عرض مصدر ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض

[[ملف:AIRS Carbon Dioxide Vertical.png|تصغير|324x324بك|ثاني أكسيد الكربون /الأجزاء في طبقة التروبوسفير لعام 2011]]
يُعتبر '''ثاني أكسيد الكربون''' (و[[صيغة كيميائية|صيغته الجزيئية]] [[ثنائي أكسيد الكربون|CO<sub>2</sub>]]) من أهم الغازات المكونة [[غلاف جوي|للغلاف الجوي]]، وهو جزء لا يتجزأ من دورة الكربون-وهي دورة جيوكيميائية حيوية ينتقلُ فيها الكربون بين محيطات [[الأرض]] و[[تربة|التربة]] و[[صخر|الصخور]] و[[محيط حيوي|الغلاف الحيوي]].

تقوم [[نبات|النباتات]] وغيرها من المغذيات الضوئية على إنتاج ثاني أكسيد الكربون عن طريق عملية [[تركيب ضوئي|البناء الضوئي]] (ويعرف كذلك بالتمثيل الضوئي) التي تستخدم فيها [[الطاقة الشمسية حسب البلد|الطاقة الشمسية]] لإنتاج الكربوهيدرات من ثاني أكسيد الكربون، إذ تعتمد جميع [[الكائنات الحية في الثقافة|الكائنات الحية]] الأخرى تقريبًا على الكربوهيدرات المشتقة من التمثيل الضوئي كمصدرها الأساسي للطاقة ول[[مركبات الكربون]]. يمتص ثاني أكسيد الكربون إشعاعات الأشعة تحت الحمراء ويبعثها عند أطوال موجية تتراوح من 4.26 ميكرومتر (الوضع الاهتزازي غير المتماثل) إلى 14.99 ميكرومتر (وضع الاهتزاز المنحني)، ولذا فهو [[غازات دفيئة|غاز دفيء]] له تأثيرُ مهم على [[درجة حرارة]] سطح الأرض تؤديه ظاهرة [[الاحتباس الحراري]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A First Course on Atmospheric Radiation|مسار= http://doi.wiley.com/10.1029/2004EO360007|صحيفة=Eos, Transactions American Geophysical Union|تاريخ=2004|issn=0096-3941|صفحات=341|المجلد=85|العدد=36|DOI=10.1029/2004EO360007|لغة=en|الأول=Robert|الأخير=Pincus|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233759/http://doi.wiley.com/10.1029/2004EO360007|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 4000 جزء في المليون (جزء في المليون، على أساس مولي) خلال الفترة الكامبرية قبل حوالي 500 مليون سنة، ووصل إلى 180 جزء في المليون خلال التجلد الرباعي في المليونين الماضيين.<ref name=":0">{{استشهاد بكتاب|عنوان=A short introduction to climate change|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/819572508|ناشر=Cambridge University Press|تاريخ=2012|مكان=Cambridge|ISBN=978-1-139-52435-3|OCLC=819572508|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233737/https://www.worldcat.org/oclc/819572508|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> تشير سجلات درجات الحرارة التاريخية المعاد بناؤها للـ420 مليون سنة الماضية إلى أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وصل ذروته مرتين بتاريخ الأرض، مرة في [[العصر الديفوني]] ومرة أخرى في [[العصر الثلاثي|العصر الترياسي]]. وارتفع متوسط تركيز ثاني أكسيد الكربون العالمي بأكثر من 45% منذ بداية الثورة الصناعية، إذ ازداد من 280 جزء في المليون خلال 10,000 عام حتى منتصف القرن الثامن عشر<ref name=":0" /> إلى 415 جزءًا في المليون اعتبارًا من مايو 2019.<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد ويب
| مسار = https://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.NDP005
| عنوان = Atmospheric Carbon Dioxide Mixing Ratios from the NOAA CMDL Carbon Cycle Cooperative Global Air Sampling Network
| تاريخ = 2009-07
| موقع = Carbon Dioxide Information Analysis Center (CDIAC) Datasets
| تاريخ الوصول = 2020-04-21
| الأخير = Conway,
| الأول = T.
| الأخير2 = Tans,
| الأول2 = P.
