عرض مصدر فضة

{{عن|3=فضة (توضيح)}}
{{معلومات فضة}}
'''الفضّة''' [[عنصر كيميائي]] رمزه '''Ag''' و[[عدد ذري|عدده الذري]] 47، ويقع ضمن عناصر [[فلز انتقالي|الفلزّات الانتقالية]] في [[الجدول الدوري]] وذلك في [[عناصر الدورة الخامسة]] و[[عناصر المجموعة الحادية عشرة|المجموعة الحادية عشرة]]. الفضّة ذات لون مميّز يقع بين الأبيض والرمادي، والذي ينسب لها فيقال [[فضي (لون)|لون فضّي]]؛ ولها خواص مميّزة، فهي ذات أعلى قيمة بين الفلزّات من حيث [[موصلية (كهرباء)|الناقلية الكهربائية]] و[[ناقلية حرارية|الحرارية]] وكذلك [[انعكاسية|الانعكاسية]].

توجد الفضّة في القشرة الأرضية إمّا على الشكل الحرّ العنصري الطبيعي، أو على شكل [[سبيكة]] مع [[ذهب|الذهب]]، أو ضمن مكوّنات بعض المعادن مثل [[أرجنتيت]] و[[كلورارجيريت]]. يستحصل على معظم الفضّة كناتج ثانوي من عمليات [[تكرير]] و[[تنقية الفلزات|تنقية الفلزّات]] الأخرى مثل [[ذهب|الذهب]] و[[نحاس|النحاس]] و[[رصاص|الرصاص]].

الفضّة من [[فلز نفيس|الفلزّات النفيسة]] وكذلك من [[فلزات النقود|فلزّات النقود]]، لذلك استعملت في [[عملة السبائك|سكّ النقود]]، وحدها أو [[نظام المعدنين|مع الذهب]] أحياناً.<ref>{{استشهاد بويب|مسار=https://www.providentmetals.com/knowledge-center/precious-metals-resources/bullion-vs-numismatic-coins.html|عنوان=BULLION VS. NUMISMATIC COINS: Difference between Bullion and Numismatic Coins|موقع=www.providentmetals.com|لغة=en|تاريخ الوصول=2017-12-17| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181119053643/https://www.providentmetals.com/knowledge-center/precious-metals-resources/bullion-vs-numismatic-coins.html | تاريخ أرشيف = 19 نوفمبر 2018 }}</ref> على الرغم من أنّها أكثر وفرةً في الطبيعة من الذهب، إلّا أنّ الوفرة على شكلّ [[فلز طبيعي]] قليلة.<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.dnaindia.com/business/interview-world-has-5-times-more-gold-than-silver-1235602|عنوان=‘World has 5 times more gold than silver' {{!}} Latest News & Updates at Daily News & Analysis|تاريخ=2009-03-03|عمل=dna|تاريخ الوصول=2017-12-17|لغة=en-US| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180214204252/http://www.dnaindia.com/money/interview-world-has-5-times-more-gold-than-silver-1235602 | تاريخ أرشيف = 14 فبراير 2018 }}</ref> للفضّة العديد من الاستخدامات، فبالإضافة إلى استخدامها في مجال الحليّ وسكّ النقود والاستثمارات المالية، فلها تطبيقات في مجال صناعة [[لوح ضوئي جهدي|الألواح الشمسية]] و[[مرشح مياه|تنقية المياه]] والصناعات الإلكترونية والصناعات الكيميائية، بالإضافة إلى استخدامها في صناعة [[فضيات|الفضّيات]].

== التاريخ ==
[[ملف:Vadásztál (2).jpg|تصغير|يمين|150 بك|طبق من الفضّة يعود إلى القرن الرابع الميلادي]]
كانت الفضّة واحدةً من الفلزّات «العتيقة» التي اكتشفت وعرفها الإنسان منذ التاريخ القديم،<ref name=Weeks4>Weeks, p. 4</ref> وأتاح وجود فلزّي الفضّة والذهب بالشكل [[فلز طبيعي|الأصلي الحرّ]] في الطبيعة استخدامهما في [[مقايضة مالية|المقايضات المالية]] بأشكالها البدائية؛<ref name=Greenwood1173>Greenwood and Earnshaw, pp. 1173–4</ref> أو لمجرد أغراض الزينة.<ref name=metallurgy>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Readon |الأول=Arthur C. |تاريخ=2011 |عنوان=Metallurgy for the Non-Metallurgist |ناشر=ASM International |صفحات=73–84 |isbn=978-1-61503-821-3}}</ref> ولكن بما أن للفضّة [[تفاعلية|تفاعلية كيميائية]] أكبر من الذهب، لذلك كان العثور عليها بشكلها الحرّ صعباً في كثيرٍ من الأحيان،<ref name=Greenwood1173/> بالتالي، وعلى سبيل المثال، كانت الفضّة أغلى من الذهب في مصر القديمة حتّى حوالي القرن الخامس عشر قبل الميلاد.<ref name="مولد تلقائيا1">Weeks, pp. 14–19</ref> يعتقد أنّ المصريين القدماء كانوا قد تمكّنوا من فصل الذهب عن الفضّة في الخامات بتسخين الفلزّات مع الملح ثم باختزال [[كلوريد الفضة|كلوريد الفضّة]] الناتج إلى الفضّة مجدّداً.<ref name=Ullmann16/>

تغيّر الوضع مع اكتشاف أسلوب [[بوتقة (عملية)|البوتقة]] الحرارية، وهي تقنية مكّنت من استخراج الفضّة من [[خام]]اتها. عثر على أكوام من [[خبث|الخبث]] الناتج عن تعدين الفضّة بهذه الطريقة في [[الأناضول|آسيا الصغرى]] (هضبة الأناضول) وفي جزر [[بحر إيجة]]، وأشارت الدلائل أنّ تلك الفضّة كانت قد فصلت عن [[رصاص|الرصاص]] منذ [[ألفية 4 ق.م|الألفية الرابعة قبل الميلاد]].<ref name=CRC/> كانت جزيرة [[سردينيا]] من المراكز المهمّة التي شهدت في [[العصر النحاسي]] أيضاً تعدين الفضّة فيها.<ref>{{استشهاد بويب|مسار=https://www.academia.edu/9860173/Silver_in_Neolithic_and_Eneolithic_Sardinia_in_H._Meller_R._Risch_E._Pernicka_eds._Metalle_der_Macht_Fr%C3%BChes_Gold_und_Silber._6._Mitteldeutscher_Arch%C3%A4ologentag_vom_17._bis_19._Oktober_2013_in_Halle_Saale_Tagungen_des_Landesmuseums_f%C3%BCr_Vorgeschichte_Halle_11_Halle_Saale_2014|عنوان=Silver in Neolithic and Eneolithic Sardinia, in H. Meller/R. Risch/E. Pernicka (eds.), Metalle der Macht – Frühes Gold und Silber. 6. Mitteldeutscher Archäologentag vom 17. bis 19. Oktober 2013 in Halle (Saale), Tagungen des Landesmuseums für|مؤلف=Maria Grazia Melis| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181118160906/http://www.academia.edu/9860173/Silver_in_Neolithic_and_Eneolithic_Sardinia_in_H._Meller_R._Risch_E._Pernicka_eds._Metalle_der_Macht_Frühes_Gold_und_Silber._6._Mitteldeutscher_Archäologentag_vom_17._bis_19._Oktober_2013_in_Halle_Saale_Tagungen_des_Landesmuseums_für_Vorgeschichte_Halle_11_Halle_Saale_2014 | تاريخ أرشيف = 18 نوفمبر 2018 |url-status=live}}</ref> إلّا أنّ تلك الأساليب في التعدين كانت محدودة الانتشار نوعاً ما، واقتصرت ضمن المناطق الجغرافية قبل أن تتوسّع في وقت لاحق؛ إذ أنّ الاكتشافات الأثرية للفضّة في الهند والصين واليابان تعود في تاريخها إلى نفس الحقبة التاريخية تقريباً.<ref name=Ullmann16/>

عندما أتى [[فينيقيا|الفينيقيون]] إلى [[شبه الجزيرة الإيبيرية]] وجدوا كمّيات كبيرة من الفضّة، إلى درجة أنّهم لم يستطيعوا حملها معهم كاملةً في سفنهم، حتّى أنّهم استعملوها لتثقيل [[مرساة|مراسيهم]] بدلاً من [[رصاص|الرصاص]]. كانت [[نقود فضية|النقود الفضّية]] في عصر الإغريق والرومان دعامةً للاقتصاد،<ref name=Greenwood1173/> فالإغريق كانوا قد تمكّنوا من استخراج الفضّة من معدن [[غالينا|الغالينا]] منذ القرن السابع قبل الميلاد، كما يعزى صعود نجم مدينة [[أثينا]] جزئياً إلى استخراج الفضّة من مناجم [[لافريو]] القريبة منها، حيث كان يستخرج تقريباً حوالي 30 طنّ سنوياً بين سنتي 600 إلى 300 قبل الميلاد.<ref name=nbb>{{استشهاد بكتاب| صفحات=[https://archive.org/details/naturesbuildingb0000emsl_b1k4/page/492 492]–8| عنوان =Nature's building blocks: an A-Z guide to the elements| مسار=https://archive.org/details/naturesbuildingb0000emsl_b1k4|الأول =John|الأخير=Emsley| ناشر=Oxford University Press| isbn = 978-0-19-960563-7| تاريخ=2011| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220601131456/https://archive.org/details/naturesbuildingb0000emsl_b1k4 | تاريخ أرشيف = 1 يونيو 2022 }}</ref> اعتمد استقرار [[عملة رومانية|العملة الرومانية]] بدرجة كبيرة على توافر سبائك الفضّة والتي كان مصدرها غالباً من إسبانيا، حتّى بلغ الإنتاج هناك ذروته في القرن التاسع الميلادي، وخاصّة في عهد [[شارلمان]]،<ref name=Ullmann16>Ullmann, pp. 16–9</ref> إذ جرى تدوير حوالي 10 آلاف طن من منتجات الفضّة في اقتصاد [[الإمبراطورية الرومانية]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Silver Stocks and Losses in Ancient and Medieval Times|doi=10.1111/j.1468-0289.1972.tb02173.x|مؤلف-وصلة=Clair Cameron Patterson |الأخير=Patterson |الأول=C. C. |تاريخ=1972|صحيفة=The Economic History Review|المجلد=25|العدد=2|صفحات=205–235 (216, table 2; 228, table 6)}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة| الأخير=de Callataÿ |الأول=François |تاريخ=2005|عنوان=The Greco-Roman Economy in the Super Long-Run: Lead, Copper, and Shipwrecks|صحيفة=Journal of Roman Archaeology|المجلد=18|صفحات=361–372 (365f.)|doi=10.1017/s104775940000742x}}</ref>
[[ملف:Silver mining in Kutná Hora 1490s.jpg|تصغير|170 بك|يمين|تعدين الفضّة ومعالجتها في [[كوتنا هورا]] في [[بوهيميا]] أواخر القرن الخامس عشر للميلاد.]]
كانت أوروبّا الوسطى والغربية مركزاً لإنتاج الفضّة في العصور الوسطى، إذ اكتشف عددٌ لا بأس به من المناجم خاصّة في منطقة [[جبال الخام]] و[[بوهيميا]] و[[ساكسونيا]] و[[ألزس|الألزاس]] وغيرها. كانت خامات الفضّة في تلك المناطق غنيّة بالفضّة، وكان يسهل فصلها و[[صهر (علم الفلزات)|صهرها]]، كما كان يعثر على الفضّة بشكلها العنصري في بعض الأحيان. مع مرور الوقت نضبت بعض المناجم من الفضّة، إلّا أنّ بعضها الآخر استمرّ بالإنتاج بطاقةٍ إنتاجية وصلت إلى حوالي 50 طن سنوياً حتّى انطلاق [[الثورة الصناعية]] في أوروبّا.<ref name=Ullmann16/> شهدت الحضارات الأخرى خلال تلك الفترة أيضاً تطوّراً في استخراج الفضّة ومعالجتها سواءً في مناطق الخلافة الإسلامية أو الهند أو الصين، كذلك الأمر في حضارات أمريكا الوسطى.<ref name=Ullmann16/><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Carol A. Schultze |مؤلف2=Charles Stanish |مؤلف3=David A. Scott |مؤلف4=Thilo Rehren |مؤلف5=Scott Kuehner |مؤلف6=James K. Feathers |مسار=https://www.pnas.org/content/106/41/17280.full |عنوان=Direct evidence of 1,900 years of indigenous silver production in the Lake Titicaca Basin of Southern Peru |صحيفة=Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America |المجلد=106 |العدد=41 |صفحات=17280–17283 |doi=10.1073/pnas.0907733106 |pmid=19805127 |تاريخ الوصول=22 مايو 2013|سنة=2009 |bibcode=2009PNAS..10617280S |pmc=2754926| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180810030908/http://www.pnas.org/content/106/41/17280.full | تاريخ أرشيف = 10 أغسطس 2018 }}</ref> عثر على العديد من خامات الفضّة في القارّتين الأمريكيتين، ومع توسّع [[الاستعمار الإسباني للأمريكيتين|الاستعمار الإسباني]] ازداد إنتاج الفضّة، خاصّة في دول [[أمريكا الجنوبية]]،<ref name=Ullmann16/> مثل [[بيرو|البيرو]] و[[بوليفيا]] و[[تشيلي]]، وكذلك في [[الأرجنتين]]، والتي يعود أصل تسميتها إلى الفضّة.<ref name=nbb/> مع ازدياد الإنتاج انتعشت تجارة الفضّة في مختلف أرجاء العالم، سواءً غرباً وخاصة في إسبانيا، إذ لعبت الفضّة دوراً كبيراً في توطيد نفوذ الإمبراطورية الإسبانية؛<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Flynn|الأول=Dennis O.|مؤلف2-الأخير=Giraldez|مؤلف2-الأول=Arturo|تاريخ=1995|عنوان=Born with a "Silver Spoon"|صحيفة=Journal of World History|المجلد=2|صفحات=210}}</ref> أو شرقاً،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=ReOrient: Global Economy in the Asian Age|مسار=https://archive.org/details/reorientglobalec00fran|الأخير=Frank|الأول=Andre Gunder|ناشر=University of California Press|سنة=1998|مكان=Berkeley|صفحات=[https://archive.org/details/reorientglobalec00fran/page/n154 131]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210826153739/https://archive.org/details/reorientglobalec00fran | تاريخ أرشيف = 26 أغسطس 2021 }}</ref> وخاصّةً في [[الصين]] و[[شرق آسيا|شرقي آسيا]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=von Glahn|الأول=Richard|تاريخ=1996|عنوان=Myth and Reality of China's Seventeenth Century Monetary Crisis|صحيفة=Journal of Economic History|المجلد=2|صفحات=132}}</ref> توسّع إنتاج الفضّة في القرن التاسع عشر ليصل إلى دول العالم الجديد مثل [[الولايات المتحدة]] و[[كندا]] و[[المكسيك]] و[[أستراليا]].<ref name="Ullmann16"/>

منذ منتصف القرن التاسع عشر شهد السوق تطوّراً في إنتاج [[فولاذ مقاوم للصدأ|الفولاذ المقاوم للصدأ]]، والذي عمل بفضل خواصّه المميّزة وسعره المناسب بعد الحرب العالمية الأولى على إزاحة الفضّة من التطبيقات التقليدية لها مثل صناعة الأطباق و[[أدوات المائدة|أدوات تناول الطعام]]. إلّا أنّ الفضّة وجدت لها تطبيقاً في التصوير الضوئي التقليدي منذ أوائل القرن العشرين، والذي ما لبث أن تراجع مجدّداً في نهايته مع التطوّر في [[تصوير رقمي|التصوير الرقمي]].

