عرض مصدر فسفور

{{معلومات فسفور}}
'''الفسفور'''<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q121071043|الصفحة=206}}</ref> {{#tag:ref| أو '''الفوسفور'''|group="ملاحظة"}} هو [[عنصر كيميائي]] [[رمز كيميائي|رمزه]] '''P''' و[[عدد ذري|عدده الذرّي]] 15، ويقع ضمن [[عناصر الدورة الثالثة]] وفي [[مجموعة النتروجين|المجموعة الخامسة عشر]] (المجموعة الخامسة وفق ترقيم [[عنصر مجموعة رئيسي|المجموعات الرئيسية]]) في [[الجدول الدوري]]، حيث يقع في المرتبة الثانية في [[مجموعة النتروجين]]، بالتالي فهو من {{ط|النكتوجينات}}. يصنّف الفوسفور كيميائياً ضمن [[لا فلز|اللافلزّات]]، وهو يوجد بشكله الحرّ [[تعدد الأشكال (علم المواد)|بعدّة أشكال]] ([[تآصل|متآصلات]])، أشهرها [[تآصل الفوسفور|الفوسفور الأبيض والأحمر]]؛ إلّا أنّه بسبب [[تفاعلية|التفاعلية]] والنشاط الكيميائي الكبير فهو لا يوجد بشكله الحرّ في الطبيعة، إنّما يدخل في تركيب [[مركب كيميائي|مركّبات كيميائية]] مختلفة. يصل تركيز الفوسفور في [[وفرة طبيعية للعناصر الكيميائية في القشرة الأرضية|القشرة الأرضية]] إلى حوالي غرام واحد لكل كيلوغرام؛ وغالباً ما يوجد بشكل مرتبط مع [[أكسجين|الأكسجين]] على شكل [[فوسفات]].

عُزلَ هذا العنصر لأوّل مرّة سنة 1669 على شكل فوسفور أبيض، وبسبب إصداره لوميضٍ خافتٍ عند تعرّضه للأكسجين فقد سمّي بهذا الاسم من الإغريقية {{ط|Φωσφόρος (فوسفوروس)}}، والتي تعني {{ط|حامل الضوء}}، وذلك بشكل يشير إلى [[يوسفوروس وهسبيروس|نجمة الصباح]]، أي كوكب [[الزهرة]].

يعدّ الفوسفور عنصراً أساسياً للحياة، حيث يدخل في تركيب الفوسفات <sup>3−</sup>PO<sub>4</sub>، والذي بدوره يعدّ من المكوّنات الأساسية [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين]] (DNA) و[[حمض نووي ريبوزي|للحمض النووي الريبوزي]] (RNA) و[[أدينوسين ثلاثي الفوسفات]] (ATP) وكذلك [[دهن فسفوري|للدهون الفوسفورية]]. كما تعدّ التراكيز المنخفضة من الفوسفات ضرورية للنمو عند بعض الأحياء المائية. تصف [[دورة الفوسفور]] حركة هذا العنصر في [[غلاف الأرض الصخري|الغلاف الصخري]] و[[غلاف الأرض المائي|الغلاف المائي]] و[[محيط حيوي|المحيط الحيوي]] على سطح الأرض. يُستحصَل على الفوسفور من [[معادن الفوسفات]]، ويستخدم بشكل أساسي في [[سماد|صناعة الأسمدة]]؛ وكذلك في صناعة [[منظف|المنظّفات]] و[[مبيد آفات|مبيدات الآفات]] وغيرها من الصناعات الأخرى.

== التاريخ ==
=== أصل التسمية ===
لتسمية الفوسفور جذورٌ [[اللغة الإغريقية|إغريقية]]، فقد كانت تطلق تسمية «{{ط|فوسفوروس}}» في اليونان القديمة على كوكب [[الزهرة]]. تُشتقّ تسمية «{{ط|فوسفوروس Φωσφόρος}}» من الجذر {{ط|فوس φῶς}} بمعنى ضوء، ومن {{ط|فيرو φέρω}} بمعنى حامل، وبذلك يكون المعنى تقريبيّاً «حامل الضوء».<ref name="mellor-717">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Parkes|Mellor|1939|page=717}}</ref> استُخدِم اسم [[يوسفوروس وهسبيروس|فوسفوروس]] في [[أساطير إغريقية|الأساطير اليونانية]] [[تجسيد|لتجسيد]] [[نجمة الصباح]]، وذلك بشكلٍ مماثلٍ لاستخدام [[هسبيروس]] لتجسيد نجمة المساء.

=== الاكتشاف ===
[[ملف:Hennig Brand (Joseph Wright).jpeg|تصغير|يمين|150 بك|صورة تمثيلية لمكتشف الفوسفور هينيغ براند]]
[[ملف:Robert boyle.jpg|تصغير|يمين|150بك|ساهم روبرت بويل في إماطة اللثام عن طريقة اكتشاف الفوسفور]]
كان عنصر الفوسفور أوّل [[ترتيب زمني لاكتشاف العناصر الكيميائية|العناصر الكيميائية المكتشفة]] في العصر الحديث؛ ويُنسَب الاكتشاف إلى الألماني [[هينيغ براند]] سنة 1669، رغم وجود الاعتقاد أنّ العنصر يمكن أن يكون قد اكتُشِف من كيميائيين آخرين في نفس تلك الفترة.<ref name="disc">{{استشهاد بكتاب|عنوان=Phosphorus|مؤلف=Beatty, Richard|مسار= https://books.google.com/?id=FHJIUJM1_JUC&pg=PA7|صفحة=7|ناشر=Marshall Cavendish|تاريخ=2000|isbn=0-7614-0946-7|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200612084247/https://books.google.com/books?id=FHJIUJM1_JUC&pg=PA7&hl=de|تاريخ أرشيف=2020-02-04}}</ref> كان براند يعمل في مدينة [[هامبورغ]]، وكان يقوم ببعض التجارب على [[بول|البول]] وذلك بهدف الحصول على [[حجر الفلاسفة]]؛ إلا أنه لك يكن يعلم حينئذٍ أنّ البول يحوي طبيعياً على الفوسفور على هيئة [[فوسفات]] منحلّة نتيجةً لعمليات [[أيض|الاستقلاب]]؛<ref name="mellor-717" /> بالتالي، وبتلك العملية حصل براند على مادّة بيضاء توهّجت في الظلمة واحترقت بشكلٍ خلّاب؛ فأسماها «{{ط|phosphorus mirabilis}}»، والتي تعني تقريباً {{ط|حاملة الضوء المعجزة}}.<ref name="schmundt">Schmundt, Hilmar (21 April 2010), [https://www.spiegel.de/international/world/essential-element-becoming-scarce-experts-warn-of-impending-phosphorus-crisis-a-690450.html "Experts Warn of Impending Phosphorus Crisis"], ''Der Spiegel''. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120127191437/http://www.spiegel.de/international/world/0,1518,690450-2,00.html |date=27 يناير 2012}}</ref> تضمّنت طريقة براند ترك البول لعدّة أيّام إلى أن أصدرَ رائحةً كريهةً جدّاً، ثم قام بغليه حتّى تحوّل إلى قوامٍ هلاميٍّ، ثم قام بتسخين هذا الهلام إلى درجات حرارة مرتفعة وقام بتمرير الأبخرة في الماء. بذلك استحصل براند على المادّة الشمعية البيضاء، والتي هي عنصر الفوسفور بالنهاية. وفق المعطيات العلمية الحديثة يمكن تفسير أن براند كان قد استخلص مركّب «فوسفات الصوديوم والأمونيوم الهيدروجينية» NH<sub>4</sub>)NaHPO<sub>4</sub>). وإذا كانت الكمّيّات الموصوفة صحيحة فقد تطلّب منه تقطير حوالي 1100 ليتر من البول للحصول على 60 غرام من الفوسفور، على الرغم من أنّ البيانات الحديثة بَيّنت أنّ البول يحوي على نسبة مقاربة من هذا المركّب، إلّا أنّه لم يكن من الضروري ترك البول ليتعتّق.<ref name=sommers>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Phosphorus|مؤلف=Michael A. Sommers|ناشر=The Rosen Publishing Group, 2007|isbn=978-1404219601|صفحة=[https://archive.org/details/phosphorus0000somm/page/25 25]|تاريخ=2007-08-15|مسار=https://archive.org/details/phosphorus0000somm/page/25| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200104212011/https://archive.org/details/phosphorus0000somm/page/25 | تاريخ أرشيف = 4 يناير 2020 }}</ref>

تكتّمَ براند في البداية على هذه الطريقة، ولم يَبُحْ بها لأحد؛<ref>{{استشهاد بكتاب| الأول=J. M. |الأخير=Stillman|عنوان = The Story of Alchemy and Early Chemistry | مسار=https://archive.org/details/storyofalchemyea0000stil |مكان = New York|ناشر = Dover|تاريخ = 1960|صفحات = [https://archive.org/details/storyofalchemyea0000stil/page/418 418]–419| isbn = 0-7661-3230-7}}</ref> إلّا أنّه باع الوصفة فيما بعد بملبغ 200 [[تالر]] إلى شخص يدعى يوهان دانييل كرافت {{#tag:ref|Johann Daniel Kraft|group="ملاحظة"}} من مدينة [[درسدن|دريسدن]] الألمانية،<ref name="mellor-717" /> والذي تمكّن وفقها من الحصول على الفوسفور أيضاً، فطاف بها أرجاء أوروبا متأمّلاً كسبَ بعض المال. تسرّبت أنباء أنّ هذه الطريقة تستخدم البول مادّةً أوّليةً إلى أسماع عدّة علماء في تلك الفترة، منهم [[يوهانس كونكل]] في السويد (سنة 1678) ولاحقاً [[روبرت بويل]] في إنجلترا (سنة 1680)، والذي تمكّن من الحصول على الفوسفور بهذا الأسلوب، وغالباً بمعاونة من مساعده {{ط|أمبروس غودفراي-هانكفيتز}} {{#tag:ref|Ambrose Godfrey-Hanckwitz|group="ملاحظة"}}، إذ أن الأخير بدأ بمشروع صناعي للحصول على الفوسفور بناءً على هذا الأسلوب. قام بويل بنشر هذا الاكتشاف؛<ref name="mellor-717" /> ثم قام لاحقاً بتطوير طريقة براند الأصلية عن طريق استخدام الرمل بالإضافة إلى الفحم.

:<chem>4 NaPO3 + 2 SiO2 + 10 C -> 2 Na2SiO3 + 10 CO + P4</chem>

كان بويل أيضاً أوّل من استخدم الفوسفور لإيقاد عيدان خشبية على رأسها قطع من [[كبريت|الكبريت]] سنة 1680، وذلك بأسلوب كان رائداً في تطوير صناعة [[عود ثقاب|عيدان الثقاب]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Metabolism of the Anthroposphere|سنة=2012|مسار=https://archive.org/details/metabolismanthro00bacc|الأول =Peter|الأخير= Baccini|مؤلف2=Paul H. Brunner|ناشر=MIT Press, 2012|isbn=978-0262300544|صفحة=[https://archive.org/details/metabolismanthro00bacc/page/n295 288]|تاريخ =2012-02-10}}</ref> بسبب التلقائية الكبيرة للاشتعال عند تعريضه للهواء كان يطلق على الفوسفور أحياناً «{{ط|عنصر الشيطان}}».<ref>{{استشهاد بكتاب|الأول=John |الأخير=Emsley|عنوان=The 13th Element: The Sordid Tale of Murder, Fire, and Phosphorus|مسار=https://books.google.com/books?id=D8IMOQAACAAJ|تاريخ الوصول=3 فبراير 2012|تاريخ=7 January 2002|ناشر=John Wiley & Sons|isbn=978-0-471-44149-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170202140740/https://books.google.com/books?id=D8IMOQAACAAJ | تاريخ أرشيف = 2 فبراير 2017 }}</ref>

في سنة 1769 بيّّنَ [[يوهان غوتليب غان]] و[[كارل فلهلم شيله]] أنّ [[فوسفات ثلاثي الكالسيوم|فوسفات الكالسيوم]] Ca<sub>3</sub>(PO<sub>4</sub>)<sub>2</sub> يوجد في العظام، وتمكّنا من الحصول على الفوسفور من رماد العظام. بعد ذلك قام [[أنطوان لافوازييه]] بإدراج الفوسفور ضمن لائحة العناصر الكيميائية التي وضعها سنة 1777.<ref>cf. "[http://web.lemoyne.edu/~giunta/Lavoisier1.html Memoir on Combustion in General]" ''Mémoires de l'Académie Royale des Sciences'' 1777, 592–600. from Henry Marshall Leicester and Herbert S. Klickstein, ''A Source Book in Chemistry 1400–1900'' (New York: McGraw Hill, 1952) {{استشهاد بويب |مسار=http://web.lemoyne.edu/~giunta/lavoisier1.html |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=24 ديسمبر 2019 |تاريخ أرشيف=24 مارس 2018 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20180324224038/http://web.lemoyne.edu/~giunta/lavoisier1.html |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> اكتشفت متآصلات الفوسفور الأخرى في القرن التاسع عشر؛ فتمكّن [[أنتون شروتر]] سنة 1847 من وصف [[تآصل الفوسفور|الفوسفور الأحمر]]؛<ref>Schrötter, ''Neue Modifikation des Phosphors'', Liebigs Annalen der Chemie, Band 68, 1848, S. 247–253</ref> أمّا الفوسفور البنفسجي فتمكّن [[يوهان فيلهلم هيتورف]] من استحصاله أوّل مرّة سنة 1865؛<ref name="مولد تلقائيا1">W. Hittorf, ''Zur Kenntniss des Phosphors'', Annalen der Physik, Band 202, 1865, S. 193–228</ref> في حين قام [[بيرسي ويليامز بريجمان]] باستحصال الفوسفور الأسود أوّل مرّة سنة 1914.<ref name="مولد تلقائيا1" />

=== تاريخ الإنتاج ===
[[ملف:DSCN5766-guano-glantz crop b.jpg|تصغير|upright=0.7|تعدين [[ذرق الطائر]] من [[جزر تشينشا]] في القرن التاسع عشر.]]
كان رماد العظام مصدراً رئيسياً للفوسفور حتى أواسط القرن التاسع عشر،<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Von Wagner|الأول=Rudolf|عنوان=Manual of chemical technology|تاريخ=1897|ناشر=D. Appleton & Co.|مكان=New York|صفحة=411|مسار= https://babel.hathitrust.org/cgi/pt?id=uc2.ark:/13960/t3tt4gz1p;view=1up;seq=439|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191228212600/http://babel.hathitrust.org/cgi/pt?id=uc2.ark:/13960/t3tt4gz1p;view=1up;seq=439|تاريخ أرشيف=2019-12-28}}</ref> وكانت الطريقة تعتمد على تحميص العظام، ثمّ بوضعها داخل [[معوجة|معوّجات]] فخّارية ضمن أفران آجرّية ساخنة جدّاً بهدف التخلّص من منتجات الفوسفور السامّة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Thomson, Robert Dundas |عنوان=Dictionary of chemistry with its applications to mineralogy, physiology and the arts|مسار=https://books.google.com/books?id=1LxBAAAAcAAJ&pg=PA416|سنة=1870|ناشر=Rich. Griffin and Company|صفحة=416| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200108004653/https://books.google.com/books?id=1LxBAAAAcAAJ&pg=PA416 | تاريخ أرشيف = 8 يناير 2020 }}</ref> بشكلٍ آخر، كانت العظام تعالج [[حمض|بالأحماض]] القويّة المركّزة؛ ثم تسخّن مع [[رمل|الرمل]] و[[فحم (توضيح)|الفحم]] في معوّجات بهدف تقطير الفوسفات المترسّبة للحصول على الفوسفور؛<ref name="threlfall-v">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Threlfall|1951|pages=49–66}}</ref> في حين أنّ الغازات المستحصلة وفق تلك العملية، مثل [[أحادي أكسيد الكربون]]، كانت تحرق في [[مشعلة الغاز|المداخن]].