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233725/https://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.NDP005|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Supri heavy oil research program. Annual report, February 8, 1994--February 7, 1995|مسار= https://www.osti.gov/biblio/83865-KEmLUc/webviewable/|تاريخ=1995-07-01|الأول=W.|الأخير=Brigham|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421234727/https://www.osti.gov/biblio/83865-KEmLUc/webviewable/|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وتشير الدراسات إلى أن تركيز ثاني أكسيد الكربون الحالي هو الأعلى منذ 14 مليون سنة،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A 40-million-year history of atmospheric CO 2|الأخير=Zhang|الأول5=Robert|الأخير4=Bohaty|الأول4=Steven M.|الأخير3=Liu|الأول3=Zhonghui|الأخير2=Pagani|الأول2=Mark|الأول=Yi Ge|مسار= https://royalsocietypublishing.org/doi/10.1098/rsta.2013.0096|DOI=10.1098/rsta.2013.0096|العدد=2001|المجلد=371|صفحات=20130096|issn=1364-503X|تاريخ=2013-10-28|صحيفة=Philosophical Transactions of the Royal Society A: Mathematical, Physical and Engineering Sciences|الأخير5=DeConto|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233840/https://royalsocietypublishing.org/doi/10.1098/rsta.2013.0096|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وتعزى هذه الزيادة إلى النشاط البشري لا سيما إزالة الغابات وحرق الوقود الأحفوري،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Natural and anthropogenic changes in atmospheric CO2 over the last 1000 years from air in Antarctic ice and firn|الأول2=L. P.|الأول6=V. I.|الأخير5=Barnola|الأول5=J.-M.|الأخير4=Francey|الأول4=R. J.|الأخير3=Langenfelds|الأول3=R. L.|الأخير2=Steele|الأخير=Etheridge|مسار= https://agupubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1029/95JD03410|الأول=D. M.|لغة=en|DOI=10.1029/95JD03410|العدد=D2|المجلد=101|صفحات=4115–4128|issn=2156-2202|تاريخ=1996|صحيفة=Journal of Geophysical Research: Atmospheres|الأخير6=Morgan|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191119164613/https://agupubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1029/95JD03410|تاريخ أرشيف=2019-11-19}}</ref> فحرَّرت هذه النشاطات كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة التي تُسبّب [[الاحتباس الحراري|الاحترار العالمي]].

== التركيز الحالي لثاني أكسيد الكربون ==
[[ملف:Following Carbon Dioxide Through the Atmosphere.webm|تصغير|222x222بك|نموذج لتغير الكربون في غلاف الأرض الجوي من 1 سبتمبر 2014 إلى 31 أغسطس 2015. وزيدَ في هذا النموذج ارتفاع الغلاف الجوي وتضاريس الأرض عن مستواهما الطبيعي عمداً فيبدوان أعلى بنحو 40 مرة من المعتاد، وذلك للمساعدة على توضيح تعقيدات الغلاف الجوي.]]
تباينت تركيزات [[ثنائي أكسيد الكربون|ثاني أكسيد الكربون]] في دورات تكرارية عِدَّة تبدأ من حوالي 180 جزءًا في المليون في ذروة العصر الجليدي [[العصر الهولوسيني|بالهولوسين]] و[[العصر الحديث الأقرب|البليستوسين]] إلى 280 جزءًا في المليون خلال الفترات الفاصلة بين العصور الجليدية. ومنذ بداية [[الثورة الصناعية]]، زاد تركيز ثاني أكسيد الكربون في [[غلاف جوي|الغلاف الجوي]] إلى أكثر من 400 جزء في المليون وما زال في زيادة، مما تسبب في ظاهرة [[الاحتباس الحراري|الاحترار العالمي]] (الاحتباس الحراري).<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Climate Change 2013 - The Physical Science Basis|مسار= https://www.cambridge.org/core/books/climate-change-2013-the-physical-science-basis/nearterm-climate-change-projections-and-predictability/279D68DA9F51A8F880E478B58146AD43|ناشر=Cambridge University Press|مكان=Cambridge|ISBN=978-1-107-41532-4|صفحات=953–1028|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200601235158/https://www.cambridge.org/core/books/climate-change-2013-the-physical-science-basis/nearterm-climate-change-projections-and-predictability/279D68DA9F51A8F880E478B58146AD43|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وتشير دراسات أجراها مرصد ماونا لوا إلى تجاوز متوسط تركيز ثاني أكسيد الكربون يومياً في الغلاف الجوي 400 جزء في المليون (في 10 مايو 2013)، وإلى تجاوز متوسط ثاني أكسيد الكربون شهرياً في 413 جزءًا في المليون اعتبارًا من أبريل 2019،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A geologic evaluation of proposed lava diversion barriers for the NOAA Mauna Loa Observatory, Mauna Loa Volcano, Hawaii|مسار= https://pubs.er.usgs.gov:443/publication/ofr82314|صحيفة=Open-File Report|تاريخ=1982|issn=2331-1258|DOI=10.3133/ofr82314|الأول=H.J.