1962|ص=21-31|لغة=en}}</ref>

=== العصور الحديثة ===
[[ملف:Copper Pot.jpg|تصغير|يمين|120 بك|[[إبريق شاي]] نحاسيّ من النرويج يعود إلى القرن الثامن عشر، مصنوعٌ من نحاسٍ سويديّ المنشأ.]]
كان [[منجم فالون]] {{#tag:ref|Falun Mine|group="ط"}} الواقع في [[السويد]] مصدراً رئيسياً لاستخراج النحاس في أوروبا، وقد بدأ التعدين فيه منذ [[القرن 10|القرن العاشر]]، إلى أن توقّف العمل فيه أواخر [[القرن 20|القرن العشرين]] (سنة 1992). أمّنَ هذا المنجم لوحده زهاء ثُلُثَي حاجة السوق في [[أوروبا]] من النحاس في [[القرن 17|القرن السابع عشر]]، كما ساعد بشكلٍ كبيرٍ في تمويل حَمَلات السويد العسكرية حينها.<ref>{{استشهاد مختصر|Lynch|2002|ص=60|لغة=en}}</ref> مَثّل النحاس خامةً إستراتيجيةً بالنسبة للسويد، وكان غطاءً لعُملَتِها، والتي كانت في الفترة ما بين سنتي 1644 إلى 1768 على هيئة [[صفيحة نقدية نحاسية|صفيحةٍ نقديّةٍ نحاسيّةٍ]] {{#tag:ref|plate money (''plåtmynt'')|group="ط"}}.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب
|عنوان=Monetary episodes from history
|مسار=http://www.galmarley.com/FAQs_pages/monetary_history_faqs.htm#Scandinavian%20copper%20money
|لغة=en|موقع = Galmarley.com|تاريخ الوصول=30-09-2023| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221015125424/http://www.galmarley.com/FAQs_pages/monetary_history_faqs.htm#Scandinavian%20copper%20money | تاريخ أرشيف = 15-10-2022 }}</ref>

[[ملف:Viipuri - Viborg.jpg|تصغير|لوحة [[نقش على النحاس|منقوشة على النحاس]] لمدينة [[فيبورغ]] في أوائل القرن الثامن عشر.]]
من التطبيقات الأولى للنحاس في العصر الحديث استخدامُهُ في الأشكال الأولى من التصوير المعروف باسم فنّ [[نقش على النحاس|النقش على النحاس]] {{#tag:ref|Chalcography|group="ط"}} ولاحقاً في أسلوب التصوير المعروف باسم [[داجيرية]] {{#tag:ref|Daguerreotype|group="ط"}}، وكذلك في [[سك العملة|سكّ العملة]]؛ كما شاع استخدمه في إنشاء التماثيل، كما هو الحال في [[تمثال الحرية]] مثلاً، بالإضافة إلى استخدامه في إكساء سقوف وقبب العمارات،<ref name=":0" /> وكذلك في الإنشاءات مثل [[طلي بالنحاس|الطلي]] {{#tag:ref|Copper plating|group="ط"}} و[[تغميد بالنحاس|التغميد بالنحاس]] {{#tag:ref|Copper sheathing|group="ط"}}.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = Copper and Brass in Ships|مسار = https://www.copper.org/education/history/60centuries/industrial_age/copperand.html|تاريخ الوصول = 30-09-2023| لغة =en|موقع = Copper Development Association Inc.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220408173033/https://www.copper.org/education/history/60centuries/industrial_age/copperand.html | تاريخ أرشيف = 08-04-2022 }}</ref> كانت منشأة {{ط|تنقية الفلزّات شمالي ألمانيا}} {{#tag:ref|Norddeutsche Affinerie|group="ط"}} في مدينة [[هامبورغ]] (المعروفة حالياً باسم [[آوروبيس]] {{#tag:ref|Aurubis|group="ط"}} أوّل وأكبر منشأةٍ [[طلي كهربائي|للطلي الكهربائي]] {{#tag:ref|electroplating|group="ط"}} في أوروبا، وكان الإنتاج فيها قد بدأ سنة 1876.<ref>{{استشهاد مختصر|Stelter|2004|ص=558–562|لغة=en}}</ref>

بعد دخول عصر [[كهرباء|الكهرباء]] منذ أواخر القرن التاسع عشر ازداد الطلب بشكلٍ كبيرٍ على النحاس، وذلك لاستخدامه في [[تمديد كهربائي|التمديدات الكهربائية]]؛ وكانت الولايات المتّحدة الأمريكية من الدول الرائدة في إنتاج النحاس لتأمين حاجة السوق. مع مرور الوقت تطوّرت وسائل استخراج وإنتاج النحاس، ففي سنة 1949 تمكّنت شركة [[أوتوكمبو]] {{#tag:ref|Outokumpu|group="ط"}} [[فنلندا|الفنلندية]] من ابتكار عملية [[صهر ومضي|الصهر الومضي]] {{#tag:ref|Flash smelting|group="ط"}} المتميّزة بكفاءتها.<ref>{{استشهاد مختصر|Honig|2014|ص=257|لغة=en}}</ref> في سنة 1967 أسّست كلّ من [[تشيلي]] و[[بيرو|البيرو]] و[[جمهورية الكونغو الديمقراطية]] و[[زامبيا]] [[المجلس بين الحكومي للدول المصدرة للنحاس|المجلس بين الحكومي للدول المصدّرة للنحاس]] {{#tag:ref|Intergovernmental Council of Countries Exporters of Copper (CIPEC)|group="ط"}} من أجل التحكّم بسوق النحاس، بشكلٍ مماثلٍ لما تقوم به منظّمة [[أوبك]] في سوق [[نفط|النفط]]، إلّا أنّه لم يُكتَب لهذا المجلس طول الاستمرار، إذ انحلّ في سنة 1988.<ref>{{استشهاد مختصر|Mingst|1976|ص=263–287|لغة=en}}</ref>

== الوفرة الطبيعية ==
يُصنّف النحاس ضمن العناصر التي [[تخليق العناصر|تتخلّق]] في [[نجم عملاق|النجوم العملاقة]].<ref>{{استشهاد مختصر|Romano|2007|ص=L59–L63|لغة=en}}</ref> أمّا في [[القشرة الأرضية]] فيوجد النحاس بنسبةٍ تصل إلى 50 [[جزء في المليون]] {{#tag:ref|parts per million (ppm)|group="ط"}}،<ref name="emsley">{{استشهاد مختصر|Emsley|2003|ص=121-125|لغة=en}}</ref> وبذلك يأتي في المرتبة الخامسة والعشرين بالنسبة [[وفرة طبيعية للعناصر الكيميائية في القشرة الأرضية|للوفرة الطبيعية]] فيها.<ref name="emsley"/> من الممكن العثور على النحاس في بعض الأحيان بشكله [[نحاس طبيعي|الطبيعي]] [[عنصر طبيعي|الحرّ]] من غير ارتباطٍ مع عناصر كيميائيّة أخرى. يوجد النحاس الطبيعي غالباً في [[حمم|الحِمَم]] [[بازلت|البازلتية]]، إمّا على هيئة قطع {{#tag:ref| Nuggets|group="ط"}} من صَبّات متكتّلة أو على شكل متفرّع، فيما يدعى باسم [[تغصن بلوري|التغصّن البلّوري]] {{#tag:ref| Dendrite|group="ط"}}. تشير بعض المصادر إلى أنّ وزن أكبر كتلةٍ من النحاس الطبيعي قد بلغ 420 طن، وكان قد عثر عليها سنة 1857 في ولاية [[ميشيغان]] الأمريكية.<ref name="emsley" /> للنحاس الطبيعي بنية [[حبيبة بلورية|حُبَيبيّة بلّورية]]، إلّا أنّ أكبر [[بلورة أحادية|بلّورة أحادية]] {{#tag:ref|Single crystal|group="ط"}} كانت قد بلغت أبعادها 4.4×3.2×3.2 سم.<ref>{{استشهاد مختصر|Rickwood|1981|ص=885|لغة=en}}</ref>

<gallery widths="200" heights="140" mode="packed">
Copper.jpg|قطع كِتَليّة من النحاس الطبيعي
Copper-20862.jpg|تغصُّن بلّوري للنحاس الطبيعي
Copper-273153.jpg|بلّورات مكعّبة من النحاس الطبيعي
Copper-263181.jpg|[[زائف الشكل|تشكّل زائف]] {{#tag:ref|Pseudomorph|group="ط"}} للنحاس على هيئة [[أراجونيت|أراغونيت]] {{#tag:ref|Aragonite|group="ط"}}
</gallery>

[[ملف:CupriteUSGOV.jpg|تصغير|يسار|150 بك|خام الكوبريت]]
ولكن على الأغلب يوجد النحاس في الطبيعة مرتبطاً مع عناصر أخرى على هيئة [[معدن|معادن]]، وخاصّةً ضمن [[معادن الكبريتيدات]] {{#tag:ref|Sulfide mineral|group="ط"}} مثل: [[كالكوبيريت]] {{#tag:ref|Chalcopyrite|group="ط"}}، و[[بورنيت]] {{#tag:ref|Bornite|group="ط"}}، و[[ديغينيت]] {{#tag:ref|Digenite|group="ط"}}، و[[كوفيليت]] {{#tag:ref|Covellite|group="ط"}}، و[[كالكوسيت]] {{#tag:ref|Chalcocite|group="ط"}}؛ وكذلك ضمن [[معادن أملاح السلفو]] {{#tag:ref|Sulfosalt mineral|group="ط"}} مثل [[تتراهدريت]] {{#tag:ref|Tetrahedrite|group="ط"}} و[[تينانتيت]] {{#tag:ref|Tennantite|group="ط"}} و[[إينارغيت]] {{#tag:ref|Enargite|group="ط"}}؛ وضمن [[معادن الزرنيخات]] {{#tag:ref|Arsenate mineral|group="ط"}} مثل معدَنَي [[كورنواليت]] {{#tag:ref|Cornwallite|group="ط"}} و[[كلينوكلاس]] {{#tag:ref|Clinoclase|group="ط"}}؛ وضمن [[معادن الكربونات]] مثل معدَنَي [[أزوريت|آزوريت]] {{#tag:ref|Azurite|group="ط"}} و[[مالاكيت]] {{#tag:ref|Malachite|group="ط"}}؛ بالإضافة إلى [[معدن أكسيدي|معادن الأكاسيد]] مثل معدني [[كوبريت]] {{#tag:ref|Cuprite|group="ط"}} و[[تينوريت]] {{#tag:ref|Tenorite|group="ط"}}؛ و[[معادن الهاليدات]] مثل معدن [[أتاكاميت]] {{#tag:ref|Atacamite|group="ط"}}. بلغ عدد معادن النحاس المعروفة حتّى سنة 2019م 635 معدناً؛ وأكثر المعادن احتواءً على النحاس في الخامة هما معدَنا الكوبريت (بنسبةٍ تصل إلى 88%) و[[ألغودونيت|الألغودونيت]] {{#tag:ref|Algodonite|group="ط"}} (بنسبة 83.6%)، بالإضافة إلى معادن [[باراميلاكونيت]] {{#tag:ref|Paramelaconite|group="ط"}} والتينوريت والكالكوسيت (بنسبة تصل إلى قرابة 80%).<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مؤلف = David Barthelmy|عنوان = Mineral Species containing Copper (Cu )
| مسار = http://webmineral.com/chem/Chem-Cu.shtml|موقع= Mineralogy Database|لغة=en|تاريخ الوصول = 02-10-2023|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221103143209/https://www.webmineral.com/chem/Chem-Cu.shtml
| تاريخ أرشيف = 03-11-2022}}</ref>

لا يتجاوز تركيز النحاس في [[غلاف جوي|الغلاف الجوّي]] مقدار 1&nbsp;نانوغرام/م<sup>3</sup>؛ أمّا تركيزه في [[تربة|التربة]] فيبلغ 150&nbsp;مغ/كغ؛ وفي [[غطاء نباتي|الغطاء النباتي]] مقدار 30&nbsp;مغ/كغ؛ أمّا في [[ماء عذب|الماء العذب]] فيصل متوسّط تركيز النحاس مقدار 2 ميكروغرام/اللِتر مقابل 0.5 ميكروغرام/اللِتر في [[ماء البحر]].<ref>{{استشهاد مختصر|Rieuwerts|2015|ص=207|لغة=en}}</ref>

== الاستخراج ==
[[ملف:Mina_de_Chuquicamata,_Calama,_Chile,_2016-02-01,_DD_110-112_PAN.JPG|تصغير|يسار|منجم [[تشوكويكاماتا]] هو واحد من أكبر مناجم التعدين السطحي للنحاس في العالم.]]
[[ملف:Copper - world production trend ar.png|تصغير|الازدياد المطّرد في إنتاج النحاس عالمياً منذ بداية القرن العشرين.]]
{{أيضا|قائمة الدول حسب إنتاج النحاس}}
[[استخراج النحاس|يُستخرَج]] النحاس غالباً على هيئة [[معادن الكبريتيدات]] في مناجم [[تعدين سطحي|التعدين السطحي]] {{#tag:ref|Surface mining|group="ط"}} من توضّعات [[صخر سماقي|الصخر السمّاقي]] النحاسية {{#tag:ref|Porphyry copper deposit|group="ط"}}. من أشهر المواقع الغنيّة بالنحاس كلّ من منجم [[تشوكويكاماتا]] {{#tag:ref|Chuquicamata|group="ط"}} في [[تشيلي]]؛ و[[منجم وادي بينغهام]] {{#tag:ref|Bingham Canyon Mine|group="ط"}} في ولاية [[يوتا]] و[[منجم تشينو]] {{#tag:ref|Chino mine|group="ط"}} في ولاية [[نيومكسيكو]] في [[الولايات المتحدة|الولايات المتّحدة]]. تحتلّ تشيلي صدارةَ دول العالم في إنتاج النحاس وفق تقديرات [[هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية]] {{#tag:ref|British Geological Survey (BGS)|group="ط"}} في سنة 2005، وذلك بطاقةٍ إنتاجيّة تعادل قرابة ثلث مُجمَل الإنتاج العالمي؛ تليها الولايات المتّحدة ثمّ [[إندونيسيا]] و[[بيرو|البيرو]]. كما تعدّ [[الصين]] من الدول الرائدة في إنتاج النحاس؛ أمّا في أوروبا فتعدّ [[بولندا]] و[[البرتغال]] و[[السويد]] من الدول ذات الإنتاج الوفير نسبياً من النحاس.