منذ أواسط القرن التاسع عشر جرى التركيز على مصدرٍ جديدٍ للفوسفور وهو الاستحصال من [[ذرق الطائر|ذرق الطيور]] في الجزر الاستوائية في أمريكا الجنوبية، ممّا ولّد صراعات سياسية جديدة في ذلك الحين، تمثلت بإصدار [[قانون جزر غوانو]] في الولايات المتّحدة، واندلاع [[حرب جزر تشينتشا]] بين إسبانيا ومستعمراتها السابقة في أمريكا الجنوبية. كان الحصول على الفوسفات من هذا المصدر مهمّاً من أجل تحضير [[سماد|الأسمدة]] منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Bioceramic Coatings for Medical Implants|مؤلف=Robert B. Heimann|مؤلف2=Hans D. Lehmann|ناشر=John Wiley & Sons, 2015|isbn=978-3527684007|صفحة=4|تاريخ=2015-03-10}}</ref> في نفس تلك الفترة جرى اكتشاف [[فوسفوريت|صخر الفوسفات]] (الفوسفوريت) الحاوي على فوسفات الكالسيوم، كما تزامن الاكتشاف مع تطوير جيمس ريدمان {{#tag:ref|James Burgess Readman|group="ملاحظة"}} لنوعٍ خاصٍّ من [[فرن القوس الكهربائي]] للحصول على الفوسفور من هذه [[خام|الخامة]] سنة 1888؛<ref name="Toy">{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Chemistry of Phosphorus|مؤلف=Arthur D. F. Toy|ناشر=Elsevier, 2013|isbn=978-1483147413|صفحة=389|تاريخ=2013-10-22}}</ref> وبذلك تحوّلت الجهود للحصول على عنصر الفوسفور من تسخين رماد العظام إلى الإنتاج من صخر الفوسفات بأفران القوس الكهربائية؛<ref name="threlfall-vii">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Threlfall|1951|pages=81–101}}</ref><ref name="mellor-718-720">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Parkes|Mellor|1939|page=718–720}}.</ref> خاصّةً بعد أن نضبت مصادر الحصول على الفوسفات من مصادر عضوية، وأصبح الإنتاج غير مجدٍ اقتصادياً.<ref name="Toy" />

جرى التفكير باستخدام الفوسفور في صناعة الأسلحة بعد التمكّن من الحصول على هذا العنصر بكمّيّات جيّدة وفق هذه الطريقة الحديثة.<ref name="shockinghistory">{{استشهاد بكتاب| الأخير= Emsley|الأول= John|تاريخ = 2000|عنوان = The Shocking History of Phosphorus | سنة= 1918| مسار= https://archive.org/details/in.ernet.dli.2015.56554|مكان= London|ناشر = Macmillan| isbn = 0-330-39005-8}}</ref><ref name="threlfall-xi">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Threlfall|1951|pages=167–185}}</ref> ففي [[الحرب العالمية الأولى]] استُخدِم الفوسفور في صناعة [[قنبلة حارقة|القنابل الحارقة]] وفي إصدار [[ستار دخاني|الستار الدخاني]] وكذلك في صناعة [[ذخيرة خطاطة|الطلقات الخطّاطة]].<ref name="threlfall-xi"/> أمّا في [[الحرب العالمية الثانية]] فاستُخدِم الفوسفور في تحضير [[مولوتوف (سلاح)|الزجاجات الحارقة]]، كما توسّع استخدام [[قنبلة فوسفورية|القنابل الفوسفورية]] الحارقة بشكل أكبر من ذي قبل، خاصّةً أنّه من الصعب إطفاؤها.<ref name=Greenwood>Greenwood, N. N.; & Earnshaw, A. (1997). Chemistry of the Elements (2nd Edn.), Oxford:Butterworth-Heinemann. {{ردمك|0-7506-3365-4}}.</ref> استُخدِم الفوسفور الأبيض في البداية في صناعة أعواد الثقاب، وكان ذاك أمراً خطيراً ترافق مع وقوع عدّة حوادث؛<ref name="shockinghistory" /> مثل حدوث [[نخر]] لعظام الفكّ لدى العمال {{#tag:ref|عرفت تلك الحالة باسم phossy jaw|group="ملاحظة"}}. بعد اكتشاف طريقة آمنة لتصنيع أعواد الثقاب من الفوسفور الأحمر جرى الحثّ على تطبيقها على نطاق صناعي.<ref name=phbook>{{استشهاد بكتاب| صفحات= 1486–1489| مسار = https://books.google.com/?id=cvJuLqBxGUcC&pg=PA1487| عنوان = Goldfrank's toxicologic emergencies| مؤلف=Lewis R. Goldfrank| مؤلف2=Neal Flomenbaum| مؤلف3=Mary Ann Howland| مؤلف4=Robert S. Hoffman| مؤلف5=Neal A. Lewin| مؤلف6=Lewis S. Nelson| ناشر = McGraw-Hill Professional| تاريخ = 2006| isbn = 0-07-143763-0|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200204130729/https://books.google.com/?id=cvJuLqBxGUcC&pg=PA1487|تاريخ أرشيف=2020-02-04}}</ref>

تزايد الإنتاج بعد الحرب العالمية الثانية، ولا يزال الإنتاج متزايداً بشكل مطّرد، إذ لم يتمّ الوصول إلى [[ذروة الفوسفور]] بعد؛ خاصّةً أنّ صخر الفوسفات لا يزال مادّةً أساسيةً في صناعة [[سماد|الأسمدة]]، حيث يعالج مع [[حمض الكبريتيك]] للحصول على منتجات [[فوسفات أحادي الكالسيوم|سوبر فوسفات]] المختلفة.

== الوفرة الطبيعية ==
يُنتَج الفوسفور في [[مستعر أعظم|المستعرات العظمى]] في عمليات [[التخليق النووي في المستعر الأعظم|التخليق النووي]] داخلها؛ ووُجِدَ أنّ نسبة الفوسفور إلى [[حديد|الحديد]] في [[بقايا مستعر أعظم|بقايا المستعرات العظمى]] أعلى بحوالي 100 مرة ممّا هو في أجرام [[درب التبانة]] على العموم.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| الأخير1 = Koo | الأول1 = B.-C. | الأخير2 = Lee | الأول2 = Y.-H. | الأخير3 = Moon | الأول3 = D.-S. | الأخير4 = Yoon | الأول4 = S.-C. | الأخير5 = Raymond | الأول5 = J. C. | عنوان = Phosphorus in the Young Supernova Remnant Cassiopeia A | doi = 10.1126/science.1243823 | صحيفة = Science | المجلد = 342 | العدد = 6164 | صفحات = 1346–8 | سنة = 2013 | pmid = 24337291|arxiv = 1312.3807 |bibcode = 2013Sci...342.1346K }}</ref>

يصل تركيز الفوسفور في [[القشرة الأرضية]] إلى 0.09%،<ref name="Holleman-Wiberg">A. F. Holleman, E. Wiberg, N. Wiberg: Lehrbuch der Anorganischen Chemie. 91.–100., verbesserte und stark erweiterte Auflage. Walter de Gruyter, Berlin 1985, ISBN 3-11-007511-3, S. 928–931</ref> أي حوالي 1 غرام لكل كيلوغرام؛ وهو لا يوجد بشكله الحرّ في الطبيعة، إنّما مرتبطاً في الغالب مع الأكسجين في عدّة [[معدن|معادن]] على شكل [[فوسفات]].<ref name="Abundance">[https://ptable.com/#Property/Abundance/Crust Abundance]. ptable.com {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191223212121/https://ptable.com/ |date=23 ديسمبر 2019}}</ref> يعدّ [[فوسفوريت|صخر الفوسفات]] اللاعضوي المصدر الأساسي للإنتاج العالمي من الفوسفور، وهو يتكوّن بشكلٍ أساسي من [[أباتيت|الأباتيت]] (Ca<sub>5</sub>(PO<sub>4</sub>)<sub>3</sub>(F,Cl,OH (شكل من أشكال فوسفات الكالسيوم). توجد معادن أخرى [[معادن الفوسفات|للفوسفات]]، ولكن بوفرةٍ أقلّ، مثل [[ويفيليت|الويفيليت]] Al<sub>3</sub>(PO<sub>4</sub>)<sub>2</sub>(OH)<sub>3</sub>'''·'''5H<sub>2</sub>O و[[فيفيانيت|الفيفيانيت]] Fe<sub>3</sub>(PO<sub>4</sub>)<sub>2</sub>'''·'''8H<sub>2</sub>O. ينتشر صخر الفوسفات بشكلٍ واسعٍ في المنطقة العربية، وذلك في دول [[المغرب العربي|شمال أفريقيا]]<ref name=MJ>{{استشهاد بمجلة|مسار=https://www.motherjones.com/environment/2013/05/fertilizer-peak-phosphorus-shortage/|عنوان=You Need Phosphorus to Live—and We're Running Out|الأخير=Philpott|الأول=Tom|تاريخ=مارس–April 2013|مجلة=Mother Jones| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190902071629/https://www.motherjones.com/environment/2013/05/fertilizer-peak-phosphorus-shortage/ | تاريخ أرشيف = 2 سبتمبر 2019 }}</ref> وفي [[بلاد الشام]]؛ كما ينتشر في عدّة مناطق أخرى من العالم مثل [[الولايات المتحدة]] و[[الصين]] و[[جنوب إفريقيا|جنوب أفريقيا]] وغيرها.<ref>Klein, Cornelis and Cornelius S. Hurlbut, Jr., ''Manual of Mineralogy'', Wiley, 1985, 20th ed., p. 360, {{ردمك|0-471-80580-7}}</ref>

يحوي [[ذرق الطائر|ذرق الطيور]] [[طائر بحري|البحرية]] على كمّيّات جيّدة نسبياً من الفوسفات العضوي بنسبةٍ تصل إلى حوالي 40%.<ref>M. Okrusch, S. Matthes: ''Mineralogie: Eine Einführung in die spezielle Mineralogie, Petrologie und Lagerstättenkunde.'' 7. Auflage. Springer, 2005, ISBN 3-540-23812-3.</ref> كانت توضّعات الغوانو كبيرةً نسبياً في منتصف القرن التاسع عشر، خاصّةً في الجزر الاستوائية، حيث جرى الاتّجارُ بها مصدراً للفوسفات قبل اكتشاف المصدر اللاعضوي من صخر الفوسفات.<ref name="Toy" /> كما توجد أيضاً نسبة من الفوسفات في [[حمأة|الحمأة]] وفي [[حتات|الحتات]].<ref>Dietmar Kunath: ''Phosophor.'' In: Claus Schaefer, Torsten Schröer (Hrsg.): ''Das große Lexikon der Aquaristik.'' Eugen Ulmer, Stuttgart 2004, ISBN 3-8001-7497-9, S. 772.</ref>

== الإنتاج ==
{{مفصلة|ذروة الفوسفور}}
[[ملف:The site of secondary mining of Phosphate rock in Nauru, 2007. Photo- Lorrie Graham (10729889683).jpg|تصغير|upright=0.9|تعدين الفوسفات في [[ناورو]].]]
يُستحصَل على الفوسفور انطلاقاً من [[فوسفوريت|صخر الفوسفات]]، والذي يُحوَّل إلى [[حمض الفوسفوريك]] إمّا بمعالجة معادن الفوسفات مع [[حمض الكبريتيك]]، أو بالاختزال أوّلاً إلى الفوسفور الأبيض ثم بالتحويل إلى حمض الفوسفوريك. بعد ذلك وانطلاقاً من حمض الفوسفوريك يمكن الحصول على أملاح الفوسفات المختلفة ذات الأهميّة في صناعات عدّة منها تحضير [[سماد|الأسمدة]]، خاصّةً مع ازدياد الطلب على الأسمدة عالمياً؛<ref name="MJ" /> ومع وجود منافسة حادّة بين عدّة دول من العالم في إنتاج حمض الفوسفوريك النقي.<ref name="podger-287-298">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Podger|2002|pages=297–298}}</ref> قدّرت [[هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية]] الإنتاج العالمي من الفوسفات بحوالي 261 مليون طن سنة 2016؛<ref>{{استشهاد بويب|مسار=https://www.usgs.gov/centers/nmic/phosphate-rock-statistics-and-information|عنوان=Phosphate Rock|ناشر=USGS|تاريخ الوصول=2017-03-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170513090854/https://minerals.usgs.gov/minerals/pubs/commodity/phosphate_rock/mcs-2017-phosp.pdf | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2017 }}</ref> والاحتياطي العالمي من هذه الخامة سنة 2017 بحوالي 68 مليار طن. هناك عدّة تقديرات وتخمينات متباينة فيما يخصّ الاحتياطي العالمي وزمن الوصول المحتمل إلى [[ذروة الفوسفور]].<ref name="MJ" /><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|last-author-amp=yes|تاريخ=2011|عنوان=Reconsideration of the planetary boundary for phosphorus|صحيفة=Environmental Research Letters|المجلد=6|العدد=1|صفحات=014009|bibcode=2011ERL.....6a4009C|doi=10.1088/1748-9326/6/1/014009|مؤلف=Carpenter S.R.|مؤلف2=Bennett E.M.}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|تاريخ=26 مايو 2007|عنوان=How Long Will it Last?|وصلة=https://archive.org/details/sim_new-scientist_2007-05-26_194_2605/page/38|صحيفة=New Scientist|المجلد=194|العدد=2605|صفحات=38–39|bibcode=2007NewSc.194...38R|doi=10.1016/S0262-4079(07)61508-5|issn=0262-4079|الأخير1=Reilly|الأول1=Michael}}</ref><ref>{{استشهاد بخبر|مسار=http://business.timesonline.co.uk/tol/business/industry_sectors/natural_resources/article4193017.ece|عنوان=Scientists warn of lack of vital phosphorus as biofuels raise demand|تاريخ=2008-06-23|صحيفة=The Times|مؤلف=Lewis, Leo| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20110810053517/http://business.timesonline.co.uk/tol/business/industry_sectors/natural_resources/article4193017.ece | تاريخ أرشيف = 10 أغسطس 2011 }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار=https://www.nature.com/news/be-persuasive-be-brave-be-arrested-if-necessary-1.11796|عنوان=Be persuasive. Be brave. Be arrested (if necessary).|تاريخ=نوفمبر 12, 2012|صحيفة=Nature|المجلد=491|العدد=7424|صفحات=303|doi=10.1038/491303a|pmid=23151541|الأخير1=Grantham|الأول1=Jeremy|bibcode=2012Natur.491..303G| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191008194135/http://www.nature.com/news/be-persuasive-be-brave-be-arrested-if-necessary-1.11796 | تاريخ أرشيف = 8 أكتوبر 2019 }}</ref>

لاستحصال الفوسفور الأبيض صناعياً يسخَّن صخر الفوسفات إلى درجات حرارة تتراوح بين 1200-1500 °س في نوع خاص من [[فرن القوس الكهربائي]] (فرن قوس كهربائي مغمور {{#tag:ref|Submerged-arc furnace|group="ملاحظة"}}) مع [[رمل|الرمل]] و[[فحم الكوك]]؛<ref>موسوعة رومب الكيميائية Römpp Lexikon Chemie, Georg Thieme Verlag</ref> ثم تعالَج أبخرة الفوسفور وتُكثَّف على الفور تحت الماء لمنع الأكسدة، ولكن رغم ذلك فإنّ الفوسفور الأبيض يتحوّل إلى [[تآصل|الشكل المتآصل]] الآخر من [[تآصل الفوسفور|الفوسفور الأحمر]] الأكثر ثباتية.