== الوفرة الطبيعية ==
[[ملف:Acanthite - Chispas Mine, Arizpe, Sonora, Mexico.jpg|تصغير|يمين|100 بك|عينة من معدن [[أكانثيت|الأكانثيت]] عثر عليها في منجم في [[ولاية سونورا]] في المكسيك.]]
تبلغ [[وفرة طبيعية|الوفرة الطبيعية]] للفضّة في [[قشرة (جيولوجيا)|القشرة الأرضية]] حوالي 0.08 [[جزء في المليون]] (ppm)، وهي القيمة نفسها تقريباً لعنصر [[زئبق|الزئبق]]؛ وبذلك تكون الفضّة أكثر وفرةً من الذهب بـ 20 مرّة، ولكن بالمقابل أقلّ وفرةً من النحاس بمقدار 700 مرّة.<ref>A. F. Holleman, E. Wiberg, N. Wiberg: Lehrbuch der Anorganischen Chemie. 102. Auflage. de Gruyter, Berlin 2007, ISBN 978-3-11-017770-1, P. 1433.</ref>

توجد الفضّة في بعض الأحيان على شكلها [[عنصر طبيعي|الطبيعي الأصلي]] على هيئة قطعٍ صغيرة أو صفيحاتٍ رقيقة أو على شكل حبال [[تغصن بلوري|متشجّرة]]؛ إلّا أنّه غالباً ما توجد مرتبطةً مع عناصر أخرى في معادن مختلفة. ينتمي [[خام]] الفضّة إلى [[معادن الكبريتيدات]] في أغلب الأحيان، وذلك على شكل [[كبريتيد الفضة]] Ag<sub>2</sub>S خاصّة في معدني [[أكانثيت|الأكانثيت]] و[[أرجنتيت|الأرجنتيت]] (نسبة الفضّة 87%) أو [[شترومايريت]] (نسبة الفضّة 53%). تحوي توضّعات الأرجنتيت في بعض الأحيان على قطعٍ من الفضّة الخالصة، خاصّة في الأوساط [[أكسدة واختزال|المختزلة]]؛ في حين أنّ التماس مع الماء المالح يحوّلها إلى [[كلورارجيريت]] (قرن الفضّة، AgCl)، وهو الشكل الذي يكثر وجوده في [[تشيلي]] وفي [[نيوساوث ويلز|أستراليا]].<ref name="مولد تلقائيا2">Greenwood and Earnshaw, pp. 1174–6</ref>

توجد الفضّة في أشكال معدنية أخرى، وذلك على شكل [[مجموعة النتروجين|نكتيدات]] (مركّبات مجموعة النتروجين) أو [[كالكوجينيد]]ات (مركّبات مجموعة الأكسجين)، وتكون تلك الأشكال المعدنية ذات مظهر لمّاع وخواص [[شبه موصل]]ة. من خامات الفضّة النادرة معدن [[ألارجينتم]]، الذي يحوي نسبة مرتفعة من الفضّة تصل إلى 99% مع نسبة متبقّية من [[إثمد|الإثمد]]؛ وكذلك معدن [[ميارجيريت]] AgSbS<sub>2</sub> الحاوي على الكبريت بالإضافة إلى الإثمد. كما يكثر أن تشترك الفضّة في خاماتها مع عددٍ من العناصر الفلزّية الأخرى مثل [[نحاس|النحاس]] أو [[نيكل|النيكل]] أو [[رصاص|الرصاص]] أو [[زنك|الزنك]]. إجمالياً هناك حوالي 167 معدن معروف يحوي الفضّة في تركيبه.<ref>[http://webmineral.com/chem/Chem-Ag.shtml ''Mineral Species containing Silver (Ag).''] auf: ''webmineral.com''. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170629141138/http://webmineral.com/chem/Chem-Ag.shtml |date=29 يونيو 2017}}</ref>

من أكثر المناطق في العالم غنىً بخامات الفضّة كلّ من [[بيرو|البيرو]] و[[المكسيك]] و[[بوليفيا]] و[[الصين]] و[[تشيلي]] و[[أستراليا]] و[[بولونيا (توضيح)|بولونيا]] و[[صربيا]].<ref name=CRC/><ref name="CPM Group">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=CPM Group|عنوان=CPM Silver Yearbook|تاريخ=2011|ناشر=Euromoney Books|مكان=New York |isbn=978-0-9826741-4-7|صفحة=68}}</ref> بدأ تعدين الفضّة في دول [[أمريكا الوسطى]] و[[أمريكا الجنوبية|الجنوبية]]: المكسيك والبيرو وبوليفيا منذ أواسط القرن السادس عشر، ولا تزال تلك الدول حتى الآن من متصدّري إنتاج الفضّة في العالم.<ref>{{استشهاد بويب|عنوان=Preliminary Economic Assessment Technical Report 43-101|مسار=https://www.soamsilver.com/wp-content/uploads/2019/10/postpage-2.jpg|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20120119090432/http://www.soamsilver.com/upload/Technical_Reports/Malku_Khota_PEA_Update_11_May_2011.pdf.pdf|تاريخ أرشيف=19 يناير 2012|ناشر=South American Silver Corp.}}</ref> كما عثر مؤخّراً في [[آسيا الوسطى]] وخاصّة في [[طاجيكستان]] على توضّعات لخامة الفضّة، والتي تعدّ من الأكبر من نوعها في العالم.<ref>{{استشهاد بويب|مسار=https://eurasianet.org/why-are-kyrgyzstan-and-tajikistan-so-split-on-foreign-mining |عنوان=Why Are Kyrgyzstan and Tajikistan So Split on Foreign Mining? |ناشر=EurasiaNet.org |تاريخ=7 أغسطس 2013 |تاريخ الوصول=19 أغسطس 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180714110936/https://eurasianet.org/node/67365 | تاريخ أرشيف = 14 يوليو 2018 }}</ref> على العموم هناك حوالي 5500 موقع مسجل لخامة الفضّة في البيانات.<ref>[https://www.mindat.org/show.php?id=3664&ld=1#themap Mindat - Silver] (mindat). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180730021012/https://www.mindat.org/show.php?id=3664&ld=1 |date=30 يوليو 2018}}</ref>
<gallery widths="300" heights="200" mode="packed" class="float-center">
World Silver Production 2011.svg|الإنتاج العالمي من الفضّة سنة 2011
Silber - Trend Förderung-ar.png|مخطط بياني لازدياد الطلب العالمي على الفضّة
</gallery>

== الإنتاج ==
كانت المكسيك سنة 2014 متصدّرة الدول المنتجة للفضّة بحوالي 5000 طن، وهو ما يعادل حوالي 19% من الإنتاج العالمي الذي يبلغ حوالي 27 ألف طن، تليها الصين (حوالي 4000 طن) ثم البيرو (حوالي 3700 طن).<ref name=usgs>{{استشهاد بويب|مسار=http://minerals.usgs.gov/minerals/pubs/commodity/silver/|عنوان=Silver |مؤلف=Hilliard, Henry E. |ناشر=USGS| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190109070247/https://minerals.usgs.gov/minerals/pubs/commodity/silver/ | تاريخ أرشيف = 9 يناير 2019 }}</ref>

تعالج خامة الفضّة عندما تكون منفصلة بمحلول من [[سيانيد الصوديوم]] بوجود وفرة من أكسجين الهواء، وذلك بأسلوب مشابه لمعالجة خامات الذهب.
:<math>\mathrm{2\ Ag + H_2O +\ ^1/_2\ O_2 + 4\ NaCN \rightarrow\ 2\ Na[Ag(CN)_2]\ +\ 2\ NaOH}</math>
:<math>\mathrm{ Ag_2S\ + 4\ NaCN \rightarrow\ 2\ Na[Ag(CN)_2]\ +\ Na_2S}</math>
:<math>\mathrm{ AgCl\ + 2\ NaCN \rightarrow\ Na[Ag(CN)_2]\ +\ NaCl}</math>

يختزل [[معقد تناسقي|المعقّد]] الناتج باستخدام [[زنك|الزنك]] للحصول على الفضّة.
:<math>\mathrm{2\ Na[Ag(CN)_2]\ + Zn \rightarrow\ Na_2[Zn(CN)_4] +\ 2\ Ag}</math>.

توجد الفضّة غالباً في خاماتها على شكل [[كبريتيد]]، وذلك إمّا بشكلٍ منفصل أو برفقة عددٍ من الفلزّات الأخرى مثل [[رصاص|الرصاص]] في معدن [[غالينا]] (كبريتيد الرصاص) أو في معدن [[سيروسيت|السيروسيت]] (كربونات الرصاص). بالتالي فإنّ أُولى مراحل إنتاج الفضّة في تلك الحالات تتضمّن [[صهر (علم الفلزات)|صهر]] الخامة ثم إجراء عملية [[بوتقة (عملية)|البوتقة الحرارية]]، والتي تعود أصولها تاريخياً إلى العصور القديمة.<ref name="Kassianidou">Kassianidou, V. 2003. Early Extraction of Silver from Complex Polymetallic Ores, in Craddock, P.T. and Lang, J (eds) Mining and Metal production through the Ages. London, British Museum Press: 198–206</ref> ينصهر الرصاص عند 327 °س، أمّا أكسيد الرصاص فينصهر عند 888 °س، في حين أنّ الفضّة تنصهر عند 960 °س. كي تفصل الفضّة عن ذلك المزيج تصهر السبيكة مرّة أخرى عند درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 1000 °س ضمن وسط مؤكسد (غني بالأكسجين). يتأكسد الرصاص وفق هذه الشروط إلى [[أكسيد الرصاص الثنائي]] (يعرف باسم [[مرتك]])، والذي لديه قدرة على انتزاع الأكسجين من الفلزّات الموجودة في الوسط. يسحب أكسيد الرصاص المنصهر من الوسط وفق مبدأ [[خاصية شعرية|الخاصّية الشعرية]] إلى بطانة [[كانون (موقد)|موقد الكانون]].<ref>Craddock, P. T. 1995. Early metal mining and production. Edinburgh: Edinburgh University Press. p. 223</ref><ref name="BayleyCrossleyPonting">
Bayley, J., Crossley, D. and Ponting, M. (eds). 2008. Metals and Metalworking. A research framework for archaeometallurgy. Historical Metallurgy Society 6.</ref><ref>Pernicka, E., Rehren, Th., Schmitt-Strecker, S. 1998. Late Uruk silver production by cupellation at Habuba Kabira, Syria in Metallurgica Antiqua : in honour of Hans-Gert Bachmann and Robert Maddin by Bachmann, H. G, Maddin, Robert, Rehren, Thilo, Hauptmann, Andreas, Muhly, James David, Deutsches Bergbau-Museum: 123–134.</ref>

=== التنقية ===
تنقّى الفضّة أثناء عمليات التحليل الكهربائي للفلزّات المرافقة حيث يحصل عليها كناتج ثانوي مرتفع القيمة. فعلى سبيل المثال أثناء تنقية النحاس يترسّب على [[مهبط (كيمياء)|المهبط]] ضمن عمليات إنتاجه، في حين أن الفضّة المترافقة مع خامة النحاس تترسّب على [[مصعد (كيمياء)|المصعد]]. تؤخذ الفضّة وتنقّى من الشوائب بالمعالجة مع [[حمض الكبريتيك]] الممدّد والغنيّ بالأكسجين ثم بالتسخين مع الكلس أو [[صهارة (علم الفلزات)|صهارة]] السيليكا؛ ثم يجرى تنقيتها مرّة أخرى بالتحليل الكهربائي في محلول من [[نترات|النترات]].

في الوقت الحالي يقتصر إنتاج الفضّة في أغلب الأحيان بكونها ضمن [[منتج ثانوي|المنتجات الثانوية]] [[تنقية الفلزات|لتنقية فلزّات]] النحاس أو الرصاص أو الزنك بواسطة [[تحليل كهربائي|التحليل الكهربائي]]؛ في حين أنّه في السابق كانت التنقية معتمدة على المعالجة الحرارية لصبّات الخامات الحاوية على الفضّة وفق «عملية باركس» (نسبة إلى [[ألكسندر باركس]]).<ref name=usgs/> تعتمد عملية باركس على مبدأ اختلاف [[انحلالية|الانحلالية]] بين الفضّة والرصاص في الزنك في حالاتها المنصهرة.

== النظائر ==
تتألّف الفضّة [[وفرة طبيعية|المتوفّرة طبيعياً]] من [[نظير (كيمياء)|نظيرين]] [[نظير مستقر|مستقرين]]، هما فضّة-107 <sup>107</sup>Ag وفضّة-109 <sup>109</sup>Ag، وذلك بنسب متقاربة، وإن كانت زائدة بشكل طفيف (51.839%) للنظير الأخف <sup>107</sup>Ag. هذا التساوي بالوفرة الطبيعية بين نظيرين مستقرّين نادر الحدوث بين عناصر الجدول الدوري، ووفقاً لتوزّع نسب نظيري الفضّة فإنّ لها [[كتلة ذرية|الوزن الذري]] 107.8682 [[وحدة كتل ذرية]].<ref name=IUPAC>{{استشهاد بويب|تاريخ الوصول = 11 نوفمبر 2009|مسار = http://www.chem.qmul.ac.uk/iupac/AtWt/index.html|عنوان = Atomic Weights of the Elements 2007 (IUPAC)| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170906114640/http://www.chem.qmul.ac.uk:80/iupac/AtWt/index.html | تاريخ أرشيف = 6 سبتمبر 2017 }}</ref><ref>{{استشهاد بويب|تاريخ الوصول = 11 نوفمبر 2009|مسار = https://physics.nist.gov/cgi-bin/Compositions/stand_alone.pl?ele=&ascii=html&isotype=some|عنوان = Atomic Weights and Isotopic Compositions for All Elements (NIST)| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190419140921/https://physics.nist.gov/cgi-bin/Compositions/stand_alone.pl?ele=&ascii=html&isotype=some | تاريخ أرشيف = 19 أبريل 2019 }}</ref>

هناك 28 [[نويدة مشعة|نظير مشع]] معروف للفضّة، أكثرها استقراراً النظائر <sup>105</sup>Ag [[عمر النصف|بعمر نصف]] مقداره 41.29 يوماً، ثم <sup>111</sup>Ag بعمر نصف مقداره 7.45 يوماً، ثم <sup>112</sup>Ag بعمر نصف مقداره 3.13 ساعة. للفضّة العديد من [[مصاوغ نووي|المصاوغات النووية]]، أكثرها استقراراً <sup>108m</sup>Ag (عمر نصف 418 سنة) و<sup>110m</sup>Ag (عمر نصف 249.79 يوم) و<sup>106m</sup>Ag (عمر نصف 8.28 يوم). أمّا باقي النظائر المشعّة فهي ذات أعمار نصف أقلّ من ساعة واحدة، ومعظمها أقلّ من ثلاث دقائق.<ref name="Audi">{{استشهاد بدورية محكمة| الأخير = Audi | الأول = Georges | عنوان = The NUBASE Evaluation of Nuclear and Decay Properties | صحيفة = Nuclear Physics A | المجلد = 729 | صفحات = 3–128 | ناشر = Atomic Mass Data Center | تاريخ = 2003|doi=10.1016/j.nuclphysa.2003.11.001 | bibcode=2003NuPhA.729....3A | مؤلف2-الأخير = Bersillon | مؤلف2-الأول = O. | مؤلف3-الأخير = Blachot | مؤلف3-الأول = J. | مؤلف4-الأخير = Wapstra | مؤلف4-الأول = A. H.| مسار = http://hal.in2p3.fr/in2p3-00014184 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190402165540/http://hal.in2p3.fr/in2p3-00014184 | تاريخ أرشيف = 2 أبريل 2019 }}</ref>