|الأخير=Moore|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233806/https://pubs.er.usgs.gov/publication/ofr82314|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Motson, John Walker, (born 10 July 1945), BBC TV Sports Commentator, 1971–May 2018|مسار= https://www.ukwhoswho.com/view/10.1093/ww/9780199540884.001.0001/ww-9780199540884-e-28337|ناشر=Oxford University Press|صحيفة=Who's Who|تاريخ=2007-12-01|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200426125313/http://www.ukwhoswho.com/view/10.1093/ww/9780199540884.001.0001/ww-9780199540884-e-28337|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.co2.earth/
| عنوان = Earth's CO2 Home Page
| موقع = CO2.Earth
| لغة = en-GB
| تاريخ الوصول = 2020-04-21
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200415030841/https://www.co2.earth/|تاريخ أرشيف=2020-04-15}}</ref> والواقع أن تركيز ثاني أكسيد الكربون وصل هذا المستوى في القطب الشمالي منذ شهر يونيو 2012.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Monitoring CO2 storage using ghost reflections retrieved from seismic interferometry|مسار= https://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S1750583612001831|صحيفة=International Journal of Greenhouse Gas Control|تاريخ=2012-11|issn=1750-5836|صفحات=S35–S46|المجلد=11|DOI=10.1016/j.ijggc.2012.07.026|الأول=D.|الأخير=Draganov|الأول2=K.|الأخير2=Heller|الأول3=R.|الأخير3=Ghose|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233851/https://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S1750583612001831|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وولو جمعنا كُلُّ جزءٍ في المليون من ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجويّ لحصلنا على 2.13 جيجا طن من [[كربون|الكربون]]، أو 7.82 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Glossary: Carbon dioxide and climate|مسار= https://www.osti.gov/biblio/5067232-xKfQDj/|تاريخ=1990-08-01|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233855/https://www.osti.gov/biblio/5067232-xKfQDj/|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> واعتبارًا من عام 2018 أمسى حجمُ ثاني أكسيد الكربون من غلاف الأرض الجوي حوالي 0.041% (أي ما يساوي 410 جزء في المليون)،<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref name="مولد تلقائيا2" /><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Journal of Sir Walter Scott|مسار= https://www.cambridge.org/core/books/journal-of-sir-walter-scott/february/8EE3B3BF1ADBA0AA1A62536873892B90|ناشر=Cambridge University Press|مكان=Cambridge|ISBN=978-1-139-64490-7|صفحات=118–133|مؤلف1=Walter|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233744/https://www.cambridge.org/core/books/journal-of-sir-walter-scott/february/8EE3B3BF1ADBA0AA1A62536873892B90|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=‘Milestone ages’ may trigger new perspectives on life|مسار= https://www.sciencemag.org/news/2015/08/milestone-ages-may-trigger-new-perspectives-life|صحيفة=Science|تاريخ=2015-08-14|issn=0036-8075|DOI=10.1126/science.aad1625|الأول=Hanae|الأخير=Armitage|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233859/https://www.sciencemag.org/news/2015/08/milestone-ages-may-trigger-new-perspectives-life|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Sensitivities of the NCEP Global Forecast System|الأخير2=Sardeshmukh|الأول7=Philip J.|الأخير6=McColl|الأول6=Chesley M.|الأخير5=Slivinski|الأول5=Laura C.|الأخير4=Whitaker|الأول4=Jeffrey S.|الأخير3=Compo|الأول3=Gilbert P.|الأول2=Prashant D.|مسار= https://journals.ametsoc.org/view/journals/mwre/147/4/mwr-d-18-0239.1.xml?tab_body=fulltext-display|الأخير=Wang|الأول=Jih-Wang A.|DOI=10.1175/mwr-d-18-0239.1|العدد=4|المجلد=147|صفحات=1237–1256|issn=0027-0644|تاريخ=2019-04|صحيفة=Monthly Weather Review|الأخير7=Pegion|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233902/http://dx.doi.org/10.1175/mwr-d-18-0239.1|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وهو ما يعادل حوالي 3210 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون، ويحتوي تقريبًا على 875 جيجا طن من كربون.
[[ملف:Mauna Loa CO2 monthly mean concentration.svg|تصغير|218x218بك|(رسم بياني 1.1) قياس منحنى كيلنج لتركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في مرصد ماونا لوا.]]