يمكن استخراج النحاس وفق عملية [[تصويل في الموقع]] {{#tag:ref|in-situ leach|group="ط"}}، وقد جرى تطبيقها مثلاً في عدّة مواقع في ولاية [[أريزونا]] الأمريكية؛ ولكنّ الكمّيّات المُستحصَلة وفق هذه الطريقة ضئيلة ومحدودة نسبياً، ولا تفي بالمتطلّبات العالمية التي هي بازديادٍ مستمرٍّ.<ref>{{استشهاد مختصر|Gordon|2006|ص=1209–1214|لغة=en}}</ref> لذلك يجرى التفكير باتّباع أسلوب [[تعدين في قاع البحر|التعدين في قاع البحر]] {{#tag:ref|Deep sea mining|group="ط"}} للحصول على النحاس ضمن [[عقيدة (جيولوجيا)|عُقَيدَات متعدّدة الفلزّات]] {{#tag:ref|polymetallic nodules|group="ط"}} المتوضّعة على أعماق تصل بين 3.5 إلى 6 كيلومتر في [[قاع البحر|القاع]]، مثلما هو الحال مع فلزّي [[نيكل|النيكل]] و[[كوبالت|الكوبالت]]. يتراوح تركيز النحاس في [[خام]]اته بمقدار 0.6% وسطيّاً، وتعدّ الخامات الكبريتيدية أكثرها جدوى من الناحية الاقتصادية للاستخراج، وخاصّةً معدَنَي [[كالكوبيريت|الكالكوبيريت]] CuFeS<sub>2</sub> و[[بورنيت|البورنيت]] Cu<sub>5</sub>FeS<sub>4</sub>؛ وبدرجةٍ أقلّ، معدَنَي [[كوفيليت|الكوفيليت]] CuS و[[كالكوسيت|الكالكوسيت]] Cu<sub>2</sub>S.<ref name="G&E" /> من جهةٍ أخرى، يُقدّر أن يكون وسطي تركيز النحاس في العُقَيدات متعدّدة الفلزّات قرابة 1.3%؛ وتتضمّن الطرائق المستخدَمة لاستخراج النحاس منها عملية {{ط|التصويل الكبريتي}} {{#tag:ref|sulphuric leaching|group="ط"}} و[[صهر (علم الفلزات)|الصهر]]، بالإضافة إلى عمليّات أخرى.<ref>{{استشهاد مختصر|Su|2020|ص=360|لغة=en}}</ref><ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب |عنوان=Polymetallic Nodules |مسار=https://isa.org.jm/files/files/documents/eng7.pdf |موقع=International Seabed Authority |تاريخ الوصول=08-02-2021|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221019154805/https://isa.org.jm/files/files/documents/eng7.pdf 
| تاريخ أرشيف = 19-10-2022}}</ref>

=== الاحتياطي وذروة النحاس ===
وفقَ تقديرات نشرَتها {{ط|مجموعة دراسة النحاس العالمية}} {{#tag:ref| International Copper Study Group (ICSG)|group="ط"}} فإنّ الاحتياطات العالميّة المُخَمَّنة بناءً على بيانات مُستحصَلة من [[هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية|هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية]] {{#tag:ref|United States Geological Survey (USGS)|group="ط"}} تبلغ زهاء 870 مليون طن؛ أمّا موارد النحاس المُكتَشَفَة فتبلغ 2100 مليون طن، في حين أنّ الموارد غير المُكتَشَفة من هذا الفلز فتُقَدّر بقرابة 3500 مليون طن.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب| مسار = https://icsg.org/wp-content/uploads/2021/11/ICSG-Factbook-2021.pdf| عنوان = The World Copper Factbook 2021| تاريخ = 2021| لغة =en| موقع =International Copper Study Group (ICSG)| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220427220311/https://icsg.org/wp-content/uploads/2021/11/ICSG-Factbook-2021.pdf | تاريخ أرشيف = 27-04-2022}}</ref> ولكن على الرغم من أنّ النحاس كان معروفاً منذ آلاف السنين، إلّا أنّ أكثر من قرابة 95% من خامات هذا الفلز تقديرياً قد استُخرجَت من الأرض وخضعت إلى عمليّات [[صهر (علم الفلزات)|صهر]] ومعالجة منذ بدايات القرن العشرين؛ ولذلك السبب صِيغَ تعبير «[[ذروة النحاس]]» {{#tag:ref|Peak copper|group="ط"}}.<ref name="Leonard2006" group="وب-إنج"/> إلّا أنّ تلك التقديرات تتفاوت بحدّ ذاتها مع مرور السنين نظراً اختلاف [[نمو اقتصادي|النمو الاقتصادي]] العالمي.<ref name="archive.org">{{استشهاد مختصر|Brown|2006|ص=109|لغة=en}}</ref> ولكن هناك تطوّرٌ مستمرٌّ في ترسيخ مفاهيم [[تدوير النفايات|إعادة التدوير]] {{#tag:ref|Recycling|group="ط"}} من أجل تأمين موارد النحاس في العصر الحديث.<ref name="Leonard2006" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مؤلف1-الأخير=Leonard |مؤلف1-الأول=Andrew |عنوان=Peak copper? |مسار=https://www.salon.com/2006/03/02/peak_copper/ |تاريخ الوصول=03-10-2023|موقع=Salon |تاريخ=03-03-2006|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221108113136/https://www.salon.com/2006/03/02/peak_copper/ | تاريخ أرشيف = 08-11-2022}}</ref>

== الإنتاج ==
[[ملف:Copper Flash Smelting Process (AR).png|تصغير|280 بك|مخطّط عملية الصهر الومضي]]
=== النحاس الخام ===
في البداية وقبل عمليّات التسخين يُزَاد تركيز النحاس في [[خام|الخامات]] المُستخرَجة بعد [[تفتيت|سحقها وتفتيتها]]، وذلك إلى تراكيز أوليّة تتراوح بين 10-15% عن طريق عمليّات [[تعويم زبدي|التعويم الزَبَدي]] {{#tag:ref|froth flotation|group="ط"}} أو [[رشح حيوي|الرشْح الحيوي]] {{#tag:ref|Bioleaching|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Watling|2006|ص=81–108|لغة=en}}</ref>

من [[فرن صناعي|الأفران الصناعيّة]] المُستخدَمة بشكلٍ واسعٍ في إنتاج النحاس كلٌّ من [[فرن عاكس|الأفران العاكسة]] {{#tag:ref|Reverberatory furnace|group="ط"}} وكذلك أفران [[صهر ومضي|الصهر الومضي]] منذ بدايات ثمانينيّات القرن العشرين. يؤدّي [[تحميص (علم الفلزات)|تحميص]] {{#tag:ref|Roasting|group="ط"}} خامات النحاس مع [[ثنائي أكسيد السيليكون|السيليكا]] {{#tag:ref|Silica|group="ط"}} و[[فحم الكوك]] وفق أسلوب [[صهر ومضي|الصهر الومضي]] إلى التخلّص من [[حديد|الحديد]] على هيئة [[خبث (كيمياء)|خَبَث]] {{#tag:ref|Slag|group="ط"}}؛ إذ تستغلّ هذه العملية سهولة تحوّل [[كبريتيد الحديد|كبريتيدات الحديد]] إلى [[أكاسيد الحديد|الأكاسيد]] الموافقة:
:<math>\mathrm{6 \ CuFeS_2 + 10 \ O_2 \longrightarrow 3 \ Cu_2S + 2 \ FeS + 2 \ Fe_2O_3 + 7 \ SO_2}</math>
والتي بدورها تتفاعل مع السيليكا لتشكّل خبثاً من [[سيليكات|السيليكات]] {{#tag:ref|Silicate|group="ط"}}:
:<math>\mathrm{Fe_2O_3 + C + SiO_2 \longrightarrow Fe_2SiO_4 + CO}</math>

يطفو الخبثُ المتشكّلُ على سطح الكتلة المُسَخَّنة ليُستَحصَل على [[خليط كبريتيدي مصهور|خليطٍ كبريتيديٍّ مصهورٍ]] للنحاس {{#tag:ref|copper matte|group="ط"}}، والذي يتكوّن بشكلٍ رئيسيٍّ من [[كبريتيد النحاس الأحادي]] Cu<sub>2</sub>S؛ وقد يصل تركيز النحاس فيه زهاء 70%. يُصَبّ الخليط الكبريتيديُّ المَصهور والمتوهّج في مفاعلٍ ويُسخَّن، ثمّ يُمرّر فيه تيّار من [[أكسجين]] الهواء، ممّا يؤدّي إلى تحوّل كبريتيدات النحاس إلى الأكاسيد الموافقة:<ref name="G&E">{{استشهاد مختصر|Greenwood|1997|ص=1174–1175|لغة=en}}</ref>
:<math>\mathrm{2 \ Cu_2S + 3 \ O_2 \longrightarrow 2 \ Cu_2O + 2 \ SO_2}</math>
كما يُضمَنُ في هذه الخطوة التخلّص من باقي الحديد الموجود في الوسط على هيئة خبث. في الخطوة التالية يُفاعَل الباقي من كبريتيد النحاس الأحادي مع أكسيد النحاس الثنائي للحصول على النحاس الخام:
:<math>\mathrm{Cu_2S + 2 \ Cu_2O \longrightarrow 6 \ Cu + SO_2}</math>
نسبة النحاس في النحاس الخام قرابة 98%، وتحوي النسبة المتبقيّة على [[شوائب]]ٍ من [[حديد|الحديد]] و[[زنك|الزنك]]، بالإضافة إلى [[فلزات نبيلة|فلزّاتٍ نبيلةٍ]] من [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضّة]] و[[بلاتين|البلاتين]].

=== وسائل أخرى ===
يمكن الحصول على النحاس وفق [[تفاعل ألومنيوم حراري]] {{#tag:ref|Aluminothermic reaction|group="ط"}} بين [[أكسيد النحاس الثنائي]] مع مسحوق [[ألومنيوم|الألومنيوم]] باستخدام [[فلوريد الكالسيوم]] على هيئة [[صهارة (علم الفلزات)|صُهَارة]] {{#tag:ref|Flux|group="ط"}}. كما يوجد هناك أيضاً أسلوبٌ آخرٌ تاريخي وقديم للحصول على النحاس من خاماته، وذلك وفق عمليّة [[تمليط (علم الفلزات)|التَمْليط]] {{#tag:ref|Cementation|group="ط"}}، وهي عمليّة تتضمّن [[ترسيب (كيمياء)|ترسيب]] النحاس من مُفاعَلة [[كبريتات النحاس الثنائي]] مع الحديد، لكنّ النحاس المُستَحصل وفق هذه العملية غير نقيّ. كان هذا الأسلوب شائعَاً للحصول على النحاس في الصين قبل قرابة ألف سنة.<ref>{{استشهاد مختصر|Lung|1986|ص=113–129|لغة=en}}</ref>

=== التنقية ===
[[تنقية الفلزات|يُنقَّى]] النحاس عادةً بأسلوب [[استخلاص كهربائي|الاستخلاص الكهربائي]] {{#tag:ref|Electrorefining |group="ط"}}؛ إذ يُوضَع النحاس الخام في [[خلية تحليل كهربائي|خلية تحليل]] على [[مصعد (كيمياء)|المِصعد]] {{#tag:ref|Anode|group="ط"}}؛ مقابل قطعٍ من النحاس مرتفع النقاوة على [[مهبط (كيمياء)|المهبَط]] {{#tag:ref|Anode|group="ط"}} بوجود [[كهرل]] {{#tag:ref|Electrolyte|group="ط"}} مؤلّف من محلول [[كبريتات النحاس الثنائي]] في [[حمض الكبريتيك]]. عند تطبيق جهدٍ كهربائيٍّ ملائمٍ تتأكسدُ كافّةُ شوائب [[فلز وضيع|الفلزّات الوضيعة]] الموجودة ضمن قطعة النحاس الخام وتنتقل على هيئة [[أيون|أيونات موجبة الشحنة (كاتيونات)]] إلى المحلول، في حين أنّ الشوائب من [[فلزات نبيلة|الفلزّات النبيلة]] تترسّب على هيئة {{ط|وحلٍ مِصعَدِيّ}} {{#tag:ref|anode mud|group="ط"}}، والذي يخضع بدوره إلى معالجات لاحقة.
[[ملف:Roasted copper chalcopyrite.jpg|تصغير|يسار|صورة مقرّبة لكتلةٍ جامدةٍ من الخليط الكبريتيدي المصهور للنحاس]]
; المصعد
:<math>\mathrm{Cu \longrightarrow Cu^{2+} + 2 \ e^-}</math>
:<math>\mathrm{Fe \longrightarrow Fe^{2+} + 2 \ e^-}</math>
:<math>\mathrm{Zn \longrightarrow Zn^{2+} + 2 \ e^-}</math>

; المهبط
:<math>\mathrm{Cu^{2+} + 2 \ e^- \longrightarrow Cu}</math>
[[ملف:Residuo_electronico_colombia_cobre_reciclaje_metales_2.jpg|تصغير|يمين|80 بك|أسلاك نحاسية مُهيَّأة لإعادة التدوير.]]
وبتلك العملية تنحلّ قطعة النحاس الخام الموجودة على المصعد تدريجياً، في حين تترسّب أيونات النحاس على المهبط، بحيث يُحصَل في النهاية على نحاسٍ ذي [[درجة النقاوة|درجة نقاوة]] تصل إلى 99.99%.

=== إعادة التدوير ===
إنّ النحاس قابلٌ لإعادة التدوير مثله مثل [[ألومنيوم|الألومنيوم]]؛ وبذلك يُستَحصل على نحاسٍ بجودةٍ جيّدةٍ تعادل ما يُستحصَل من الخامات الأرضية.<ref>{{استشهاد مختصر|Bahadir|2009|ص=249|لغة=en}}</ref> يأتي النحاس في المرتبة الثالثة من بين الفلزّات المُدَوَّرة بعد الحديد والألومنيوم؛ ويُقدّر أنّ 80% من النحاس المُستخرَج على الإطلاق لا يزال مُستخدَماً حتى الآن نتيجة عمليّات التدوير.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار=http://www.copperinfo.com/environment/recycling.html|عنوان=Recycling: Copper - The World's Most Reusable Resource|تاريخ أرشيف=05-03-2012|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20120305203937/http://www.copperinfo.com/environment/recycling.html
|موقع=Copper Association|لغة=en}}</ref> وفقاً [[مخزون المعادن في المجتمع|لتقريرٍ]] من [[الهيئة الدولية للموارد الطبيعية]] {{#tag:ref|International Resource Panel|group="ط"}} فإنّ الاستهلاك العالمي من النحاس في المجتمع يتراوح بين 35-55 كغ لكلّ نسمة، وهو يرتفع في الدول المتقدّمة ليصل إلى مجالٍ بين 140-300 كغ لكلّ نسمة. لا تختلف عمليّة إعادة تدوير النحاس كثيراً عن إنتاجه من خاماته، ولكنّها تتطلّب خطواتٍ أقلّ، إذ تُصهَرُ [[خردة]] النحاس مرتفع النقاوة في [[فرن الصناعات المعدنية|فرنٍ مخصّصٍ للصناعات المعدنية]] {{#tag:ref|Metallurgical furnace|group="ط"}}، ثمّ يخضع المصهور لتفاعلات [[أكسدة واختزال]]، ثم يُصَبّ على هيئة [[منتجات مصبوبة نصف مصنعة|منتجاتٍ نصف مصنّعة]] مثل الكتل الخام {{#tag:ref|billets|group="ط"}} أو [[صبة|الصَّبَّات]] {{#tag:ref|ingots|group="ط"}}؛ في حين أنّ الخردة منخفضة النقاوة تُذاب في حمض الكبريتيك، ثم تخضع إلى عملية تنقيةٍ كهربائية.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|تاريخ = 06-1998|مسار=https://www.copper.org/publications/newsletters/innovations/1998/06/recycle_overview.html|عنوان=Overview of Recycled Copper: Copper Applications in Health & Environment|تاريخ أرشيف=22-10-2022
|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221022082635/https://www.copper.org/publications/newsletters/innovations/1998/06/recycle_overview.html|موقع= Copper Development Association Inc.|لغة=en|تاريخ الوصول = 03-10-2023}}</ref>

== النظائر ==
يبلغ عدد [[نظائر النحاس]] تسعةً وعشرون نظيراً، منها [[نظير مستقر|نظيران مستقرّان]]، وهما نحاس-63 <sup>63</sup>Cu ونحاس-65 <sup>65</sup>Cu، ويؤلّف [[نظير (كيمياء)|النظير]] <sup>63</sup>Cu زهاء 69% من النحاس في الطبيعة، ولكلٍّ من النظِيرَين المذكورَين [[لف مغزلي|لفٌّ مغزليّ]] {{#tag:ref|Spin|group="ط"}} مقداره {{كسر مائل|3|2}}.<ref name="nubase">{{استشهاد مختصر|Audi|2003|ص=3–128|لغة=en}}</ref> أمّا سائر النظائر فهي [[نويدة مشعة|نظائر مشعّة]]، وأكثرها استقراراً هو النظير المشعّ نحاس-67 <sup>67</sup>Cu [[عمر النصف|بعمر نصفٍ]] {{#tag:ref|half-life|group="ط"}} مقداره 61.83&nbsp;ساعة.<ref name="nubase" />

يوجد سبعة [[مصاوغ نووي|مصاوغات نوويّة]] {{#tag:ref|nuclear isomer|group="ط"}} معروفة للنحاس، وهي [[شبه الاستقرار|شبه مستقرّة]] {{#tag:ref|metastable|group="ط"}}، وأكثرها استقراراً هو <sup>68m</sup>Cu بعمر نصف 3.8 دقيقة. [[اضمحلال نشاط إشعاعي|تضمحلّ]] نظائر النحاس ذات [[عدد كتلي|العدد الكتلي]] الأكبر من 64 وفق نمط [[اضمحلال بيتا]] {{#tag:ref|beta decay β<sup>−</sup>|group="ط"}}؛ أمّا النظائر ذات العدد الكتلي الأقلّ من 64 فتضمحلّ وفق نمط [[انبعاث البوزيترون]] {{#tag:ref|positron emission β<sup>+</sup>|group="ط"}}؛ مع العلم أنّ النظير نحاس-64، بعمر نصف مقداره 12.7 ساعة، يضمحلّ وفق النّمطَين المذكورَين سابقاً.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب |مسار=http://www.nndc.bnl.gov/chart/reCenter.jsp?z=29&n=35 |عنوان=Chart of Nuclides |موقع=National Nuclear Data Center |لغة = en|تاريخ أرشيف=25-08-2013|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20130825141152/http://www.nndc.bnl.gov/chart/reCenter.jsp?z=29&n=35
}}</ref> يُستخدَم النظير نحاس-62 <sup>62</sup>Cu على هيئة [[قائفة مشعة|قائفة مشعّة]] {{#tag:ref|radioactive tracer|group="ط"}} في تقنية [[تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني|التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني]] {{#tag:ref|Positron Emission Tomography (PET)|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Okazawa|1994|ص=1910–1915|لغة=en}}</ref>