تتراوح الكتل الذرية لنظائر الفضّة بين 92.950 (<sup>93</sup>Ag) و129.950 (<sup>130</sup>Ag).<ref>{{استشهاد بويب|تاريخ الوصول = 11 نوفمبر 2009|مسار = https://physics.nist.gov/cgi-bin/Compositions/stand_alone.pl?ele=Ag&ascii=html&isotype=all|عنوان = Atomic Weights and Isotopic Compositions for Silver (NIST)| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170525031952/http://physics.nist.gov/cgi-bin/Compositions/stand_alone.pl?ele=Ag&ascii=html&isotype=all | تاريخ أرشيف = 25 مايو 2017 }}</ref> يكون نمط [[اضمحلال نشاط إشعاعي|الاضمحلال]] الرئيسي للنظائر ذات الكتل الذرّية الأقلّ من 107 وفق [[التقاط إلكترون]] ويكون [[ناتج اضمحلال|ناتج الاضمحلال]] الرئيسي هو [[بالاديوم|البالاديوم]]؛ في حين أنّ نمط الاضمحلال الرئيسي للنظائر ذات الكتل الذرّية الأعلى من 107 وفق [[جسيم بيتا|اضمحلال بيتا]] ويكون ناتج الاضمحلال الرئيسي هو [[كادميوم|الكادميوم]].<ref name=Audi/>

ينتج كلا نظيري الفضّة في النجوم وفق [[عملية التقاط النيوترون البطيئة]]، وكذلك في [[مستعر أعظم|المستعرات العظمى]] وفق [[عملية التقاط النيوترون السريعة]].<ref name="Cameron">{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف1-الأخير = Cameron |مؤلف1-الأول = A. G. W. | سنة = 1973 | عنوان = Abundance of the Elements in the Solar System | مسار = https://pubs.giss.nasa.gov/docs/1973/1973_Cameron_ca06310p.pdf | صحيفة = Space Science Reviews | المجلد = 15 | صفحات = 121–146 | doi = 10.1007/BF00172440 | bibcode = 1973SSRv...15..121C | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161228064611/http://pubs.giss.nasa.gov/docs/1973/1973_Cameron_ca06310p.pdf | تاريخ أرشيف = 28 ديسمبر 2016 }}</ref> يضمحلّ نظير البالاديوم <sup>107</sup>Pd إلى الفضّة-107 <sup>107</sup>Ag بعمر نصف 6.5 مليون سنة؛ بالتالي فإنّ [[نيزك حديدي|النيازك الحديدية]] هي الأجسام الوحيدة الطبيعية التي تحوي نسبةً أعلى من البالاديوم بالنسبة للفضّة. جرى اكتشاف النظير <sup>107</sup>Ag ذي [[نويدة ذات أصل إشعاعي|الأصل الإشعاعي]] لأوّل مرّة في نيزك سانتا كلارا سنة 1978؛<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|doi = 10.1029/GL005i012p01079|عنوان = Evidence for the existence of <sup>107</sup>Pd in the early solar system|تاريخ = 1978|الأخير = Kelly |الأول=William R. |صحيفة = Geophysical Research Letters|المجلد = 5|صفحات = 1079–1082|مؤلف2-الأول = G. J.|مؤلف2-الأخير = Wasserburg|bibcode=1978GeoRL...5.1079K|العدد = 12|مسار = http://authors.library.caltech.edu/43037/1/grl921.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171202091232/https://authors.library.caltech.edu/43037/1/grl921.pdf | تاريخ أرشيف = 2 ديسمبر 2017 }}</ref> وعلى العموم تعكس نسب البالاديوم-107 إلى الفضّة-107 في الأجرام المنصهرة منذ [[تنامي]] [[المجموعة الشمسية|النظام الشمسي]] وجود النويدات غير المستقرّة في المراحل الأولى لذلك النظام.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = Origin of Short-Lived Radionuclides|الأول = Sara S.|الأخير = Russell|مؤلف2-الأخير=Gounelle|مؤلف2-الأول=Matthieu|مؤلف3-الأخير=Hutchison|مؤلف3-الأول=Robert|صحيفة = Philosophical Transactions of the Royal Society A|المجلد = 359|العدد = 1787|تاريخ = 2001 |صفحات = 1991–2004|doi = 10.1098/rsta.2001.0893|jstor=3066270|bibcode = 2001RSPTA.359.1991R }}</ref>

== الخواص الفيزيائية ==
[[ملف:Ag atomic wire.jpg|تصغير|يسار|معدول|الفضّة من الفلزات شديدة الطواعية وذات [[مطيلية|قابلية عالية للسحب وللتطريق]]، بحيث يمكن سحبها إلى سلك ثخانته ذرّة واحدة.<ref>{{استشهاد بكتاب|doi=10.5772/62288 |isbn=978-953-51-2252-4 |الفصل=Combined Transmission Electron Microscopy – In situ Observation of the Formation Process and Measurement of Physical Properties for Single Atomic-Sized Metallic Wires |مؤلف=Masuda, Hideki |عنوان=Modern Electron Microscopy in Physical and Life Sciences |محرر=Janecek, Milos |محرر2=Kral, Robert |ناشر=InTech |سنة=2016}}</ref>]]

الفضّة من الفلزّات المطواعة سهلة [[مطيلية|السحب والتطريق]]، وهي تنتمي إلى [[فلز انتقالي|الفلزّات الانتقالية]] وكذلك إلى [[فلزات نبيلة|الفلزّات النبيلة]]. تتبلور الفضّة وفق [[نظام بلوري مكعب|نظام بلوري مكعّب]] مركزي الوجه، وذلك ضمن [[بنية بلورية|شبكة بلوريةذات]] [[عدد تناسقي]] مقداره 12، بشكل يكون فيه الإلكترون الخارجي [[إلكترون غير متمركز|غير متمركز]].<ref name="مولد تلقائيا3">Greenwood and Earnshaw, p. 1178</ref> ولكن على العكس من الفلزّات الانتقالية ذات المدار الفرعي d غير الممتلئ فإنّ [[رابطة فلزية|الرابطة الفلزّية]] في الفضّة ينقصها سمات [[رابطة تساهمية|الرابطة التساهمية]] وهي ضعيفة نسبياً، وذلك يفسّر [[صلادة|الصلادة]] المنخفضّة نسبياً للفضّة، وكذلك ارتفاع قابلية السحب والتطريق [[بلورة أحادية|لبلّورات الفضّة الأحادية]].<ref name=b1>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=George L. Trigg|مؤلف2=Edmund H. Immergut|عنوان=Encyclopedia of applied physics|مسار=https://books.google.com/books?id=sVQ5RAAACAAJ|تاريخ الوصول=2 مايو 2011|تاريخ=1 نوفمبر 1992|ناشر=VCH Publishers|isbn=978-3-527-28126-8|صفحات=267–272|المجلد=4: Combustion to Diamagnetism| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191215030020/https://books.google.com/books?id=sVQ5RAAACAAJ | تاريخ أرشيف = 15 ديسمبر 2019 }}</ref>

تتميّز سطوح الفضّة بلونها «[[فضي (لون)|الفضي]]» ذي اللمعة الفلزّية،<ref name="مولد تلقائيا4">Greenwood and Earnshaw, p. 1177</ref> والتي يمكن [[صقل]]ها إلى حد كبير.<ref name="reflective">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Craft of Silversmithing: Techniques, Projects, Inspiration |صفحة=43 |مؤلف=Alex Austin |isbn=1-60059-131-0 |تاريخ=2007 |ناشر=Sterling Publishing Company, Inc.}}</ref> وعلى العكس من الذهب والنحاس، فإنّ الطاقة اللازمة لإثارة وتهييج إلكترون من النطاق الممتلئ في المدار d إلى [[نطاق التوصيل]] s-p في الفضّة كبيرة بالشكل الكافي (حوالي 385 كيلوجول/مول) بحيث أنّها لا توافق حدوث امتصاص في [[طيف مرئي|الطيف المرئي]] ولكن في مجال طيف [[الأشعة فوق البنفسجية|الأشعّة فوق البنفسجية]]، ولذلك فإنّ الفضّة ليست من الفلزّات الملوّنة. لسطوح الفضّة المحمية [[انعكاسية]] بصرية أعلى من [[ألومنيوم|الألومنيوم]] عند [[طول الموجة|أطوال موجة]] أكبر من 450 [[نانومتر]]؛<ref name=edwards>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير = Edwards |الأول=H. W. |مؤلف2-الأخير = Petersen |مؤلف2-الأول=R. P. |تاريخ = 1936|عنوان = Reflectivity of evaporated silver films|صحيفة = Physical Review |المجلد = 50|صفحة=871|bibcode = 1936PhRv...50..871E|doi = 10.1103/PhysRev.50.871|العدد = 9}}</ref> أمّا عند أطوال موجة أقصر من 450 نانومتر فانعكاسية الفضّة أقلّ من الألومنيوم، وتنخفض قيمتها إلى الصفر بالقرب من 310 نانومتر.<ref name="gemin">{{استشهاد بويب|مسار=https://www.gemini.edu/observing/telescopes-and-sites/telescopes#Optics |عنوان=Silver vs. Aluminum |تاريخ الوصول=2014-08-01 |ناشر=Gemini Observatory| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181106175930/http://www.gemini.edu/sciops/telescopes-and-sites/optics/silver-vs-aluminum | تاريخ أرشيف = 6 نوفمبر 2018 }}</ref>

تعود [[موصلية (كهرباء)|الناقلية الكهربائية]] و[[ناقلية حرارية|الحرارية]] المرتفعة لعناصر المجموعة الحادية عشرة في الجدول الدوري (النحاس والفضّة والذهب) إلى وجود إلكترون وحيد في الغلاف الخارجي، والذي لا يتداخل مع الغلاف الداخلي d الممتلئ، ممّا يمنحه حركية إلكترونية مرتفعة على العكس من باقي فلزّات عناصر المستوى الفرعي d.<ref>Russell AM & Lee KL 2005, [https://books.google.com/books?id=fIu58uZTE-gC&printsec=frontcover ''Structure-property relations in nonferrous metals''], Wiley-Interscience, New York, {{ردمك|0-471-64952-X}}. p. 302. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170127063949/https://books.google.com/books?id=fIu58uZTE-gC&printsec=frontcover |date=27 يناير 2017}}</ref> للفضّة أعلى ناقلية كهربائية من بين الفلزّات، وهي أعلى من قيمتها للنحاس؛ ولكن بسبب ارتفاع الثمن فإنّ استخدام الفضّة في مجال [[تمديد كهربائي|التمديدات الكهربائية]] يقتصر على أجهزة التطبيقات الخاصّة مثل [[هندسة الترددات الراديوية|هندسة التردّدات الراديوية]] وخاصّة في الأجهزة ذات [[تردد شديد الارتفاع|التردّدات العالية جدّاً]]، إذ أنّ الفضّة مفضّلة فيها بسبب خواص الناقلية المميّزة مثل [[ظاهرة سطحية|التأثير الجلدي]] (وهي تيارات ذات كثافة مرتفعة على سطح الفلز). خلال [[الحرب العالمية الثانية]] قامت الولايات المتّحدة باستخدام حوالي 13500 طن من الفضّة في تجهيز [[مغناطيس كهربي|المغانط الكهربائية]] اللازمة لعملية تخصيب [[يورانيوم|اليورانيوم]]، وذلك بشكل رئيسي لعدم توفّر النحاس وقت الحرب حينئذٍ.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير = Nichols |الأول=Kenneth D.|عنوان = The Road to Trinity|سنة = 1987 |مسار = https://archive.org/details/roadtotrinity0000nich | صفحة = [https://archive.org/details/roadtotrinity0000nich/page/42 42]|تاريخ =1987|مكان = Morrow, New York|isbn = 0-688-06910-X|ناشر = Morrow| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220507082054/https://archive.org/details/roadtotrinity0000nich | تاريخ أرشيف = 7 مايو 2022 }}</ref><ref>{{استشهاد بويب|تاريخ = 11 سبتمبر 2002 |مسار = http://www.tnengineering.net/AICHE/eastman-oakridge-young.htm |عنوان = Eastman at Oak Ridge During World War II|الأخير=Young |الأول=Howard |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20120208054014/http://www.tnengineering.net/AICHE/eastman-oakridge-young.htm |تاريخ أرشيف=2012-02-08}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = Not invented here? Check your history|الأخير = Oman|الأول = H.|صحيفة = Aerospace and Electronic Systems Magazine|تاريخ = 1992|المجلد = 7|العدد = 1|صفحات = 51–53|doi = 10.1109/62.127132}}</ref> كذلك فإنّ للفضّة أخفض قيمة [[مقاومة تلامسية|للمقاومة التلامسية]] بين الفلزّات.<ref name=CRC /> بالمقابل، فإنّ للناقلية الحرارية للفضّة أعلى قيمة بين الفلزّات، ولا يسبقها بين العناصر إلّا [[هيليوم-4|الهيليوم-4]] [[ميوعة فائقة|فائق الميوعة]].<ref name=CRC>{{استشهاد بكتاب|الأخير = Hammond|الأول = C. R.|عنوان = The Elements, in Handbook of Chemistry and Physics|طبعة = 81st|ناشر = CRC press|isbn = 0-8493-0485-7|سنة = 2004|التسجيل = registration|مسار = https://archive.org/details/crchandbookofche81lide| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217023342/https://archive.org/details/crchandbookofche81lide | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref>

=== السبائك ===
للفضّة قابلية مرتفعة لتشكيل [[سبيكة|سبائك]] مع أغلب عناصر الجدول الدوري. فعناصر المجموعات 1 إلى 3 ما عدا [[هيدروجين|الهيدروجين]] و[[ليثيوم|الليثيوم]] و[[بيريليوم|البيريليوم]] تمتزج بسهولة مع الفضّة في الحالة الجامدة وتشكّل [[مركب بين فلزي|مركّبات بين فلزية]]؛ في حين أنّ عناصر المجموعات 4 إلى 9 ضعيفة الامتزاج؛ وعناصر المجموعات بين 10 و14 (باستثناء [[بورون|البورون]] و[[كربون|الكربون]]) ذات [[مخطط أطوار|مخطّط أطوار]] Ag–M معقّد جداً وتشكّل مع الفضّة السبائك ذات الأهمية التجارية؛ أمّا باقي العناصر في الجدول الدوري فليست ذات مخطّط أطوار متّسق.