يرتفع متوسط تركيز ثاني أكسيد الكربون العالمي حاليًا بمعدل جُزْأَيْن في المليون تقريبًا كُلَّ سنة، ويتسارع هذا المعدل<ref name="مولد تلقائيا2" /><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Boildown Study on Supernatant Liquid Retrieved from AW-106 in December 2012|مسار= https://www.osti.gov/biblio/1082481/|تاريخ=2013-06-04|الأول=Jason S.|الأخير=Page|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200517133315/https://www.osti.gov/biblio/1082481|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref><ref name="مولد تلقائيا4">{{استشهاد ويب
| مسار = https://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.004
| عنوان = Atmospheric Methyl Chloride
| تاريخ = 2000
| موقع = Carbon Dioxide Information Analysis Center (CDIAC) Datasets
| تاريخ الوصول = 2020-04-21
| الأخير = Khalil,
| الأول = M.A.K.
| الأخير2 = Rasmussen,
| الأول2 = R.A.
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233730/https://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.004|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> بنسبة 2.50 ± 0.26 جزءاً في المليون سنوياً (بحسب مرصد ماونا لوا). وحسبما هو موضح في [[رسم بياني|الرسم البياني]] 1.1 يساراً فهذه الزيادة فيها تذبذب، إذ ينخفض مستوى ثاني أكسيد الكربون بنحو 6 إلى 7 أجزاءٍ في المليون (حوالي 50 جيجا طن) بين شهري مايو إلى سبتمبر بسبب تغيّر سلوك الناس في [[نصف الأرض الشمالي]]، ثم يرتفع مجدداً بنحو 8 إلى 9 أجزاء في المليون بباقي شهور السنة، ويهيمن نصف الأرض الشمالي على الدورة السنوية لتركيز ثاني أكسيد الكربون لأن فيه جُلَّ مساحة اليابسة بالعالم وأكبر كتلة حيوية ونباتية مقارنةً بالنصف الجنوبي. وتصل التركيزات إلى ذروتها في مايو مع فصل الربيع في [[نصف الأرض الشمالي]]، وتقل إلى الحد الأدنى في أكتوبر مع مجيء الخريف.<ref name="مولد تلقائيا4" /><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.NDP013
| عنوان = Volcanic Loading: The Dust Veil Index
| تاريخ = 1985-09
| موقع = Carbon Dioxide Information Analysis Center (CDIAC) Datasets
| تاريخ الوصول = 2020-04-21
| الأخير = Lamb,
| الأول = H.H.
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233733/http://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.NDP013|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref>

ويُعزَى الاحترار العالمي إلى زيادة تركيزات غازات الدفيئة في [[غلاف جوي|الغلاف الجوي]] مثل ثاني أكسيد الكربون و[[ميثان|الميثان]]، ولذا يراقبُ العلماء عن كثب تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتأثيرها على الكائنات الحية كافَّة. وكتبت [[منظمة ناشيونال جيوغرافيك|ناشيونال جيوغرافيك]] أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لم يصل لارتفاعه الحاليّ «منذ بدء قاسه المُنظَّم قبل 55 عامًا - بل وربما لم يصل لهذا المستوى منذ أكثر من 3 ملايين سنة من تاريخ الأرض»،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Foster, Robert, (born 12 May 1943), Commissioner, Gambling Commission, 2013–15 (Commissioner, National Lottery Commission, 2005–13)|مسار= https://www.ukwhoswho.com/view/10.1093/ww/9780199540884.001.0001/ww-9780199540884-e-16218|ناشر=Oxford University Press|صحيفة=Who's Who|تاريخ=2007-12-01|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233909/https://www.ukwhoswho.com/view/10.1093/ww/9780199540884.001.0001/ww-9780199540884-e-16218|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وقد يكون التركيز الحالي هو الأعلى في آخر 20 مليون سنة.<ref>IPCC: Climate Change 2001: The Scientific Basis</ref>

''شاهد أيضا: [[الاحتباس الحراري|الإحتباس الحراري]]، [[تغير المناخ|التغير المناخي]]، [[الميثان في الغلاف الجوي للأرض|تجاوز دورة الميثان]] [[العصر الهولوسيني|،العصر الهولوسيني]]، [[العصر الرباعي]].''