:<chem>4 Ca5(PO4)3F + 18 SiO2 + 30 C -> 3 P4 + 30 CO + 18 CaSiO3 + 2 CaF2</chem>

تتضمّن [[منتج ثانوي|المنتجات الثانوية]] لهذه العملية الحصول على [[سيليكات الكالسيوم]] وذلك على شكل [[خبث (كيمياء)|خبث]]، والذي يمكن أن يكون مفيداً ضمن [[مادة بناء|مواد البناء]]؛ في حين أنّ [[فلوريد الكالسيوم]] يمكن أن يستخدم في [[فلورة الماء]]. عند وجود [[حديد|الحديد]] في الخامة يرتبط مع الفوسفور للحصول على ما يعرف باسم {{ط|الفوسفور الحديدي}}.

[[ملف:Phosphor production (ar).png|تصغير|400 بك|عملية إنتاج الفوسفور من صخر الفوسفات بفرن القوس الكهربائي المغمور]]

يمكن التعديل على شروط العملية بجعل درجة الحرارة حوالي 1500 °س:<ref>Shriver, Atkins. Inorganic Chemistry, Fifth Edition. W. H. Freeman and Company, New York; 2010; p. 379.</ref>

:<chem>2 Ca3(PO4)2 + 6 SiO2 + 10 C -> 6 CaSiO3 + 10 CO + P4</chem>

في الماضي كان رماد العظام يستخدم في الحصول على الفوسفور، حيث يُحوَّل [[فوسفات ثلاثي الكالسيوم]] إلى [[فوسفات أحادي الكالسيوم]] بالمعالجة مع [[حمض الكبريتيك]]:

:<chem>Ca3(PO4)2 + 2 H2SO4 -> Ca(H2PO4)2 + 2 CaSO4</chem>

ثمّ بإجراء تفاعل [[بلمهة|نزع ماء]] (بلمهة) للحصول على مركّب ميتافوسفات الموافق:

:<chem>Ca(H2PO4)2 -> Ca(PO3)2 + 2 H2O</chem>

والذي يدوره يُحرَق مع [[فحم نباتي|الفحم]] للحصول على الفوسفور الأبيض.

:<chem>3 Ca(PO3)2 + 10 C -> Ca3(PO4)2 + 10 CO + P4</chem>
{{تحديد}}

== النظائر ==
{{مفصلة|نظائر الفسفور}}
هناك ثلاثٌ وعشرون [[نظير (كيمياء)|نظيراً]] معروفاً للفوسفور،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة
|عنوان=The NUBASE2016 evaluation of nuclear properties
|doi=10.1088/1674-1137/41/3/030001
|الأخير1=Audi  |الأول1=G.
|الأخير2=Kondev|الأول2=F. G.
|الأخير3=Wang  |الأول3=M.
|الأخير4=Huang |الأول4=W. J.
|الأخير5=Naimi |الأول5=S.
|صحيفة=Chinese Physics C
|المجلد=41 |العدد=3
|سنة=2017
|مسار=https://www-nds.iaea.org/amdc/ame2016/NUBASE2016.pdf
|bibcode=2017ChPhC..41c0001A
|تاريخ الوصول={{{accessdate|}}}
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200908211809/https://www-nds.iaea.org/amdc/ame2016/NUBASE2016.pdf | تاريخ أرشيف = 8 سبتمبر 2020 }}</ref> تتراوح [[كتلة ذرية|كتلها الذرّية]] من <sup>25</sup>P إلى <sup>47</sup>P؛<ref name=neufcourt>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Neufcourt |الأول=L. |الأخير2=Cao |الأول2=Y. |الأخير3=Nazarewicz |الأول3=W. |الأخير4=Olsen |الأول4=E. |الأخير5=Viens |الأول5=F. |عنوان=Neutron drip line in the Ca region from Bayesian model averaging |تاريخ=2019 |صحيفة=Physical Review Letters |المجلد=122 |العدد=6 |صفحات=062502–1–062502–6 |doi=10.1103/PhysRevLett.122.062502 |pmid=30822058 |arxiv=1901.07632|bibcode=2019PhRvL.122f2502N }}</ref> رغم أنّ النظير فوسفور-31 <sup>31</sup>P هو الوحيد [[نظير مستقر|المستقرّ]] بينها بوفرةٍ طبيعية مقدارها 100%، لذلك يعدّ الفوسفور [[عنصر أحادي النظير|عنصراً أحادي النظير]].

بسبب وفرته الطبيعية الكبيرة، ولكون [[لف مغزلي|اللَفِّ المغزلي]] للفوسفور-31 ذي مقدارٌ كسري، لذلك يستخدم هذا النظير في نوعٍ خاصٍّ من [[مطيافية الرنين المغناطيسي النووي]] {{#tag:ref|phosphorus-31 NMR|group="ملاحظة"}}، والتي تعدّ ذات أهمية في التحليل الكيميائي للعيّنات الحاوية على الفوسفور في تركيبها.

للفوسفور [[نويدة مشعة|نظيرَين مشعَّين]]، واللَّذَين يمكن استخدامَهما في التجارب النووية الحيوية، نظراً لأن [[عمر النصف]] لديهما كبير بالشكل الكافي؛ وهما:
* النظير <sup>32</sup>P، وهو مصدر [[جسيم بيتا|لجسيمات بيتا]] (طاقة مقدارها 1.71 ميغا إلكترون-فولت MeV)، وله عمر نصف مقداره 14.3 يوم، بالتالي فهو صالح لأن يستخدم بشكل متداول في مختبرات العلوم الحيوية، وذلك بشكل رئيسي في عمليات [[قائفة مشعة|الوسم الإشعاعي]] لجزيئات [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|DNA]] و [[حمض نووي ريبوزي|RNA]] على [[مسبار التهجين]] والكشف عنه بواسطة [[صورة إشعاعية ذاتية|بصورة إشعاعية ذاتية]].
* النظير <sup>33</sup>P، وهو مصدر لجسيمات بيتّا أيضاً (طاقة مقدارها 0.25 ميغا إلكترون-فولت MeV)، وله عمر نصف مقداره 25.4 يوم، ويستخدم في التطبيقات التي عندما يكون فيها مقدار الطاقة المنبعثة منخفضاً أمراً ذي أفضلية، مثل تجارب [[تسلسل الحمض النووي]].

ينبغي اتّباع إجراءات [[السلامة والصحة المهنية|السلامة والصحّة المهنية]] عند التعامل مع نظائر الفوسفور المشعّة.<ref>{{استشهاد بويب|عنوان=Phosphorus-32 |مسار=http://www.oseh.umich.edu/pdf/TrainP32.pdf |ناشر=University of Michigan Department of Occupational Safety & Environmental Health |تاريخ الوصول=2010-11-18| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160528091951/http://www.oseh.umich.edu/pdf/TrainP32.pdf | تاريخ أرشيف = 28 مايو 2016 |url-status=dead}}</ref>

== الخواص الفيزيائية ==
يوجد الفوسفور في الطبيعة على [[تآصل الفوسفور|أربع أشكال]] (متآصلات) رئيسية، وهي الفوسفور الأبيض والأحمر والبنفسجي والأسود. تختلف [[بنية بلورية|البنية البلورية]]، ممّا ينتج عنه اختلاف كبير في الخواص على العموم.<ref>Horst Briehl: Chemie der Werkstoffe. Springer-Verlag, 2014, ISBN 978-3-658-06225-5, S. 24</ref><ref name=HW85>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=A. Holleman|مؤلف2=N. Wiberg|عنوان=Lehrbuch der Anorganischen Chemie|ناشر= de Gruyter|تاريخ=1985|الفصل=XV 2.1.3|طبعة= 33rd|isbn=3-11-012641-9}}</ref> يُستحصَل على الفوسفور بشكله الأبيض، ومنه يمكن التحويل إلى الأشكال المتبقيّة فيما بينها عن طريق تطبيق ضغوط ودرجات حرارة مرتفعة. يعدّ الفوسفور الأسود أكثر أشكال هذا العنصر [[استقرار كيميائي|استقراراً]]، ويستحصل عليه من تطبيق ضغوط مرتفعة على الفوسفور الأبيض؛ في حين تكون الأشكال الأخرى [[شبه الاستقرار|شبه مستقرّة]] بسبب انخفاض سرعة التحوّل الكيميائي. من الفوسفور الأبيض يُستحصَل على الفوسفور الأحمر بالتسخين بمعزل عن الأكسجين؛<ref>Ralf Steudel: Chemie der Nichtmetalle Von Struktur und Bindung zur Anwendung. Walter de Gruyter, 2008, ISBN 978-3-11-021128-3, S. 360</ref> وبدوره عند تسخين الفوسفور الأحمر يُستحصَل على الفوسفور البنفسجي.

=== الأشكال المختلفة ===
{{مفصلة|تآصل الفوسفور}}
[[ملف:Weißer Phosphor.svg|تصغير|يمين|120 بك|بنية الفوسفور الأبيض]]
;الفوسفور الأبيض
وهو أوّل الأشكال اكتشافاً وأكثرها شهرةً بين متآصلات الفوسفور. يوجد الفوسفور الأبيض في الشروط القياسية على شكل صلب شمعي طريّ، وتتألّف بنيته الكيميائية من جزيء رباعي الفوسفور P<sub>4</sub>، تتوضّع فيه الذرّات على رؤوس [[رباعي سطوح]]، وترتبط الذرات فيما بينها [[رابطة أحادية|برابطة أحادية]]. يمكن أن يوجد جزيء رباعي الفوسفور في الحالة السائلة والغازية عند درجات حرارة أعلى من 800°س، حيث يبدأ حينها بالتفكّك إلى جزيء [[ثنائي الفوسفور]] P<sub>2</sub>.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1002/cber.19971300911|عنوان=On the Polymorphism of White Phosphorus|تاريخ=1997|مؤلف=Simon, Arndt|صحيفة=Chemische Berichte|المجلد=130|صفحة=1235|الأخير2=Borrmann|الأول2=Horst|الأخير3=Horakh|الأول3=Jörg |العدد=9}}</ref> توجد [[بنية بلورية|البنية البلورية]] للفوسفور الأبيض على هيئَتين؛ الأولى هي الهيئة ألفا (α)، وهي [[حالة قياسية|الحالة القياسية]] للعنصر، إلّا أنّها [[شبه الاستقرار|شبه مستقرّة]] تحت الشروط القياسية؛<ref name="HS">Housecroft, C. E.; Sharpe, A. G. (2004). Inorganic Chemistry (2nd ed.). Prentice Hall. p. 392. ISBN 978-0-13-039913-7</ref> وهي تتبع [[نظام بلوري مكعب|النظام البلوري المكعّب]] مركزي الجسم، وتتحوّل بشكل عكوس إلى الهيئة بيتّا (β) عند الدرجة 195.2 كلفن (−78.0 °س)، وهي تتبع [[نظام بلوري سداسي|النظام البلّوري السداسي]].<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير1=Durif|الأول1=M.-T. Averbuch-Pouchot; A.|عنوان=Topics in phosphate chemistry|مسار=https://archive.org/details/topicsinphosphat0000aver|تاريخ=1996|ناشر=World Scientific|مكان=Singapore [u.a.]|isbn=978-981-02-2634-3|صفحة=[https://archive.org/details/topicsinphosphat0000aver/page/3 3]}}</ref> يختلف هذان الشكلان عن بعضِهما في التوجّه النسبي لرباعيات السطوح P<sub>4</sub> في البنية البلّورية.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Drinking Water Health Advisory: Munitions|مسار=https://archive.org/details/drinkingwaterhea0000unse|مؤلف=Welford C. Roberts|مؤلف2=William R. Hartley|ناشر=CRC Press, 1992|طبعة=illustrated|isbn=0873717546|صفحة=[https://archive.org/details/drinkingwaterhea0000unse/page/399 399]|تاريخ=1992-06-16}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Topics in Phosphate Chemistry|مسار=https://archive.org/details/topicsinphosphat0000aver|مؤلف=Marie-Thérèse Averbuch-Pouchot|مؤلف2=A. Durif|ناشر=World Scientific, 1996|isbn=9810226349|صفحة=[https://archive.org/details/topicsinphosphat0000aver/page/3 3]|سنة=1996}}</ref>

إنّ الفوسفور الأبيض هو الشكل الأقلّ [[كثافة]]ً والأقلّ استقراراً، والأكثر تفاعليةً والأكثر [[تطايرية]]ً. يتحوّل الفوسفور الأبيض إلى الشكل الأحمر ببطء، ولذلك تبدو عيّنات الفوسفور الأبيض صفراء في بعض الأحيان، بسبب احتوائها على نسبة من الفوسفور الأحمر؛<ref>Stefanie Ortanderl, Ulf Ritgen: Chemie für Dummies. Das Lehrbuch. John Wiley & Sons, 2014, ISBN 978-3-527-70924-3, S. 541</ref> ويمكن تسريع ذاك التحوّل بأثرٍ من الضوء والحرارة.