تقاس [[درجة النقاوة]] عادةً باستخدام [[نسبة ألفية|النسبة الألفية]]، فسبيكة فضّة ذات نقاوة 94% يعبّر عنها أنّها ذات نقاوة 0.940 بالعادة. أكثر سبائك الفضّة أهميةً هي مع عنصري الذهب والنحاس، إذ تستخدم تلك السبائك في سكّ النقود المعدنية وفي صناعة التحف والمشغولات. تمتزج الفضّة بسهولة كبيرة مع النحاس، ويستخدم [[نظام أصهري|مزيجهما الأصهري]] في [[لحام بالمونة|اللحام بالمونة]] تحت التفريغ، والذي تبلغ نسبته 71.9% فضّة و28.1% نحاس وزناً (60.1% فضّة و28.1% نحاس حسب عدد الذرّات).<ref name="مولد تلقائيا5">Ullmann, pp. 54–61</ref> من السبائك الثنائية المعروفة أيضاً فضّة-زنك، ويمكن اعتبار تلك السبائك ذات التركيز المنخفض من الزنك أنّها [[محلول جامد]] للزنك في الفضّة، إذ أنّ بنية الفضّة (نظام بلّوري مكعّب مركزي الوجوه) بالكاد تتأثّر بوجود [[زنك|الزنك]]، في حين أنّ الكثافة الإلكترونية تزداد مع إضافة الزنك. برفع تركيز الزنك بشكل أكبر تتحوّل البنية إلى نظام بلّوري مكعّب مركزي الجسم (كثافة إلكترونية 1.5)، ثمّ إلى نظام بلّوري مكعّب معقّد (كثافة إلكترونية 1.615)، ثمّ إلى نظام بلّوري سداسي ذي [[تعبئة متراصة]] (كثافة إلكترونية 1.75). أمّا سبيكة فضّة-كادميوم فهي تقريباً عديمة الاستخدام بسبب السمّية المرتفعة [[كادميوم|للكادميوم]].

لسبائك الفضّة المتشكّلة من ثلاثة عناصر أهمية عملية أكبر، فعلى سبيل المثال تستخدم سبيكة فضّة-قصدير-زئبق في تحضير [[حشوة ملغمية|الحشوات الملغمية]] في طب الأسنان؛ أمّا سبائك فضّة-ذهب-نحاس فذات أهمّية في صناعة الحليّ والتحف، ولها طيف واسع من القساوة والألوان الممكنة؛ في حين أنّ سبائك فضّة-نحاس-زنك ذات أهمية تطبيقية في سبائك اللحام بالمونة ذات الانصهار المنخفض؛ ولسبائك فضّة-كادميوم-إنديوم استخدام في [[مفاعل نووي|المفاعلات النووية]] بسبب ارتفاع [[مقطع تصادم (فيزياء)|مقطع التصادم]] الذي يمكّنها من التقاط النيوترونات الحرارية، وبسبب ناقليتها الحرارية المرتفعة ومقاومتها للتآكل في الماء الساخن.

== الخواص الكيميائية ==
{| class="wikitable" style="float:left; clear:right; margin-left:1em; margin-top:0;"
|+ حالات الأكسدة والهيئة الفراغية للفضّة في مركّباتها
|-
! حالة <br />الأكسدة !! العدد <br />التناسقي !! الهيئة الفراغية !! مثال على <br />مركّب كيميائي
|-
| 0 (d<sup>10</sup>s<sup>1</sup>) || 3 || مستوية || Ag(CO)<sub>3</sub>
|-
| rowspan="4" | 1 (d<sup>10</sup>) || 2 || خطّية || <sup>−</sup>[Ag(CN)<sub>2</sub>]
|-
| 3 || مستوية مثلّثة || AgI(PEt<sub>2</sub>Ar)<sub>2</sub>
|-
| 4 || رباعية السطوح || <sup>+</sup>[Ag(diars)<sub>2</sub>]
|-
| 6 || ثمانية السطوح || AgF, AgCl, AgBr
|-
| 2 (d<sup>9</sup>) || 4 || مستوية مربّعة || <sup>2+</sup>[Ag(py)<sub>4</sub>]
|-
| rowspan="2" | 3 (d<sup>8</sup>) || 4 || مستوية مربّعة || <sup>−</sup>[AgF<sub>4</sub>]
|-
| 6 || ثمانية السطوح || <sup>3−</sup>[AgF<sub>6</sub>]
|}

تشابه الفضّة في خواصها عنصري [[ذهب|الذهب]] و[[نحاس|النحاس]]؛ فلذرّة الفضّة 47 إلكترون، والتي لها [[توزيع إلكتروني|التوزيع الإلكتروني]] Kr]4d<sup>10</sup>5s<sup>1</sup>] وذلك بشكل قريب من توزيع النحاس (Ar]3d<sup>10</sup>4s<sup>1</sup>]) والذهب (Xe]4f<sup>14</sup>5d<sup>10</sup>6s<sup>1</sup>])، وبذلك تكون [[عناصر المجموعة الحادية عشرة]] في الجدول الدوري واحدة من المجموعات القلائل في [[مستوى فرعي للجدول الدوري|المستوى الفرعي d]] ذات توزيعٍ إلكتروني متناسق.<ref name=CRC/> يؤدّي وجود إلكترون وحيد في الغلاف الإلكتروني الخارجي بعد غلاف إلكتروني d ممتلئ إلى خواص مميّزة لفلزّ الفضّة.

الفضّة من العناصر غير النشيطة كيميائياً نسبياً؛ يعود ذلك الأمر إلى أنّ غلاف 4d الإلكتروني الممتلئ لا يقوم بالشكل الكافي بحجب قوّة التجاذب [[السكونيات الكهربائية|الكهربائية الساكنة]] (الإلكتروستاتيكية) بين النواة وبين الإلكترون في المدار 5s الخارجي، وبالتالي ذلك يفسّر ضعف النشاط الكيميائي للفضّة ووقوعها أسفل [[قائمة الجهود القياسية|السلسلة الكهركيميائية]] (''E''<sup>0</sup>(Ag<sup>+</sup>/Ag) = +0.799&nbsp;V). من بين عناصر المجموعة 11 فإنّ للفضّة أقلّ [[طاقة تأين|طاقة تأيّن]] أولى، ممّا يعكس عدم استقرار المدار 5s، إلّا أنّ طاقات التأيّن الثانية والثالثة أعلى من النحاس والذهب، ممّا يعكس استقرار المدارات 4d في ذرّة الفضّة، كما يشير ذلك إلى أنّ كيمياء الفضّة تطغى عليها [[حالة الأكسدة]] +1 بشكل واضح، وذلك سواء في الحالة الصلبة أو في المحاليل المائية.<ref name="مولد تلقائيا6">Greenwood and Earnshaw, p. 1180</ref>

لأغلب مركّبات الفضّة سمة [[رابطة تساهمية|تساهمية]]، وذلك بسبب صغر حجم الذرة نسبياً وبسبب ارتفاع طاقة التأيّن الأولى (730.8 كيلوجول/مول). إضافةً إلى ذلك فإنّ [[كهرسلبية]] الفضّة وفق مقياس باولنغ تبلغ 1.93، وهي أعلى من [[رصاص|الرصاص]] (1.87)، كما أنّ [[ألفة إلكترونية|الألفة الإلكترونية]] للفضّة والتي يبلغ مقدارها 125.6 كيلوجول/مول أعلى من [[هيدروجين|الهيدروجين]] (72.8 كيلوجول/مول) وليست بأقلّ كثيراً من التي [[أكسجين|للأكسجين]] (141.0 كيلوجول/مول).<ref name="مولد تلقائيا7">Greenwood and Earnshaw, p. 1176</ref>

وفقاً لما ذكر من خواصٍ مميّزة للفضّة من امتلاء الغلاف الفرعي 4d ومن سيطرة حالة الأكسدة +1، فإنّ كلّ ذلك يجعل الفضّة بعيدة عن الخواص العامّة المميّزة [[فلز انتقالي|للفلزّات الانتقالية]] التي على يسارها في الجدول الدوري (المجموعات من 4 إلى 10)؛ فالفضّة على عكسها لا تشكّل الكثير من [[كيمياء عضوية فلزية|المعقّدات العضوية الفلزّية]] المستقرّة، وأغلب معقّداتها ذات [[عدد تناسقي]] قليل، كما تكون حالة الأكسدة +1 مستقرّة في المعقّدات حتّى في غياب [[رابطة عكسية|ربيطات مستقبلة لإلكترونات باي]] π؛ كما أنّ أكسيدها له [[تذبذب (كيمياء)|صفة مذبذبة]]،<ref>Lidin RA 1996, ''Inorganic substances handbook'', begell house, New York, {{ردمك|1-56700-065-7}}. p. 5</ref> وهي قادرة على تشكيل مركّبات من [[طور زنتل|نمط زنتل]] مثلما تفعل عناصر [[فلز بعد انتقالي|الفلزّات بعد الانتقالية]].<ref>Goodwin F, Guruswamy S, Kainer KU, Kammer C, Knabl W, Koethe A, Leichtfreid G, Schlamp G, Stickler R & Warlimont H 2005, 'Noble metals and noble metal alloys', in ''Springer Handbook of Condensed Matter and Materials Data,'' W Martienssen & H Warlimont (eds), Springer, Berlin, pp.&nbsp;329–406, {{ردمك|3-540-44376-2}}. p. 341</ref>

للفضّة كما للذهب [[ألفة كيميائية]] ضعيفة تجاه [[أكسجين|الأكسجين]]، وبشكلٍ أقلّ من النحاس، ولذلك فإنّه من المتوقّع أن تكون أكاسيد الفضّة غير ثابتة حرارياً؛ لذلك لا تتفاعل الفضّة مع أكسجين الهواء حتّى عند أعلى درجات الحرارة وأشدّها احمراراً، ولذلك تصنّف الفضّة مع الذهب منذ القدم من [[فلزات نبيلة|الفلزّات النبيلة]]. إلّا أنّ الفضّة مثلما النحاس تتفاعل مع [[كبريت|الكبريت]]، فبوجوده تشوب الفضّة ويتشكّل [[كبريتيد الفضة|كبريتيد الفضّة]] الأسود.
:<math>\mathrm{4\  Ag\ +\ 2 \ H_2S\ +\ O_2 \rightarrow\ 2\ Ag_2S\ +\ 2\ H_2O}</math>.

ولكن بالمقابل وعلى العكس من النحاس فإنّ الفضّة لا تتفاعل مع [[هالوجين|الهالوجينات]] باستثناء غاز [[فلور|الفلور]] النشيط جدّاً، حيث يتشكّل [[فلوريد الفضة الثنائية|ثنائي فلوريد الفضّة]]. لا تؤثّر الأحماض غير الأكسجينية على الفضّة، إلّا أنّ الفضّة تنحلّ وتذوب فوراً في [[حمض الكبريتيك]] المركّز والساخن، وكذلك الأمر في [[حمض النتريك]]. كما تذوب الفضّة في المحاليل المائية [[سيانيد|للسيانيدات]] وخاصّة في وجود [[بيروكسيد الهيدروجين]].<ref name="مولد تلقائيا8">Greenwood and Earnshaw, p. 1179</ref>

تهاجم [[مؤكسد|المؤكسدات]] القويّة مثل [[بيرمنغنات البوتاسيوم]] KMnO<sub>4</sub> و[[ثنائي كرومات البوتاسيوم]] K<sub>2</sub>Cr<sub>2</sub>O<sub>7</sub> فلزّ الفضّة، وتستخدم تلك الكيماويات في [[تصوير ضوئي|التصوير الضوئي]] من أجل [[تبييض]] صور الفضّة، محوّلةً إيّاها بوجود [[بروميد البوتاسيوم]] إلى [[بروميد الفضة|بروميد الفضّة]]، والذي يمكن أن يثبّت باستخدام [[ثيوكبريتات]] أو لإظهار الألوان في الصورة الأصلية. تشكّل الفضّة [[معقد تناسقي|معقّدات]] منحلّة عند وجود كمّية فائضة من أيونات السيانيد، وتستخدم تلك المعقّدات في [[طلي كهربائي|الطلي الكهربائي]] بالفضّة.<ref name=photo>{{استشهاد بكتاب| صفحات = [https://archive.org/details/silverhalidereco00bjel/page/n172 156]–166| عنوان=Silver-halide recording materials: for holography and their processing| سنة = 1995| مسار = https://archive.org/details/silverhalidereco00bjel| الأخير = Bjelkhagen |الأول=Hans I.| ناشر= Springer| تاريخ =1995| isbn = 3-540-58619-9| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220428062516/https://archive.org/details/silverhalidereco00bjel | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2022 }}</ref>

إنّ [[حالة الأكسدة]] الشائعة للفضّة هي +1، وهي أكثرها استقراراً وثباتية، كما هو الحال في [[نترات الفضة|نترات الفضّة]] AgNO<sub>3</sub> على سبيل المثال. توجد الفضّة في بعض الأحيان في حالة الأكسدة +2، كما هو الحال في مركّب [[فلوريد الفضة الثنائية|ثنائي فلوريد الفضّة]] AgF<sub>2</sub>، وتكون تلك المركّبات من المؤكسدات القويّة. نادراً ما توجد الفضّة بحالة الأكسدة +3، ويتطلّب وجودها توفّر مؤكسد قويّ جدّاً مثل غاز [[فلور|الفلور]] أو [[بيروكسي ثنائي كبريتات|بيروكسي ثنائي الكبريتات]]. فعلى سبيل المثال لا يمكن الحصول على فلوريد الفضّة الثلاثية (ثلاثي فلوريد الفضّة) إلّا من التفاعل مع أقوى المؤكسدات مثل [[ثنائي فلوريد الكريبتون]].<ref name="مولد تلقائيا9">Greenwood and Earnshaw, p. 903</ref> تكون مركّبات الفضّة الثلاثية غاية في قوّة الأكسدة مثما هو الحال في معقّد رباعي فلوروفضّات البوتاسيوم KAgF<sub>4</sub>.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف1-الأخير=Riedel |مؤلف1-الأول=Sebastian |مؤلف2-الأخير=Kaupp |مؤلف2-الأول=Martin |تاريخ=2009 |عنوان=The highest oxidation states of the transition metal elements |صحيفة=Coordination Chemistry Reviews |المجلد=253 |العدد=5–6 |doi=10.1016/j.ccr.2008.07.014|صفحات=606–624}}</ref>

=== المركّبات الكيميائية ===
==== الأكاسيد والكالكوجينيدات ====
[[ملف:Sulfid stříbrný.PNG|تصغير|يمين|كبريتيد الفضّة الأحادية]]
يترسّب [[أكسيد الفضة الأحادية|أكسيد الفضّة الأحادية]] Ag<sub>2</sub>O من إضافة [[قلوي]] على أملاح الفضّة الأحادية المنحلّة؛ مع العلم أنّ مركّب هيدروكسيد الفضّة AgOH لا يوجد إلّا على شكل محلول ولا يستحصل بالشكل الصلب، إذ سرعان ما يتفكّك تلقائياً إلى الأكسيد. يسهل اختزال أكسيد الفضّة إلى فلزّ الفضّة، كما أنّ التفكّك الحراري للأكسيد إلى الأكسجين والفضّة يحصل عند درجات حرارة حوالي 160°س.<ref name="مولد تلقائيا10">Greenwood and Earnshaw, pp. 1181–2</ref> من جهة أخرى يمكن أكسدة مركّبات الفضّة الأحادية عند استخدام مؤكسدات قويّة مثل [[بيروكسي ثنائي كبريتات|بيروكسي ثنائي الكبريتات]] للحصول على الأكسيد AgO الأسود، وهو مزيج من [[أكسيد الفضة الأحادية والثلاثية|أكسيد الفضّة الأحادية والثلاثية]] Ag<sup>I</sup>Ag<sup>III</sup>O<sub>2</sub>. توجد هناك مزائج أكسيدية للفضّة ذات حالات أكسدة كسرية مثل أكسيد Ag<sub>3</sub>O النادر، وهو مزيج من أكسيدي Ag<sub>2</sub>O<sub>3</sub> وAg<sub>3</sub>O<sub>4</sub>.