== الخواص الفيزيائية ==
[[ملف:Molten_copper_in_bright_sunlight.gif|upright=0.7|تصغير|يسار|النحاس بالقرب من نقطة غليانه، وهو يظهر محافظاً على لونه عند وجود مصدرٍ كافٍ من الضوء ليغطّي على اللون [[توهج|المتوهّج]] البرتقالي.]]
يوجد النحاس في [[ظروف قياسية من الضغط ودرجة الحرارة|الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة]] على هيئة فلزٍّ ذي لون برتقاليٍّ مزهرٍّ، وعند التعرّض الطويل للهواء فإنّه [[فقد اللمعان|يفقد لمعانه]] ويأخذ درجة لون بُنّيّةٍ مُحمَرّة، في حين أنّ [[خدش (علم المعادن)|مَخدَشَهُ]] {{#tag:ref|Streak|group="ط"}} ذو لونٍ أحمر مزهرّ. للنحاس عموماً لون خاصّ ومميّز، إذ يُنسَب إليه [[نحاسي (لون)|اللون النحاسي]]؛ وهو بذلك واحد من بضعة عناصر فلزّية ذات لون مغاير للون الرمادي أو الفضّي النمطي لأغلب الفلزّات.<ref>{{استشهاد مختصر|Chambers|1884|ص=312|لغة=en}}</ref>

يقع النحاس في [[الجدول الدوري]] للعناصر في [[عناصر المجموعة الحادية عشرة|المجموعة الحادية عشرة]] إلى جانب [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضّة]]؛ وهي تعرف باسم [[فلزات النقود|فلزّات النقود]] {{#tag:ref|Coinage metals|group="ط"}}، وتتميّز تلك الفلزات بقابليتها الكبيرة [[مطيلية|للسحب والطرق]]، كما تتميّز بمواصفاتها الجيّدة فيما يخصّ [[ناقلية حرارية|الناقلية الحرارية]] و[[موصل كهربائي|الموصلية الكهربائية]]. يعود السبب في تلك الخواص الفيزيائية المميّزة إلى البنية الذرّية لهذه العناصر؛ [[توزيع إلكتروني|فالتوزيع الإلكتروني]] {{#tag:ref|Electron configuration|group="ط"}} فيها متناظر، إذ يوجد فيه [[إلكترون تكافؤ]] وحيد في المدار s خارج [[غلاف تكافؤ]] ممتلئ في المدار d. ويؤدّي امتلاء الغلاف الإلكتروني d بالإلكترونات فيها إلى انخفاض مساهمة تلك الإلكترونات في التآثرات بين الذرّية {{#tag:ref|interatomic interactions|group="ط"}}، والتي تقوم بها الإلكترونات في الغلاف الإلكتروني s، وتكون على هيئة [[رابطة فلزية|رابطة فلزّية]]. لكن تلك الرابطة الفلزّية في فلزّات النقود ضعيفة بالمقارنة مع الفلزّات الأخرى التي يكون فيها الغلاف الإلكتروني d غير ممتلئ؛ وذلك ما يفسّر انخفاضَ [[صلادة|الصلادة]] لدى النحاس، وقابليتَه الكبيرة للسحب والطرق.<ref name="b1">{{استشهاد مختصر|Trigg|1992|ص=267–272|لغة=en}}</ref>

[[ملف:Cu-Scheibe.JPG|تصغير|يسار|upright=0.7|قرص من النحاس بنقاوة 99.95% مصنوع وفق عملية [[صب مستمر|الصبّ المستمرّ]] {{#tag:ref|Continuous casting|group="ط"}}، و[[تنميش صناعي|مُنَمّش صناعياً]] {{#tag:ref|etched|group="ط"}} لإظهار [[حبيبة بلورية|الحُبَيبَات البلّورية]] {{#tag:ref|crystallite|group="ط"}}.]]
[[ملف:Face-centered cubic.svg|تصغير|120 بك|يمين|يتبلور النحاس وفق نظامٍ بلّوري مكعّب مركزيّ الوجه]]

يتميّز النحاس بناقليّته ومُوصِليَّته الممتازة، إذ يأتي في المرتبة الثانية بعد الفضّة وقبل الذهب من حيث الناقلية الحرارية والكهربائية من بين الفلزّات النقيّة عند [[درجة حرارة الغرفة]]. يعود السبب في ذلك بأنّ مقاومة الإلكترونات للانتقال في الفلزّات عند درجة حرارة الغرفة عائدٌ بشكلٍ أساسيٍّ إلى تبعثر وتشتّت {{#tag:ref|scattering|group="ط"}} الإلكترونات نتيجة الاهتزازات الحرارية {{#tag:ref|thermal vibrations|group="ط"}} للشبكة البلّورية، والتي عادةً ما تكون ضعيفةً في الفلزّات الطريّة.<ref name="b1" /> يتميّز النحاس بأنّه موصلٌ جيّدٌ للكهرباء، إذ تبلغ قيمة [[مقاومة كهربائية|الموصلية الكهربائية]] مقدار 59.6×10<sup>6</sup>&nbsp;[[سيمنز (وحدة)|سيمنز]]/متر. في حين تبلغ [[كثافة التيار|كثافة التيّار]] {{#tag:ref|Current density|group="ط"}} العظمى للنحاس في الهواء الطلق قرابة 3.1×10<sup>6</sup>&nbsp;[[أمبير]]/متر<sup>2</sup>؛ وعند قِيمٍ أعلى من ذلك يبدأ الفلزّ بالتسخّن بشكلٍ مطّردٍ.<ref>{{استشهاد مختصر|Deffenbaugh|2003|ص=12-18|لغة=en}}</ref> يؤثّر وجود بعض [[شوائب|الشوائب]] مثل [[فسفور|الفوسفور]] أو [[حديد|الحديد]] على ناقلية النحاس ويضعّفُها؛ كما قد يخضع النحاس عند تماسه مع فلزّات أخرى إلى [[تآكل جلفاني|التآكل الجلفاني]] {{#tag:ref|Galvanic corrosion|group="ط"}}.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب
|مؤلف = Pierre R. Roberge|عنوان=Galvanic Corrosion|مسار=http://www.corrosion-doctors.org/Forms-galvanic/galvanic-corrosion.htm|موقع=Corrosion Doctors|لغة= en|تاريخ الوصول=03-10-2023
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221108112729/http://www.corrosion-doctors.org/Forms-galvanic/galvanic-corrosion.htm | تاريخ أرشيف = 08-11-2022}}</ref>

تبلغ [[كثافة]] النحاس مقدار 8920&nbsp;كغ/م³، وبذلك ينتمي تصنيفياً إلى [[فلز ثقيل|الفلزّات الثقيلة]]. يتبلور النحاس وفق [[نظام بلوري مكعب|نظامٍ بلّوري مكعّب مركزيّ الوجه]] {{#tag:ref|Face-centered cubic crystal system|group="ط"}}، بالتالي يكون للذرّات المقدرة على [[تعبئة متراصة|تعبئة الفراغات بشكلٍ متراصٍّ]] {{#tag:ref|Close-packing|group="ط"}}، وتكون فيها [[زمرة فراغية|الزمرة الفراغية]] {{#tag:ref|Space group|group="ط"}} من النمط ''Fm{{سطر فوقي|3}}m''. أمّا قيمة [[ثابت الشبكة البلورية|ثابت الشبكة البلّورية]] {{#tag:ref|Lattice constant|group="ط"}} '''a''' فيبلغ 3.615 [[أنغستروم]] (Å)، وذلك يوافق وجود أربع [[وحدة صيغة|وحدات صيغة]] {{#tag:ref|Formula unit|group="ط"}} لكلّ [[وحدة الخلية|وحدة خليّة]] {{#tag:ref|Unit cell|group="ط"}}.<ref group="ألم">{{استشهاد مختصر|Strunz|2001|ص=34|لغة=de}}</ref>

== الخواص الهندسية ==
تبلغ [[نقطة الانصهار|نقطة انصهار]] النحاس 1083.4 °س؛ ويمكن أن تبدأ عمليات [[تطريق|التطريق]] الحرارية عند درجات حرارة تقع في مجالٍ بين 700-800 °س. تقع صلادة النحاس على [[مقياس موس]] {{#tag:ref|Mohs scale of mineral hardness|group="ط"}} ما بين 2.5 إلى 3، وهي توافق قيمة ما بين 77–99 وفق [[اختبار فيكرز للصلادة]] {{#tag:ref|Vickers hardness test|group="ط"}}. يؤدّي [[تصلد بارد|التصلّد الانفعالي]] {{#tag:ref|Work hardening|group="ط"}} عن طريق التسبّب بحدوث [[عيب بلوري|عيوب بلّورية]] {{#tag:ref|Crystallographic defect|group="ط"}} في [[بنية بلورية|الشبكة البلّورية]] {{#tag:ref|crystal lattice|group="ط"}}، مثل [[حد حبيبي|الحدود الحُبَيبيّة]] {{#tag:ref|grain boundaries|group="ط"}}، إلى إعاقة انسحاب المواد عند تطبيق جهدٍ ميكانيكي، ممّا يزيد من الصلادة. لهذا السبب فإنّه عادةً ما يُزَوّد النحاس تجارياً على هيئة [[حبيبة بلورية|حُبَيبَات بلّورية]]، والتي تتميّز بأنها ذات متانة أعلى من الشكل البلّوري الأحادي {{#tag:ref|monocrystalline forms|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Smith|2003|ص=|لغة=en}}</ref>

[[ملف:1953 Canadian Dime in a box of US Dimes.jpg|تصغير|يمين|تُستخدَم سبائك النحاس بشكلٍ كبير في سكّ النقود، كما في المثال المرفق، حيث تبدو قطع نقدية من فئة [[دايم (نقود أمريكية)|الدايم]] {{#tag:ref|Dime|group="ط"}}، سواءً الأمريكية المصنوعة من سبيكة [[نيكل نحاسي|النيكل النحاسي]]، أو الكندية المصنوعة من سبيكة مؤلفة من 80% فضة و20% نحاس.]]
=== السبائك ===
{{أيضا|قائمة سبائك النحاس}}
[[ملف:Kupferstammbaum Ar.png|تصغير|سبائك النحاس]]

يستطيع النحاس أن يشكّل عدداً كبيراً من [[سبيكة|السبائك]] مع العناصر الكيميائية الأخرى، والذي يتجاوز عددها 400 سبيكة.<ref group="وب-ألم">{{استشهاد بويب
|مسار=https://www.kupferinstitut.de/kupferwerkstoffe/kupfer-legierungen/ 
|عنوان=Kupfer-Legierungen 
|تاريخ الوصول = 03-10-2023
| لغة = de
| موقع = Kupferverband e.V.
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20230321122654/https://kupfer.de/kupferwerkstoffe/kupfer-legierungen/
| تاريخ أرشيف = 21-03-2023
}}</ref> ولسبائك النحاس خواصٌ مميّزةٌ من حيث اللون ومقاومة التآكل وسهولة التشغيل الآلي، لذلك تدخل في العديد من التطبيقات العمليّة. من أقدم تلك السبائك وأشهرها سبيكة النحاس مع [[زنك|الزنك]]، والتي تعرف باسم [[نحاس أصفر|النحاس الأصفر]] (أو الصُّفْر) {{#tag:ref|Brass|group="ط"}}؛ وكذلك سبيكة النحاس مع [[قصدير|القصدير]] المعروفة باسم [[برونز|البرونز]]. مع مرور الزمن توسّع استخدام كلمة «{{ط|برونز}}» للإشارة إلى سبيكة النحاس مع عناصر أخرى، مثلما هو الحال مع [[برونز زرنيخي|الزرنيخ]] أو [[برونز مفسفر|الفوسفور]] أو [[برونز الألومنيوم|الألومنيوم]]؛ ويُستخدَم برونز الألومنيوم بشكل واسع في مجال التزيين من أجل إضفاء لونٍ ذهبيّ.<ref name="emsley" />

يُدمَجُ النحاس بشكلٍ شائعٍ في سبائك [[فضة|الفضّة]] و[[ذهب|الذهب]]، وخاصّةً في صياغة الحلي و[[مجوهرات|المجوهرات]]، إذ يساهم في التحكّم [[درجة النقاوة|بالعيار]] ودرجة اللون ونقطة انصهار السبيكة المرجوّة.<ref name="goldalloys" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار=http://www.utilisegold.com/jewellery_technology/colours/colour_alloys/ |عنوان=Gold Jewellery Alloys |موقع=World Gold Council |لغة=en|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090414151414/http://www.utilisegold.com/jewellery_technology/colours/colour_alloys |تاريخ أرشيف=14-04-2009}}</ref> يكثر في اليابان استخدام سبيكة «{{ط|[[شاكودو]]}}» {{#tag:ref|Shakudō|group="ط"}} لأغراض التزيين، وهي مؤلّفة بشكل سائدٍ من النحاس مع نسبة تتراوح بين 4-10% من الذهب.<ref name="Shakudō">{{استشهاد مختصر|Öguchi|1983|ص=125-132|لغة=en}}</ref> من جهةٍ أخرى، تُعرَف سبيكة «{{ط|[[ذهب نوردي|الذهب النوردي]]}}» {{#tag:ref|Nordic Gold|group="ط"}}، والخالية عمليّاً من الذهب، إذ تتكوّن بأغلبيتها من النحاس (89%)، بالإضافة إلى وجود نسبة قياسية من عناصر أخرى تتضمن 5% ألومنيوم و5% زنك و1% قصدير؛ وهي مستخدمةٌ في سكّ [[قطعة 50 سنتيم يورو|قطعة 50 سنت]] في [[منطقة اليورو]].