;ثنائي الفوسفور
[[ملف:Phosphor gasförmig.svg|تصغير|100px|الرابطة في ثنائي الفوسفور]]
يعطي [[تفكك حراري|التفكّك الحراري]] للفوسفور الأبيض P<sub>4</sub> عند حوالي 800°س جزيء [[ثنائي الفوسفور]] P<sub>2</sub>، وهو يوجد في الحالة الغازية فقط، وهو غير مستقرّ. يتألّف الجزيء من ذرَّتي فوسفور ترتبطان مع بعضهما البعض [[رابطة ثلاثية|برابطة ثلاثية]] على غرار جزيء [[نيتروجين|النتروجين]] N<sub>2</sub>. كما يمكن الحصول عليه على شكل [[مركب وسطي|مركّب وسطي]] قصير العمر في المحلول عن طريق التفكّك الحراري [[مركب فوسفور عضوي|لمركّبات الفوسفور العضوي]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة = Science|المجلد = 313|العدد = 5791|doi = 10.1126/science.1129630|عنوان = Triple-Bond Reactivity of Diphosphorus Molecules|تاريخ = 2006|مؤلف = Piro, N. A.|pmid = 16946068|الأخير2 = Figueroa|الأول2 = J. S.|الأخير3 = McKellar|الأول3 = J. T.|الأخير4 = Cummins|الأول4 = C. C.|bibcode = 2006Sci...313.1276P|صفحات = 1276–9 |مسار = https://www.semanticscholar.org/paper/Triple-Bond-Reactivity-of-Diphosphorus-Molecules-Piro-Figueroa/c606e43c9acd5ce4f53e8cfd1b3a61511561c0ad|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316120846/https://www.semanticscholar.org/paper/Triple-bond-reactivity-of-diphosphorus-molecules.-Piro-Figueroa/c606e43c9acd5ce4f53e8cfd1b3a61511561c0ad|تاريخ أرشيف=2020-03-12}}</ref> عند درجات حرارة أعلى يتفكّك P<sub>2</sub> إلى الفوسفور الذرّي P.<ref name=Greenwood/><ref>Alfons Klemenc: Anorganische Chemie auf physikalisch-chemischer Grundlage. Springer-Verlag, 2013, ISBN 978-3-7091-7793-8, S. 202</ref>{{#tag:ref|عملية تذرير في حالة [[بلازما (فيزياء)|البلازما]]|group="ملاحظة"}}

[[ملف:PhosphorusAllotropes-ar.png|500بك|يسار|التحوّل بين متآصلات الفوسفور]]

;الفوسفور الأحمر
ما يميّز الفوسفور الأحمر عن الأبيض هو وجود بنية بوليميرية، يمكن النظر إليها أنّها مشتقّة من P<sub>4</sub>، حيث تنفصم رابطة P-P واحدة، وتنشأ رابطة جديدة مع رباعي وجوه مجاور، ممّا يؤدّي إلى الحصول على بنية شبه متسلسلة. يُستحصَل على الفوسفور الأحمر بتسخين الشكل الأبيض إلى درجات حرارة تفوق 250 °س، أو بتعريض الفوسفور الأبيض إلى ضوء الشمس بمعزل عن أكسجين الهواء.<ref name="mellor-717" /> يكون الشكل الأحمر إبّان التشكّل [[مادة لابلورية|مادّةً لابلّورية]]، والتي تتحوّل إلى شكل [[بلورة|متبلور]] مع استمرار التسخين؛ بالتالي فإنّ الشكل الأحمر هو شكل وسطي بين الفوسفور الأبيض والفوسفور البنفسجي. يكون الفوسفور الأحمر المحضّر حديثاً ذا تفاعلية كيميائية جيّدة ويشتعل عند حوالي الدرجة 300 °س؛<ref name=wiberg>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Egon Wiberg|مؤلف2=Nils Wiberg|مؤلف3=Arnold Frederick Holleman|عنوان=Inorganic chemistry|مسار=https://books.google.com/books?id=Mtth5g59dEIC&pg=PA684|تاريخ الوصول=2011-11-19|تاريخ=2001|ناشر=Academic Press|isbn=978-0-12-352651-9|صفحات=683–684, 689| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170228032247/https://books.google.com/books?id=Mtth5g59dEIC | تاريخ أرشيف = 28 فبراير 2017 }}</ref> لكنّه يبقى أكثر استقراراً من الفوسفور الأبيض.<ref name="mellor-721-722">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Parkes|Mellor|1939|pages=721–722}}</ref> يؤدّي التخزين أو التعرّض المطوّل للحرارة إلى دكون لونه (الفوسفور البنفسجي)، بحيث يصبح الناتج الحاصل أكثر استقراراً ولا يشتعل تلقائياً عند التماس مع الهواء.<ref name=CRC>{{استشهاد بكتاب| مؤلف = Hammond, C. R. |عنوان = The Elements, in Handbook of Chemistry and Physics | مسار = https://archive.org/details/crchandbookofche0000unse_u9i8 |طبعة = 81st| ناشر =CRC press| تاريخ = 2000| isbn = 0-8493-0481-4}}</ref>

;الفوسفور البنفسجي
وهو شكل أكثر استقراراً للفوسفور من الشكلين الأبيض والأحمر، ويُستحصَل عليه من الفوسفور الأحمر بالتعرّض المطوّل للحرارة فوق الدرجة 550 °س.<ref>Grundlagen und Hauptgruppenelemente Band 1: Grundlagen und Hauptgruppenelemente. Walter de Gruyter GmbH & Co KG, 2016, ISBN 3-11-049585-6, S. 852</ref> يطلق على هذا الشكل أحياناً اسم «فوسفور هيتورف»، نسبةً إلى مكتشفه [[يوهان فيلهلم هيتورف]].<ref name=berger/>

;الفوسفور الأسود
يعدّ الفوسفور الأسود أكثر أشكال الفوسفور استقراراً من الناحية [[ديناميكا حرارية|الديناميكية الحرارية]]، وأقلّها تفاعليةً من الناحية الكيميائية، وله بنية تشبه بنية [[غرافيت|الغرافيت]].<ref name="Brown">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف = A. Brown|مؤلف2 = S. Runquist|صحيفة = Acta Crystallogr|المجلد = 19|تاريخ = 1965|صفحة = 684|doi = 10.1107/S0365110X65004140|عنوان = Refinement of the crystal structure of black phosphorus|العدد = 4}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف = Cartz, L.|مؤلف2 = Srinivasa, S.R.|مؤلف3 = Riedner, R.J.|مؤلف4 = Jorgensen, J.D.|مؤلف5 = Worlton, T.G.|صحيفة = Journal of Chemical Physics|تاريخ = 1979|المجلد = 71|صفحات = 1718–1721|doi = 10.1063/1.438523|عنوان = Effect of pressure on bonding in black phosphorus|bibcode = 1979JChPh..71.1718C|العدد = 4 }}</ref> يُستحصَل على هذا الشكل بتسخين الفوسفور الأبيض تحت ضغوط مرتفعة جدّاً؛<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Bridgman|الأول=P. W.|تاريخ=1914-07-01|صحيفة=Journal of the American Chemical Society|المجلد=36|العدد=7|صفحات=1344–1363|doi=10.1021/ja02184a002|issn=0002-7863|عنوان=Two New Modifications of Phosphorus}}</ref> كما يمكن أن يُستحصَل عليه بطرقٍ أقلّ مشقّةً من الناحية التقنية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف = Lange, Stefan|مؤلف2 = Schmidt, Peer|مؤلف3 = Nilges, Tom|last-author-amp = yes |صحيفة = Inorg. Chem.|تاريخ = 2007|المجلد = 46|العدد = 10|pmid = 17439206|doi = 10.1021/ic062192q|عنوان = Au3SnP7@Black Phosphorus: An Easy Access to Black Phosphorus|صفحات = 4028–35}}</ref><ref>Stefan Lange, Peer Schmidt, Tom Nilges: ''Au<sub>3</sub>SnP<sub>7</sub>@Black Phosphorus: An Easy Access to Black Phosphorus.'' In: ''Inorg. Chem.'' 46&nbsp;(10), 2007, S.&nbsp;4028–4035; [[doi:10.1021/ic062192q]].</ref><ref name="br">G. Brauer (Hrsg.): ''Handbook of Preparative Inorganic Chemistry.'' 2. Auflage. Vol. 1, Academic Press 1963, S.&nbsp;518–525.</ref>

يشبه الفوسفور الأسود إلى حدٍّ ما الغرافيت بشكله وببنيته وبخواصّه، حيث أنّه يوجد على شكل قشورٍ سوداء، وله بنية شبه مستوية، وهو [[موصلية (كهرباء)|موصل للكهرباء]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان= Synthesis of Carbon-Phosphorus Bonds|مؤلف=Robert Engel|ناشر=CRC Press, 2003|طبعة=2|isbn=0203998243|صفحة=11|تاريخ=2003-12-18}}</ref>
{| class="wikitable" style="text-align:center"
|+ خواص بعض متآصلات الفوسفور<ref name=HW85/><ref name=berger>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com/?id=Ty5Ymlg_Mh0C&pg=PA84|صفحة=84|عنوان=Semiconductor materials|مؤلف=Berger, L. I.|ناشر =CRC Press| تاريخ= 1996|
isbn=0-8493-8912-7| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200416103150/https://books.google.com/books?id=Ty5Ymlg_Mh0C&pg=PA84&hl=en | تاريخ أرشيف = 16 أبريل 2020 }}</ref>
!الشكل
!أبيض(α)
!أبيض(β)
!بنفسجي
!أسود
|-
!البنية البلورية
|[[نظام بلوري مكعب|نظام بلوري مكعّب مركزي الجسم]]
|[[نظام بلوري ثلاثي الميل]]
|[[نظام بلوري أحادي الميل]]
|[[نظام بلوري معيني قائم]]
|-
![[رمز بيرسون]]
|
|aP24
|mP84
|oS8
|-
![[زمرة فراغية]]
|I{{سطر فوقي|4}}3m
|P{{سطر فوقي|1}} No.2
|P2/c No.13
|Cmca No.64
|-
![[كثافة|الكثافة]] (غ/سم<sup>3</sup>)
|1.828
|1.88
|2.36
|2.69
|-
![[فجوة النطاق]] (إلكترون فولت)
|2.1
|
|1.5
|0.34
|-
![[معامل الانكسار|قرينة الانكسار]]
|1.8244
|
|2.6
|2.4
|}

=== الضيائية الكيميائية ===
لوحظ عند عزل الفوسفور الأبيض انبعاث وميضٍ أخضرٍ خافتٍ منه عندما يكون موضوعاً في إناء، ثم ما يلبث أن يتوقّف؛ وحاول [[روبرت بويل]] تفسير ذلك في ضوء المعارف المتداولة آنذاك. في القرن الثامن عشر وجد أنّ الفوسفور لا يصدر هذا الضياء بالمرّة في وسطٍ من [[أكسجين|الأكسجين]] النقي؛<ref>{{استشهاد بويب|مسار = https://www.nobelprize.org/chemistry/laureates/1956/press.html|عنوان = Nobel Prize in Chemistry 1956 – Presentation Speech by Professor A. Ölander (committee member)| تاريخ الوصول = 2009-05-05| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081007162213/http://nobelprize.org/chemistry/laureates/1956/press.html | تاريخ أرشيف = 7 أكتوبر 2008 }}</ref> إذ أنّ هذا الضياء يصدر ضمن مجالٍ محدّدٍ من [[ضغط جزئي|الضغط الجزئي]] للأكسجين؛ كما يحدث ضمن مجال معيّنٍ من درجات الحرارة.<ref>{{استشهاد بويب| مسار =http://www.lateralscience.co.uk/phos/index.html| عنوان =Phosphorus Topics page, at Lateral Science| تاريخ الوصول =2009-05-05| حالة المسار =dead| مسار أرشيف =https://web.archive.org/web/20090221031316/http://www.lateralscience.co.uk/phos/index.html| تاريخ أرشيف =2009-02-21}}</ref>

جرى تفسير هذه الظاهرة علمياً سنة 1974؛<ref name="shockinghistory" /><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1021/j100561a021|عنوان=The phosphorescence of phosphorus|صحيفة=The Journal of Physical Chemistry|المجلد=80|العدد=20|صفحات=2240|سنة=1976|الأخير1=Vanzee|الأول1=Richard J.|الأخير2=Khan|الأول2=Ahsan U.}}</ref> إذ يحدث التفاعل مع الأكسجين على سطح الفوسفور الصلب، حيث تتشكّل جزيئات قصيرة العمر من HPO و P<sub>2</sub>O<sub>2</sub>، والتي تكون مسؤولةً عن إصدار الضوء المرئي في العيّنة. هذا التفاعل بطيء، ويكفي فيه وجود عدد قليل من تلك [[مركب وسطي نشيط|المركّبات الوسطية النشيطة]] لإصدار هذه الظاهرة الضيائية.

منذ اكتشاف عنصر الفوسفور كان يطلق بشكلِ غير مضبوطِ على مادّة تصدر الضياء من غير حدوث اشتعالِ أنّها [[مادة فسفورية|مادّة فسفورية]] أو [[فسفورية|متفسفرة]]. ورغم أنّ تلك المصطلحات مشتقّة من لفظ الفوسفور، إلّا أنّه من المعروف حالياً أنّ الظاهرة المسؤولة عن ضياء الفوسفور هي [[ضيائية كيميائية|الضيائية الكيميائية]] (إصدارُ ضياءٍ نتيجةَ تفاعلٍ كيميائي داخلي) وليست [[فسفورية|الفسفورية]] (إعادةُ إصدارٍ الضوء نتيجةً لحدوث حالةٍ مثارةٍ للمادّة من مؤثّرٍ خارجي).<ref name=sommers />

== الخواص الكيميائية ==
[[ملف:Phosphorus-pentoxide-3D-balls.png|تصغير|يسار|تمثيل للبنية الفراغية لمركّبي P<sub>4</sub>O<sub>10</sub> و P<sub>4</sub>S<sub>10</sub>.]]
الفوسفور الأبيض هو أكثر أشكال الفوسفور [[تفاعلية|نشاطاً]] من الناحية الكيميائية؛ فهو ذو [[اشتعالية|قابلية مرتفعة للاشتعال]] وبشكلٍ [[تلقائية الاشتعال|تلقائي]] عند التماس مع الهواء، ولأبخرة الفوسفور الأبيض الناتجة عن احتراقه رائحة مميّزة تشبه رائحة الثوم؛ وغالباً ما تغطّى العيّنات منه بمركّب [[خماسي أكسيد الفوسفور]] أبيض اللون. عند حوالي الدرجة 50 °س يحترق بالكامل إلى [[خماسي أكسيد الفوسفور]] P<sub>4</sub>O<sub>10</sub>، لذلك تُحفَظ عيّنات الفوسفور الأبيض تحت الماء.

:<chem>P4 + 5O2 -> P4O10 </chem>

لمركّب خماسي أكسيد الفوسفور قابلية [[استرطاب]] مرتفعة، لذلك عند احتراق الفوسفور بالهواء الرطب تتشكّل أبخرة من [[حمض الفوسفوريك]]. لا يذوب الفوسفور الأبيض في الماء، لكنّه ينحلّ في [[ثنائي كبريتيد الكربون]]؛<ref name=Greenwood/> ويؤدّي تبخير محاليل الفوسفور الأبيض إلى الحصول على شكل [[سقلاتي (لون)|أحمر قانئ]].<ref name="berger" />

يتفاعل الفوسفور بشكلٍ عنيف [[تفاعل طارد للحرارة|وناشرٍ للحرارة]] مع [[هالوجين|الهالوجينات]] و[[فلز|الفلزّات]] النشيطة و[[كبريت|الكبريت]]، حيث تتشكّل [[هاليد|الهاليدات]] و[[فوسفيد|الفوسفيدات]] و[[كبريتيد|الكبريتيدات]] الموافقة، على الترتيب. بأثرٍ من [[محلول قلوي|المحاليل القلويّة]] المركّزة عند درجات حرارة مرتفعة يتحوّل الفوسفور إلى مركّبات [[فوسفانات|الفوسفانات]] المختلفة. للفوسفور [[ألفة كيميائية]] تجاه [[أكسجين|الأكسجين]]، بالتالي فله خواصّ [[مختزل]]ة، فهو قادرٌ على سبيل المثال عند اختزال ذرّة الكبريت عند تسخين [[حمض الكبريتيك]] مع الفوسفور إلى [[ثنائي أكسيد الكبريت]].