يتشكّل [[كبريتيد الفضة|كبريتيد الفضّة]] Ag<sub>2</sub>S فوراً من تفاعل الفضّة مع الكبريت، وهو المسبّب الرئيسي لاسوداد المشغولات الفضّية. يمكن لهذا المركّب أن يتشكّل أيضاً من تفاعل [[كبريتيد الهيدروجين]] مع الفضّة الفلزّية أو أيونات الفضّة <sup>+</sup>Ag في الأوساط المائية. توجد هناك [[كالكوجينيد]]ات أخرى معروفة للفضّة مثل [[سيلينيد|السيلينيدات]] و[[تلوريد|التيلوريدات]].

==== الهاليدات ====
[[ملف:Silberhalogenide.jpg|تصغير|يسار|هاليدات الفضّة من اليسار إلى اليمين: [[كلوريد الفضة|كلوريد الفضّة]] و[[بروميد الفضة|بروميد الفضّة]] و[[يوديد الفضة|يوديد الفضّة]].]]
إنّ هاليدات الفضّة المعروفة هي للفضّة الأحادية، أمّا الفضّة الثنائية فلا تشكّل سوى [[فلوريد الفضة الثنائية|ثنائي فلوريد الفضّة]] AgF<sub>2</sub> والذي يستحصل من التفاعل الحراري للفلور مع الفضّة. يستخدم هذا المركّب من ضمن العوامل المفلورة، إذ أنّه مستقرّ حرارياً ويستخدم لتحضير مركّبات [[هيدروفلوروكربون|الهيدروفلوروكربون]].<ref name="مولد تلقائيا11">Greenwood and Earnshaw, pp. 1183–5</ref> لهاليدات الفضّة الأحادية الثلاثة الأولى وهي [[فلوريد الفضة الأحادية|الفلوريد]] و[[كلوريد الفضة|الكلوريد]] و[[بروميد الفضة|البروميد]] البنية ذاتها المشابهة لبنية [[كلوريد الصوديوم]]، في حين أنّ [[يوديد الفضة|ليوديد الفضّة]] ثلاث بنىً مستقرّة معروفة عند درجات حرارة مختلفة، تكون إحداها مشابهة لبنية [[سفاليريت|السفاليريت]] المكعّبة.

يمكن الحصول على هاليدات الفضّة من التفاعل المباشر للفلزّ مع [[هالوجين|الهالوجين]] الموافق. كما يمكن الحصول على هاليدات الفضّة من تفاعل الهاليدات المختلفة مع أملاح الفضّة المنحلّة في [[ترسيب (كيمياء)|تفاعل ترسيب]]، إذ أنّ جميع هاليدات الفضّة ذات [[انحلالية]] ضعيفة في الماء ما عدا فلوريد الفضّة. تزداد عدم انحلالية هاليدات الفضّة مع ازدياد نصف القطر الأيوني للهاليد، أي من أعلى مجموعة الهالوجينات إلى الأسفل، كما يتغيّر لون الراسب من كلوريد الفضّة الأبيض إلى يوديد الفضّة الأصفر، وتزداد أيضاً الصفة التساهمية للرابطة؛ وبالمقابل تتناقص الطاقة اللازمة [[معقد انتقال الشحنة|لانتقال الشحنة فلزّ-ربيطة]] (X<sup>−</sup>Ag<sup>+</sup> → XAg). يعود شذوذ فلوريد الفضّة في الانحلالية عن باقي الهاليدات إلى صغر [[نصف القطر الأيوني]] لأيون [[فلوريد|الفلوريد]]، لذلك فإنّ لفلوريد الفضّة الأحادية طاقة [[تذاوب]] معتبرة، ولذلك فإنّ للمركب انحلالية (ذوبانية) مرتفعة نسبياً، كما أنّه قادر على تشكيل [[هيدرات]] ثنائية ورباعية.

تستخدم ضعف انحلالية هاليدات الفضّة بشكل واسع في [[كيمياء رطبة|الكيمياء الرطبة]] سواءً في [[تحليل كمي (كيمياء)|التحليل الكمّي]] ([[تحليل وزني|التحليل الوزني]] أو [[معايرة بالفضة|المعايرة بالفضة]]) أو [[تحليل نوعي|التحليل النوعي]] (الكشف عن الفضّة).<ref name=IUPAC/> كما أنّ لهاليدات الفضّة سمة أخرى وهي [[حساسية للضوء|حساسيتها للضوء]]، خاصّةً بروميد ويوديد الفضّة اللذان يستخدمان في إظهار أفلام التصوير الضوئي التقليدي. تتفكّك هذه المركّبات عند تعرّضها للضوء إلى الفضّة بشكلٍ غير عكسي، لأنّ ذرّات الفضّة المتحرّرة غالباً ما تكون حاويةً على [[عيب بلوري|عيب بلّوري]] أو موقع شائب في [[بنية بلورية|بنيتها البلّورية]]، بشكلٍ تكون فيه طاقة الإلكترونات منخفضة بالشكل الكافي ما يمنع قدرتها على تشكيل روابط.<ref name="مولد تلقائيا12">Greenwood and Earnshaw, pp. 1185–7</ref> يستطيع مركّب كلوريد الفضّة أن يشكّل [[معقد تناسقي|معقّد]] منحلّ مع الأمونيا، بالتالي يمكن تمييزه عن باقي الهاليدات غير المنحلّة.

==== المركّبات اللاعضوية الأخرى ====
[[ملف:Silver nitrate crystals.jpg|تصغير|يسار|upright=0.45|بلّورات نترات الفضّة]]
لبلّورات [[نترات الفضة|نترات الفضّة]] لون أبيض، وهي منحلّة في الماء، ويستخدم المركّب لتحضير الهاليدات بشكلٍ أساسي،<ref name=IUPAC/> وهو أقلّ حساسيةً للضوء منها. كما له استخدامات أخرى في [[اصطناع عضوي|الاصطناع العضوي]].<ref>{{OrgSynth|author = Cope, A. C.; Bach, R. D.|title = trans-Cyclooctene|collvol = 5|collvolpages = 315|year = 1973|prep = cv5p0315}}</ref> أمّا [[كبريتات الفضة|كبريتات الفضّة]] Ag<sub>2</sub>SO4 فيحصل عليها من إذابة الفضّة في [[حمض الكبريتيك]] المركّز.

يسهل تحضير مركّب [[كربونات الفضة|كربونات الفضّة]] Ag<sub>2</sub>CO<sub>3</sub> ذي اللون الأصفر، وذلك من تفاعل المحاليل المائية من [[كربونات الصوديوم]] مع نترات الفضّة.<ref name=OS>{{OrgSynth| author = McCloskey C. M.; Coleman, G. H. | title = β-d-Glucose-2,3,4,6-Tetraacetate | collvol = 3 | collvolpages = 434 | year = 1955 | prep = cv3p0434}}</ref> يستخدم مركّب كربونات الفضّة في الصناعة الإلكترونية الدقيقة، ويمكن اختزاله [[ميثانال|بالفورمالدهيد]] للحصول على الفضّة الخالية من الفلزّات القلوية.<ref name="مولد تلقائيا13">Andreas Brumby et al. "Silver, Silver Compounds, and Silver Alloys" in Ullmann's Encyclopedia of Industrial Chemistry, Wiley-VCH, Weinheim, 2008. {{دوي|10.1002/14356007.a24_107.pub2}}</ref> تستخدم كربونات الفضّة من ضمن الكواشف الكيميائية في الاصطناع العضوي أيضاً، وذلك في عددٍ من التفاعلات مثل [[تفاعل كونغز-كنور]]، وفي تفاعل [[أكسدة فيتيزون]] الذي تستخدم فيه كربونات الفضّة على [[تراب المشطورات]] للحصول على [[لاكتون|اللاكتونات]] من [[ديول|الديولات]].

من مركّبات الفضّة الأخرى ذات الحساسية المرتفعة كلّ من [[فلمينات الفضة|فلمينات الفضّة]] AgCNO، وهو مركّب حسّاس [[متفجرات|متفجّر]] للصدمة استخدم في [[كبسولة القدح|كبسولات القدح]] سابقاً، ويستحصل من تفاعل الفضّة مع حمض النتريك بوجود [[إيثانول|الإيثانول]]. من المركّبات الخطرة الأخرى كلّ من [[أزيد الفضة|أزيد الفضّة]] AgN<sub>3</sub> المستحصل من تفاعل نترات الفضّة مع [[أزيد الصوديوم]]؛<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار = https://books.google.com/?id=ATiYCfo1VcEC&pg=PA284| صفحة = 284| عنوان = Explosives| الأخير = Meyer |الأول=Rudolf| مؤلف2-الأخير = Köhler |مؤلف2-الأول=Josef| مؤلف3-الأخير = Homburg |مؤلف3-الأول=Axel| last-author-amp = yes |ناشر = Wiley–VCH| تاريخ = 2007| isbn = 3-527-31656-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200323002259/https://books.google.com/books?id=ATiYCfo1VcEC&pg=PA284&hl=en | تاريخ أرشيف = 23 مارس 2020 }}</ref> وكذلك [[أسيتيليد الفضة|أسيتيليد الفضّة]] Ag<sub>2</sub>C<sub>2</sub> المستحصل من تفاعل الفضّة مع غاز [[أسيتيلين|الأسيتيلين]] في محلول من [[أمونيا|الأمونيا]].

==== المركّبات التناسقية ====
[[ملف:Diamminesilver(I)-3D-balls.png|130 بك|تصغير|يمين|بنية معقّد ثنائي أمين الفضّة الأحادية.]]
تشبه معقّدات الفضّة نظيراتها من معقّدات النحاس إلى حدٍ ما، وتعدّ المعقّدات التناسقية للفضّة الأحادية هي الأكثر شيوعاً من بين حالات الأكسدة المعروفة للفضّة. إنّ معقّدات الفضّة الثلاثية نادرة ويسهل اختزالها إلى حالات الأكسدة الأدنى الأكثر استقراراً، رغم أنّها أكثر استقراراً من معقّدات النحاس الثلاثي. على سبيل المثال، يمكن تحضير معقّدات ذات بنية [[بنية جزيئية مستوية مربعة|مستوية مربّعة]] من [[بيريودات|البيريودات]] <sup>5−</sup>[Ag(IO<sub>5</sub>OH)<sub>2</sub>] و[[تيلورات|التيلورات]] <sup>5−</suP>[Ag{TeO<sub>4</sub>(OH)<sub>2</sub>}<sub>2</sub>] من أكسدة الفضّة الأحادية باستخدام [[بيروكسي ثنائي كبريتات|بيروكسي ثنائي الكبريتات]] في وسطٍ قلوي. تلك المعقّدات المذكورة ذات استقرارية جيّدة نسبياً، بالمقابل فإنّ معقّد <sup>−</sup>[AgF<sub>4</sub>] الأصفر أقلّ استقراراً، إذ سرعان ما يدخّن في الهواء الرطب كما يتفاعل مع الزجاج.<ref name="مولد تلقائيا14">Greenwood and Earnshaw, p. 1188</ref>

إنّ معقّدات الفضّة الثنائية أكثر شيوعاً من الثلاثية، وهي مثل نظيراتها من معقّدات النحاس الثنائي [[تساوي إلكتروني|المساوية لها إلكترونياً]] ذات بنية جزيئية مستوية مربّعة وذات [[مغناطيسية مسايرة]]. يحصل على المعقّدات المائية من الفضّة الثنائية <sup>2+</sup>Ag من أكسدة الفضّة الأحادية [[أوزون|بالأوزون]] مثلاً، وتلك المعقّدات هي من [[مؤكسد|المؤكسدات]] القويّة جدّاً حتّى في الأوساط الحمضية. من أجل الحصول على معقّدات الفضّة الثنائية مع [[بيريدين|البيريدين]] مثل
<sup>2+</sup>[Ag(py)<sub>4</sub>] أو [[ثنائي البيريدين]] <sup>2+</sup>[Ag(bipy)<sub>2</sub>] تلزم الأكسدة بمؤكسد قويّ مثل بيروكسي ثنائي الكبريتات. تلك المعقّدات ثابتة لأنّ [[أيون مقابل|الأيونات المقابلة]] لا يمكنها اختزال الفضّة إلى حالة الأكسدة +1.<ref name="مولد تلقائيا15">Greenwood and Earnshaw, p. 1189</ref> من معقّدات الفضّة الثنائية المعروفة أيضاً معقّد <sup>2−</sup>[AgF<sub>4</sub>] وخاصّة المعقّد ذي اللون البنفسجي مع ملح الباريوم.

تعدّ حالة الأكسدة +1 في معقّدات الفضّة الأكثر شيوعاً من باقي حالات الأكسدة الأخرى. لكاتيون الفضّة الأحادية <sup>+</sup>Ag مغناطيسية مسايرة كما هو الحال مع النحاس الأحادي <sup>+</sup>Cu والذهب الأحادي <sup>+</sup>Au، إذ أنّ جميعها ذات تشكيل إلكتروني مغلق الغلاف من غير وجود إلكترونات مفردة؛ وتلك المعقّدات غالباً ما تكون عديمة اللون. إنّ معقّد الفضّة الأحادية المائي رباعي التناسق ذا البنية رباعية السطوح <sup>+</sup>[Ag(H<sub>2</sub>O)<sub>4</sub>] من المعقّدات المعروفة، رغم أنّ البنية الجزيئية المعروفة لأغلب معقّدات الفضّة الأحادية هي [[بنية جزيئية خطية|البنية الخطّية]]. من المعقّدات المعروفة أيضاً معقّد ثنائي أمين الفضّة الأحادية <sup>+</sup>[Ag(NH<sub>3</sub>)<sub>2</sub>]، والذي يتشكّل عند إضافة كمّية فائضة من الأمونيا إلى راسب كلوريد الفضّة؛ وكذلك المعقّدات المنحلّة من الفضّة الأحادية مع [[ثيوكبريتات|الثيوكبريتات]] <sup>3−</sup>[Ag(S<sub>2</sub>O<sub>3</sub>)<sub>2</sub>]، والتي تستخدم لإذابة أملاح الفضّة في عمليّات التصوير الضوئي؛ بالإضافة إلى معقّد الفضّة الأحادية مع [[سيانيد|السيانيد]] <sup>−</sup>[Ag(CN)<sub>2</sub>]. لا تستطيع [[استخلاب|الربيطات المتمخلبة]] أن تشكّل معقّدات خطّية مع الفضّة الأحادية، لذلك فإنّ بنية المعقّدات بينها وبين الفضّة الأحادية تكون ذات طبيعةٍ بوليميرية، مع وجود استثناءات مثل المعقّد مع [[ثنائي الفوسفان]] الأقرب للبنية [[بنية جزيئية رباعية السطوح|رباعية السطوح]].<ref name="مولد تلقائيا16">Greenwood and Earnshaw, pp. 1195–6</ref>