يشكّل النحاس عدداً من السبائك مع [[نيكل|النيكل]]؛ إذ تدعى سبيكة النحاس الحاوية على نسبة (60-90%) مع النيكل باسم [[نيكل نحاسي|النيكل النحاسي]] {{#tag:ref|cupronickel|group="ط"}}، وهي مستخدمةٌ بشكلٍ واسعٍ في سكّ [[نقود معدنية|النقود المعدنية]]؛<ref>{{استشهاد مختصر|Deane|1968|ص=175-182|لغة=en}}</ref> والتي حلّت محلّ النقود المعدنية التي كان يدخل الفضّة بشكلٍ واسعٍ في تركيبها.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب 
|تاريخ = 24-05-2023|عنوان=What is 90% Silver? |مسار=https://learn.apmex.com/learning-guide/bullion/what-is-junk-silver|موقع=American Precious Metals Exchange |لغة=en|تاريخ الوصول=06-10-2023 |تاريخ أرشيف=10-06-2023|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230610203653/https://learn.apmex.com/learning-guide/bullion/what-is-junk-silver/}}</ref> تتميّز سبيكةٌ مؤلّفةٌ من 90% نحاس و10% نيكل بخواصها الفريدة المقاومة [[تآكل|للتآكل]]، ويوجد لها عددٌ معتبرٌ من التطبيقات، وخاصّةً في المجالات التي تكون فيها الأجسام على تماسٍ مع [[ماء البحر]].<ref>{{استشهاد مختصر|Baboian|2005|ص=368|لغة=en}}</ref> من السبائك المعروفة أيضاً للنحاس مع النيكل سبيكة [[فضة النيكل|فضّة النيكل]] {{#tag:ref|Nickel silver|group="ط"}}، ويكون التركيب النمطي لها على الشكل: 47-64% نحاس و10-25% نيكل و15-42% زنك، مع إمكانية إدخال شوائبٍ من عناصر أخرى.<ref group="ألم">{{استشهاد مختصر|Römpp|1985|ص=2773|لغة=de}}</ref>

== الخواص الكيميائية ==
[[ملف:Copper wire comparison.JPG|يمين|upright=0.6|تصغير|قطعتا نحاس للمقارنة، الأولى ذات سطحٍ غيرَ مؤكسَد (على اليسار)، والثانية ذات سطحٍ مؤكسَد (على اليمين).]]
[[ملف:Royal Observatory Edinburgh East Tower 2010 cropped.jpg|تصغير|البرج الشرقي من [[المرصد الملكي في إدنبرة]] {{#tag:ref|Royal Observatory, Edinburgh|group="ط"}} ويظهر فيه بوضوح التباين بين النحاس المضاف حديثاً أثناء عمليات إعادة الترميم وبين اللون الأخضر العائد إلى أكسدة النحاس الأصلي المضاف أثناء التشييد سنة 1894.]]
لا يتفاعل النحاس مع الماء، لكنه يتفاعل ببطءٍ مع [[أكسجين]] الهواء في تفاعل [[أكسدة (كيمياء)|أكسدة]] مشكّلاً طبقةً بنّيّةً إلى سوداء اللون على السطح من أكسيد النحاس، والتي تقوم على العكس مما هو الحال في [[صدأ|الصدأ]] في [[حديد|الحديد]]، بحماية باقي كتلة الجسم النحاسي من [[تآكل|التآكل]]، وبذلك تقوم تلك الطبقة بدورٍ [[تخميل|مخمّل]] {{#tag:ref|passivation|group="ط"}}. تتشكّل على الأسطح النحاسيّة المتعرّضة لوقت طويل إلى الهواء [[غشاء العتق|طبقةٌ متعتّقة]] {{#tag:ref|Patina|group="ط"}} خضراء من [[زنجار|الزنجار]] {{#tag:ref|Verdigris|group="ط"}}، وهي مادّةٌ تتألّف كيميائياً من [[كربونات النحاس الثنائي|كربونات النحاس القاعدية]]، وتلاحظ عادةً على أسطح المباني القديمة المكسوّة بالنحاس؛<ref name=":0"/> أو التماثيل المصنوعة من النحاس وسبائكه، كما هو الحال في [[تمثال الحرية]] {{#tag:ref|Statue of Liberty|group="ط"}}.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان=Reclothing the First Lady of Metals - Repair Concerns| مسار=http://www.copper.org/education/liberty/liberty_reclothed1.html| موقع =Copper Development Association Inc.|لغة= en|تاريخ الوصول=06-10-2023| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221022082428/https://www.copper.org/education/liberty/liberty_reclothed1.html| تاريخ أرشيف = 22-10-2022}}</ref> يفقد النحاس [[فقد اللمعان|لمعانَه]] عند تعرّضه إلى بعض المركّبات [[كبريت|الكبريتية]]، والذي يتفاعل معها على السطح مشكّلاً عدداً من مركّبات [[كبريتيد النحاس]] المختلفة.<ref>{{استشهاد مختصر|Rickett|1995|ص=3723–3728|لغة=en}}</ref>

لا يُهاجَم النحاس في الشروط العادية من [[حمض الهيدروكلوريك]]؛<ref group="وب-ألم">{{استشهاد بويب| مسار = http://www2.uni-siegen.de/~pci/versuche/v44-24-1.html| عنوان = 4.4.24.1 Reaktion von Metallen mit Salzsäure| موقع = Universität Siegen| لغة = de| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160304053505/http://www2.uni-siegen.de/~pci/versuche/v44-24-1.html| تاريخ أرشيف = 04-03-2016}}</ref> ولكن بوجود شروطٍ مؤكسدةٍ فإنّ النحاس يصبح عرضةً للهجوم من الأحماض، فهو ينحلّ مثلاً في [[حمض الكبريتيك]] الساخن، كما ينحلّ أيضاً في [[حمض النتريك]]،<ref group="وب-ألم">{{استشهاد بويب| مسار = http://www2.uni-siegen.de/~pci/versuche/v44-24-2.html| عنوان = 4.4.24.2 Reaktion von Metallen mit Salpetersäure| موقع = Universität Siegen| لغة = de| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160304054319/http://www2.uni-siegen.de/~pci/versuche/v44-24-2.html| تاريخ أرشيف = 04-03-2016}}</ref> و[[ماء ملكي|الماء الملكي]].<ref group="ألم">{{استشهاد مختصر|Meyers|1888|ص=305|لغة=de}}</ref> يستطيع مزيجٌ من [[بيروكسيد الهيدروجين]] (الماء الأكسجيني) مع حمض الهيدروكلوريك أو حمض الكبريتيك أن يذيبَ النحاس بشكلٍ سريع. يمكن [[حمض عضوي|للأحماض العضوية]] المركّزة أن تهاجم النحاس أيضاً؛ ولكن بالمقابل فإنّه ثابتٌ تجاه [[محلول قلوي|المحاليل القلوية]]. عند [[توهج|توهّج]] النحاس لدرجة الاحمرار يتفاعل النحاس مع الأكسجين ويشكّل طبقةً من [[أكسيد النحاس الأحادي]]؛ من جهةٍ أخرى، يؤدّي تعرّض النحاس إلى [[هيدروجين|الهيدروجين]] أثناء المعالَجات الحرارية إلى حدوث [[تقصف هيدروجيني|تقصّف هيدروجينيّ]] {{#tag:ref|Hydrogen embrittlement|group="ط"}}.

=== المركبات الكيميائية ===
{| class="wikitable" style="float:left; clear:right; margin-left:1em; margin:0 1em 0em 0;"
! colspan="2" |حالات أكسدة النحاس المختلفة وأمثلةٌ من المركّبات الكيميائية عليها
|-
| +1
|[[كلوريد النحاس الأحادي|CuCl]]، [[أكسيد النحاس الأحادي|Cu<sub>2</sub>O]]، [[هيدريد النحاس|CuH]]، [[أسيتيليد النحاس الأحادي|Cu<sub>2</sub>C<sub>2</sub>]]
|-
|'''+2'''
|[[كلوريد النحاس الثنائي|CuCl<sub>2</sub>]]، [[أكسيد النحاس الثنائي|CuO]]، [[كبريتات النحاس الثنائي|CuSO<sub>4</sub>]]
|-
| +3
|KCuO<sub>2</sub>، K<sub>3</sub>CuF<sub>6</sub>
|-
| +4
|Cs<sub>2</sub>CuF<sub>6</sub>
|}
يمكن أن يوجد النحاس بعدّة [[حالة الأكسدة|حالات أكسدة]] (وهي 0 و +1 و +2 و +3 و+4) في [[مركب كيميائي|مركّباته الكيميائية]]؛ وأكثرُها شيوعاً هما حالَتا الأكسدة +1 و +2؛ أمّا الأكثر استقراراً في [[محلول مائي|المحاليل المائية]] فهي حالة الأكسدة +2؛ من جهةٍ أخرى، فإنّ حالة الأكسدة +4 نادرةٌ جدّاً، ولا تصادَف إلّا في البعض القليل من المركّبات الكيميائية، مثلما هو الحال في {{ط|سداسي فلوريد النحاس والسيزيوم Cs<sub>2</sub>CuF<sub>6</sub>}}. قياساً على عناصر أخرى تدعى أحياناً المركّبات الحاوية على النحاس في حالة الأكسدة +1 باسم مركّبات {{ط|النحاسوز}} {{#tag:ref|cuprous|group="ط"}}، أمّا المركّبات الحاوية على النحاس في حالة الأكسدة +2 فتدعى باسم مركّبات {{ط|النحاسيك}} {{#tag:ref|cupric|group="ط"}}. النحاس قادرٌ أيضاً على تشكيل [[معقد تناسقي|معقّدات تناسقية]] {{#tag:ref|Coordination complex|group="ط"}} وكذلك [[مركب نحاس عضوي|مركّبات عضوية فلزّية]] {{#tag:ref|Organocopper compound|group="ط"}}، والتي توجد لها تطبيقات عملية وحيوية مهمّة.<ref>{{استشهاد مختصر|Trammell|2019|ص=2954–3031|لغة=en}}</ref>

[[ملف:CopperIoxide.jpg|تصغير|يمين|100 بك|عيّنة من [[أكسيد النحاس الأحادي]].]]

==== اللاعضوية ====
;الأكاسيد والهيدروكسيد
للنحاس أكسيدان معروفان، وهما أكسيد النحاس الأحادي ({{ط|أكسيد النحاسوز}}) وأكسيد النحاس الثنائي ({{ط|أكسيد النحاسيك}})، ولهما العديد من التطبيقات المعروفة. يوجد [[أكسيد النحاس الأحادي]] Cu<sub>2</sub>O على هيئة صلبٍ أحمر ذي [[نظام بلوري مكعب|نظام بلّوري مكعّب]]؛<ref name="brauer">{{استشهاد مختصر|Baudler|1978|ص=973-979|لغة=de}}</ref> بالمقابل، فإنّ [[أكسيد النحاس الثنائي]] CuO هو مسحوقٌ أسود يوجد في بعض الأحيان على هيئة [[مادة لابلورية|مادّة لابلّورية]] {{#tag:ref|amorphous|group="ط"}}، وفي أحيان أخرى على هيئة صلبٍ وفق [[نظام بلوري أحادي الميل|نظام بلّوري أحادي الميل]] {{#tag:ref|Monoclinic crystal system|group="ط"}}.<ref name=brauer />

أمّا [[هيدروكسيد النحاس الثنائي]] Cu(OH)<sub>2</sub>، فهو صلب ذو لون أخضر مزرقّ، ويُستخدَم في تطبيقاتٍ عديدةٍ مثل [[خضاب|الخُضُب]] وفي [[صبغة الخشب|صباغة الخشب]] {{#tag:ref|Wood stain|group="ط"}} وفي تحضير [[مبيد فطريات|مبيدات الفطريات]].<ref name=":0"/>

;الهاليدات
{{عدة صور
| align = left
| direction = vertical
| width = 130
| image1 = Copper(II)_chloride.jpg
| caption1 = كلوريد النحاس اللامائي
| image2 = Copper(II)_chloride_dihydrate.jpg
| caption2 = كلوريد النحاس ثنائي الهيدرات
| total_width = 
| alt1 = 
}}
تعدّ [[هاليد]]ات النحاس الأحادي والثنائي من المركّبات المعروفة، سواءٌ منها للنحاس الأحادي (من [[فلوريد النحاس الأحادي|الفلوريد]] CuF، و[[كلوريد النحاس الأحادي|الكلوريد]] CuCl، و[[بروميد النحاس الأحادي|البروميد]] CuBr و[[يوديد النحاس الأحادي]] CuI) أو النحاس الثنائي (من [[فلوريد النحاس الثنائي|الفلوريد]] CuF<sub>2</sub> و[[كلوريد النحاس الثنائي|الكلوريد]] CuCl<sub>2</sub> و[[بروميد النحاس الثنائي|البروميد]] CuBr<sub>2</sub>)، ما عدا {{ط|يوديد النحاس الثنائي}}، إذ تؤدّي المحاولات لتحضير هذا المركّب إلى الحصول على [[يوديد النحاس الأحادي]] CuI وعنصر [[يود|اليود]]:

:<chem>2Cu^2+ + 2I^- -> 2 CuI + I2</chem>

[[ملف:Copper sulfate.jpg|تصغير|يمين|100 بك|كبريتات النحاس الثنائي خماسي الهيدرات CuSO<sub>4</sub>.5H<sub>2</sub>O]]
يختلف لون هاليدات النحاس بوجود [[ماء التبلور]] في البنية البلّورية؛ فعلى سبيل المثال، يوجد مركّب [[كلوريد النحاس الثنائي]] CuCl<sub>2</sub> في الحالة النقيّة على هيئة مسحوق بلّوري بنّي، أمّا المركّب ثنائي [[هيدرات|الهيدرات]] CuCl<sub>2</sub>.2H<sub>2</sub>O فيوجد على هيئة بلّورات ذات لون أخضر مزرقّ. أمّا العيّنات النقية من مركّب [[كلوريد النحاس الأحادي]] CuCl فهي على هيئة صلب بلّوري عديم اللون، في حين أنّه في الشروط العادية تكون مشابةً بكلوريد النحاس الثنائي نتيجة أثر الأكسدة، ولذلك تبدو على هيئة مسحوق أخضر اللون.<ref name="brauer"/>

;أملاح أخرى
يعدّ مركّب [[كبريتات النحاس الثنائي]] CuSO<sub>4</sub> من المركّبات الكيميائية المعروفة، ويوجد في العادة بالشكل المائي خماسي [[هيدرات]] CuSO<sub>4</sub>.5H<sub>2</sub>O على هيئة بلّورات زرقاء داكنة، وهو يدعى في كتب التاريخ الكيميائية العربية باسم «{{ط|الزاج الأزرق}}». يوجد هذا المركّب في الطبيعة في معدَنَي [[كلكنتيت|الكلكنتيت]] {{#tag:ref|Chalcanthite|group="ط"}} و[[بوثيت|البوثيت]] {{#tag:ref|Boothite|group="ط"}}. لكبريتات النحاس عددٌ واسع من التطبيقات العملية.<ref name=":0" />

يوجد عددٌ من [[مركب لاعضوي|المركّبات اللاعضوية]] الأخرى للنحاس، من ضمنها [[كبريتيد النحاس الأحادي]] Cu<sub>2</sub>S و[[كبريتيد النحاس الثنائي|الثنائي]] CuS؛ وكذلك أملاح [[نترات النحاس الثنائي|النترات]] Cu(NO<sub>3</sub>)<sub>2</sub> و[[فوسفات النحاس الثنائي|الفوسفات]] Cu<sub>3</sub>(PO<sub>4</sub>)<sub>2</sub>، بالإضافة إلى أملاح [[سيانيد النحاس الأحادي|السيانيد]] CuCN و[[هيدريد النحاس|الهيدريد]] CuH.

;حالات الأكسدة غير الشائعة
تعدّ [[حالة الأكسدة|حالتا الأكسدة]] +3 و+4 نادرَتين بالنسبة لهذا العنصر الكيميائي. تصادَف حالة الأكسدة الثلاثية للنحاس غالباً في الأكاسيد، ومن أبسط الأمثلة عليها أملاح [[نحاسات|النحاسات]] ({{ط|كوبرات}} {{#tag:ref|cuprate|group="ط"}} مثل {{ط|نحاسات البوتاسيوم}} KCuO<sub>2</sub>، وهو مركّب صلبٌ ذو لون أزرق مسودّ.<ref>{{استشهاد مختصر|Brauer|1963|ص=1015|لغة=en}}</ref> تحوي مركّبات [[أكسيد النحاس والباريوم والإتريوم]] {{#tag:ref|Yttrium barium copper oxide (YBCO)|group="ط"}} YBa<sub>2</sub>Cu<sub>3</sub>O<sub>7</sub> على مراكز من النحاس الثنائي والثلاثي، وهي من المواد المتميّزة بأنّها ذات [[توصيل فائق عند درجات حرارة مرتفعة]] {{#tag:ref|High-temperature superconductivity|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Wu|1987|ص=908–910|لغة=en}}</ref> كما هو الحال مع الأكاسيد، فإنّ مركّبات الفلوريد قادرةٌ على تثبيت الأيونات في حالات الأكسدة المرتفعة، مثلما هو الحال في النحاس الثلاثي في مركّب {{ط|سداسي فلورو نحاسات البوتاسيوم}} {{#tag:ref|Potassium hexafluorocuprate(III)|group="ط"}} K<sub>3</sub>CuF<sub>6</sub> وفي النحاس الرباعي في مركّب {{ط|سداسي فلورو نحاسات السيزيوم}} {{#tag:ref|Caesium hexafluorocuprate(IV)|group="ط"}}.