=== المركّبات الكيميائية ===
الفوسفور عنصرٌ نشيط كيميائياً، ويشكّل العديد من [[مركب كيميائي|المركّبات الكيميائية]] [[رابطة تساهمية|التساهمية]] مع [[لا فلز|اللافلزّات]]. كما يتفاعل مع الفلزّات لتشكيل [[فوسفيد|الفوسفيدات]] الموافقة. هناك عدّة [[حالة الأكسدة|حالات أكسدة]] مختلفة للفوسفور، وهي تقع بين -3 و +5؛ أمّا [[عدد تناسقي|العدد التناسقي]] للفوسفور فيقع بين 1 و 6، وغالباً ما يكون إمّا 3 أو 4. كان يعتقد في البداية أنّ الفوسفور الخماسي يُشرك [[مدار ذري|مدارات]] d في تشكيل الروابط الجزيئية، إلّا أنّ النَمْذَجة الحاسوبية وفق [[نظرية المدارات الجزيئية]] بَيّنت أنّ الترابط الكيميائي يتضمّن مدارات s و p فقط.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف = Kutzelnigg, W.|عنوان = Chemical Bonding in Higher Main Group Elements|مسار = http://web.uvic.ca/~chem421/ACIE_1984_Kutzelnigg_review.pdf| doi = 10.1002/anie.198402721| صحيفة = Angew. Chem. Int. Ed. Engl. |المجلد = 23|صفحات = 272–295|تاريخ = 1984|العدد = 4| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200416103206/http://web.uvic.ca/~chem421/ACIE_1984_Kutzelnigg_review.pdf | تاريخ أرشيف = 16 أبريل 2020 | تاريخ الوصول =  أغسطس 2020  |url-status=dead}}</ref> إنّ أكثر مركّبات الفوسفور انتشاراً هي مركّبات [[فوسفات|الفوسفات]] بسبب الحالة المستقرّة لها، ولذلك تدخل في تركيب [[معادن الفوسفات]] في القشرة الأرضية.

==== مع الهيدروجين ====
يطلق على مركّبات الفوسفور الثلاثي مع عنصر [[هيدروجين|الهيدروجين]] اسم [[فوسفانات|الفوسفانات]]؛ وأبسط هذه المركّبات هو [[فوسفين|الفوسفان]] PH<sub>3</sub> (والذي يعرف أيضاً باسمه الشائع {{ط|فوسفين}}) وكذلك [[ثنائي الفوسفان|ثنائي]] P<sub>2</sub>H<sub>4</sub> و[[ثلاثي الفوسفان]] P<sub>3</sub>H<sub>5</sub>.

يمكن لذرّات الهيدروجين في [[فوسفانات|الفوسفانات]] أن تستبدل بمجموعات عضوية، ليتمّ الحصول على [[مركب فوسفور عضوي|مركّب فوسفور عضوي]] كما هو الحال في مركّب [[ثلاثي فينيل الفوسفين]]؛ ويجب أن يكون الارتباط حينها مباشراً بين الفوسفور و[[كربون|الكربون]] برابطة P-C؛ إذ أنّ الترابط عبر ذرّات الأكسجين P-O-C يعطي مجموعة أخرى من المركّبات، والتي تدعى [[إستر الفوسفيت|إسترات الفوسفيت]] (أو الفوسفيتات العضوية).

==== مع الفلزّات ====
تتشكّل مجموعة من المركّبات تسمّى الفوسفيدات الحاوية على أنيون [[فوسفيد|الفوسفيد]] <sup>3−</sup>P عند تفاعل الفوسفور الأحمر مع بعض الفلزّات، خاصّةً النشيطة كيميائياً، مثل [[فلز قلوي|الفلزّات القلوية]] و[[فلز قلوي ترابي|الفلزّات القلوية الترابية]]. عند تفاعل الفوسفيدات مع الماء ([[تحلل مائي|تفاعل حلمهة]]) ينطلق غاز [[فوسفين|الفوسفين]]؛ كما هو الحال في مركّب [[فوسفيد الكالسيوم]] Ca<sub>3</sub>P<sub>2</sub>. تكون حالة أكسدة الفوسفور في الفوسفيدات -3.

هناك طيفٌ واسعٌ من الفوسفيدات ذات التطبيقات الصناعية،<ref name=Greenwood/> كما توجد فوسفيدات طبيعية غنيّة بالفلزّات، مثل معدن [[شرايبرسيت|الشرايبرسيت]] الموجود في بنية بعض النيازك.

==== الأكاسيد ====
يشكّل الفوسفور مع الأكسجين العديد من [[أكسيد|الأكاسيد]]، نظراً لإمكانية وجود الفوسفور بعدّة حالات أكسدة مختلفة، ويكون الترابط الكيميائي في تلك الأكاسيد بين الفوسفور والأكسجين إمّا على شكل [[رابطة أحادية]] أو [[رابطة ثنائية]] أو على شكل روابط جسرية P-O-P لها هيكل [[أدامانتان|الأدامانتان]]. من هذه الأكاسيد:
* [[ثلاثي أكسيد الفوسفور]] P<sub>4</sub>O<sub>6</sub> (أكسيد الفوسفور الثلاثي)، ويوجد على شكل مركّب أبيض طريّ، ذي سمّية مرتفعة ونشاط كيميائي كبير، وهو [[أكسدة واختزال|يتأكسد]] بسرعة إلى [[خماسي أكسيد الفوسفور]].
* [[رباعي أكسيد ثنائي الفوسفور]] P<sub>2</sub>O<sub>4</sub> وهو [[أكسيد مختلط]] للفوسفور في حالتي الأكسدة +3 و +4، ولذلك يسمّى أيضاً أكسيد الفوسفور الثلاثي والرباعي، ويُستحصَل عليه بالأكسدة الجزئية لثلاثي أكسيد الفوسفور في وسط عضوي من [[رباعي كلوريد الكربون]].
* [[خماسي أكسيد الفوسفور]] P<sub>4</sub>O<sub>10</sub> (أكسيد الفوسفور الخماسي)، وهو أكثر أكاسيد الفوسفور انتشاراً وشهرةً، ويتميّز بخواصّه [[استرطاب|الاسترطابية]] المرتفعة، لذلك يصلح استخدامه ضمن [[مجفف (مادة)|المواد المجفّفة]]. يمكن اعتبار P<sub>4</sub>O<sub>10</sub> من الناحية الكيميائية أنه [[أنهيدريد حمض|أنهيدريد]] (بلا ماء) [[حمض الفوسفوريك]].

==== الأحماض الأكسجينية ====
يشكّل الفوسفور العديد من [[حمض أكسجيني|الأحماض الأكسجينية]] ذات الأهمّيّة التطبيقية. ما يميّز تلك الأحماض هو التفاوت في بنيتها وفي حالات أكسدة الفوسفور فيها، وفي عدد [[بروتون|البروتونات]] فيها والتي تحدد الوظيفة الحمضية، إذ يمكن للبعض منها أن تحوي ذرّات هيدروجين غير قابلة للتأيّن، أي أنها غير قادرة على تشكيل بروتونات.<ref name=Greenwood/> كما يمكن التمييز بين أحماض الفوسفور الأكسجينية حسب عدد ذرّات الفوسفور فيها بين الأحادية والثنائية والمتعدّدة.

{| class="wikitable"
! class="hintergrundfarbe6"| حالة أكسدة الفوسفور
! class="hintergrundfarbe6"| البنية الجزيئية
! class="hintergrundfarbe6"| اسم الحمض
! class="hintergrundfarbe6"| عدد البروتونات الأعظمي
! class="hintergrundfarbe6"| اسم الملح الموافق
|-
| colspan="5" align="center" class="hintergrundfarbe8" | '''أحماض الفوسفور الأحادية'''
|-
| +I
| [[ملف:Phosphinsäure - Hypophosphorous acid.svg|70px|مركز]]
| [[حمض الهيبوفوسفوروز]]
| 1
| هيبوفوسفيت / <br /> [[فوسفينات]] (مشتقّات عضوية)
|-
| +III
| [[ملف:Phosphonsäure - Phosphorous acid.svg|70px|مركز]]
| [[حمض الفوسفوروز]]
| 2
| [[فوسفيت]] / <br />[[فوسفونات]] (مشتقّات عضوية)
|-
| +V
| [[ملف:Phosphorsäure - Phosphoric acid.svg|80px|مركز]]
| [[حمض الفوسفوريك]]
| 3
| [[فوسفات]] <br /> [[فوسفات عضوي]] (مشتقّات عضوية)
|-
| +V
| [[ملف:Peroxophosphorsäure - Peroxophosphoric acid.svg|110px|مركز]]
| [[حمض بيروكسي أحادي الفوسفوريك]]
| 3
| بيروكسي أحادي فوسفات
|-
| colspan="5" align="center" class="hintergrundfarbe8" | '''أحماض الفوسفور الثنائية'''
|-
| +II
| [[ملف:Hypodiphosphonsäure - Hypodiphosphorous acid.svg|90px|مركز]]
| حمض هيبو ثنائي الفوسفوروز
| 2
| هيبو ثنائي فوسفيت
|-
| +III
| [[ملف:Diphosphonsäure - Diphosphorous acid.svg|110px|مركز]]
| حمض ثنائي الفوسفوروز
| 2
| ثنائي فوسفيت
|-
| +IV
| [[ملف:Hypodiphosphorsäure - Hypodiphosphoric acid.svg|110px|مركز]]
| [[حمض الهيبوفوسفوريك]] <br />(حمض هيبو ثنائي الفوسفوريك)
| 4
| هيبوفوسفات <br /> (هيبو ثنائي فوسفات)
|-
| +V
| [[ملف:Diphosphorsäure - Diphosphoric acid.svg|130px|مركز]]
| [[حمض البيروفوسفوريك]] <br /> (حمض ثنائي الفوسفوريك)
| 4
| [[بيروفوسفات]] <br /> (ثنائي فوسفات)
|-
| +V
| [[ملف:Peroxodiphosphorsäure - Peroxodiphosphoric acid.svg|150px|مركز]]
| [[حمض بيروكسي ثنائي الفوسفوريك]]
| 4
| بيروكسي ثنائي فوسفات
|-
| colspan="5" align="center" class="hintergrundfarbe8" | '''أحماض الفوسفور المتعدّدة'''
|-
| +V
| [[ملف:Triphosphorsäure.svg|130px|مركز]]
| [[حمض ثلاثي الفوسفوريك]]
| 5
| ثلاثي فوسفات
|-
| +V
| [[ملف:Trimetaphosphat.svg|110px|مركز]]
| [[متعدد الفوسفات|أحماض ميتا الفوسفوريك]]
| (n (n=3,4,6
| ميتافوسفات
|-
| +V
| [[ملف:Polyphosphoric acid.svg|130px|مركز]]
| [[متعدد الفوسفات|أحماض متعدد الفوسفوريك]] <br />(بولي فوسفوريك)
| (n+2 (n=1-6
| متعدد فوسفات <br /> (بولي فوسفات)
|}

لأملاح الأحماض الأكسجينية تطبيقات مهمّة وهي واسعة الانتشار، وأشهرها [[فوسفات|الفوسفات]]، وهي [[حمض مرافق|القاعدة المرافقة]] لحمض الفوسفوريك. لهذا الأنيون بنية على شكل رباعي سطوح <sup>3−</sup>PO<sub>4</sub>.<ref>D. E. C. Corbridge "Phosphorus: An Outline of its Chemistry, Biochemistry, and Technology" 5th Edition Elsevier: Amsterdam 1995. {{ردمك|0-444-89307-5}}.</ref> تميل الفوسفات إلى تشكيل حلقات وسلاسل حاوية على جسور أكسجينية على الشكل P-O-P، كما هو الحال في [[حمض ثلاثي الفوسفوريك]] وملح [[ثلاثي فوسفات الصوديوم]] Na<sub>5</sub>P<sub>3</sub>O<sub>10</sub>. يمكن الحصول على [[مشتق (كيمياء)|مشتقّات]] [[كبريت]]ية لأحماض الفوسفور الأكسجينية، مثل [[حمض الثيوفوسفوريك]]، وتسمّى [[ملح (كيمياء)|أملاحه]] {{ط|ثيوفوسفات}}.

==== الهاليدات ====
[[ملف:Phosphorus pentachloride ampoule.jpg|تصغير|150 بك|[[خماسي كلوريد الفوسفور]]]]
يستطيع الفوسفور تشكيل العديد من [[هاليد|الهاليدات]] المختلفة حسب حالة الأكسدة، وذلك من الأنماط P<sub>2</sub>X<sub>4</sub> أو PX<sub>3</sub> أو PX<sub>5</sub>. بالنسبة لهاليدات الفوسفور تكون مركّبات [[فلوريد|الفلوريد]] غازية، أمّا [[كلوريد|الكلوريد]] فهي سائلة أو صلبة، في حين تكون مركّبات [[بروميد|البروميد]] و[[يوديد|اليوديد]] صلبة. تتميّز هاليدات الفوسفور أنها سامّة، وهي حسّاسة [[تحلل مائي|للحلمهة]] وينبغي عند تخزينها حمايتها من الرطوبة الجوية. يكون لهاليدات الفوسفور الخماسي [[بنية جزيئية هرمية مزدوجة ثلاثية]]، خاصّة في الشكل المصهور أو في الحالة الغازية؛<ref name=Greenwood/> وهي تصنّف كيميائياً ضمن [[أحماض وقواعد لويس|أحماض لويس]].

من الهاليدات المعروفة للفوسفور على اختلاف أشكالها كلّ من الفلوريدات ([[رباعي فلوريد ثنائي الفوسفور|الثنائية]] P<sub>2</sub>F<sub>4</sub> و[[ثلاثي فلوريد الفوسفور|الثلاثية]] PF<sub>3</sub> و[[خماسي فلوريد الفوسفور|الخماسية]] PF<sub>5</sub>) والكلوريدات ([[رباعي كلوريد ثنائي الفوسفور|الثنائية]] P<sub>2</sub>Cl<sub>4</sub> و[[ثلاثي كلوريد الفوسفور|الثلاثية]] PCl<sub>3</sub> و[[خماسي كلوريد الفوسفور|الخماسية]] PCl<sub>5</sub>) والبروميدات (الثنائية P<sub>2</sub>Br<sub>4</sub> و[[ثلاثي بروميد الفوسفور|الثلاثية]] PBr<sub>3</sub> و[[خماسي بروميد الفوسفور|الخماسية]] PBr<sub>5</sub>) واليوديدات ([[رباعي يوديد ثنائي الفوسفور|الثنائية]] P<sub>2</sub>I<sub>4</sub> و[[ثلاثي يوديد الفوسفور|الثلاثية]] PI<sub>3</sub>؛ في حين أنّ {{ط|خماسي يوديد الفوسفور}} PI<sub>5</sub> مختلَفٌ على وجوده.<ref name=Greenwood/> )

كما توجد هاليدات مختلطة للفوسفور مع الأكسجين من النمط POX<sub>3</sub>، والتي تسمّى هاليدات الفوسفوريل (مثل [[فلوريد الفوسفوريل|فلوريد]] POF<sub>3</sub> و[[كلوريد الفوسفوريل|كلوريد]] POCl<sub>3</sub> و[[بروميد الفوسفوريل]] POBr<sub>3</sub> بالإضافة إلى كلوريد ثنائي فلوريد الفوسفوريل POF<sub>2</sub>Cl)؛ ومع الكبريت من النمط PSX<sub>3</sub>، والتي تسمى هاليدات الثيوفوسفوريل (مثل [[فلوريد الثيوفوسفوريل|فلوريد]] PSF<sub>3</sub> و[[كلوريد الثيوفوسفوريل]] PSCl<sub>3</sub> بالإضافة إلى كلوريد ثنائي فلوريد الثيوفوسفوريل PSClF<sub>2</sub>).