==== المركّبات العضوية الفلزّية ====
لا تشكّل الفضّة في الشروط القياسية [[كيمياء عضوية فلزية|مركّبات عضوية فلزّية]]، وذلك بسبب ضعف الرابطة بين الفضّة والكربون Ag–C. رغم ذلك يمكن تحضير بعض من تلك المركّبات عند درجات حرارة منخفضة جدّاً تصل إلى 6-15 كلفن مثل ثلاثي كربونيل الفضّة Ag(CO)<sub>3</sub> وهو معقّد أخضر اللون له بنية مستوية ومغناطيسية مسايرة، والذي يشكّل ثنائي وحدات (ديمير) عند درجات حرارة بين 25-30 كلفن وذلك غالباً مع تشكيل رابطة من النمط Ag–Ag. إضافةً إلى معقّدات الكربونيلات فإنّ المعقّدات من النمط AgLX مع [[ألكين|الألكينات]] و[[ألكاين|الألكاينات]] (X تشير إلى الهاليد وL إلى الربيطة الموافقة) معروفة، إلّا أنّ الروابط فيها ضعيفة حسب المعايير الديناميكية الحرارية، وذلك بالمقارنة مع معقّدات [[بلاتين|البلاتين]] على سبيل المثال، كما أنّها غير متناظرة بنيوياً؛ مع العلم أنّ معقّدات الألكينات أكثر استقراراً نسبياً من معقّدات الألكاينات.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف1-الأخير = Holliday | مؤلف1-الأول = A. | doi = 10.1016/S0022-328X(00)91078-7 | عنوان = Vinyllead compounds I. Cleavage of vinyl groups from tetravinyllead | سنة = 1967 | صفحات = 281–284 | العدد = 2 | المجلد = 7 | صحيفة = J. Organomet. Chem.| مؤلف2-الأخير = Pendlebury | مؤلف2-الأول = R. E.}}</ref> وفي نفس السياق فإنّ معقّدات سيغما للفضّة الأحادية غير مستقرّة وسرعان ما تتفكّك كما هو الحال مع ميثيل الفضّة الأحادية الذي يتفكّك حرارياً عند - 50°س.<ref name="مولد تلقائيا17">Greenwood and Earnshaw, pp. 1199–200</ref> يمكن تثبيت الرابطة C–Ag بوجود ربيطات من نمط [[فلوروكربون|بيرفلوروألكان]] مثل AgCF(CF<sub>3</sub>)<sub>2</sub>.<ref name="Miller1968">{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1021/ja01028a047|الأخير=Miller|الأول=W. T.|مؤلف2=Burnard, R. J.|عنوان=Perfluoroalkylsilver compounds|سنة=1968|صحيفة= J. Am. Chem. Soc.|المجلد=90|العدد=26|صفحات=7367–7368}}</ref> من جهةٍ أخرى، يسهل تحضير [[معقد كربين|معقّدات الفضّة الكربينية]]، وغالباً ما تستخدم لتحضير المعقّدات الأخرى باستبدال الربيطات سهلة الانفصام، كما هو موضح في المثال التالي:<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف1-الأخير = Wang | مؤلف1-الأول = Harrison M. J. | مؤلف2-الأخير = Lin | مؤلف2-الأول = Ivan J. B. | عنوان = Facile Synthesis of Silver(I)−Carbene Complexes. Useful Carbene Transfer Agents | صحيفة = Organometallics | المجلد = 17 | العدد = 5 | صفحات = 972–975 | سنة = 1998 | doi = 10.1021/om9709704}}</ref>

:[[ملف:Silver-NHC as carbene transmetallation agent.png|لاإطار|upright=2.75]]

== الدور الحيوي ==
لا تعدّ الفضّة أو مركّباتها من [[سمية (توضيح)|المركّبات السامّة]] على العكس من [[فلز ثقيل|الفلزّات الثقيلة]] الأخرى، وذلك لأنّها لا تمتصّ بشكلٍ كبير في جسم الإنسان عند ابتلاعها، وحتّى التي يمتصّ منها فإنّها غالباً ما تحوّل إلى مركّبات فضّة غير منحلّة أو تعقّد بواسطة بروتينات [[ميتالوثيونين]]. رغم ذلك فإنّ [[فلوريد الفضة|فلوريد الفضّة]] و[[نترات الفضة|نترات الفضّة]] هي مركّبات مخرّشة يمكنها إيذاء أنسجة الجلد، كما تسبّب [[التهاب المعدة والأمعاء|التهابات معدية معوية]] و[[إسهال]] واضطرابات أخرى. وجد أنّ الحيوانات المحقونة بجرعات متكرّرة من أملاح الفضّة تصاب [[فقر الدم|بفقر الدم]] والنمو البطيء كما [[نخر|تتماوت]] خلايا الكبد والكليتين. تختصر الأعراض الملازمة لأخذ جرعات من الفضّة على شكل معلّق أو لأملاحها باسم التسمّم بالفضّة.<ref name="مولد تلقائيا18">Ullmann, pp. 88–91</ref> عند امتصاص الفضّة أو مركّباتها بجرعات كبيرة في [[جهاز الدوران]] يصاب الجسم بحالة نادرة الحدوث تسمى [[تفضض|التفضّض]]، حيث يصبح لون جلد الجسم أزرقاً رمادياً (فضّياً) وفي مناطق العينين والأغشية المخاطية.<ref>M. Glehr, A. Leithner, J. Friesenbichler, W. Goessler, A. Avian, D. Andreou, W. Maurer-Ertl, R. Windhager, P.-U. Tunn: ''Argyria following the use of silver-coated megaprostheses.'' In: ''The Bone and Joint Journal.'' Band 95-B, Ausgabe 7, Juli 2013, S.&nbsp;988–992.</ref> عادةً ما يتمّ الخلط بين الحالات المخفّفة من التفضّض وبين مرض [[زراق|الزرقة]].<ref name=CRC/>

لأيونات الفضّة مثل النحاس خواص مضادّة للجراثيم، وهي معروفة من القدم أن لها تأثير [[فعال بالمقادير القليلة|فعّال بالمقادير القليلة]]، وتلك الخاصّية درسها العالم [[كارل نيغلي]] بشكلٍ مفصل. يعود هذا [[نشاط حيوي|النشاط الحيوي]] لأيونات الفضّة بسبب تداخلها مع عمل [[إنزيم|الإنزيمات]] المسؤولة عن نقل الغذاء وبناء جدران الخلايا في البكتريا، بالإضافة إلى تعطيل تكاثرها؛<ref name="PMID23785037">J. R. Morones-Ramirez, J. A. Winkler u. a.: ''Silver enhances antibiotic activity against gram-negative bacteria.'' In: ''Science translational medicine.'' Band 5, Nummer 190, Juni 2013, S.&nbsp;190ra81, [[doi:10.1126/scitranslmed.3006276]]. PMID 23785037.</ref> وما يميز استخدام الفضّة في هذا المجال أنّ الميكروبات لا تستطيع مقاومتها.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.3109/1040841X.2012.713323|عنوان=Silver as an antimicrobial: Facts and gaps in knowledge|تاريخ=2012|مؤلف1-الأخير=Maillard|مؤلف1-الأول=Jean-Yves|مؤلف2-الأخير=Hartemann|مؤلف2-الأول=Philippe|صحيفة=Critical Reviews in Microbiology|المجلد=39|العدد=4|صفحات=373–83|pmid=22928774}}</ref> تعمل أيونات الفضّة على تثبيط [[أيض|استقلاب]] البكتريا حتّى بتراكيز ضئيلة تصل حتى إلى 0.01 ميليغرام على الليتر؛ ولا يحدث هذا التأثير بوجود [[كبريت|الكبريت]] لأنّ كبريتيد الفضّة غير منحلّ.

== الدور الاقتصادي ==
[[ملف:1000oz.silver.bullion.bar.top.jpg|تصغير|يسار|سبيكة خالصة من الفضّة وزنها 1000 أونصة]]
إنّ أقدم عملة معدنية مسبوكة كانت في مملكة [[ليديا]] في [[الأناضول]] حوالي 600 سنة قبل الميلاد؛<ref name=coins>{{استشهاد بويب|مسار=https://www.britishmuseum.org/explore/themes/money/the_origins_of_coinage.aspx|عنوان=The origins of coinage|ناشر=britishmuseum.org|تاريخ الوصول=21 سبتمبر 2015| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524195303/https://www.britishmuseum.org/explore/themes/money/the_origins_of_coinage.aspx | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019 }}</ref> كانت تلك النقود مصنوعةً من [[إلكتروم|الإلكتروم]]، وهي [[سبيكة]] طبيعية من الذهب والفضّة.<ref name=coins/> منذ ذلك الزمن كانت [[قاعدة الفضة|قاعدة الفضّة]]، والتي تشكّل [[وحدة حساب|معياراً اقتصادياً]] مبنياً على وزن ثابت من الفضّة، منتشرةً ومعروفةً في العالم. من [[نقود فضية|النقود الفضّية]] المعروفة كلّ من [[دراخما|الدراخما]] اليونانية القديمة،<ref>{{استشهاد بموسوعة| عنوان = Tetradrachm | موسوعة = Merriam-Webster | مسار = https://www.merriam-webster.com/dictionary/tetradrachms | تاريخ الوصول =2008-01-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190609232153/https://www.merriam-webster.com/dictionary/tetradrachms | تاريخ أرشيف = 9 يونيو 2019 }}</ref> و[[ديناريوس|الديناريوس]] الروماني،<ref>Crawford, Michael H. (1974). Roman Republican Coinage, Cambridge University Press, 2 Volumes. {{ردمك|0-521-07492-4}}</ref> وكذلك [[درهم|الدراهم الفضّية الإسلامية]] على اختلافها،<ref name="oeddirhem">''[[قاموس أكسفورد الإنجليزي]]'', 1st edition, [https://www.oed.com:443/start;jsessionid=EE7CDDC50381C86ECB83490F1507391A?authRejection=true&url=%2Fview%2FEntry%2F53338 s.v. 'dirhem'] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200209223219/https://www.oed.com/view/Entry/53338 |date=9 فبراير 2020}}</ref> والتي كانت واسعة الانتشار في العصور الوسطى. من النقود الفضّية المعروفة أيضاً [[روبية هندية|الروبية الهندية]] الفضّية من زمن [[سلطنة مغول الهند]]،<ref>{{استشهاد بويب| مؤلف=etymonline.com |تاريخ=20 سبتمبر 2008 | مسار=https://www.etymonline.com/search?q=rupee | عنوان=Etymology of rupee | تاريخ الوصول=2008-09-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170702014209/http://www.etymonline.com/index.php?search=rupee&searchmode=none | تاريخ أرشيف = 2 يوليو 2017 }}</ref> وكذلك [[دولار إسباني|الدولار الإسباني]]؛<ref name="Woodcock2009">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Ray Woodcock|عنوان=Globalization from Genesis to Geneva: A Confluence of Humanity|مسار=https://books.google.com/books?id=N_75TAjONToC|تاريخ الوصول=13 أغسطس 2013|تاريخ=1 مايو 2009|ناشر=Trafford Publishing|isbn=978-1-4251-8853-5|صفحات=104–105| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191214134247/https://books.google.com/books?id=N_75TAjONToC | تاريخ أرشيف = 14 ديسمبر 2019 }}</ref><ref name="Osborne2012">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Thomas J. Osborne|عنوان=Pacific Eldorado: A History of Greater California|مسار=https://books.google.com/books?id=FvA3jL4CFCMC|تاريخ الوصول=13 أغسطس 2013|تاريخ=29 نوفمبر 2012|ناشر=John Wiley & Sons|isbn=978-1-118-29217-4|صفحة=31| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191025004810/https://books.google.com/books?id=FvA3jL4CFCMC | تاريخ أرشيف = 25 أكتوبر 2019 }}</ref> وكذلك [[تالر|التالر]] النمساوي.<ref group="ْ">{{استشهاد بويب| مسار = https://qafilah.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A9-2/| عنوان = الفضّة
| ناشر = مجلة القافلة من أرامكو| تاريخ الوصول =2018| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180826122935/https://qafilah.com/ar/الفضة-2/ | تاريخ أرشيف = 26 أغسطس 2018 }}</ref>

تفاوتت النسبة بين كمّية الفضّة المستخدمة في النقد وبين التطبيقات الأخرى بشكلٍ كبير على مرّ العصور، إلّا أنّه على العموم يكثر استخدام الفضّة، كما الذهب، كملاذٍ آمنٍ للاستثمار، وخاصّة أوقات الحروب.<ref name="مولد تلقائيا19">Ullmann, pp. 63–5</ref> في الوقت الراهن، يوسم فلزّ الفضّة بالرمز XAG وفق معيار [[أيزو 4217]] الدولي، وذلك كواحد من أربع [[فلز نفيس|فلزّات نفيسة]] بجانب [[بالاديوم|البالاديوم]] و[[بلاتين|البلاتين]] و[[ذهب|الذهب]].<ref>[http://www.currency-iso.org/en/home/tables/table-a1.html Current currencies & funds] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180714111206/https://www.currency-iso.org/en/home/tables/table-a1.html |date=14 يوليو 2018}}</ref> تستخدم [[صبة|صبّات]] الفضّة من أجل سكّ النقود الفضّية، وذلك بقولبتها إلى السماكة المطلوبة ثم بمعالجتها حرارياً ثم تقطّع على شكل [[قرص السك|أقراص]] قبل أن تسكّ ويشكّل عليها تحزيزات العملة على مكابس خاصّة حديثة، بإمكان البعض منها سكّ حوالي 8000 عملة معدنية في الساعة.

=== الأسعار ===
وصل سعر كيلو الفضّة في مطلع سنة 2018 إلى 554 دولار أمريكي، وهو ما يوافق 17 دولار [[أونصة|للأونصة]] الواحدة، وهي الوحدة التي يتعامل بها مع الفضّة والذهب، وهي تعادل 31.1034 [[غرام (وحدة قياس)|غراماً]].<ref>{{استشهاد بويب|مسار=https://www.lpm.hk/silver/silver-bars.html|عنوان=Buy Silver Bars Online - Silver {{!}} LPM|موقع=www.lpm.hk|لغة=en|تاريخ الوصول=2017-10-14| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190526191151/https://www.lpm.hk/silver/silver-bars.html | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2019 }}</ref> يجرى تداول السعر في البورصات ويثبّت غالباً من البنوك الدولية، ولكنّ تثبيت السعر يتمّ مرّةً واحدة في اليوم، على العكس من الذهب الذي يثبّت مرّتين صباحاً ومساءً.