تستطيع بعض البروتينات النحاسية أن تشكّل [[معقد أوكسو|معقّدات أوكسو]] {{#tag:ref|oxo complexes|group="ط"}}، والتي تحوي على النحاس الثلاثي فيها؛<ref>{{استشهاد مختصر|Lewis|2004|ص=1047–1076 |لغة=en}}</ref> من جهةٍ أخرى، يعود استقرار معقّدات النحاس الثلاثي بواسطة [[رباعي ببتيد|رباعيات الببتيد]] {{#tag:ref|tetrapeptides|group="ط"}} إلى التآثر مع الربيطات [[أميد|الأميدية]] منزوعة البروتونات {{#tag:ref|deprotonated amide ligands|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|McDonald|1997|ص=3119–3124|لغة=en}}</ref>

==== المعقدات التناسقية ====
[[ملف:Cu-pourbaix-diagram.svg|تصغير|[[مخطط بوربيه]] {{#tag:ref|Pourbaix diagram|group="ط"}} للنحاس في وسط غير معقّد.]]
إنّ النحاس قادرٌ مثلَهُ مثلَ باقي [[فلز انتقالي|الفلزّات الانتقالية]] على تشكيل معقّدات تناسقية مع [[ربيطة|رُبَيطات]] {{#tag:ref|ligands|group="ط"}} متنوّعة. في [[محلول مائي|المحاليل المائية]] يوجد النحاس الثنائي على هيئة أيون سداسي [[هيدرات|الهيدرات]] <sup>2+</sup>[Cu(H<sub>2</sub>O)<sub>6</sub>]، ويبدي هذا المعقّد أسرع معدّل استبدال للربيطات لأيّ [[معقد مائي|معقّد مائي]] {{#tag:ref|Metal aquo complex|group="ط"}} من بين الفلزّات الانتقالية.

تؤدّي إضافة أنيونات [[هيدروكسيد|الهيدروكسيد]] إلى الوسط إلى [[ترسيب (كيمياء)|ترسّب]] {{#tag:ref|Precipitation |group="ط"}} صلبٍ أزرق من هيدروكسيد النحاس الثنائي
:<chem>2Cu^2+ + 2OH^- -> Cu(OH)2 </chem>

[[ملف:Tetramminkupfer(II)-sulfat-Monohydrat Kristalle.png|تصغير|يمين|120 بك|بلّورات زرقاء داكنة من [[كبريتات رباعي أمين النحاس الثنائي]].]]
وذلك الأمر يحدث بدايةً عند إضافة [[هيدروكسيد الأمونيوم]]، إلّا أنّ إضافةَ كمّيّات فائضةٍ منه إلى الوسط يؤدّي إلى انحلال الراسب مشكّلاً [[معقد أميني|معقّداً أمينياً]] {{#tag:ref|Metal ammine complex|group="ط"}} من {{ط|هيدروكسيد رباعي أمين ثنائي ماءات النحاس الثنائي}} <sub>2</sub>(OH)&nbsp;[Cu(NH<sub>3</sub>)<sub>4</sub>(H<sub>2</sub>O)<sub>2</sub>]، والمعروف باسم «[[كاشف شفايتزر]]» {{#tag:ref|Schweizer's reagent|group="ط"}}. تشكّل العديد من [[أنيون أكسجيني|الأنيونات الأكسجينية]] {{#tag:ref|oxyanions|group="ط"}} الأخرى [[معقد مائي|معقّدات مائية]]، وتلك تتضمّن [[أسيتات النحاس الثنائي]] Cu(CH<sub>3</sub>COO)<sub>2</sub> و[[نترات النحاس الثنائي]] Cu(NO<sub>3</sub>)<sub>2</sub> و[[كربونات النحاس الثنائي]] CuCO<sub>3</sub>. أما [[كبريتات النحاس الثنائي]] CuSO<sub>4</sub> فيوجد على شكل مائي خماسي الهيدرات، ويكثر استخدامه [[مبيد فطريات|مبيداً للفطريات]] {{#tag:ref|fungicide|group="ط"}} ضمن [[مزيج بوردو]] {{#tag:ref|Bordeaux mixture|group="ط"}}.

تستطيع مركّبات [[بوليول|البوليول]] {{#tag:ref|Polyols|group="ط"}} الحاوية على مجموعات متعدّدة من مجموعات [[كحول|الكحول]] الوظيفية أن تتآثر مع أملاح النحاس الثنائي، وتستخدَم لذلك الغرض من أجل اختبار [[سكر مختزل|السكّريات المُختَزِلة]] {{#tag:ref|reducing sugars|group="ط"}}، إذ يعتمدُ [[كاشف بندكت]] {{#tag:ref|Benedict's reagent|group="ط"}} و[[محلول فهلنغ]] {{#tag:ref|Fehling's solution|group="ط"}} على وجود أيونات النحاس الثنائي الزرقاء التي تتعرّض إلى تحوّل لوني نتيجة حدوث تفاعل [[اختزال (كيمياء)|اختزال]] إلى أكسيد النحاس الأحادي الأحمر. يستطيع كاشف شفايتزر والمعقّدات التناسقية المتعلّقة مع [[ثنائي أمين الإيثيلين]] {{#tag:ref|ethylenediamine|group="ط"}} والأمينات الأخرى أن تذيب [[سليولوز|السليولوز]].<ref>{{استشهاد مختصر|Saalwächter|2000|ص=4094–4107|لغة=en}}</ref> تستطيع [[حمض أميني|الأحماض الأمينية]] أن تشكّل [[استخلاب|معقّدات مُتَمَخْلِبة]] {{#tag:ref|chelate complexes|group="ط"}} شديدة الاستقرار مع النحاس الثنائي.<ref>{{استشهاد مختصر|Deodhar|2014|ص=1|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Kelly|2015|ص=e52901|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Karan|2018|ص=844|لغة=en}}</ref>

==== المركبات العضوية ====
تُعرّف المركّبات الحاوية على [[رابطة كيميائية]] بين النحاس و[[كربون|الكربون]] باسم [[مركب نحاس عضوي|مركّبات النحاس العضوية]]؛ و[[اصطناع عضوي|تُصطَنع]] من مفاعلة مركّبات النحاس الأحادي إمّا مع [[كاشف غرينيار]] {{#tag:ref|Grignard reagents|group="ط"}} أو [[ألكاين|الألكاينات الطرفية]] {{#tag:ref|terminal alkynes|group="ط"}} أو [[مركب ليثيوم عضوي|مركّبات الليثيوم العضوية]]؛ وفقاً للتفاعل الأخير المذكور يمكن الحصول على [[كاشف جلمان]] {{#tag:ref|Gilman reagent|group="ط"}}. يمكن لمركّبات النحاس العضوية أن تخضع إلى [[تفاعل استبدال]] {{#tag:ref|substitution reaction|group="ط"}} مع [[هاليد الألكيل|هاليدات الألكيل]] لتشكّل نواتج [[تفاعل ازدواج]]، وتلك خطوةٌ مهمّةٌ في مجال الاصطناع العضوي. رغم ارتفاع [[حساسية للصدمة|الحساسية للصدمة]]، ولكن يُستعَان بمركّب [[أسيتيليد النحاس الأحادي]] في تفاعلات كيمياء النحاس العضوية، مثل [[ازدواج كاديوت-خودكيفيتش]] {{#tag:ref|Cadiot–Chodkiewicz coupling|group="ط"}}؛<ref>{{استشهاد مختصر|Berná|2008|ص=4464–4468|لغة=en}}</ref> و[[ازدواج سونوغاشيرا]] {{#tag:ref|Sonogashira coupling|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Chinchilla|2007|ص=874–922|لغة=en}}</ref> تساهم مركّبات النحاس العضوية أيضاً في إنجاز تفاعلات [[إضافة مترافقة محبة للنوى|إضافة مترافقة محبّة للنوى]] {{#tag:ref|Nucleophilic conjugate addition|group="ط"}} إلى {{ط|مركّبات كربونيل ألفا وبيتّا غير المُشبَعة}} {{#tag:ref|α,β-Unsaturated carbonyl compound|group="ط"}} (إينونات {{#tag:ref|enones|group="ط"}})؛<ref>{{استشهاد مختصر|Iyer|1986|ص=1|لغة=en}}</ref> وفي إنجاز تفاعلات [[إضافة كربون فلزية|إضافة الكربون الفلزّية]] {{#tag:ref|carbometalation|group="ط"}} للنحاس {{#tag:ref|carbocupration|group="ط"}} إلى الألكاينات.<ref>{{استشهاد مختصر|Kharasch|1941|ص=2308–2316|لغة=en}}</ref> يستطيع النحاس الأحادي أن يشكّل العديدَ من المعقّدات الضعيفة مع [[ألكين|الألكينات]] و[[أحادي أكسيد الكربون]]، خاصّةً عند وجود الرُّبَيطات الأمينية.<ref>{{استشهاد مختصر|Imai|1998|ص=3066–3070|لغة=en}}</ref>

[[ملف:FlammenfärbungCu.png|تصغير|upright=0.3|يسار|[[اختبار اللهب]] للكشف عن النحاس]]

=== التحليل الكيميائي ===
يعطي [[اختبار اللهب]] التقليدي للكشف عن أيونات النحاس لوناً بين الأزرق إلى الأزرق المخضرّ، وذلك في مجال اللهب المؤكسِد، أمّا في مجال اللهب المختَزِِل فلا يعطي الاختبار نتيجةً واضحةً وذلك لأنّ اللون الناتج الأحمر أو الأحمر البنّي قريب من لون اللهب. وفق [[تحليل نوعي|التحليل النوعي]] بالوسائل التحليليّة التقليديّة فإنّ النحاس يندرج ضمن قائمة الكاتيونات التي يمكن فصلها عن الوسط باستخدام [[كبريتيد الهيدروجين]] H<sub>2</sub>S على هيئة [[كبريتيد النحاس]]، ويُكشَف عن النحاس بواسطة تشكيل معقّد رباعي أمين النحاس ([[كاشف شفايتزر]]). من جهةٍ أخرى، يستطيع محلول [[فروسيانيد البوتاسيوم|فرّوسيانيد البوتاسيوم]] أن يرسّب أيونات النحاس الثنائي على شكل {{ط|سداسي سيانوفرّات النحاس الثنائي}} Cu<sub>2</sub>[Fe(CN)<sub>6</sub>]، وهذا التفاعل حسّاسٌ بالقدر الكافي للكشف عن كمّيّات ضئيلةٍ من أيونات النحاس.

بالنسبة [[تحليل كمي (كيمياء)|للتحليل الكمّي]] للنحاس فذاك يُنجَز وفق أسلوب [[تحليل وزني كهربائي|التحليل الوزني الكهربائي]] {{#tag:ref|Electrogravimetry|group="ط"}} باستخدام [[قطب كهربائي|أقطاب كهربائية]] من [[بلاتين|لبلاتين]] في محلولٍ من أيونات النحاس الثنائي المُحَمَّضة بحمض الكبريتيك. كما يمكن إجراء [[معايرة يودية]] {{#tag:ref|Iodometry|group="ط"}} أو [[معايرة تشكل المعقدات|معايرة تشكّل المعقّدات]] {{#tag:ref|Complexometric titration|group="ط"}} باستخدام [[موركسيد|الموركسيد]] {{#tag:ref|Murexide|group="ط"}} [[مؤشر (كيمياء)|مؤشّراً]] كيميائيّاً لونيّاً. للكشف عن آثار نزرةٍ من النحاس تُستخدَم تقنيّات [[تحليل آلي|التحليل الآلي]] مثل [[قياس الاستقطابية]] {{#tag:ref|Polarography|group="ط"}} أو [[مطيافية ذرية|المطيافية الذرّية]] {{#tag:ref|Atomic spectroscopy|group="ط"}} أو [[مطيافية كتلة مزودة ببلازما مقترنة بالحث|مطيافية كتلة مزوّدة ببلازما مقترنة بالحثّ]] {{#tag:ref|Inductively coupled plasma mass spectrometry (ICP-MS)|group="ط"}}؛ أو باستخدام تقنية [[قياس فولتي|القياس الفولتي]] {{#tag:ref|Voltammetry|group="ط"}}.<ref group="ألم">{{استشهاد مختصر|Neeb|1969|ص=185–188|لغة=en}}</ref>

== الدور الحيوي ==
للنحاس دورٌ حيويٌّ مهمٌّ لعددٍ معتبرٍ من الكائنات الحيّة؛ وهو يعدّ بالنسبة للإنسان من [[عنصر معدني (تغذية)|العناصر المهمّ وجودها في الغذاء]]، وهو يتركّز في الكبد والعضلات والعظام؛<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب |مؤلف =  Larry E. Johnson|عنوان = Copper |لغة = en|موقع = Merck Sharp & Dohme Corp., a subsidiary of Merck & Co., Inc. |مسار = http://www.merckmanuals.com/home/disorders_of_nutrition/minerals/copper.html |تاريخ الوصول = 01-04-2013|تاريخ أرشيف = 07-03-2016|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160307024751/http://www.merckmanuals.com/home/disorders_of_nutrition/minerals/copper.html}}</ref> بحيث أنّ جسم الإنسان يحوي وسطياً على كمّيّة تتراوح بين 1.4 إلى 2.1 ميليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار=http://www.copper.org/consumers/health/cu_health_uk.html|عنوان=Copper in human health
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221027032847/https://www.copper.org/consumers/health/cu_health_uk.html 
|لغة= en| تاريخ الوصول = 02-10-2023| موقع = Copper Development Association Inc.| تاريخ أرشيف = 27-10-2022 }}</ref>

=== الكيمياء الحيوية ===
[[ملف:Thylakoid membrane ar.png|تصغير|upright=2|إنّ عمليّات نقل الإلكترون في عملية التركيب الضوئي هي عمليّات معقّدة، ويساهم فيها بروتين [[بلاستوسيانين]] {{#tag:ref|plastocyanin|group="ط"}}، وهو من عائلة البروتينات النحاسية.]]
بدأت الأهميّة الحيوية للنحاس مع ظهور الأكسجين في [[غلاف الأرض الجوي|غلاف الأرض الجوّي]]؛<ref>{{استشهاد مختصر|Decker|2000|ص=1777–1782|لغة=en}}</ref> فالنحاس أساسيٌّ وضروريٌّ في عمليّات [[تنفس خلوي|التنفّس الخلويّ]] لدى جميع [[حقيقيات النوى|حقيقيّات النوى]] {{#tag:ref|eukaryotes|group="ط"}}؛ إذ يوجد في [[ميتوكندريون|الميتوكندريون]] (متقدّرات) {{#tag:ref|mitochondria|group="ط"}} في إنزيم [[سيتوكروم سي أكسيداز]] {{#tag:ref|cytochrome c oxidase|group="ط"}}، والذي يمثّل البروتين الأخير في حلقة [[فسفرة تأكسدية|الفسفرة التأكسدية]] {{#tag:ref|oxidative phosphorylation|group="ط"}}. يريط الإنزيم المذكور جزيء [[أكسجين]] بين ذرّتي نحاس و[[حديد]]، وينقل البروتين ثمانية إلكترونات إلى جزيء الأكسجين، فيحدث تفاعل [[أكسدة واختزال]] وينتج جزيئان من [[ماء|الماء]]. تقوم [[بروتين نحاسي|البروتينات النحاسيّة]] {{#tag:ref|Copper proteins|group="ط"}} بدورٍ مهمٍّ في عمليّات [[انتقال الإلكترون]] الحيوية، وذلك عبر ضبط وتنسيق عمليّات [[سلسلة نقل الإلكترون]] الحيوية؛ وفي عمليّات نقل الأكسجين، وتلك عمليّات تستغلّ تغيّر [[حالة الأكسدة]] السهل نسبياً بين النحاس الأحادي والثنائي.<ref>{{استشهاد مختصر|Vest|2012|ص=451–478|لغة=en}}</ref>

يوجد النحاس أيضاً في العديد من إنزيمات [[سوبر أكسيد ديسميوتاز]] {{#tag:ref|superoxide dismutase|group="ط"}}، وهي بروتينات تحفّز تفكّك وتحلّل مركّبات [[فوق أكسيد|فوق الأكاسيد]] {{#tag:ref|superoxides|group="ط"}} بتحويلها وفق [[تفاعل عدم تناسب]] {{#tag:ref|disproportionation|group="ط"}} إلى أكسجين و[[بيروكسيد الهيدروجين]]؛ كما يوجد في إنزيم {{ط|مختزلة أكسيد النتروز}} {{#tag:ref|nitrous-oxide reductase|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Schneider|2014|ص=177–210|لغة=en}}</ref>

يحمل بروتين [[هيموسيانين]] {{#tag:ref|hemocyanin|group="ط"}} الأكسجين في بعض الكائنات الحيّة، وتتضمّن أغلب [[رخويات|الرخويات]] وبعض [[مفصليات الأرجل]] مثل [[سرطان حدوة الحصان]]. نظراً لكون الهيموسيانين ذا لون أزرق، فإنّ لتلك الكائنات الحيّة [[دم]]اً أزرق اللون، على العكس من أغلب الكائنات الأخرى ذات لون الدمّ الأحمر، التي ينقل فيها بروتين [[هيموغلوبين]] المعتمد على [[حديد|الحديد]] الأكسجين في الدم. ترتبط إنزيمات [[لاكاز|اللاكاز]] {{#tag:ref|laccase|group="ط"}} و[[تايروسيناز|التايروسيناز]] {{#tag:ref|tyrosinase|group="ط"}} بنيوياً بالهيموسيانين؛ ولكنها تقوم عوضاً عن الارتباط العكوس بالأكسجين بإجراء عمليّة [[إضافة هيدروكسيل]] (هدرلة {{#tag:ref|Hydroxylation|group="ط"}}) [[ركيزة (كيمياء حيوية)|للركيزة]]، ويتمثّل ذلك الدور في تشكّل [[طلاء اللك]] الطبيعي.