كانت هاليدات الفوسفور من أُولى هاليدات اللافلزات التي أجريت دراسات عليها، وذلك منذ القرن التاسع عشر، على يدِ باحثِين من أمثال [[لوي جوزيف غي ـ لوساك|لوي جوزيف غي لوساك]] و[[همفري ديفي]] و[[بيير لوي دولون]].

==== مركبات لاعضوية أخرى ====
يشكّل الفوسفور مع الكبريت سلسلةً من [[كبريتيد|الكبريتيدات]] التي تعتمد في بنيتها على وجود رباعي سطوح من P<sub>4</sub> تتوضّع فيه ذرّات الكبريت بشكلٍ موزَّع على الرؤوس أو بين الأضلاع. تتبع هذه الكبريتيدات الصيغة العامة (P<sub>4</sub>S<sub>x</sub> (x = 3–10، ويمكن استحصالها من تسخين الفوسفور الأحمر مع الكبريت بنسبٍ مختلفة. من الأمثلة عليها كلّ من [[خماسي كبريتيد الفوسفور]] P<sub>4</sub>S<sub>10</sub> وهو أشهرها، والذي له بنية مماثلة لبنية خماسي أكسيد الفوسفور P<sub>4</sub>O<sub>10</sub>؛<ref>Heal, H. G. "The Inorganic Heterocyclic Chemistry of Sulfur, Nitrogen, and Phosphorus" Academic Press: London; 1980. {{ردمك|0-12-335680-6}}.</ref> بالإضافة إلى [[ثلاثي كبريتيد رباعي الفوسفور]] P<sub>4</sub>S<sub>3</sub>. كما توجد أيضاً سلسلة من [[سيلينيد الفوسفور|السيلينيدات]] المعروفة للفوسفور.

أمّا مع النتروجين فيشكّل الفوسفور مركّب [[خماسي نتريد ثلاثي الفوسفور]] P<sub>3</sub>N<sub>5</sub>، والذي يعطي عند تفكّكه الحراري فوق الدرجة 800 °س مركّب [[أحادي نتريد الفوسفور]] PN. يدخل الفوسفور في تركيب [[نتريد]]ات مختلطة مع الهالوجينات، والتي تدخل في بنية شبكية لتشكّل ما يسمّى [[متعدد الفوسفازين|متعدّدات الفوسفازين]] (بولي فوسفازين). فعلى سبيل المثال، يستحصل على سلسلة من المركّبات ذات الصيغة PNCl<sub>2</sub>)<sub>n</sub>)، مثل المركب [[سداسي كلورو الفوسفازين]]، من معالجة خماسي كلوريد الفوسفور مع [[كلوريد الأمونيوم]]. من الممكن إدخال مجموعات [[ألكوكسيد]] بدلاً من ذرّات الكلور في هذه المركّبات، ممّا قد يفتح المجال للحصول على طائفة جديدة من البوليميرات ذات الخواص المميّزة.<ref>Mark, J. E.; Allcock, H. R.; West, R. "Inorganic Polymers" Prentice Hall, Englewood, NJ: 1992. {{ردمك|0-13-465881-7}}.</ref>

[[ملف:DNA_chemical_structure_ar.svg|تصغير|يدخل الفوسفور في تركيب [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين]] DNA (ذرّات الفوسفور معلَّمة بالأصفر).]]

==== مركبات الفوسفور العضوية ====
يتمّ التمييز في [[مركب فوسفور عضوي|مركّبات الفوسفور العضوية]] بين المركّبات التي تحوي [[رابطة كيميائية]] بين ذرّات الفوسفور و[[كربون|الكربون]] وبين التي لا تحويها. يندرج ضمن الصنف الأول عددٌ من المركّبات مثل مشتقّات [[فوسفانات|الفوسفانات]] العضوية والفوسفينوكسيدات R<sub>3</sub>PO وكذلك ألكيلات [[حمض الهيبوفوسفوروز]] (R<sub>2</sub>PO(OH وألكيلات [[حمض الفوسفوروز]] R-PO(OH)<sub>2</sub>، بالإضافة إلى أملاح [[فوسفونيوم|الفوسفونيوم]] المختلفة؛ أمّا الصنف الثاني فهو [[إستر]]ات أحماض الهيبوفوسفوروز ([[فوسفينات|الفوسفينات]]) والفوسفوروز ([[فوسفونات|الفوسفونات]]). من الأمثلة على مركّبات الفوسفور العضوية كل من مشتقّات الفوسفين مثل [[ثلاثي ميثيل الفوسفين]] و[[ثلاثي فينيل الفوسفين]] و[[ثنائي كلورو فينيل الفوسفين]]؛ وكذلك المركّبات الحلقية غير المتجانسة مثل [[فوسفول|الفوسفول]] و[[فوسفورين|الفوسفورين]]؛ وكذلك مركّبات [[ثلاثي فينيل الفوسفيت]] و[[ثلاثي فينيل الفوسفات]]، بالإضافة إلى [[إيليد|الإيليدات]] الفوسفوريلية التي لها دورٌ مهمّ في تفاعلات عضوية عدّة منها [[تفاعل فيتيغ]].

تعدّ مركّبات [[فوسفات عضوي|الفوسفات العضوية]] ذاتَ أهمّيّة في [[كيمياء حيوية|الكيمياء الحيوية]]؛ إذ توجد هذه المركّبات في العديد من المركّبات الكيميائية الحيوية الضرورية للحياة بما فيها [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين]] (DNA) و[[حمض نووي ريبوزي|الحمض النووي الريبوزي]] (RNA)، بالإضافة إلى [[عامل مرافق (كيمياء حيوية)|العوامل المرافقة]] (أو المتمّمة)، والتي لها دورٌ أساسي في استمرار الحياة. من الأمثلة المهمّة الأخرى كلّ من فوسفات الأدينوسين [[أدينوسين أحادي الفوسفات|الأحادية]] (AMP) و[[أدينوسين ثنائي الفوسفات|الثنائية]] (ADP) و[[أدينوسين ثلاثي الفوسفات|الثلاثية]] (ATP)؛ وكذلك فوسفات الغوانوسين [[غوانوسين أحادي الفوسفات|الأحادية]] (GMP) و[[ثنائي فوسفات الغوانوزين|الثنائية]] (GDP) و[[ثلاثي فوسفات الغوانوزين|الثلاثية]] (GTP)؛ بالإضافة إلى [[دهن فسفوري|الدهون الفوسفورية]] (فوسفورليبيدات).

=== التحليل الكيميائي ===
==== مطيافياُ ====
يمكن تحليل الفوسفور [[مطيافية|مطيافياً]] باستخدام نوع خاصّ من [[مطيافية الرنين المغناطيسي النووي]] (<sup>31</sup>P-NMR)، والتي تعتمد على النظير [[نظائر الفسفور|فوسفور-31]]، نظراً لكونه النظير الوحيد المستقرّ للفوسفور والمتوفّر طبيعياً، كما أن له [[لف مغزلي]] مقداره 1/2. بالمقارنة مع مطيافية الرنين المغناطيسي النووي للبروتون <sup>1</sup>H-NMR فإنّ الحساسية النسبية تبلغ مقدار 6.6%؛ أمّا مجال الرنين فيصل إلى حوالي 700 جزء في المليون (ppm)؛ كما يمكن أن يستخدم [[حمض الفوسفوريك]] بتركيز 85% مادّةً معيارية قياسية.

يسهل نظرياُ تحليل وتقييم الأطياف وفق هذه الطريقة التحليلية، خاصّةً عند فكّ الازدواج مع الهيدروجين، ممّا يؤدّي إلى الحصول على إشارات ذات استبانة طيفية جيدة. لكن على العموم تستخدم هذه التقنية لتعيين بنية مركّبات معروفة البنية؛ إذ أنّ إجراء القياسات على مركّبات مجهولة يترافق بصعوبات، خاصّةً مع ندرة وجود مجال طيفي معيّن لنوع محدّد من الارتباط.

==== تفاعلات الكشف ====
[[ملف:Phosphatnachweis.jpg|تصغير|يمين|175 بك|تفاعل موليبدات الأمونيوم مع أيونات الفوسفات في وسط من حمض الكبريت (يسار)، يؤدّي إضافة حمض الأسكوربيك إلى مزيج التفاعل إلى الحصول على أزرق الموليبدنوم]]
يجري الكشف عن الفوسفور [[تحليل نوعي|نوعاً]] و[[تحليل كمي (كيمياء)|كمّياً]] بوسائل تقليدية عبر تحليل أنيون [[فوسفات|الفوسفات]] <sup>3−</sup>PO<sub>4</sub>.

يمكن الكشف عن أيونات الفوسفات باستخدام [[موليبدات الصوديوم]] في وسطٍ من [[حمض الكبريتيك]]، حيث يُستحصَل أوّلاً على محلول أصفر اللون من {{ط|موليبدوفوسفات الصوديوم}}، والذي يتحوّل عند إضافة محلول من [[حمض الأسكوربيك]] على الساخن إلى الحصول على مركب «أزرق الموليبدنوم». يمكن استخدام [[موليبدات أمونيوم|موليبدات الأمونيوم]] أيضاً لهذا الغرض؛ حيث أنّ أنيون الموليبدات هو المسؤول عن التفاعل، حيث يخضع أوّلاً في الوسط المائي إلى تفاعل توازن داخلي:

:<chem>Mo7O24^6- + 12 H2O <=> 7MoO4^2- + 8 H3O+</chem>

بحيث يكون التفاعل مع أنيون الفوسفات على الشكل:

:<chem>PO4^3- + 12MoO4^2- + 24H3O+ + 3NH4+ <=> (NH4)3[P(Mo3O10)4] + 36 H2O </chem>

أمّا عند الوسط [[قاعدة (كيمياء)|القاعدي]] من [[أمونيا|الأمونيا]] فتحدث عملية ترسيب للفوسفات بوجود أيونات المغنسيوم على شكل [[ملح مزدوج]] من {{ط|فوسفات الأمونيوم والمغنسيوم}}:

:<chem>PO4^3- {}_{(aq)} + Mg^2+ {}_{(aq)} + NH4+{}_{(aq)} + OH- {}_{(aq)} -> MgNH4PO4 v {}_{(s)} + OH- {}_{(aq)}
</chem>

يمكن استخدام تفاعل الكشف لإجراء [[تحليل وزني]] للفوسفات، ومنه تحديد نسبة الفوسفور بإجراء الحسابات التناسبية. كما يمكن إجراء [[معايرة (كيمياء)|معايرة]] حجمية للفوسفات بالترسيب بأيونات [[لانثانوم|اللانثانوم]] <sup>3+</sup>La أو [[محلول قياسي|بمحلول قياسي]] من [[بزموت|البزموت]] <sup>3+</sup>Bi؛ ثم بالمعايرة الرجعية باستخدام [[ثنائي أمين الإيثيلين رباعي حمض الأسيتيك]] (EDTA).

== الدور الحيوي ==
ينحصر الدور الحيوي للفوسفور في الجسم على شكل فوسفات لاعضوي، إذ أنّ أغلب مركّبات الفوسفور العضوية هي مركّبات سامّة. يدخل الفوسفور بشكله اللاعضوي على هيئة أيون [[فوسفات]] <sup>3−</sup>PO<sub>4</sub> في العديد من أشكال أنواع الحياة المعروفة؛<ref>Ruttenberg, K.C. [https://www.libraryindex.com/pages/3375/Phosphorus-Cycle.html Phosphorus Cycle – Terrestrial Phosphorus Cycle, Transport of Phosphorus], from ''Continents to the Ocean, The Marine Phosphorus Cycle''. ([https://archive.today/20110713204340/http://www.libraryindex.com/pages/3375/Phosphorus-Cycle.html archived link]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111003150530/http://www.libraryindex.com/pages/3375/Phosphorus-Cycle.html |date=3 أكتوبر 2011}}</ref> وقد يرمز أحياناً للفوسفات اللاعضوي بالرمز ("Pi") في سياق [[كيمياء حيوية|الحيوية الحيوية]].<ref>Lipmann D. (1944) [https://www.jbc.org/article/S0021-9258(18)43172-9/fulltext "Enzymatic Synthesis of Acetyl Phosphate"] ''J Biol Chem''. '''155''', 55-70. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200119150131/http://www.jbc.org/content/155/1/55.short |date=19 يناير 2020}}</ref> يلعب الفوسفات دوراً محورياً في هيكل جزيئات [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين]] (DNA) و[[حمض نووي ريبوزي|الحمض النووي الريبوزي]] (RNA) الأساسية لعملية التكاثر وصنع البروتينات؛ وكذلك يدخل الفوسفات في تركيب [[أدينوسين ثلاثي الفوسفات]] (ATP)، الضروري لعمليّات نقل الطاقة الخلوية وكذلك من أجل عمليات [[فسفرة|الفسفرة]] الخلوية المهمّة داخل الخلايا. بالإضافة إلى ذلك، يدخل الفوسفور في تركيب [[دهن فسفوري|الدهون الفوسفورية]] وهي مكوّنات مهمّة [[غشاء خلوي|للأغشية الخلوية]]. تُشتَقّ الدهون الفوسفورية من [[غليسرول|الغليسرول]]، حيث تحل مجموعتا [[إستر]] من [[حمض دهني|الأحماض الدهنية]] مكان [[مجموعة هيدروكسيل|مجموعتي هيدروكسيل]] فيه، في حين أنّ الثالثة تحلّ محلّها مجموعة فوسفات مرتبطة [[كحول|بكحول]] آخر.<ref>Nelson, D. L.; Cox, M. M. "Lehninger, Principles of Biochemistry" 3rd Ed. Worth Publishing: New York, 2000. {{ردمك|1-57259-153-6}}.</ref> من جهة أخرى، فإنّ لأملاح [[فوسفات الكالسيوم]] دوراً في المساعدة بتقوية وتدعيم [[ميناء سني|مينا الأسنان]] و[[عظم|العظام]].<ref name=Greenwood/>

يحوي جسم إنسان بالغ وسطياً من الفوسفور ما مقداره 700 غرام؛ يكون حوالي 85–90% منه وزناً في العظام والأسنان على شكل [[أباتيت]]؛ أمّا الباقي فهو موجود في الأنسجة الطريّة والسوائل خارج الخلايا. تكون نسبة الفوسفور حوالي 0.5% وزناً عند الرضّع والأطفال، وتزداد لتصل إلى ما بين 0.65–1.1% وزناً عند البالغين. إنّ متوسط نسبة تركيز الفوسفور في الدم حوالي 0.4 غ/ل، وحوالي 70% منه على شكل عضوي في حين أنّ النسبة المتبقية من 30% هي فوسفات لاعضوي.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com/?id=ba_5OSsyS4YC&pg=PA171|صفحة=171|عنوان=Nutrition for the Middle Aged and Elderly|مؤلف= Bernhardt, Nancy E.|مؤلف2= Kasko, Artur M.|ناشر=Nova Publishers|تاريخ=2008|isbn=978-1-60456-146-3| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200416103144/https://books.google.com/books?id=ba_5OSsyS4YC&pg=PA171&hl=en | تاريخ أرشيف = 16 أبريل 2020 }}</ref> يستهلك ويطرح إنسان بالغ عند تناوله لوجبة غذائية صحّية حوالي 1-3 غرام من الفوسفور يومياً، حيث يكون الداخل منه على شكل فوسفات لاعضوي وجزيئات حيوية حاوية على الفوسفور مثل الأحماض النووية والدهون الفوسفورية، في حين أنّ المطروح يكون تقريباً بشكل حصري على هيئة أيونات الفوسفات.