في أواخر سبعينات القرن العشرين حاول الأَخَوَان «هانت» (نيلسون ووليام) الاستثمار في سوق الفضّة في محاولة [[احتكار السوق|الاستئثار]] بالسوق، فشهدت أسعار الفضّة ارتفاعاً كبيراً وصل ذروته يوم السابع عشر من مارس/آذار سنة 1980 فيما يعرف باسم «[[خميس الفضة]]»؛ بعد ذلك انخفضت الأسعار وعادت إلى مستواها بعد تدخّل الحكومات، ممّا أدّى إلى خسارة ثروتهما.<ref>Fay, Stephen (1982). ''Great Silver Bubble''. {{ردمك|978-0-340-33033-3}}</ref>

== الاستخدامات ==
=== الحليّ والمشغولات الفضّية ===
[[ملف:Alexandra Nikolaevna's toilet set (Fasanierie castle) 02 by shako.JPG|تصغير|يسار|طقم فضّيات يعود إلى الدوقية الروسية نيكولافنا]]
كما هو الحال مع الذهب فإنّ أكبر مجالات استخدام الفضّة بالإضافة إلى سكّ النقود هو في صناعة [[حلي|الحليّ]] وأغراض الزينة من [[فضيات|الفضّيات]] عموماً، و[[أدوات المائدة|فضّيات المائدة]] خصوصاً. هناك عددٌ من البلدان المتميّزة بالمشغولات الفضّية، من بينها [[اليمن]]، وخاصة في صناعة الحليّ والمشغولات التراثية.<ref group="ْ">{{استشهاد بويب| مسار = https://www.alaraby.co.uk/miscellaneous/2015/1/1/%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9| عنوان = سفيرة الفضّة اليمنية
| ناشر = العربي الجديد| تاريخ الوصول = 2018| مؤلف = ابتسام عازم| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200209133050/https://www.alaraby.co.uk/miscellaneous/2015/1/1/سفيرة-الفضة-اليمنية | تاريخ أرشيف = 9 فبراير 2020 }}</ref>

من الشائع [[طلي كهربائي|طلي]] الأدوات والأغراض كهربائياً بالفضّة لأغراضٍ جمالية، مثلما هو الحال في [[فلوت عرضي|الفلوت العرضي]] المستخدم في حفلات الأوركسترا حيث يطلى عادة [[فضة إسترلينية|بالفضّة الإسترلينية]]؛<ref name="مولد تلقائيا20">Ullmann, pp. 65–7</ref> كما يطلى الزجاج بالفضّة في [[مرآة|المرايا]] وأغراض الزينة. بما أن الفضّة طريّة نسبياً لذلك فإنّ الفضّة المستخدمة لأغراض الزينة غالباً ما تسبك مع فلزّات أخرى، وخاصّة النحاس، حيث تكون [[درجة النقاوة]] بالعادة 925/1000 أو 835/1000 أو 800/1000؛ كما تستخدم الفضّة أيضاً في تركيب مزيج يسمى [[تكفيت|نيلو]]، والذي يستخدم لزخرفة المشغولات المعدنية.

من العيوب المصاحبة لاستخدام الفضّة الخالصة في أغراض الزينة هو اسوداد السطح الذي يذهب اللمعان وذلك بسبب تشكّل [[كبريتيد الفضة|كبريتيد الفضّة]]؛ يمكن تفادي الأمر بالسبك مع الفلزّات النفيسة الأخرى، إلّا أنّ ذلك يترافق مع ارتفاع السعر أيضاً؛ إذ أنّ السبك مع [[فلز وضيع|الفلزّات الوضيعة]] لا يحول دون حدوث تغيّر اللون والبريق. يمكن إعادة البريق إلى سطوح الفضّة بإجراء طلي كهربائي مجدّداً في أحواض لاختزال كبريتيد الفضّة أو بالمعالجة الميكانيكية. يمكن إزالة اسوداد الفضّة أيضاً بتغليف القطع الفضية [[رقاقة ألومنيوم|برقائق الألومنيوم]] وغمسها وتسخينها بشكل معتدل في محلول مائي أيوني (بإضافة [[ملح الطعام]] أو [[صودا (توضيح)|الصودا]] أو [[حمض الليمون]] مثلاً)؛<ref>[https://www.chemieunterricht.de/dc2/tip/07_05.htm Wie funktioniert das Reinigen von angelaufenem Silber?] {{أيقونة ألمانية}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180204135426/http://www.chemieunterricht.de/dc2/tip/07_05.htm |date=04 فبراير 2018}}</ref> حيث يحدث تفاعل [[أكسدة واختزال|الاختزال]] التالي:

:<math>\mathrm{3Ag_2S + 2Al + 6H_2O \longrightarrow 6Ag + 2Al(OH)_3 + 3H_2S}</math>

=== الطبّ ===
{{مفصلة|استخدام طبي للفضة}}
نظراً لخواص الفضّة المضادّة للبكتريا فإنّ [[جهاز طبي|المعدّات الطبية]] غالباً ما تطلى بها؛ فعلى سبيل المثال تستخدم الفضّة وسبائكها في صناعة أنابيب [[قسطر بولي|القسطر البولية]] و[[أنبوب القصبة الهوائية|أنابيب القصبة الهوائية]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة
| مؤلف1-الأخير = Beattie | مؤلف1-الأول = M.
| مؤلف2-الأخير = Taylor | مؤلف2-الأول = J.
| doi = 10.1111/j.1365-2702.2010.03561.x
| عنوان = Silver alloy vs. Uncoated urinary catheters: A systematic review of the literature
| صحيفة = Journal of Clinical Nursing
| المجلد = 20
| العدد = 15–16
| صفحات = 2098–2108
| سنة = 2011
| pmid = 21418360
}}</ref><ref name=Bou2012>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Bouadma|الأول=L.|مؤلف2-الأخير=Wolff|مؤلف2-الأول=M.|مؤلف3-الأخير=Lucet|مؤلف3-الأول=J. C.|عنوان=Ventilator-associated pneumonia and its prevention|صحيفة=Current Opinion in Infectious Diseases|تاريخ=أغسطس 2012|المجلد=25|العدد=4|صفحات=395–404|pmid=22744316|doi=10.1097/QCO.0b013e328355a835}}</ref> كما تحوي بعض [[ضماد (طب)|الضمادات الطبّية]] على [[سلفاديازين الفضة|سلفاديازين الفضّة]] أو [[جسيم نانوي|جسيمات نانوية]] من الفضَة لمعالجة حالات الإصابة أو الحروق السطحية.

في مجالات طبَية أخرى تستخدم الفضّة وسبائكها في صناعة [[حشوة ملغمية|الحشوات الملغمية]] في طبَ الأسنان؛<ref name="مولد تلقائيا21">Ullmann, pp. 67–71</ref> كما يستخدم [[فلوريد ثنائي أمين الفضة|فلوريد ثنائي أمين الفضّة]] في العلاج الموضعي [[تسوس الأسنان|لتسوس الأسنان]] والتخفيف من آلامها.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Silver diamine fluoride: a caries "silver-fluoride bullet"|مسار=https://archive.org/details/sim_journal-of-dental-research_2009-02_88_2/page/116|المؤلفون=Rosenblatt, A.; Stamford, T. C. M.; Niederman, R.|صحيفة=Journal of Dental Research|سنة=2009|المجلد=88|العدد=2|صفحات=116–125|doi=10.1177/0022034508329406}}</ref>

=== صناعة الإلكترونيات ===
عنصر الفضّة مهمٌ جدّاً في [[صناعة الإلكترونيات]] نظراً لخواصّه من حيث [[موصلية (كهرباء)|الموصلية الكهربائية]] الممتازة، لذلك استخدمت الفضّة سابقاً في صناعة [[صمام مفرغ|الصمّامات المفرّغة]] وحالياً في صناعة [[عنصر شبه موصل|الأجهزة شبه الموصلة]] والدارات الكهربائية ومكوّناتها.<ref name="مولد تلقائيا22">Ullmann, pp. 71–8</ref> على سبيل المثال، تدخل الفضّة في تركيب وصلات أجهزة توليد [[موجة راديو|موجات التردّد العالي]] و[[تردد شديد الارتفاع|العالي جدّاً]]، وخاصّة في دارات [[رنان محث ومكثف|الرنّان المستحثّ والمكثّف]]؛ وكذلك في تركيب [[لوحة دارة مطبوعة|لوحة الدارات المطبوعة]] وهوائي [[تحديد الهوية بموجات الراديو|تحديد الهويّة بموجات الراديو]].<ref name=CRC/><ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Nikitin |الأول=Pavel V. |مؤلف2-الأخير=Lam |مؤلف2-الأول=Sander |مؤلف3-الأخير=Rao |مؤلف3-الأول=K. V. S. |last-author-amp=yes |مسار=https://www.ece.uw.edu/faculty/nikitin_pavel/papers/APS_2005.pdf |عنوان=2005 IEEE Antennas and Propagation Society International Symposium |doi=10.1109/APS.2005.1552015 |isbn=0-7803-8883-6 |تاريخ=2005 |الفصل=Low Cost Silver Ink RFID Tag Antennas |المجلد=2B |صفحة=353 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160321212851/http://www.ee.washington.edu/faculty/nikitin_pavel/papers/APS_2005.pdf |تاريخ أرشيف=21 مارس 2016 |url-status=unknown}}</ref>

=== سبائك اللحام بالمونة ===
تستخدم سبائك الفضّة في [[لحام بالمونة|اللحام بالمونة]] للمواد المعدنية، غالباً للمعدّات المصنوعة من [[كوبالت|الكوبالت]] أو [[نيكل|النيكل]] أو سبائك النحاس وغيرها. غالباً ما تكون سبائك الفضّة مع النحاس هي المستخدمة في هذه العملية، ويمكن أن يضاف إليها عناصر أخرى مثل [[بالاديوم|البالاديوم]] أو [[قصدير|القصدير]] أو [[منغنيز|المنغنيز]] وذلك حسب مجال التطبيق. على العموم تعمل الفضّة على توفير المزيد من مزايا قابلية التشكيل ومقاومة التآكل أثناء العملية.<ref name="مولد تلقائيا23">Ullmann, pp. 78–81</ref>

=== الصناعات الكيميائية ===
تعدّ الفضّة من المواد ذات الأهمية في صناعة المعدّات في بعض الصناعات الكيميائية،<ref name="مولد تلقائيا24">Ullmann, pp. 81–2</ref> وذلك اعتماداً على انخفاض [[فاعلية (كيمياء)|النشاط الكيميائي]] وعلى سهولة التشكيل. فعلى سبيل المثال تصنع [[بوتقة|البواتق]] المستخدمة في احتواء المصهورات القلوية من سبيكة الفضّة مع نسبة منخفضة (0.15%) من النيكل. كما تدخل الفضّة مع النحاس في تركيب المعدّات التي تجرى فيها تفاعلات كيميائية مع [[فلور|الفلور]].

تستخدم الفضّة أيضاً في الصناعات الكيميائية في مجال [[تحفيز|التحفيز]]، إذ تعدّ من الحفّازات الجيّدة، وخاصّةً في تفاعلات [[أكسدة واختزال|الأكسدة]]. من الأمثلة على ذلك الحفّاز الحاوي على نسبة 15% من الفضّة المحمّلة على [[أكسيد الألومنيوم|الألومينا]] α-Al<sub>2</sub>O<sub>3</sub> أو [[سيليكات|السيليكات]]، والذي يستخدم من أجل أكسدة [[إيثيلين|الإيثيلين]] إلى [[أكسيد الإيثيلين]].<ref name="Sachtler1974">P. A. Kilty, W. M. H. Sachtler: ''The Mechanism of the Selective Oxidation of Ethylene to Ethylene Oxide.'' In: ''Catalysis Reviews.'' 10, 1974, S.&nbsp;1–16; [[doi:10.1080/01614947408079624]]</ref> في تفاعل آخر تجرى عملية [[بلمهة]] (نزع ماء) من [[ميثانول|الميثانول]] لتشكيل [[ميثانال|الفورمالدهيد]] على شبكة من فلزّ الفضّة أو على بلّورات منه؛<ref name="Sperber1969">H. Sperber: ''Herstellung von Formaldehyd aus Methanol in der BASF.'' In: ''Chemie Ingenieur Technik.'' 41, 1969, S.&nbsp;962–966; [[doi:10.1002/cite.330411705]].{{أيقونة ألمانية}}</ref> وكذلك الأمر في تفاعل بلمهة [[إيزوبروبانول]] إلى [[أسيتون|الأسيتون]]. أمّا في تفاعلات الطور الغازي فتستخدم الفضّة كحفّاز في تحويل [[ديول|الغليكول]] إلى [[كلايوكسال|غليوكسال]] و[[إيثانول|الإيثانول]] إلى [[إيثانال|أسيتالدهيد]] و[[أمين (كيمياء)|الأمينات]] إلى [[نتريل]]ات.

=== التصوير الضوئي ===
سمحت [[حساسية للضوء|الحساسية الضوئية]] لهالديات الفضّة باستخدامها في عمليات [[تصوير ضوئي|التصوير الضوئي]] التقليدية، رغم تراجُع هذا التطبيق بشكلٍ كبير بسبب هيمنة المعالجة الرقمية في التصوير في الوقت الراهن. بلغ الطلب العالمي على الفضّة لعمليات التصوير الضوئي ذروته سنة 1999 وكان بمقدار حوالي 8300 طن؛ ثم شهد تقلّصاً كبيراً بعد ذلك بحوالي 70% في سنة 2013.<ref name="photosdemand">{{استشهاد بويب|مسار=https://www.bullionvault.com/gold-news/silver-bullion-photographic-demand-062120133 |عنوان=A Big Source of Silver Bullion Demand Has Disappeared |تاريخ الوصول=2014-07-20 |ناشر=BullionVault| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140728112958/http://goldnews.bullionvault.com/silver-bullion-photographic-demand-062120133 | تاريخ أرشيف = 28 يوليو 2014 }}</ref>

كان [[مستحلب|المستحلب]] الحسّاس للضوء المستخدم سابقاً في التصوير الأبيض والأسود [[مستعلق]]ًا من بلّورات هاليدات الفضّة في الجيلاتين، وكان يمزج مع مكوّنات أخرى لتحسين الحساسية الضوئية والإظهار في عمليات تحميض الأفلام. تطلّب التصوير الضوئي بالألوان إضافة مكوّنات [[صباغ]] خاصّة، بحيث ترتبط الصورة الفضّية بالأبيض والأسود مع مكوّنات الصباغ المختلفة؛ بعد ذلك تغسل الصور الفضّية الأصلية (النيجاتيف) وتستعاد الفضّة ويعاد تدويرها. كلّ تلك العمليات كانت تنطلق من استخدام محلول [[نترات الفضة|نترات الفضّة]].<ref name="مولد تلقائيا25">Ullmann, p. 82</ref>

=== متفرَقات ===
[[ملف:Diwali sweets India 2009.jpg|تصغير|تحوي البعض من حلويات جنوب آسيا على طبقة من الفضّة على سطحها.]]
تستخدم الفضّة الخالصة في بعض المطابخ ضمن [[مضاف غذائي|الإضافات الغذائية]] للزينة والتلوين، ولها [[رقم إي]] خاصّ بها وهو E174 في الاتحاد الأوروبّي.<ref name="Martínez-AbadOcio2013">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف1-الأخير=Martínez-Abad |مؤلف1-الأول=A. |مؤلف2-الأخير=Ocio |مؤلف2-الأول=M. J. |مؤلف3-الأخير=Lagarón |مؤلف3-الأول=J. M. |مؤلف4-الأخير=Sánchez |مؤلف4-الأول=G. |عنوان=Evaluation of silver-infused polylactide films for inactivation of Salmonella and feline calicivirus in vitro and on fresh-cut vegetables |صحيفة=International Journal of Food Microbiology |المجلد=162 |العدد=1 |سنة=2013 |صفحات=89–94 |doi=10.1016/j.ijfoodmicro.2012.12.024|pmid=23376782 }}</ref> فالبعض من أطباق الحلويات التقليدية في الهند والباكستان المسماة {{ط|vark}} تكون مكسوّةً بطبقةٍ سطحية من الفضّة؛<ref name="ss">{{استشهاد بخبر|مسار=https://indiacurrents.com/news/view_article.html?article_id=b8b860cc0946bef1dbe95caddfe4bcaa |عنوان=Silver Coating |الأخير=Sarvate |الأول=Sarita |تاريخ=4 أبريل 2005 |ناشر=India Currents |تاريخ الوصول=5 يوليو 2009 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20090214002122/http://indiacurrents.com/news/view_article.html?article_id=b8b860cc0946bef1dbe95caddfe4bcaa |تاريخ أرشيف=14 فبراير 2009 |url-status=unknown}}</ref> وفي بعض الثقافات يستخدم [[ملبس|ملبّس]] الفضّة في تزيين الحلويات.<ref name=latimes>{{استشهاد بخبر| مسار=https://www.latimes.com/archives/la-xpm-2005-dec-18-tm-dragee51-story.html | عمل=Los Angeles Times | عنوان=A Tempest on a Tea Cart | الأول=Andy | الأخير=Meisler |تاريخ=18 ديسمبر 2005| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181019052525/http://articles.latimes.com:80/2005/dec/18/magazine/tm-dragee51 | تاريخ أرشيف = 19 أكتوبر 2018 }}</ref> تحوي بعض [[عدسة متلونة بالضوء|العدسات المتلوّنة بالضوء]] على هاليدات الفضّة، بحيث أنّ الضوء الساقط عليها يحرّر طبقةً رقيقةً سطحيةً من الفضّة تعتّم العدسات.