=== الدور المضاد للميكروبات ===
يعدّ النحاس ذا تأثير سمّيٍّ بالنسبة لبعض [[ميكروب|الكائنات الحيّة الدقيقة]] من الجراثيم والميكروبات، حتّى بتراكيز ضئيلة.<ref>{{استشهاد مختصر|Warnes|2013|ص=e75017|لغة=en}}</ref> ووجدت دراسة أنّ الأسطح المصنوعة من النحاس تقضي على 63% من جراثيم [[مكورة عنقودية ذهبية|المكوّرة العنقودية الذهبية]] {{#tag:ref|''Staphylococcus aureus''|group="ط"}}؛ ممّا دفع بعض العيادات والمشافي إلى تجربة صناعة [[مقبض الباب|مقابض الأبواب]] من النحاس وسبائكه.<ref group="وب-ألم">{{استشهاد بويب |مؤلف =  Jens Oliver Bonnet Konzernbereich| عنوان= Kupfer gegen Keime: Erwartungen wurden übertroffen|مسار=https://idw-online.de/de/news320667|لغة=de| تاريخ =16-06-2009
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220703165102/https://idw-online.de/de/news320667 | تاريخ أرشيف = 03-07-2022|تاريخ الوصول=05-10-2023}}</ref> بيّنت التجارب أنّ التماس المباشر بين النحاس والميكروبات يؤدّي إلى الإضرار بغلافها الخلوي، ممّا يضعّفها تجاه العوامل المطهّرة الأخرى؛ إذ أنّ أيونات النحاس ذات إلفة كبيرة إلى [[ثيول|مجموعات الثيول]] الطرفية الموجودة في البروتينات الغشائية للميكروبات فترتبط معها وتعطّل عملها، كما تقوم أيونات النحاس أيضاً بأكسدة [[ليبيد|الليبيدات]] في [[غشاء خلوي|الغشاء الخلوي]]، ممّا يؤدّي إلى إطلاق [[جذر كيميائي|جذور كيميائية حرّة]] تساهم في تخريب جزيئات [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين]] لتلك الميكروبات.<ref>{{استشهاد مختصر|Mathews|2013|ص=2605-2611|لغة=en}}</ref>

== التغذية والصحة ==
{{أيضا|النحاس في الصحة}}
[[ملف:ARS copper rich foods.jpg|تصغير|أصناف من الغذاء الغنيّ بالنحاس]]
من الضروري أن يحوي غذاء الإنسان على النحاس، حتّى [[عنصر شحيح|بتراكيز ضئيلة]]، لذا فهو من [[مغذي ضروري|المغذّيات الضرورية]]؛ ويحتاج الإنسان وسطياً إلى ما يقارب 2 ميليغرام من النحاس لكل كيلوغرام من وزن الجسم.<ref name="copper.org" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار = http://www.copper.org/consumers/health/papers/cu_health_uk/cu_health_uk.html|عنوان = Amount of copper in the normal human body, and other nutritional copper facts|لغة = en|موقع = Copper Development Association Inc.|تاريخ الوصول = 03-04-2009|تاريخ أرشيف = 10-04-2009|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090410055140/http://www.copper.org/consumers/health/papers/cu_health_uk/cu_health_uk.html}}</ref> يُعثَر على النحاس في أصنافٍ مختلفة من الغذاء مثل [[حبة (توضيح)|الحبوب]] و[[لحم|اللحوم]] و[[قائمة الخضراوات الجذرية|الخضراوات الجذرية]]، و[[بقل|البقول]] و[[مكسرات|المكسّرات]].<ref group="وب-ألم">{{استشهاد بويب| عنوان = Die Bedeutung von Kupfer im menschlichen Körper: eine kurze Übersicht|مؤلف = Denise herzog| تاريخ = 01-2010| مسار = https://www.rosenfluh.ch/media/ernaehrungsmedizin/2010/01/Die_Bedeutung_von_Kupfer_im_menschlichen_Koerper.pdf|موقع = rosenfluh.ch|لغة = de| تاريخ أرشيف = 12-10-2023| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20231012163434/https://www.rosenfluh.ch/media/ernaehrungsmedizin/2010/01/Die_Bedeutung_von_Kupfer_im_menschlichen_Koerper.pdf| تاريخ الوصول = 12-10-2023}}</ref>

=== الامتصاص ===
[[امتصاص (هضم)|يُمتصّ]] النحاس في جسم الإنسان في الأمعاء، ثم يُنقَل إلى [[كبد|الكبد]] مرتبطاً مع [[ألبيومين المصل|الألبومين]] {{#tag:ref|Serum albumin|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Adelsteinl|1961|ص=892–897|لغة=en}}</ref> ومن الكبد يتوزّع النحاس إلى الأنسجة الأخرى في مرحلةٍ لاحقةٍ، والتي يقوم فيها بروتين [[سيرولوبلازمين|السيرولوبلازمين]] {{#tag:ref|Ceruloplasmin|group="ط"}} بحمل ذرّات النحاس في بلازما الدم.<ref name = "Hellman">{{استشهاد مختصر|Hellman|2002|ص=439–458|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Linder|1998|ص=965S–971S|لغة=en}}</ref> يخضع النحاس في الجسم عادةً إلى [[دورة معوية كبدية]] {{#tag:ref|enterohepatic circulation|group="ط"}}، ويكون الجسم قادراً على طرح الفائض منه، وأحياناً عبر [[صفراء|العصارة الصفراوية]].<ref>{{استشهاد مختصر|Frieden|1976|ص=187–236|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Percival|1990|ص=C140–C146|لغة=en}}</ref>

=== التوصيات الغذائية ===
حدَّثت [[الأكاديمية الوطنية للطب (الولايات المتحدة الأمريكية)|الأكاديمية الوطنية للطبّ]] {{#tag:ref|National Academy of Medicine|group="ط"}} في الولايات المتّحدة الأمريكية (سابقاً تحت اسم المعهد الأمريكي للطبّ) {{#tag:ref|Institute of Medicine (IoM)|group="ط"}} [[كمية غذائية مرجعية|معدّل الحاجة التقريبي]] {{#tag:ref|Estimated Average Requirements (EARs)|group="ط"}} و[[كمية غذائية مرجعية|الكمّيّات المُوصى بتناولها]] {{#tag:ref|Recommended Dietary Allowances (RDAs)|group="ط"}} من النحاس في سنة 2001.<ref name="IoM">{{استشهاد مختصر|National Academies|2001|ص=224–257|لغة=en}}</ref> وفي حال عدم توفّر بيانات كافية من أجل تحديد الكمّيّات المذكورة عمدت الأكاديمية إلى وضع [[كمية غذائية مرجعية|قيم المدخول الكافي]] {{#tag:ref|Adequate Intakes (AIs)|group="ط"}} عوضاً عن ذلك، وذلك على الشكل التالي: مقدار 200 ميكروغرام من النحاس للأطفال من عمر 0-6 أشهر بالنسبة للذكور والإناث؛ وبمقدار 220 ميكروغرام من النحاس للأطفال من عمر 7-12 شهر بالنسبة للذكور والإناث.<ref name="IoM"/> بالنسبة لكلا الجنسين كانت الكمّيّات المُوصى بتناولها من النحاس على الشكل: مقدار 340 ميكروغرام للأطفال بين عمر 1-3 سنة؛ وبمقدار 440 ميكروغرام للأطفال بين عمر 4-8 سنة؛ وبمقدار 700 ميكروغرام للأطفال بين عمر 9-13 سنة؛ وبمقدار 890 ميكروغرام للناشئة بين عمر 14–18 سنة؛ وبمقدار 900 ميكروغرام للبالغين؛ وبمقدار 1000 ميكروغرام بالنسبة للحوامل، وبمقدار 1300 ميكروغرام للمرضعات.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = Dietary Reference Intakes: RDA and AI for Vitamins and Elements| مسار = http://www.nationalacademies.org/hmd/~/media/Files/Activity%20Files/Nutrition/DRI-Tables/2_%20RDA%20and%20AI%20Values_Vitamin%20and%20Elements.pdf?la=en| موقع = National Academy of Sciences|لغة = en|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181113060244/http://www.nationalacademies.org/hmd/~/media/Files/Activity%20Files/Nutrition/DRI-Tables/2_%20RDA%20and%20AI%20Values_Vitamin%20and%20Elements.pdf?la=en|تاريخ أرشيف = 13-11-2018|تاريخ الوصول = 18-04-2018}}</ref> ومن أجل السلامة حُدِّدَ المستوى الأقصى المقبول {{#tag:ref|Tolerable upper intake levels (ULs)|group="ط"}} بالنسبة للنحاس بمقدار 10 ميليغرام في اليوم.<ref name="IoM"/>

وضعت [[الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية]] {{#tag:ref|European Food Safety Authority (EFSA)|group="ط"}} مقادير ضابطة مقاربة، ولكنها أعلى نسبياً لما هو متّبع في الولايات المتّحدة. فبالنسبة للبالغين حُدِّدَت قيم المدخول الكافي بمقدار 1.3 و1.6 ميليغرام في اليوم بالنسبة للنساء والرجال على الترتيب؛ في حين أنّها بالنسبة للحوامل والمرضعات بمقدار 1.5 ميليغرام في اليوم؛ أمّا بالنسبة للأطفال والناشئة من عمر 1-17 سنة فتزداد القيم بشكل تدريجي من 0.7 إلى 1.3 ميليغرام في اليوم.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب 
|عنوان=Overview on Dietary Reference Values for the EU population as derived by the EFSA Panel on Dietetic Products, Nutrition and Allergies |تاريخ=09-2017 |موقع = European Food Safety Authority
|لغة = en|مسار=https://www.efsa.europa.eu/sites/default/files/assets/DRV_Summary_tables_jan_17.pdf
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221111010556/https://www.efsa.europa.eu/sites/default/files/assets/DRV_Summary_tables_jan_17.pdf | تاريخ أرشيف = 11-11-2022|تاريخ الوصول = 11-10-2023}}</ref>

=== النقص ===
يؤدّي عدم حصول الجسم على المدخولات الكافية من النحاس إلى حدوث حالة [[نقص النحاس]] {{#tag:ref|copper deficiency|group="ط"}}، ولكنّها حالة نادرة الحدوث، وقد تظهر بسبب [[مرض مينكيس]] {{#tag:ref|Menkes disease|group="ط"}}؛<ref>{{استشهاد مختصر|Mercer|1998|ص=1022S–1028S|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Lutsenko|2007|ص=1011–1046|لغة=en}}</ref> وكذلك عند حدوث حالات [[إسهال]] شديدة مطوّلة، أو عند الأطفال الخُدَّج، أو في حالات [[سوء التغذية]] و[[جوع شديد|الجوع الشديد]] أو بسبب [[سوء الامتصاص]] المرافق لحالات مرضيّة أخرى، مثل [[داء بطني|الداء البطني]] أو [[داء كرون]] {{#tag:ref|Crohn's disease|group="ط"}} أو [[تليف كيسي|التليّف الكيسي]] {{#tag:ref|Cystic fibrosis|group="ط"}}.<ref name="Half">{{استشهاد مختصر|Halfdanarson|2008|ص=523–531|لغة=en}}</ref> ونظراً لتداخل النحاس في دور امتصاص الحديد، فقد يكون لنقص النحاس أعراضاً مشابهةً [[فقر الدم|لفقر الدم]]؛ بالإضافة إلى أعراض أخرى تتضمّن [[قلة الخلايا المتعادلة|قلّة الخلايا المتعادلة]] {{#tag:ref|Neutropenia|group="ط"}} واضطرابات في النموّ وتشوّهات في نموّ العظام، و[[نقص التصبغ|نقص التصبّغ]] {{#tag:ref|Hypopigmentation|group="ط"}}، و[[هشاشة العظام]] {{#tag:ref|osteoporosis|group="ط"}} و[[فرط الدرقية]] {{#tag:ref|hyperthyroidism|group="ط"}} بالإضافة إلى حدوث اضطرابات في [[أيض الكربوهيدرات|استقلاب الغلوكوز]] و[[أيض الليبيدات|الكوليسترول]]. قد يساعد تحليل الدم في بعض الأحيان في الكشف عن حالات نقص النحاس الشديدة، إلّا أنّه لا توجد معايير ضابطة معتمدة لذلك.<ref name="Bonhametal2002">{{استشهاد مختصر|Bonham|2002|ص=393–403|لغة=en}}</ref>
[[ملف:Kayser-Fleischer ring.jpg|تصغير|120 بك|يمين|إنّ ظهور [[حلقة كايزر-فلايشر]] {{#tag:ref|Kayser–Fleischer ring|group="ط"}} يعدّ من الأعراض المميّزة لفرط النحاس في الجسم.]]

=== الفرط والسمية ===
يؤدّي تجمّع النحاس في أنسجة الجسم إلى حدوث [[داء ويلسون]] {{#tag:ref|Wilson's disease|group="ط"}}؛ وهو يحدث بسبب [[اضطراب جيني]] وتتركّز أعراضه في الدماغ والكبد.<ref name=NIH2014 group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|تاريخ الوصول=06-11-2016|عنوان=Wilson Disease|مسار=https://www.niddk.nih.gov/health-information/health-topics/digestive-diseases/wilson-disease/Pages/facts.aspx|موقع=The National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases|لغة = en
|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20161004223012/https://www.niddk.nih.gov/health-information/health-topics/digestive-diseases/wilson-disease/Pages/facts.aspx|تاريخ أرشيف=04-10-2016}}</ref> من جهةٍ أخرى، وُجِدَ أنّ هناك ارتباطٌ بين ارتفاع مستويات النحاس وبين تدهور حالات [[مرض آلزهايمر]].<ref>{{استشهاد مختصر|Brewer|2012|ص=107–113|لغة=en}}</ref>

أمّا التراكيز المرتفعة من هذا العنصر فتؤدّي إلى حدوث حالة [[تسمم بالنحاس|التسمّم بالنحاس]] {{#tag:ref|Copper toxicity|group="ط"}}، وقد يكون السبب في ذلك هو توليد [[مركبات الأكسجين التفاعلية|أنواع كيميائية أكسجينية نشيطة كيميائياً]] {{#tag:ref|reactive oxygen species|group="ط"}} قادرة على تحطيم [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين]] {{#tag:ref|DNA|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Li|1994|ص=1421–1427|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Starkebaum|1986|ص=1370–1376|لغة=en}}</ref> إلّا أنّ تلك الحالة نادرة الحدوث عند البشر،<ref name="copper.org" group="وب-إنج"/> بالمقابل فإنّ ارتفاع نسبة النحاس في الحيوانات بنسبة أكبر من 30 ميليغرام/الكيلوغرام يؤدّي غالباً إلى حالات تسمّم.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = Copper Sulfate
|تاريخ = 05-1994|لغة = en|مسار = http://pmep.cce.cornell.edu/profiles/extoxnet/carbaryl-dicrotophos/copper-sulfate-ext.html|موقع= Cornell University| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160429183713/http://pmep.cce.cornell.edu/profiles/extoxnet/carbaryl-dicrotophos/copper-sulfate-ext.html | تاريخ أرشيف = 29-04-2016}}</ref>
{{-}}