توصف حركة الفوسفور خلال الغلاف الصخري والغلاف المائي والغلاف الحيوي بواسطة [[دورة الفوسفور]]، وهي [[دورة حيوية جيولوجية كيميائية]]. كما يعدّ الفوسفور [[عامل محدد|عاملاً محدّداً]] في [[نظام بيئي|الأنظمة البيئية]]، إذ أنّ ندرته في الوسط تحدّ من معدّل نموّ الكائنات فيه؛ لذلك يكثر مثلاً استخدام [[سماد|الأسمدة]] الغنيّة بالفوسفات في الزراعة؛<ref>Lincoln Taiz, Eduardo Zeiger: ''Physiologie der Pflanzen.'' Spektrum, Akad. Verlag, Heidelberg/ Berlin 1998, ISBN 3-8274-0537-8.</ref> بالمقابل فإنّ زيادته عن المعدّلات الطبيعية، وخاصّةً في الأوساط المائية، يخلّ بالتوازن الطبيعي، إذ يمكن أن تؤدّي حالة من [[فرط المغذيات]] إلى فرط [[انتشار الطحالب|نمو وانتشار الطحالب]].<ref name=MJ/> تحوي الكتلة الجافة من النباتات ما مقداره 0.2% وسطياً من الفوسفور؛ وهو يعدّ ذا دورٍ حيويٍ مهمّ بالنسبة للنباتات، فهو من [[عنصر معدني (تغذية)|العناصر الغذائية]] الضرورية لنموّها، وهو أمرٌ يُدرَس في [[علم تأثير التربة]] من أجل معرفة الكمّيّة الضرورية حسب نوع النبات. عند نقص تركيز الفوسفات في نطاق 1-2 ملم في منطقة [[غلاف جذوري|الغلاف الجذوري]] للنباتات، فإنّ ذلك يترافق مع زيادة في نمو [[جذر|الجذور]].<ref>K. Mengel: ''Ernährung und Stoffwechsel der Pflanze.'' Gustav Fischer Verlag, Jena 1991, S.&nbsp;324–334.</ref>

=== نقص الفوسفور ===
يمكن أن تحدث متلازمة نقص الفوسفور عند الإنسان طبّياً إمّا بسبب [[سوء التغذية]]، أو حدوث حالة فشل في امتصاص الفوسفات، أو بسبب متلازمات [[أيض|استقلابية]] تؤدّي إلى سحب الفوسفات من الدم (مثل حدوث [[متلازمة إعادة التغذية]] بعد حالة من سوء التغذية<ref name=pmid18583681>{{استشهاد بدورية محكمة|عدة مؤلفين=Mehanna HM, Moledina J, Travis J |عنوان=Refeeding syndrome: what it is, and how to prevent and treat it |صحيفة=BMJ |المجلد=336 |العدد=7659 |صفحات=1495–8 |تاريخ=يونيو 2008 |pmid=18583681 |pmc=2440847 |doi=10.1136/bmj.a301 }}</ref>)، أو بسبب طرح كمّيات كبيرة منه في البول. ما يميّز نقص الفوسفور هو ظهور أعراض [[نقص فوسفات الدم]]، وهي حالة تتّسم بانخفاض نسبة الفوسفات المنحلّة في بلازما الدمّ وداخل الخلايا. من أعراض نقص فوسفات الدم حدوث خلل وظيفي عصبي واضطرابات في خلايا الدم والعضلات بسبب نقص أدينوسين ثلاثي الفوسفات ATP. من جهةٍ أخرى، فإنّ زيادة نسبة الفوسفات في الدمّ تؤدّي إلى [[إسهال|الإسهال]] و[[تكلس|تكلّس]] الأعضاء والأنسجة الطرية، ويمكن أن يتداخل في مقدرة الجسم على استخدام أيونات الحديد والكالسيوم والمغنسيوم والزنك.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Anderson |الأول=John J. B. |تاريخ=1996 |عنوان=Calcium, Phosphorus and Human Bone Development |صحيفة=Journal of Nutrition |المجلد=126 |العدد=4 Suppl |صفحات=1153S–1158S|pmid=8642449|doi=10.1093/jn/126.suppl_4.1153S }}</ref>

=== التغذية ===
قامت [[الأكاديمية الوطنية للطب (الولايات المتحدة الأمريكية)|الأكاديمية الوطنية للطبّ]] في الولايات المتّحدة الأمريكية بنشر [[كمية غذائية مرجعية|معدّل الحاجة التقريبي والكمّيات الغذائية المسموحة والموصى بها ومعدّل الحاجة التقريبي]] من الفوسفور سنة 1997.<ref name="DRItext">{{استشهاد بكتاب| الأخير1 = Institute of Medicine | عنوان = Dietary Reference Intakes for Calcium, Phosphorus, Magnesium, Vitamin D, and Fluoride | الفصل = Phosphorus | ناشر = The National Academies Press | سنة = 1997 | مكان = Washington, DC | صفحات = 146–189 | مسار الفصل = https://www.nap.edu/read/5776/chapter/7| doi = 10.17226/5776 | pmid = 23115811 | isbn = 978-0-309-06403-3 | مسار = https://www.semanticscholar.org/paper/Intakes-for-Calcium-%2C-Phosphorus-%2C-Magnesium-%2C-D-%2C/6d9acb0f1abe6a69b1f1027a99843f29a60fd24b | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200416103137/https://www.semanticscholar.org/paper/Intakes-for-Calcium-%2C-Phosphorus-%2C-Magnesium-%2C-D-%2C/6d9acb0f1abe6a69b1f1027a99843f29a60fd24b | تاريخ أرشيف = 16 أبريل 2020 }}</ref> يصل معدّل الحاجة التقريبي من الفوسفور للبالغين من فوق عمر 19 إلى حوالي 580 مغ/اليوم؛ أمّا الكمّية الغذائية المرجعية فهي حوالي 700 مغ/اليوم، وهي تشمل الحوامل والمرضعات. بالنسبة للأعمار ما بين 1-18 سنة فإنّ الكمّية المرجعية تزيد مع تقدم العمر من 460 إلى 1250 مغ/اليوم. أمّا [[كمية غذائية مرجعية|المستوى الأقصى المقبول]] من الفوسفور وفق تلك التوصيات فهو 4000 مغ/اليوم.<ref name="DRItext"/> أمّا [[الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية]] فحدّدت نسبة الكمّية المقبولة من الفوسفور بشكلٍ مقاربٍ للتوصيات الأمريكية، حيث أنّ كلاهما يوصي بكمّيات أكبر لليافعين بالمقارنة مع البالغين.<ref>{{استشهاد بويب| عنوان = Overview on Dietary Reference Values for the EU population as derived by the EFSA Panel on Dietetic Products, Nutrition and Allergies| سنة = 2017| مسار = https://www.efsa.europa.eu/sites/default/files/assets/DRV_Summary_tables_jan_17.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200107010332/https://www.efsa.europa.eu/sites/default/files/assets/DRV_Summary_tables_jan_17.pdf | تاريخ أرشيف = 7 يناير 2020 }}</ref> كما حدّدَت الكمّيّات القصوى في مراجعة أخرى.<ref>{{استشهاد| عنوان = Tolerable Upper Intake Levels For Vitamins And Minerals| ناشر = European Food Safety Authority| سنة = 2006| مسار = https://www.efsa.europa.eu/sites/default/files/efsa_rep/blobserver_assets/ndatolerableuil.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200107010308/http://www.efsa.europa.eu/sites/default/files/efsa_rep/blobserver_assets/ndatolerableuil.pdf | تاريخ أرشيف = 7 يناير 2020 }}</ref>

يترافق وجود الفوسفور عادةً في الوجبات الغذائية الحاوية على نسبةٍ مرتفعة من [[بروتين|البروتين]]، مثل [[حليب|الحليب]] و[[لحم|اللحم]]، وكذلك البروتينات من مصادر نباتية مثل البقوليات والصويا. على العموم، فإنّ الوجبة الغذائية الحاوية على كمّيّاتٍ كافيةٍ من البروتين والكالسيوم فهي على الأغلب غنيّة بالفوسفور أيضاً.<ref>[https://medlineplus.gov/ency/article/002424.htm Phosphorus in diet: MedlinePlus Medical Encyclopedia]. Nlm.nih.gov (2011-11-07). Retrieved on 2011-11-19. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160705124048/https://www.nlm.nih.gov/medlineplus/ency/article/002424.htm |date=5 يوليو 2016}}</ref>

== الاستخدامات ==
يندر استخدام الفوسفور العنصري بشكل مباشر في الحياة اليومية؛ إذ إنّ التطبيقات المفيدة له هي لمركّباته الكيميائية، والمستخدمة بشكل واسع في الصناعة، مثل صناعة الأسمدة والمبيدات والمنظّفات وغيرها. يُحوَّل أغلب الفوسفور الأبيض المنتَج إلى [[خماسي أكسيد الفوسفور]]، والذي بدوره يُحوَّل إلى [[حمض الفوسفوريك]]، الذي يعدّ مادة أساسية لتحضير مركّبات الفوسفات المختلفة.

{|class="wikitable"
|-
!مركبات واسعة الانتشار!!الاستخدام
|-
|[[فوسفات أحادي الكالسيوم|Ca(H<sub>2</sub>PO<sub>4</sub>)<sub>2</sub>·H<sub>2</sub>O]]||صناعة الأسمدة ومسحوق الخَبْز
|-
|[[فوسفات ثنائي الكالسيوم|CaHPO<sub>4</sub>·2H<sub>2</sub>O]]||مضاف غذائي وصناعة مساحيق الأسنان
|-
|[[حمض الفوسفوريك|H<sub>3</sub>PO<sub>4</sub>]]||صناعة الأسمدة الفوسفاتية
|-
|[[ثلاثي كلوريد الفوسفور|PCl<sub>3</sub>]]||تحضير المبيدات ومركّبات الفوسفور العضوية
|-
|[[كلوريد الفوسفوريل|POCl<sub>3</sub>]]||صناعة الملدّنات
|-
|[[خماسي كبريتيد الفوسفور|P<sub>4</sub>S<sub>10</sub>]]||صناعة المبيدات
|-
|[[ثلاثي فوسفات الصوديوم|Na<sub>5</sub>P<sub>3</sub>O<sub>10</sub>]]||صناعة المنظّفات
|}

;الأسمدة
إنّ الفوسفور هو [[عنصر معدني (تغذية)|عنصر غذائي]] أساسي لنموّ النباتات، ولذلك فإنّ أغلب الإنتاج العالمي من الفوسفور يستخدم في صناعة [[سماد|الأسمدة]]. نتيجةً للزيادة المستمرّة في تعداد السكان في أنحاء العالم فإنّ الطلب على الأسمدة بتزايدٍ مستمرٍّ أيضاً، وهو أمرٌ لوحظ في الارتفاع الكبير في إنتاج الفوسفات منذ النصف الثاني للقرن العشرين.<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد بمجلة|مسار=https://www.motherjones.com/environment/2013/05/fertilizer-peak-phosphorus-shortage/|عنوان=You Need Phosphorus to Live—and We're Running Out|الأخير=Philpott|الأول=Tom|تاريخ=مارس–April 2013|مجلة=Mother Jones| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200115013940/https://www.motherjones.com/environment/2013/05/fertilizer-peak-phosphorus-shortage/ | تاريخ أرشيف = 15 يناير 2020 }}</ref> يعدّ السماد الفوسفاتي المصنَّع ضرورياً لأهميّة الفوسفور الحيوية، ولكون المركّبات الحاوية على الفوسفور طبيعياً غير منحلّة، مما يحول دون وصولها إلى جذور النباتات، وكذلك بسبب بطء [[دورة الفوسفور]] الطبيعية.

يعدّ سماد [[سوبرفوسفات]] من الأسمدة شائعة الانتشار، وهو مزيجٌ من [[فوسفات أحادي الكالسيوم]] Ca(H<sub>2</sub>PO<sub>4</sub>)<sub>2</sub> و[[كبريتات الكالسيوم]] ثنائي الهيدرات CaSO<sub>4</sub>·2H<sub>2</sub>O. يعتمد إنتاج الأسمدة الفوسفاتية بشكلٍ كبير ٍعلى [[حمض الكبريتيك]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Industrial Minerals & Rocks: Commodities, Markets, and Uses|محرر=Jessica Elzea Kogel|ناشر=SME, 2006|isbn=0873352335|صفحة=964|سنة=2006}}</ref>

;مركّبات الفوسفور العضوية
يستخدم [[فسفور أبيض|الفوسفور الأبيض]] لإنتاج هاليدات و[[كبريتيد الفوسفور|كبريتيدات]] الفوسفور، والتي بدورها تستخدم لتحضير [[مركب فوسفور عضوي|مركّبات الفوسفور العضوية]].<ref name="threlfall">{{استشهاد بكتاب| مؤلف = Threlfall, R.E.| تاريخ = 1951|عنوان = 100 years of Phosphorus Making: 1851–1951|مكان = Oldbury|ناشر = Albright and Wilson Ltd}}</ref> تستخدم هذه المركّبات في صناعة وتحضير [[ملدن|الملدّنات]] و[[مثبط اللهب|مثبّطات اللهب]] و[[مبيد آفات|المبيدات]]، وكذلك في [[معالجة المياه]].<ref name=Greenwood/><ref>Diskowski, Herbert and Hofmann, Thomas (2005) "Phosphorus" in ''Ullmann's Encyclopedia of Industrial Chemistry'', Wiley-VCH, Weinheim. {{دوي|10.1002/14356007.a19_505}}</ref>

;التعدين
يدخل الفوسفور أيضاً في إنتاج [[فولاذ|الفولاذ]] وفي صناعة [[برونز مفسفر|البرونز المُفَسفر]]؛<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Sustainable Phosphorus Management: A Global Transdisciplinary Roadmap|ناشر=Springer Science & Business Media, 2014|المحررين=Roland W. Scholz, Amit H. Roy, Fridolin S. Brand, Deborah Hellums, Andrea E. Ulrich|isbn=978-9400772502|صفحة=175|تاريخ=2014-03-12}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Encyclopedia and Handbook of Materials, Parts and Finishes|ناشر=CRC Press, 2016|مؤلف=Mel Schwartz|isbn=978-1138032064|تاريخ=2016-07-06}}</ref> كما يضاف الفوسفور أثناء [[استخراج النحاس|تعدين النحاس]] في مرحلة [[صهر (علم الفلزات)|الصَهْر]] للتخلّص من الأكسجين الموجود في النحاس على شكل [[شوائب|شائبة]]، ممّا يؤدّي إلى الحصول على سبيكة نحاس خالية من الأكسجين وحاوية على الفوسفور {{اختصار مخفي|CuOFP|Oxygen-free phosphorus-containing copper}}، والتي تتميّز بمقاومتها [[تقصف هيدروجيني|للتقصّف الهيدروجيني]] بالمقارنة مع النحاس العادي.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Copper and Copper Alloys|ناشر=ASM International, 2001|محرر=Joseph R. Davisz|isbn=0871707268|صفحة=181|تاريخ=يناير 2001}}</ref>