تستخدم مناخل من [[زيوليت|الزيوليت]] الحاوية على أيونات الفضّة لإزالة ملوحة مياه البحر في ظروف النجاة القاسية، إذ أنّ ملح كلوريد الفضّة يترسّب بالعملية. كما تستخدم الفضّة بسبب خواصها المضادّة للبكتريا في تطهير المياه، وبشكل مشابه يستخدم مستعلق الفضّة لتطهير حمّامات السباحة؛ إلّا أنّ هذه التطبيقات محدودة الانتشار بسبب ارتفاع الثمن ولوجود بدائل.
تستخدم بلّورات دقيقة من يوديد الفضّة في [[استمطار|الاستمطار]]، وذلك بسبب [[بنية بلورية|البنية البلّورية]] المشابهة لبلّورات الجليد، حيث يتكثّف بخار الماء في [[طبقات الجو العليا]] حول [[نواة تبلور|النوى المتبلورة]] ليوديد الفضّة، ومع ازدياد البخار المتكثّف لا يلبث أن يتحوّل لقطرات من المطر أو الثلج لتسقط للأسفل بفعل الجاذبية.<ref name="مولد تلقائيا26">Ullmann, pp. 83–84</ref>

== في الحياة والثقافة العامّة ==
=== في الأديان ===
ورد ذكر الفضّة في [[العهد القديم]] في سياق وعظ [[إرميا]] [[مملكة يهوذا|لبني يهوذا]]. كما ارتبطت الفضّة دينياً في الثقافة المسيحية بمصطلح «[[ثلاثون قطعة فضية|ثلاثون قطعة فضّية]]» للإشارة إلى أجر الخيانة وذلك في المقطع الوارد في إنجيل [[العهد الجديد]] عن الرشوة التي قبضها [[يهوذا الإسخريوطي]] للإيقاع [[يسوع|بيسوع]].<ref>{{Bibleverse|Matthew|26:15|NIV}}</ref>
بالمقابل ورد ذكر الفضّة في [[القرآن]] ستّ مرات في أربع سور.<ref group="ْ">{{استشهاد بويب| مسار = http://islamqt.com/ar/show-article.php?aid=401| عنوان = المعادن في القرآن الكريم
| ناشر = IslamQT| تاريخ الوصول = 2018| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180714081712/http://islamqt.com/ar/show-article.php?aid=401 | تاريخ أرشيف = 14 يوليو 2018 }}</ref> يبلغ [[نصاب الزكاة]] للفضّة مقدار 200 درهم، وهو ما يعادل 595 [[غرام (وحدة قياس)|غراماً]].<ref group="ْ">{{استشهاد بويب| مسار = http://www.saaid.net/Doat/dhafer/58.htm| عنوان = كيف نخرج زكاة الذهب والفضّة اليوم؟| ناشر = موقع صيد الفوائد| تاريخ الوصول = 2018 | مؤلف = ظافر بن حسن آل جَبعان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180926164633/http://www.saaid.net:80/Doat/dhafer/58.htm | تاريخ أرشيف = 26 سبتمبر 2018 }}</ref>

=== في الثقافة ===
كانت للفضّة حضور في [[الأسطورة|الأساطير]] على اختلاف الثقافات. أورد الشاعر الإغريقي [[هسيودوس]] في عمله [[الأعمال والأيام]] ذكر [[عصور الإنسان]] المختلفة ونسبها إلى الفلزّات المعروفة في ذلك الزمن، ومن بينها الفضّة؛<ref>Joseph Eddy Fontenrose: ''Work, Justice, and Hesiod's Five Ages.'' In: ''Classical Philology.'' V. 69, Nr. 1, 1974, p. 1–16.</ref> ثم أعاد [[أوفيد]] لاحقاً سرداً مختلفاً للقصّة، واضعاً الفضّة في المرتبة الثانية بعد الذهب وقبل البرونز. ولا يزال هذا العرف مستخدماً إلى الوقت الحالي بوضع الفضّة درجة ثانية بعد الذهب، فمثلاً ينال الحائز على المرتبة الثانية في [[الألعاب الأولمبية]] على [[ميدالية فضية|ميدالية فضّية]]، ويطبّق الأمر على الجوائز في المجالات المختلفة. بالمقابل تعدّ جائزة [[ورقة الغار الفضية|ورقة الغار الفضّية]] أعلى الجوائز الرياضية مرتبةً في ألمانيا، وتعطى للرياضيين أو الفرق الرياضية ذوي الإنجازات المتميّزة.

في [[تراث شعبي|فلكلور]] بعض الشعوب يرد ذكر الفضّة بكونها ذات قوىً سحرية، فعلى سبيل المثال يعتقد أن [[طلقة]] مصبوبة من الفضّة هي وحدها القادرة على مواجهة [[مستذئب|المستذئب]] أو [[شعوذة|المشعوذين]] أو أيّة [[وحش|وحوش]] أخرى.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأول=Robert|الأخير=Jackson|سنة=1995|عنوان=Witchcraft and the Occult|مسار=https://archive.org/details/witchcraftoccult0000jack|ناشر=Devizes, Quintet Publishing|صفحة=[https://archive.org/details/witchcraftoccult0000jack/page/n25 25]|isbn=1-85348-888-7}}</ref><ref name="narodna">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Стойкова|الأول=Стефана|عنوان=Българска народна поезия и проза в седем тома.|ناشر=ЕИ "LiterNet"|مكان=Варна|المجلد= Т. III. Хайдушки и исторически песни|الفصل=Дельо хайдутин|isbn=978-954-304-232-6|مسار=https://liternet.bg/folklor/sbornici/bnpp/haidushki/content.htm|مسار الفصل=http://liternet.bg/folklor/sbornici/bnpp/haidushki/58.htm|لغة=Bulgarian| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180714135304/https://liternet.bg/folklor/sbornici/bnpp/haidushki/content.htm | تاريخ أرشيف = 14 يوليو 2018 }}</ref> ومن ذلك أتى مصطلح [[طلقة فضية|طلقة فضّية]] للإشارة إلى أيّ حلّ سهل ذي تأثير فعّال أو خارق؛ ويستخدم ذلك المصطلح أحياناً في الأدبيّات العلمية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف1-الأخير = Brooks | مؤلف1-الأول = Frederick. P., Jr.| doi = 10.1109/MC.1987.1663532 | عنوان = No Silver Bullet – Essence and Accident in Software Engineering | صحيفة = Computer | المجلد = 20 | العدد = 4 | صفحات = 10–19 | سنة = 1987 | مسار = http://faculty.salisbury.edu/~xswang/Research/Papers/SERelated/no-silver-bullet.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190913075327/http://faculty.salisbury.edu/~xswang/Research/Papers/SERelated/no-silver-bullet.pdf | تاريخ أرشيف = 13 سبتمبر 2019 }}</ref>

اليوبيل الفضي احتفالية بمرور 25 سنة على مناسبة معيّنة؛ بالمقابل في المعنى السلبي تمثّل الفضّة كما الذهب الجشع في العديد من الثقافات المختلفة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Chevalier |مؤلف1-الأول=Jean |مؤلف2-الأخير=Gheerbrant |مؤلف2-الأول=Alain |تاريخ=2009 |عنوان=Dicționar de Simboluri. Mituri, Vise, Obiceiuri, Gesturi, Forme, Figuri, Culori, Numere |عنوان مترجم=Dictionary of Symbols. Myths, Dreams, Habits, Gestures, Shapes, Figures, Colors, Numbers |لغة=Romanian |at=105 |ناشر=Polirom |isbn=978-973-46-1286-4}}</ref>

=== في اللغة ===
;في اللغة العربية
من أسماء الفضّة في [[اللغة العربية]]: اللجين والصولج والورق؛ أمّا الصريف فهي الفضّة الخالصة.<ref group="ْ">{{استشهاد بويب| مسار = https://shamela.ws/browse.php/book-7057/page-35#page-197| عنوان = أسماء الفضّة في كتاب اللطائف في اللغة، معجم أسماء الأشياء| ناشر = المكتبة الشاملة| تاريخ الوصول = 2018| مؤلف = أحمد بن مصطفى الدمشقي اللبابيدي| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181017084852/http://shamela.ws:80/browse.php/book-7057/page-35 | تاريخ أرشيف = 17 أكتوبر 2018 |url-status=dead}}</ref>

ووردت الفضّة كما الذهب في عددٍ من أبيات الشعر العربي، منها قول [[أبو الطيب المتنبي|المتنبّي]]:<ref group="ْ">{{استشهاد بويب| مسار = https://www.al-jazirah.com/2001/20010330/wn1.htm| عنوان = المتنبي معادن وأحجار وشعر| ناشر = صحيفة الجزيرة
| تاريخ الوصول = 2018| مؤلف = عبد الرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180714081001/http://www.al-jazirah.com/2001/20010330/wn1.htm | تاريخ أرشيف = 14 يوليو 2018 |url-status=dead}}</ref>
{{أبيات|
فَمَضَتْ وقد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَهَا\\لَوْني كَما صَبَغَ اللُّجَينَ العَسجَدُ}}

;في اللغات الأجنبية
تظهر كلمة {{ط|"silver"}} في [[اللغة الإنجليزية القديمة]] بتهجئات مختلفة مثل {{ط|''seolfor''}} و{{ط|''siolfor''}}؛ كما يظهر نمط مشابه في [[لغات جرمانية|اللغات الجرمانية]] القديمة {{ط|''silabar''}} و{{ط|''silbir''}}؛ وتعود جميعها إلى الجذر {{ط|*silubra-}} في [[اللغة الجرمانية البدائية]].

يشتقّ [[رمز كيميائي|الرمز الكيميائي]] '''Ag''' للفضّة من [[اللغة اللاتينية|الكلمة اللاتينية]] {{ط|''argentum''}} وذلك من من الجذر [[لغة هندية أوروبية بدائية|الهندي الأوروبي البدائي]] {{ط|*''h₂erǵ-''}} بمعنى «أبيض» أو «لامع». لا يوجد ترابط بين التسمية في اللغات اللاتينية وبين اللغات الجرمانية أو [[لغات بلطيقية سلافية|البلطيقية السلافية]]؛ بالمقابل يوجد تشابه نوعاً ما بين اسم الفضّة في عائلتي اللغات المذكورتين، ويمكن أن يكون لهما نفس الجذر، فمثلاً الفضّة في [[اللغة الروسية|الروسية]] {{ط|''серебро''}} (تقرأ {{ط|''serebro''}}) وفي [[اللغة البولندية|البولندية]] {{ط|''srebro''}} وفي [[اللغة الليتوانية]] {{ط|''sidabras''}}. إلّا أنّ هذا الادّعاء غير مؤكّد، إذ اقترح بعض الباحثين أنّ الأصل يعود إلى [[أكدية (لغة)|الكلمة الأكّادية]] {{ط|''sarpu''}} والتي تعطي معنى يدلّ على التنقية أو الصهر.<ref>
{{استشهاد بويب|مسار=https://www.etymonline.com/word/silver |عنوان=silver |مؤلف1-الأخير=Harper |مؤلف1-الأول=Douglas |تاريخ=2001–16 |موقع=etymonline.com |تاريخ الوصول=2 مارس 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170525031508/http://www.etymonline.com/index.php?term=silver | تاريخ أرشيف = 25 مايو 2017 }}</ref><ref>
{{استشهاد بويب|مسار=https://www.etymonline.com/word/argent |عنوان=argent |مؤلف1-الأخير=Harper |مؤلف1-الأول=Douglas |تاريخ=2001–16 |موقع=etymonline.com |تاريخ الوصول=2 مارس 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170814022640/http://www.etymonline.com/index.php?term=argent | تاريخ أرشيف = 14 أغسطس 2017 }}</ref>

== المصادر ==
<div style="direction: ltr;">
* {{Greenwood&Earnshaw2nd}}
* <!-- We -->{{استشهاد بكتاب
|الأخير = Weeks
|الأول = Mary Elvira
|مؤلف2=Leichester, Henry M.
|سنة = 1968
|عنوان = Discovery of the Elements
|ناشر = Journal of Chemical Education
|مكان = Easton, PA
|lccn = 68-15217
|ref = CITEREFWeeks1968
|isbn = 0-7661-3872-0
}}
* {{Ullmann| authors = Andreas Brumby, Peter Braumann, Klaus Zimmermann, Francis Van Den Broeck, Thierry Vandevelde, Dan Goia, Hermann Renner, Günther Schlamp, Klaus Zimmermann, Wolfgang Weise, Peter Tews, Klaus Dermann, Alfons Knödler, Karl-Heinz Schröder, Bernd Kempf, Hans Martin Lüschow, Cartrin Peter, Rainer Schiele | title = Silver, Silver Compounds, and Silver Alloys | doi = 10.1002/14356007.a24_107.pub2}}
</div>

== المراجع ==
=== باللغة العربية ===
{{مراجع|مجموعة=ْ}}

=== بلغات أجنبية ===
{{مراجع|محاذاة=نعم}}
{{تصنيف كومنز|Silver}}
{{الجدول الدوري المضغوط}}
{{مركبات الفضة}}
{{مجوهرات}}
{{معرفات مركب كيميائي}}
{{مصادر طبية}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|التاريخ|العناصر الكيميائية|الفيزياء|الكيمياء|تصوير ضوئي|علم الأحجار الكريمة والمجوهرات|علم العملات|علم المواد|علم طبقات الأرض}}

{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=30697478|تاريخ=23 سبتمبر 2018|تاريخ مراجعة الزملاء=22 يوليو 2018}}

[[تصنيف:فضة| ]]
[[تصنيف:مضافات رقم إي]]
[[تصنيف:عناصر كيميائية]]
[[تصنيف:فلزات انتقالية]]
[[تصنيف:فلزات نفيسة]]
[[تصنيف:معادن عناصر طبيعية]]
[[تصنيف:معادن مكعبية]]
[[تصنيف:مواد معدنية]]
[[تصنيف:موصلات كهربائية]]