== المخاطر ==
حَدّدت [[إدارة السلامة والصحة المهنية|إدارة السلامة والصحّة المهنية]] {{#tag:ref|Occupational Safety and Health Administration (OSHA)|group="ط"}} في الولايات المتّحدة الأمريكية [[حد التعرض المسموح|حدّ التعرّض المسموح]] {{#tag:ref|permissible exposure limit (PEL)|group="ط"}} به من غبار النحاس وأبخرته في [[مكان العمل]] في متوسّط زمني مُثَقّل {{#tag:ref|time-weighted average (TWA)|group="ط"}} بمقدار 1&nbsp;مغ/م<sup>3</sup>؛<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار = https://www.cdc.gov/niosh/npg/npgd0151.html
|عنوان = NIOSH Pocket Guide to Chemical Hazards: Copper fume (as Cu)| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20230304112447/https://www.cdc.gov/niosh/npg/npgd0151.html| تاريخ أرشيف = 04-03-2023| موقع = Centers for Disease Control and Prevention| لغة = en| تاريخ الوصول = 07-10-2023}}</ref> أمّا [[المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية|المعهد الوطني للسلامة والصحّة المهنية]] {{#tag:ref|National Institute for Occupational Safety and Health (NIOSH)|group="ط"}} فوُضِعَ [[حد التعرض الموصى به|حدّ التعرّض الموصى به]] {{#tag:ref|recommended exposure limit (REL)|group="ط"}} من النحاس بمقدار 1&nbsp;مغ/م<sup>3</sup> أيضاً؛ أمّا المقدار الذي يسبّب [[خطورة فورية للحياة أو الصحة|خطورةً فوريةً للحياة أو الصحّة]] {{#tag:ref|IDLH|group="ط"}} فيبلغ 100&nbsp;مغ/م<sup>3</sup>.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار = https://www.cdc.gov/niosh/npg/npgd0150.html|عنوان = NIOSH Pocket Guide to Chemical Hazards: Copper (dusts and mists, as Cu)| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20230304134200/https://www.cdc.gov/niosh/npg/npgd0150.html| تاريخ أرشيف = 04-03-2023| موقع = Centers for Disease Control and Prevention| لغة = en| تاريخ الوصول = 07-10-2023}}</ref>

يعدّ النحاس مكوّنَاً من مكوّنات [[دخان التبغ]]؛<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان=Copper|مسار=https://oehha.ca.gov/chemicals/copper|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220702044234/https://oehha.ca.gov/chemical|تاريخ أرشيف = 02-07-2022
| تاريخ الوصول = 10-07-2023| موقع = Office of Environmental Health Hazard Assessment 
|لغة=en}}</ref><ref name="TalhoutSchulz2011">{{استشهاد مختصر|Talhout|2011|ص=613–628|لغة=en}}</ref> إذ يمتصّ [[تبغ|نبات التبغ]] [[فلز ثقيل|الفلزّات الثقيلة]] عموماً، ومن ضمنها النحاس، من التربة ويركّمها في الأوراق؛ ممّا يؤدّي إلى دخولها الجسم عند [[تدخين التبغ|التدخين]].<ref>{{استشهاد مختصر|Pourkhabbaz|2012|ص=636–644|لغة=en}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|Bernhard|2008|ص=805–809|لغة=en}}</ref>

== الأهمية الاقتصادية ==
[[ملف:Al-Cu-spotprice ar.png|تصغير|مخطّط مقارنة بين سِعرَي النحاس (اللون البنّي) والألومنيوم (اللون الفضّي) بين سنتي 1984 و2015]]
للنحاس دورٌ اقتصاديٌّ مهمٌّ، فهو خامةٌ أساسيّةٌ في الصناعة، وهو أحد [[فلزات النقود|فلزّات النقود]]، إذ تُسَكُّ منه النقود المعدنية في عددٍ من الدول. لا يزال النحاس مستخدمَاً في جوانب الحياة اليومية للبشر منذ لا يقل عن عشرة آلاف سنة؛ إلّا أنّ أكثر من 95% من عمليّات [[استخراج النحاس]] و[[صهر (علم الفلزات)|صهره]] لحدّ الآن كانت منذ بداية القرن العشرين.<ref name="Leonard2006" group="وب-إنج"/> يُقدّر الاحتياطي من النحاس في [[القشرة الأرضية]] بعمق كيلومتر واحد قرابة 10<sup>14</sup> طن؛ إلّا أنّ نسبةً ضئيلةً نسبياً من تلك الاحتياطات يمكن الاستفادة منها اقتصادياً بالنظر إلى السعر الحالي وإلى التقنيّات المتوفّرة للاستخراج. تشير بعض التقديرات إلى أنّه بالنظر إلى معدّلات الاستهلاك ومعدّلات النموّ الحالية فإنّ احتياطات النحاس قابلةٌ للنضوب وقد تكفي إلى فترة تتراوح بين 25 إلى 60 سنة.<ref name="archive.org"/> وهو ما يشار إليه باسم {{ط|ذروة النحاس}}؛ لذلك أصبح مفهوم إعادة تدوير النحاس ذا أهميّة كبيرةٍ في العصر الحديث.<ref name="Leonard2006" group="وب-إنج"/>

سعر النحاس غيرُ مستقرٍّ على مرّ التاريخ؛<ref>{{استشهاد مختصر|Schmitz|1986|ص=392–410|لغة=en}}</ref> إذ شهد تأرجحاتٍ و[[تقلب (المال)|تقلّبات]] مختلفة، فقد ازداد سعره منذ يونيو 1999 بعد أخفض قيمة له مسجلّة منذ ستين سنة حينها (1.32 [[دولار أمريكي]]/[[كيلوغرام|الكيلوغرام]]) إلى قيمة مقدارها 8.27 دولار أمريكي/الكيلوغرام في مايو 2006. بعد ذلك انخفض إلى 5.29 دولار أمريكي/الكيلوغرام في فبراير 2007؛ ثم ارتدّ إلى 7.71 دولار أمريكي/الكيلوغرام في أبريل 2007؛ ثمّ لم يلبث أن انخفض سعره بسبب [[الأزمة المالية 2007–2008|الأزمة المالية]] إلى أدنى مستوى له منذ عشر سنين يمقدار 2.8 دولار أمريكي/الكيلوغرام في ديسمبر 2008؛ ثم في فبراير 2009 ارتفع بشكلٍ طفيف إلى 3.32 دولار أمريكي/الكيلوغرام.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = A Bottom in Sight For Copper|مؤلف = Ackerman, R. |تاريخ = 02-04-2009|لغة = en|موقع = Forbes|مسار = https://www.forbes.com/2009/02/04/copper-frontera-southern-markets-equity-0205_china_51.html|مسار أرشيف = https://archive.today/20121208191251/http://www.forbes.com/2009/02/04/copper-frontera-southern-markets-equity-0205_china_51.html|تاريخ أرشيف = 08-12-2012}}</ref> كان سعر النحاس في الربع الأخير من سنة 2022 قريباً من 7.5 دولار أمريكي للكيلوغرام؛ وتعدّ [[بورصة لندن للمعادن]] {{#tag:ref|London Metal Exchange (LME)|group="ط"}} من البورصات المعروفة في تعاملات النحاس.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = LME Copper|مسار = http://www.lme.com/en-gb/metals/non-ferrous/copper/| موقع = London Metal Exchange| لغة = en|مسار أرشيف = http://web.archive.org/web/20210815203230/https://www.lme.com/en-GB/Metals/Non-ferrous/Copper| تاريخ أرشيف = 15-08-2021| تاريخ الوصول = 07-10-2023}}</ref>

== الاستخدامات ==
[[ملف:Kupferfittings 4062.jpg|تصغير|يسار|120 بك|وصلات نحاسية مستخدمة في السباكة والتمديدات]]
يدخل النحاس بشكلٍ كبير ومهمٍّ في عددٍ من تطبيقات الحياة اليومية المعاصرة، وذلك يعود إلى خواصه المميّزة من حيث الموصلية الكهربائية والناقلية الحرارية بالإضافة إلى سهولة المعالجة الميكانيكية ومقاومته للتآكل. تنقسم تلك التطبيقات وفقاً إلى نسبة الاستهلاك عموماً إلى ثلاث فئات رئيسية: استخدامه في مجال [[موصل نحاسي|التوصيل الكهربائي]] (60%)؛ ومجال العمارة والبناء (20%)؛ وفي مجال صناعة الآليات (15%). أمّا النسبة المتبقية (5%) فهي لمتفرّقات تتضمّن صناعة [[سبيكة|السبائك]] مثل [[نحاس أصفر|النحاس الأصفر]] (الصُّفْر) و[[برونز|البرونز]].<ref name="emsley" /> كان للنحاس في الماضي استخدام واسع في مجال صناعة الأواني والقدور. من جهةٍ أخرى، لمركّبات النحاس الكيميائية أيضاً تطبيقات واسعة ومختلفة.<ref name="Applications for Copper" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = Copper|موقع= American Elements
|مسار = http://www.americanelements.com/cu.html|تاريخ الوصول = 12-07-2008|لغة=en|تاريخ أرشيف = 08-06-2008|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20080608225006/http://www.americanelements.com/cu.html}}</ref>

=== التطبيقات الكهربائية ===
;التوصيل الكهربائي
[[ملف:Kupferlitze.jpg|تصغير|يمين|120 بك|سلك نحاسي]]
نظراً لخواصّه الممتازة بالنسبة [[موصل كهربائي|للتوصيل الكهربائي]] يدخل النحاس في تركيب الأسلاك في أغلب التطبيقات المتعلّقة بهذا المجال، باستثناء مجال [[نقل الكهرباء]] إذ يُفضَّل الألومنيوم عليه؛<ref>{{استشهاد مختصر|Pops|2008|ص=58–66|لغة=en}}</ref> أمّا بالنسبة للتوصيل في الأجهزة والمنشآت فإنّ [[موصل نحاسي|السلك النحاسي]] هو الخيار الأول في مجال [[توليد الكهرباء]] و[[توزيع الكهرباء|توزيعها]]؛ وفي مجال [[اتصال عن بعد|الاتصالات عن بعد]] و[[إلكترونيات|الإلكترونيات]]، بالإضافة إلى تصنيع [[جهاز كهربائي|الأجهزة الكهربائية]]؛<ref>{{استشهاد مختصر|Günter|1999|ص=141–192, 331–375|لغة=en}}</ref> وكذلك في مجال [[تمديد كهربائي|التمديد الكهربائي]].<ref group= "وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار=http://www.chemistryexplained.com/elements/C-K/Copper.html |عنوان=Copper, Chemical Element – Overview, Discovery and naming, Physical properties, Chemical properties, Occurrence in nature, Isotopes |موقع=Advameg, Inc.|لغة=en|تاريخ الوصول=09-10-2023| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221030093909/http://www.chemistryexplained.com/elements/C-K/Copper.html 
| تاريخ أرشيف =30-10-2022}}</ref>

;الأجهزة الإلكترونية
[[ملف:Busbars.jpg|تصغير|يسار|120 بك|[[قضيب توصيل]] نحاسي ضمن وحدة توزيع للكهرباء]]
يدخل النحاس بشكلٍ متزايدٍ في تصميم وبناء [[دارة متكاملة|الدارات المتكاملة]] {{#tag:ref|Integrated circuits|group="ط"}} و[[لوحة دارة مطبوعة|لوحات الدارات المطبوعة]] {{#tag:ref|printed circuit boards|group="ط"}}؛ كما يدخل في بناء [[مغناطيس كهربي|المغانط الكهربائية]] و[[صمام مفرغ|الصمّامات المُفَرّغة]] {{#tag:ref|Vacuum tube|group="ط"}} و[[أنبوب الأشعة المهبطية|أنبوب الأشعّة المهبَطية]] {{#tag:ref|Cathode-ray tube|group="ط"}} و[[أنبوب مغناطيسي إلكتروني|الأنابيب المغناطيسية الإلكترونية]] {{#tag:ref|Cavity magnetron|group="ط"}}؛ بالإضافة إلى بناء أجهزة [[دليل موجي|الدليل الموجي]] {{#tag:ref|Waveguide|group="ط"}}.

;المحرّكات الكهربائية
يزيد استخدام النحاس في التوصيل داخل [[محرك كهربائي|المحرّكات الكهربائية]] من كفاءتها؛<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مؤلف = Paul Boughton|تاريخ = 21-02-2013|عنوان= IE3 energy-saving motors|موقع = Setform Limited| لغة =en| مسار = https://www.engineerlive.com/content/ie3-energy-saving-motors| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20121030071734/http://www.engineerlive.com/Design-Engineer/Motors_and_Drives/IE3_energy-saving_motors/22687/| تاريخ أرشيف = 30-10-2012| تاريخ الوصول = 04-10-2023}}</ref> وذلك عاملٌ مهمٌّ، إذ أن المحرّكات الكهربائية والأنظمة القائمة عليها تستهلك ما بين 43%-46% من الاستهلاك العالمي للكهرباء، وقرابة 69% من الكهرباء المستهلَكة في الصناعة. تعمل [[محرك حثي|المحرّكات الحثّيّة]] التي يدخل النحاس في تركيبها على توفير استهلاك الطاقة توفيراً كبيراً.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار=http://www.copper.org/applications/electrical/motor-rotor |عنوان=Copper Motor Rotor Project|تاريخ الوصول=07-11-2012|لغة=en|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20120313102458/http://www.copper.org/applications/electrical/motor-rotor |تاريخ أرشيف=13-03-2012|موقع = Copper Development Association Inc.}}</ref>

;الطاقة المتجدّدة
للنحاس دور مهمٍّ في أنظمة [[طاقة متجددة|الطاقة المتجدّدة]]؛<ref name="Renewable Energy World" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مؤلف = Zolaikha Strong|تاريخ = 15-01-2016
|مسار= https://www.renewableenergyworld.com/articles/2016/01/will-the-transition-to-renewable-energy-be-paved-in-copper.html|عنوان = Will the Transition to Renewable Energy Be Paved in Copper?|موقع = Renewable Energy World|لغة=en|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180622060455/https://www.renewableenergyworld.com/articles/2016/01/will-the-transition-to-renewable-energy-be-paved-in-copper.html|تاريخ أرشيف = 22-06-2018}}</ref> ويزداد استخدام هذا الفلزّ بشكلٍ مطّردٍ في بنائها وتجهيزها،<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = The Rise Of Solar: A Unique Opportunity For Copper|مؤلف = Zolaikha strong|مسار = https://issues.solarindustrymag.com/article/rise-solar-unique-opportunity-copper|موقع = Zackin Publications Inc.|لغة = en|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221030093858/https://issues.solarindustrymag.com/article/rise-solar-unique-opportunity-copper|تاريخ أرشيف = 30-10-2022}}</ref> خاصّةً أنّ نسبة إعادة تدوير النحاس هي الأعلى من بين الفلزّات الأخرى المستخدَمة في الصناعة.<ref name="Renewable Energy World" group="وب-إنج""/>

=== البناء والعمارة ===
[[ملف:Copper_Roof_Dresden_20070114.JPG|تصغير|150 بك|يسار|سقفٌ مصنوعٌ من النحاس لبرج من أبراج [[قلعة درسدن]].]]
شاع منذ القدم استخدام [[النحاس في العمارة]] وضمن مواد البناء، وذلك نظراً لمقاومته [[تآكل|للتآكل]] وللعوامل الجوّية.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = Architecture|مسار = http://eurocopper.org/copper/copper-architecture.html|موقع = European Copper Institute|لغة =en
|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20121009005711/http://eurocopper.org/copper/copper-architecture.html| تاريخ أرشيف = 09-10-2012}}</ref> إذ استُخدِمَ النحاس في [[تشييد السقف الداخلي|تشييد السقوف الداخلية]]، وفي عزل السقوف وبناء [[مزراب|المزاريب]] و[[ميزاب|الميازيب]]، وكذلك في بناء [[قبة|القبب]] و[[ذروة البرج|ذروات الأبراج]] و[[قنطرة (عمارة)|القناطر]] والأبواب. وعلى الخصوص كان استخدام النحاس في صنع سقوف الأبنية، إذ كان تشكّل [[غشاء العتق]] {{#tag:ref|Patina|group="ط"}} من [[زنجار|الزنجار]] ذو بعدٍ جماليٍّ في تصميم المدن عند المهندسين، بالإضافة إلى دورها الواقي في حماية مكوّنات البناء من التآكل.<ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|عنوان = 1.3. Architectural Considerations: Weathering, Corrosion, Staining, Substrate, Solder, Sealants|مسار =https://www.copper.org/applications/architecture/arch_dhb/technical-discussion/fundamentals/arch_considerations.html|موقع = Copper Development Association Inc.|لغة=en|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200421005830/https://www.copper.org/applications/architecture/arch_dhb/technical-discussion/fundamentals/arch_considerations.html| تاريخ أرشيف = 21-04-2020}}</ref> يمكن أن تتكوّن الطبقة من مركّبات كربونات وكبريتات النحاس بنسبٍ وكمّيّاتٍ مختلفة، وذلك حسب الظروف الجوّية المحيطة.<ref>{{استشهاد مختصر|Fitzgerald|1998|ص=2029-2050|لغة=en}}</ref><ref group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|مسار=http://www.copperinfo.co.uk/resources/glossary.shtml |عنوان=Glossary of copper terms |موقع = Copper Development Association|لغة=en|تاريخ الوصول=14-09-2012|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20120820053020/http://www.copperinfo.co.uk/resources/glossary.shtml
|تاريخ أرشيف=20-08-2012}}</ref>