;أعواد الثقاب
[[ملف:Match striking surface.jpg|تصغير|صورة مكبّرة لسطح إشعال أعواد الثقاب، وهو مصنوع من مزيج من الفوسفور الأحمر والغراء والزجاج المطحون، والذي يضاف لزيادة الاحتكاك.]]
صُنعَت [[عود ثقاب|أعواد الثقاب]] المعتمدة على الفوسفور لأوّل مرّة سنة 1830، ويُنسَب الاختراع إلى الفرنسي [[شارل سوريه|شارل سَورِيَه]]. خضعت أعواد الثقاب تلك إلى سلسلةٍ متعاقبةٍ من التحويرات، ولكنّها كانت على العموم ذات رؤوسٍ مصنوعةٍ من [[فسفور أبيض|الفوسفور الأبيض]]، مع وجود مركّبات مطلقة للأكسجين (مثل [[كلورات البوتاسيوم]] أو [[أكسيد الرصاص الرباعي|ثنائي أكسيد الرصاص]] أو مركّبات [[نترات|النترات]] أحياناً)، بالإضافة إلى [[لاصق|مادّة رابطة]]. نظراً لسمّية الفوسفور الأبيض فقد تعرّض العمال أثناء تصنيع أعواد الثقاب إلى مخاطر صحّية،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة=Br. J. Ind. Med.|سنة=1962|المجلد=19|صفحات=83–99|عنوان=Phosphorus Necrosis of the Jaw: A Present-day Study: With Clinical and Biochemical Studies|مؤلف=Hughes, J. P. W; Baron, R.; Buckland, D. H., Cooke, M. A.; Craig, J. D.; Duffield, D. P.; Grosart, A. W.; Parkes, P. W. J.; & Porter, A.|pmc=1038164|العدد=2|pmid=14449812|doi=10.1136/oem.19.2.83}}</ref> كما كانت صعبة التخزين وخطيرة عند احتكاكها مصادفةً مع سطحٍ خشن؛<ref name=crass9>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A history of the match industry. Part 9|مؤلف=Crass, M. F., Jr.|سنة=1941|صفحات=428–431|صحيفة=Journal of Chemical Education|المجلد=18|مسار= http://www.jce.divched.org/journal/Issues/1941/Sep/jceSubscriber/JCE1941p0428.pdf|bibcode=1941JChEd..18..428C|doi=10.1021/ed018p428|العدد=9|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200416104713/http://www.jce.divched.org/journal/Issues/1941/Sep/jceSubscriber/JCE1941p0428.pdf|تاريخ أرشيف=2020-04-16| تاريخ الوصول =  أغسطس 2020  |url-status=dead}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Industrial disease due to certain poisonous fumes or gases|مؤلف=Oliver, Thomas|مسار=https://archive.org/stream/archivesofpublic01victuoft#page/2/mode/1up|صفحات=1–21|صحيفة=Archives of the Public Health Laboratory|المجلد=1|ناشر=Manchester University Press|سنة=1906| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170212175421/https://archive.org/stream/archivesofpublic01victuoft | تاريخ أرشيف = 12 فبراير 2017 }}</ref> مما دفع بعض الدول إلى إيقاف إنتاجها في الفترو ما بين 1872 و 1925.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأول=Steve|الأخير= Charnovitz |عنوان=The Influence of International Labour Standards on the World Trading Regime. A Historical Overview.| صحيفة= International Labour Review| المجلد= 126| العدد= 5| تاريخ= 1987| صفحات=565, 571}}</ref> في سنة 1906 وُقِّعَت اتّفاقية [[برن]] الدولية، والتي منعت استخدام الفوسفور الأبيض في صناعة أعواد الثقاب.<ref name="shockinghistory"/>

نتيجةً لذلك جرى تطوير عيدان ثقاب حلّ فيها مركّب [[ثلاثي كبريتيد رباعي الفوسفور]] P<sub>4</sub>S<sub>3</sub> مكان الفوسفور الأبيض، بالإضافة إلى وجود مزيج من الكبريت وكبريتيد الإثمد؛ وهي تعرف باسم أعواد الثقاب الآمنة، وذلك لأنّه من الصعب إشعالها على أيّ سطح غير السطوح المخصّصة لذلك، والتي عادةً ما توجد على شكل شريط ضيّق على جانبي العلبة الحاوية عليها. تحوي هذه السطوح على الفوسفور الأحمر، الذي يسخن بالاحتكاك ويتفاعل مع المركّبات المطلقة للأكسجين ويتفاعل مع المواد القابلة للاشتعال الموجودة في الرأس.<ref name="wiberg" /><ref name="threlfall" />

;معالجة المياه
يضاف أحياناً مركب [[ثلاثي فوسفات الصوديوم]] إلى [[منظف الغسيل|مساحيق الغسيل]] في بعض البلدان، في حين أنّه ممنوعٌ في أخرى،<ref name=CRC/> وذلك من أجل [[إزالة قساوة|تخفيض قساوة]] المياه أثناء عملية غسل الملابس، وهو الأمر الذي يحسّن من أداء [[منظف|المنظّف]] ويمنع [[تآكل|التآكل]] وترسّب الكلس.<ref>Klaus Schrödter, Gerhard Bettermann, Thomas Staffel, Friedrich Wahl, Thomas Klein, Thomas Hofmann "Phosphoric Acid and Phosphates" in ''Ullmann’s Encyclopedia of Industrial Chemistry'' 2008, Wiley-VCH, Weinheim. {{دوي|10.1002/14356007.a19_465.pub3}}</ref>

;متفرّقات
* تستخدم [[نظائر الفسفور|نظائر الفوسفور]] مثل <sup>32</sup>P و <sup>33</sup>P في [[قائفة مشعة|الوسم الإشعاعي]] في مختبرات الكيمياء الحيوية.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Radionuclides in the Environment|محرر=David A. Atwood|ناشر=John Wiley & Sons, 2013|isbn=978-1118632697|تاريخ=2013-02-19}}</ref>
* في بعض الأحيان يدخل مسحوق من الفوسفور الأحمر بنسب ضئيلة في خلطة بعض البوليمرات مثل [[متعدد الأميد|بولي الأميد]] لدورها في [[مثبط اللهب|تثبيط اللهب]]، انطلاقاً من مقدرتها العالية على الارتباط مع الأكسجين والبوادئ الجذرية.<ref>E.-C. Koch: ''Specials Materials in Pyrotechnics: IV. The Chemistry of Phosphorus and its Compounds.'' In: ''J. Pyrotech.'' 21, 2005, S.&nbsp;39; [http://www.jpyro.co.uk/?p=125 Abstract]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126152209/http://www.jpyro.co.uk/?p=125 |date=26 يناير 2020}}</ref>
* يستخدم الفوسفور الأبيض في الصناعات العسكرية لصناعة [[قنبلة حارقة|القنابل الحارقة]] و[[قنبلة دخانية|القنابل الدخانية]] و[[ذخيرة خطاطة|الذخيرة الخطّاطة]].<ref>{{استشهاد بويب|مسار=https://www.globalsecurity.org/military/library/policy/army/fm/3-23-30/appe.htm|عنوان=Obsolete hand grenades|تاريخ الوصول=2009-08-03|ناشر=GlobalSecurity.Org| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170907200404/http://www.globalsecurity.org/military/library/policy/army/fm/3-23-30/appe.htm | تاريخ أرشيف = 7 سبتمبر 2017 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب| مؤلف = Dockery, Kevin|عنوان = Special Warfare Special Weapons|مكان = Chicago|ناشر = Emperor's Press| تاريخ = 1997|isbn = 1-883476-00-3}}</ref><ref>E.-C. Koch: ''Specials Materials in Pyrotechnics: V. Military Applications of Phosphorus and its Compounds.'' In: ''Propellants Explos. Pyrotech.'' 33, 2008, S.&nbsp;165; {{دوي|10.1002/prep.200700212}}.</ref> يعدّ استخدام [[قنبلة فوسفورية|القنابل الفوسفورية]] ممنوعاً وفق القوانين الدولية المتعلّقة بأسلحة الحرب.<ref>I. J. MacLeod and A. P. V. Rogers. [https://www.cambridge.org/core/journals/yearbook-of-international-humanitarian-law/article/use-of-white-phosphorus-and-the-law-of-war/C81B1BE7FA4176308E721DCBD72222F9 "The Use of White Phosphorus and the Law of War"], in ''Yearbook of International Humanitarian Law'' (2007) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160820015246/http://journals.cambridge.org/action/displayAbstract?fromPage=online |date=20 أغسطس 2016}}</ref>
* تستخدم الفوسفات في صناعة زجاج من نوعٍ خاصٍّ [[مصباح بخار الصوديوم|لمصابيح بخار الصوديوم]].<ref name=CRC/>
* تستخدم مركّبات [[فوسفات الكالسيوم]] في صناعة [[بورسلان|الخزف الصيني]].<ref name=CRC />
* يستخدم [[حمض الفوسفوريك]] ومركّبات الفوسفات المختلفة في [[صناعة الغذاء|الصناعات الغذائية]] ضمن [[مضاف غذائي|الإضافات الغذائية]].<ref name="threlfall" />

== المخاطر ==
[[ملف:Phosphorus explosion.gif|تصغير|يمين|150 بك|انفجار ناجم عن الفوسفور]]
تتفاوت المخاطر الناجمة عن الفوسفور بين [[تآصل الفوسفور|الفوسفور العنصري]] ومركّباته الكيميائية، وخاصّةً [[مركب فوسفور عضوي|مركّباته العضوية]]. تشمل مركّبات الفوسفور العضوية على العموم طيفاً واسعاً من المواد، إذ في حين أنّ العديد منها ضروريٌ للحياة؛ إلّا أنّ البعضَ الآخر [[سمية (توضيح)|سامّ]] للغاية، فعلى سبيل المثال تعدّ [[إستر]]ات الفلوروفوسفات من بين أكثر [[سم عصبي|السموم العصبية]] تأثيراً. تُستخدَم مركّبات الفوسفور العضوية نظراً لسمّيتها بشكل واسع في صناعة [[مبيد آفات|مبيدات الآفات]] ([[مبيد أعشاب|مبيدات الأعشاب]] و[[مبيد حشري|الحشرات]] و[[مبيد فطريات|الفطريات]] وغيرها)؛ كما تستخدم أحياناً في صناعة الأسلحة. بالمقابل فإنّ أغلب مركّبات [[فوسفات|الفوسفات]] اللاعضوية هي غير سامّة.<ref name=Greenwood/>

يمثّل [[فسفور أبيض|الفوسفور الأبيض]] خطراً كبيراً، لأنّه [[تلقائية الاشتعال|يشتعل تلقائياً]] في الهواء، وذلك عند درجة حرارة حوالي 30 °س، وهي قريبةٌ من درجة حرارة الغرفة؛ كما أنّ تفاعل الأكسدة (الاحتراق) إلى [[خماسي أكسيد الفوسفور]] هو [[تفاعل طارد للحرارة]] بشكلٍ كبير. يمكن أن يؤدّي التماس مع الماء والهيدروكسيدات القلوية إلى تشكّل غاز [[فوسفين|الفوسفين]] السامّ ومشتقات [[فوسفانات|الفوسفانات]] السامّة أيضاً. أدّى التعرّض المستمرّ للفوسفور الأبيض، الذي كان مستخدماً في صناعة [[عود ثقاب|أعواد الثقاب]]، إلى الإصابة [[مرض مهني|بمرضٍ مِهَنيٍّ]] يحدث فيه نخر لعظام الفكّ السفلي. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الفوسفور الأبيض سامّ جداً، ويسبّب أضراراً شديدةً للكبد والأجهزة الداخلية في الجسم.<ref>{{استشهاد بويب| مسار = https://emedicine.medscape.com/article/833585-overview|عنوان = CBRNE – Incendiary Agents, White Phosphorus (Smoking Stool Syndrome)| تاريخ الوصول = 2009-05-05| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081201101422/http://www.emedicine.com/emerg/TOPIC918.HTM | تاريخ أرشيف = 1 ديسمبر 2008 }}</ref> كان محلول 2% من [[كبريتات النحاس الثنائي|كبريتات النحاس]] مستخدماً في الماضي لعلاج حالات التعرّض الخارجي للفوسفور، حيث يشكّل مركّبات أقلّ ضرراً يمكن غسلها بعيداً عن الجسم؛ إلّا هذا الأسلوب أصبح متقادماً، خاصّةً أنّ مركّب كبريتات النحاس ضارٌّ بحدِّ ذاته.<ref>{{استشهاد بويب|مسار=http://www.vnh.org/FM8285/Chapter/chapter9.html |عنوان=US Navy's Treatment of Chemical Agent Casualties and Conventional Military Chemical Injuries: FM8-285: Part 2 Conventional Military Chemical Injuries |تاريخ الوصول=2009-05-05 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20051122221207/http://www.vnh.org/FM8285/Chapter/chapter9.html |تاريخ أرشيف=November 22, 2005 }}</ref>

عيّنَت [[إدارة السلامة والصحة المهنية]] الأمريكية [[حد التعرض المسموح|حدّ التعرض للفوسفور المسموح]] به في مكان العمل بمقدار 0.1&nbsp;مغ/م<sup>3</sup> خلال يوم عمل من 8 ساعات؛ وهو نفسه [[حد التعرض الموصى به|الحدّ الأقصى للتعرّض الموصى به]] من قبل [[المعهد القومي للسلامة والصحة المهنية|المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية]] الأمريكي. عند مستويات تصل إلى 5 مغ/م<sup>3</sup> فإنّ الفوسفور يمثّل [[خطورة فورية للحياة أو الصحة|خطورةً فوريّةً للحياة أو الصحّة]].<ref>{{استشهاد بويب|عنوان = CDC - NIOSH Pocket Guide to Chemical Hazards - Phosphorus (yellow)|مسار = https://www.cdc.gov/niosh/npg/npgd0507.html|موقع = www.cdc.gov|تاريخ الوصول = 2015-11-21| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200129192508/https://www.cdc.gov/niosh/npg/npgd0507.html | تاريخ أرشيف = 29 يناير 2020 }}</ref>

== هوامش ==
{{مراجع|group=ملاحظة}}

== المراجع ==
{{مراجع|محاذاة=نعم}}
{{روابط شقيقة}}
{{الجدول الدوري المضغوط}}
{{مركبات الفوسفور}}

{{معرفات مركب كيميائي}}
{{مكملات غذائية}}

{{لا للتصنيف المعادل|خصائص دوائية وأحيائية للعناصر الكيميائية}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الكيمياء|العناصر الكيميائية}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=29 أبريل 2020|النسخة=46388738|تاريخ مراجعة الزملاء=11 فبراير 2020}}

[[تصنيف:فسفور| ]]
[[تصنيف:عناصر كيميائية]]
[[تصنيف:لافلزات]]
[[تصنيف:مجموعة النيتروجين]]
[[تصنيف:معادن غذائية]]