يمكن معالجة صفائح النحاس عن طريق [[لحام بالمونة|اللحام بالمونة]] {{#tag:ref|Brazing|group="ط"}} أو [[لحام بالقصدير|اللحام بالقصدير]] {{#tag:ref|Soldering|group="ط"}}، بالإضافة إلى إمكانية إجراء عمليّات [[لحام]] عليه، وأفضل النتائج يمكن استحصالها عن طريق [[لحام قوسي بالمعدن والغاز|اللحام القوسي بالمعدن والغاز]] {{#tag:ref|Gas metal arc welding|group="ط"}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Davis|2001|ص=3–6, 266|لغة=en}}</ref>

=== متفرّقات ===
وُجدَ أنّ النحاس يمتلك طبيعياً خواصّاً [[أسطح لمس سبائك النحاس ومضادة للميكروبات|مضادّةً للميكروبات]]؛<ref name=":1">{{استشهاد مختصر|Montero|2019|ص=1-10|لغة=en}}</ref><ref name=":2" group="وب-إنج">{{استشهاد بويب|تاريخ=05-2008|عنوان=EPA registers copper-containing alloy products|لغة=en|مسار=http://www.epa.gov/pesticides/factsheets/copper-alloy-products.htm|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150929135757/http://www.epa.gov/pesticides/factsheets/copper-alloy-products.htm|تاريخ أرشيف=29-09-2015|موقع=United States Environmental Protection Agency}}</ref> لذلك اقتُرحَ استخدامه ضمن مواد البناء في المرافق العامة مثل المشافي ومحطّات المواصلات العامّة.<ref>{{استشهاد مختصر|Biurrun|1999|ص=426–428|لغة=en}}</ref> كما يُستخدَم النحاس وسبائكه في تجهيز معدّات [[تربية الأحياء المائية]] {{#tag:ref|Aquaculture|group="ط"}} بسبب خواصّه [[مضاد الميكروبات|المضادّة للميكروبات]] {{#tag:ref|antimicrobial|group="ط"}} والمقاومة [[حشف حيوي|للحَشْف الحيوي]] {{#tag:ref|Biofouling|group="ط"}}.

== في الحياة والثقافة العامة ==
[[ملف:Stand from Egypt, Duke Foundation for Islamic Art accession 54.136.1.JPG|تصغير|يمين|120 بك|قطعة فنّية من النحاس والفضّة، تعود صناعتها إلى مصر في أواخر القرن التاسع عشر.]]
=== في اللغة ===
;اللغة العربية
يُسمّى النحاس في أيضاً في [[اللغة العربية]] باسم «'''القِطـْر'''»؛ وهو النحاس الذائب، وقد أورد [[ابن منظور]] تعريفه في معجم [[لسان العرب]]: {{اقتباس مضمن|القِطْرُ: النُّحاسُ والآني الذي قد انتهى حَرُّه}}.<ref group="عر">{{استشهاد مختصر|ابن منظور|1993|ج=5|ص=105}}</ref> وقد ورد لفظه على هذا الشكل في القرآن الكريم في قصّة [[ذو القرنين|ذي القرنين]] في [[سورة الكهف]]:<ref group="عر">{{استشهاد مختصر|القرطبي|1935|ج=11|ص=62}}</ref> {{قرآن|الكهف|96}}؛ وورد في [[سورة سبأ]] أيضًا:<ref group="عر">{{استشهاد مختصر|القرطبي|1935|ج=14|ص=270}}</ref> {{قرآن|سبأ|12}} أمّا لفظ نحاس في آية {{قرآن|الرحمن|35}} فاختُلف فيه، فقيل إن المقصود به الدخان،<ref group="عر">{{استشهاد مختصر|الرازي|1872|ج=8|ص=23}}</ref> وقيل إن المقصود به هو الصُّفر،<ref group="عر">{{استشهاد مختصر|الطبري|1994|ج=7|ص=187-188}}</ref> وهو [[النحاس الأصفر]].

;اللغات الأجنبية
يُشتقّ اسم النحاس في أغلب اللغات الأوروبية من [[اللغة اللاتينية|الكلمة اللاتينية]] {{ط|cuprum}}؛ والتي تعود أصلها إلى {{ط|aes cyprium}}، والتي تعني {{ط|الفلزّ المستحصَل من قبرص}}، إذ كانت جزيرة [[قبرص]] مصدراً مهمّاً لخامات النحاس منذ عهد [[روما القديمة]]؛ ويعود أقدم استخدام [[اللغة الإنجليزية القديمة|للفظ الإنجليزي القديم]] {{ط|Coper}} إلى قرابة سنة 1530، والتي أصبحت لاحقاً على الشكل {{ط|copper}}.<ref>{{استشهاد مختصر|Simpson|1989|ج=3|ص=907|لغة=en}}</ref>

=== في الثقافة العامة ===
[[ملف:Venus symbol (fixed width).svg|تصغير|يسار|upright=0.45|استُخدِمَ رمز فينوس رمزاً خيميائياً للإشارة إلى النحاس في بعض المخطوطات.]]
اقترن النحاس في أوروبا بالآلهة [[أفروديت]] {{#tag:ref|Aphrodite|group="ط"}} ([[فينوس]] {{#tag:ref|Venus|group="ط"}} في روما القديمة)، بسبب جمالية النحاس ولمعانه، ولاستخدامه في إنتاج المرايا قديماً. كما ارتبطت الكواكب السبعة المعروفة قديماً بالفلزّات النفيسة المتوفّرة في تلك العصور، وبالنسبة للنحاس كان الاقتران مع كوكب [[الزهرة]]؛<ref>{{استشهاد مختصر|Rickard|1932|ص =281–290|لغة=en}}</ref> لذا كان رمز فينوس مستخدماً على هيئة [[رمز خيميائي]] في المخطوطات للإشارة إلى هذا العنصر؛ وكان يظنّ أنّ النحاس ناتجٌ عن تفاعل [[زئبق|الزئبق]] و[[كبريت|الكبريت]].<ref group="ألم">{{استشهاد مختصر|Hassenstein|1941|ص =104|لغة=de}}</ref>

=== في الحياة العامة ===
في الطبّ الشعبيّ يُعتقَد أنّ الأساور المصنوعة من النحاس تخفّف من أعراض [[التهاب المفاصل]] {{#tag:ref|Arthritis|group="ط"}}؛<ref>{{استشهاد مختصر|Walker|1976|ص=454–459|لغة=en}}</ref> لكن لا توجد شواهد ودلائل علميّة تدعم هذا الادعاء.<ref>{{استشهاد مختصر|Richmond|2013|ص=e71529|لغة=en}}</ref><ref name="RichmondBrown2009">{{استشهاد مختصر|Richmond|2009||ص=249–256|لغة=en}}</ref> من جهةٍ أخرى، يُستخدَم النحاس وسبائكه بشكلٍ شائعٍ في صناعة الحليّ والمجوهرات، وكذلك في صناعة القدور والأواني من أجل الاستخدام اليومي وفي [[فنون زخرفية|الفنون الزخرفيّة]]. تعدّ مهنة [[نحاس (مهنة)|النحّاس]] من المهن الحرفية التقليدية في المنطقة العربية؛ وتوجد أسواق خاصّة لهذه المهنة في عددٍ من عواصم الدول العربية، مثل [[سوق النحاس]] في مدينة تونس، بالإضافة إلى [[سوق النحاسين]] في [[دمشق]]؛<ref group="وب-عر">{{استشهاد بويب
| مسار = https://www.almayadeen.net/investigation/1407546/%D8%B3%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82%D9%8A---%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B6%D8%B9%D8%B6%D8%B9-%D9%85%D9%87%D9%86%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9| عنوان = سوق النحّاسين الدمشقي.. شاهِد على تَضَعْضُع مهنة عريقة|تاريخ =01-07-2020| موقع = شبكة الميادين الإعلامية| مؤلف = حبيب شحادة| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221106122055/https://www.almayadeen.net/investigation/1407546/سوق-النحاسين-الدمشقي---شاهد-على-تضعضع-مهنة-عريقة | تاريخ أرشيف = 06-11-2022|تاريخ الوصول = 12-10-2023}}</ref> و[[القاهرة]] على سبيل المثال.<ref group="وب-عر">{{استشهاد بويب| مسار = https://www.elwatannews.com/news/details/6030622| عنوان = سوق النحاسين.. آخر معاقل الحرف اليدوية في القاهرة التاريخية|تاريخ =09-04-2022| موقع =الوطن| مؤلف = محمد سامي الكميلي| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20221106122049/https://www.elwatannews.com/news/details/6030622 | تاريخ أرشيف = 06-11-2022|تاريخ الوصول = 12-10-2023}}</ref>

== طالع أيضاً ==
{{روابط شقيقة}}
* [[نحاس أصفر]]
* [[تبييض النحاس]]
* [[استخراج النحاس]]
* [[قائمة الدول حسب إنتاج النحاس]]
* [[قائمة الدول حسب إنتاج النحاس المصهور]]

== الهوامش ==
;مصطلحات
{{بداية المراجع}}
{{مراجع|4|group=ط|محاذاة=نعم}}
{{نهاية المراجع}}

== المراجع ==
=== فهرس المراجع ===
==== المنشورات ====
:بالعربية
{{بداية المراجع}}
{{مراجع|مجموعة=عر}}
{{نهاية المراجع}}

:بالألمانية
{{بداية المراجع|محاذاة=نعم}}
{{مراجع|مجموعة=ألم}}
{{نهاية المراجع}}

:بالإنكليزية
{{بداية المراجع|محاذاة=نعم}}
{{مراجع}}
{{نهاية المراجع}}

==== وب ====
:بالعربية
{{بداية المراجع}}
{{مراجع|مجموعة=وب-عر}}
{{نهاية المراجع}}
:بالألمانية
{{بداية المراجع|محاذاة=نعم}}
{{مراجع|2|مجموعة=وب-ألم}}
{{نهاية المراجع}}
:بالإنكليزية
{{بداية المراجع|محاذاة=نعم}}
{{مراجع|2|مجموعة=وب-إنج}}
{{نهاية المراجع}}

=== معلومات المنشورات كاملةً ===
;الكتب
:العربية
{{بداية المراجع|2}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q120472033|مرجع=الرازي1872}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q115683910|مرجع=القرطبي1935}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q116176016|مرجع=أبو حرب1985}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q114878607|مرجع=ابن منظور1993}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q117409613|مرجع=الطبري1994}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q113378673|مرجع=مجمع دمشق2014}}
{{نهاية المراجع}}
:الألمانية
{{بداية المراجع|2|محاذاة=نعم}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123006490|مرجع=Hassenstein1941}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123004847|مرجع=Neeb1969}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122971860|مرجع=Baudler1978}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122964848|مرجع=Römpp1985}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q13417527|مرجع=Strunz2001}}
{{نهاية المراجع}}
:الإنكليزية
{{بداية المراجع|2|محاذاة=نعم}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122949309|مرجع=Chambers1884}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122966716|مرجع=Meyers1888}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q60431630|مرجع=Brauer1963}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q120829013|مرجع=Simpson1989}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34302169|مرجع=Percival1990}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122881796|مرجع=Encyclopaedia Britannica1992}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122949364|مرجع=Trigg1992}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122923121|مرجع=Greenwood1997}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34098779|مرجع=McDonald1997}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123019478|مرجع=Günter1999}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123015107|مرجع=Davis2001}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123012159|مرجع=National Academies2001}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122898208|مرجع=Lynch2002}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122884213|مرجع=McNeil2002}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122949837 |مرجع=Deffenbaugh2003}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122916105|مرجع=Emsley2003}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122956326|مرجع=Smith2003}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122982930|مرجع=Baboian2005}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122924984|مرجع=Brown2006}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122841467|مرجع=Hesse2007}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122926482|مرجع=Bahadir2009}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q35014732|مرجع=Richmond2009}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34996896|مرجع=Richmond2013}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122900672|مرجع=Honig2014}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q121438681|مرجع=Rieuwerts2015}}
{{نهاية المراجع}}
;الدوريات
{{بداية المراجع|2|محاذاة=نعم}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115915|مرجع=Rickard1932}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q55924221|مرجع=Kharasch1941}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115918|مرجع=Adelsteinl1961}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122889685|مرجع=Fester1962}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122966662|مرجع=Deane1968}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34311363|مرجع=Frieden1976}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115917|مرجع=Mingst1976}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34470669|مرجع=Walker1976}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q60202616|مرجع=Muhly1980}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122916151|مرجع=Rickwood1981}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q55924220|مرجع=Öguchi1983}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115913|مرجع=Iyer1986}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56687646|مرجع=Lung1986}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115910|مرجع=Schmitz1986}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q24563588|مرجع=Starkebaum1986}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q27450348|مرجع=Wu1987}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34330333|مرجع=Li1994}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34327549|مرجع=Okazawa1994}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115908|مرجع=Rickett1995}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q55878088|مرجع=Hong1996}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q55924222|مرجع=Fitzgerald1998}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115914|مرجع=Imai1998}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34468093|مرجع=Linder1998}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q54138512|مرجع=Mercer1998}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q33867104|مرجع=Biurrun1999}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56850684|مرجع=Lechtman1999}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q33902667|مرجع=Decker2000}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115911|مرجع=Saalwächter2000}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34132626|مرجع=Hellman2002}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q29012244|مرجع=Jacobson2000}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34128372|مرجع=Bonham2002}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56039212|مرجع=Thornton2002}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q54014170|مرجع=Audi2003}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34296936|مرجع=Lewis2004}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q54283179|مرجع=Stelter2004}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q55079514|مرجع=Callataÿ2005}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q24537444|مرجع=Gordon2006}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q55887634|مرجع=Watling2006}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34575735|مرجع=Chinchilla2007}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q36872228|مرجع=Lutsenko2007}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56115909|مرجع=Romano2007}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q57384184|مرجع=Berná2008}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q36360742|مرجع=Bernhard2008}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q37088540|مرجع=Halfdanarson2008}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123019113|مرجع=Pops2008}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122850214|مرجع=Klimscha2011}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q28237162|مرجع=Talhout2011}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q22252920|مرجع=Brewer2012}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q36652534|مرجع=Pourkhabbaz2012}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q43465605|مرجع=Vest2012}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34581820|مرجع=Mathews2013}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q56039561|مرجع=Radivojević2013}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q34990499|مرجع=Warnes2013}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122987073|مرجع=Deodhar2014}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q38270458|مرجع=Schneider2014}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q42577448|مرجع=Kelly2015}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q52564167|مرجع=Karan2018}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122842267|مرجع=Pearce2019}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q60920285|مرجع=Montero2019}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q91278128|مرجع=Trammell2019}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q122919932|مرجع=Su2020}}
{{نهاية المراجع}}
{{الجدول الدوري المضغوط}}
{{عناصر كيميائية على أسماء أماكن}}
{{مجوهرات}}
{{مركبات النحاس}}
{{مكملات غذائية}}
{{أخطاء خلقية في استقلاب المعادن}}
{{مصادر طبية}}
{{معرفات مركب كيميائي}}
{{ضبط استنادي}}

{{شريط بوابات|إلكترونيات|العناصر الكيميائية|الكيمياء|تعدين|صيدلة|علم الأحجار الكريمة والمجوهرات|علم المواد|علم طبقات الأرض}}
{{شريط محتوى متميز|1=مختارة|التاريخ=14 يناير 2024|النسخة=|تاريخ مراجعة الزملاء=13 نوفمبر 2023}}

[[تصنيف:نحاس|*]]
[[تصنيف:خصائص دوائية وأحيائية للعناصر الكيميائية]]
[[تصنيف:رموز أريزونا]]
[[تصنيف:عناصر كيميائية]]
[[تصنيف:فلزات انتقالية]]
[[تصنيف:مركبات النحاس]]
[[تصنيف:معادن عناصر طبيعية]]
[[تصنيف:معادن غذائية]]
[[تصنيف:معادن مكعبية]]
[[تصنيف:ملوثات هواء خطرة]]
[[تصنيف:موصلات كهربائية]]