== التركيز السابق لثاني أكسيد الكربون ==
اختلفت تركيزات ثاني أكسيد الكربون اختلافاً كبيراً على مرّ [[تاريخ الأرض]]، أي على مدار 4.54 مليار سنة المنصرمة، إذ يعتقد أنه ظهر في الغلاف الجوي الأول للأرض بعد فترة وجيزة [[تشكل المجموعة الشمسية وتطورها|من تشكّلها]]. وحلَّ مكان الغلاف الجوي الأول غلاف جويّ ثانٍ فكانت فيه نسبةٌ غالبةُ من غازي [[نيتروجين|النيتروجين]] وثاني أكسيد الكربون، وكان مصدرُهما آنذاك الغازات المنبعثة من [[بركان|البراكين]] مدعومةً بالغازات الناتجة عن [[قصف شديد متأخر|القصف الشديد المتأخر]] الذي تلقَّتهُ الأرض من [[كويكب]]ات ضخمةً هَوَتْ عليها من الفضاء.<ref>Zahnle, K.; Schaefer, L.; Fegley, B. (2010). "Earth's Earliest Atmospheres". ''Cold Spring Harbor Perspectives in Biology''. '''2''' (10): a004895. doi:10.1101/cshperspect.a004895. PMC 2944365. <nowiki>PMID 20573713</nowiki>.</ref> وسُرْعان ما ذاب قسمٌ كبيرٌ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الماء فتحوَّل إلى رواسب الكربونات.
[[ملف:Carbon Dioxide 400kyr.png|تصغير|219x219بك|تركيزات ثاني أكسيد الكربون على مدى 400,000 سنة الماضية.]]
وأدى فيما بعدُ [[تركيب ضوئي|التمثيل الضوئي]] من [[بكتيريا زرقاء|البكتيريا الزرقاء]] بالمحيطات إلى إنتاج كميات كبيرةٍ من غاز [[أكسجين|الأكسجين]]، ممَّا قاد في نهاية المطاف إلى [[حدث الأكسدة الكبير|الأكسدة العظيمة]] التي اندثرَ معها [[غلاف الأرض الجوي]] الثاني وحلَّ مكانهُ الغلاف الجوي الثالث (وهو الغلاف الجويّ حالياً) قبل 2.4 مليار سنة. وقد انخفضت تركيزات ثاني أكسيد الكربون من 4,000 جزء في المليون في [[العصر الكامبري]] قبل حوالي 500 مليون سنة، كما وصلت مستوياتٍ قليلةٍ في [[غمر جليدي الرباعي|فترة الجليد الرباعية]] (قبل نحو مليونين سنة) فتدنَّت في بعض الأوقات 180 جزءًا في المليون فحسب.<ref name=":0" />

=== محركات تركيز ثاني أكسيد الكربون في الأرض القديمة ===
يدلّ التوازن بين العمليات الجيوكيميائية في الأرض على تركيز ثاني أكسيد الكربون تاريخياً، ومن مظاهر هذا التوازن رواسب [[كربون|الكربون العضوي]] المدفونة و[[تجوية|تعرية]] صخور السيليكات والبراكين. وقد اختلَّت دورة [[كربون|الكربون]] على الأرض اختلالاتٍ ضئيلة مدى عشرات إلى مئات الملايين من السنين الماضية، وكانت نتيجتها النهائية (بعد زيادة وتدنٍ متواليَيْن) هي انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ولا بد أن تستمرَّ هذه النسبة بالانخفاض إلى ما لانهاية إن قيست على مقياسٍ مدّته مليارات السنين، إذ سوف يقلّ تواتر الانبعاثات البركانية التي تُحرِّرُ الكربون من باطن الأرض (لأن كوكب الأرض يبردُ باستمرارٍ مع تلاشي حرارته وإشعاعاته الداخلية). على أن هذه العمليات -المذكورة آنفاً- بطيئة للغاية وليست ذات صلة بتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ حالياً ولا على مرّ القرون والألفيَّات القادمة.

ومن المتوقع خلال المليار سنة القادمة أن يفنى [[نبات|النبات]] و[[حيوان|الحيوان]] من على سطح الأرض تمامًا، فبحلول ذلك الوقت سوف يمسي معظم الكربون الباقي معزولاً تحت سطح الأرض، وسوف تتباطؤ العمليات التي تؤدِّي إلى تحرير ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجويّ (مثل [[اضمحلال نشاط إشعاعي|النشاط الإشعاعي]] وما ينجمُ عنه من حركة [[الصفائح التكتونية]]).<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The life and death of planet Earth : how the new science of astrobiology charts the ultimate fate of our world|مسار= https://www.worldcat.org/oclc/50322946|ناشر=Times Books|تاريخ=2003, ©2002|مكان=New York|ISBN=0-8050-6781-7|OCLC=50322946|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233747/https://www.worldcat.org/title/life-and-death-of-planet-earth-how-the-new-science-of-astrobiology-charts-the-ultimate-fate-of-our-world/oclc/50322946|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وسيؤدي فناءُ الحياة النباتية إلى فناء الأكسجين في نهاية المطاف، وقد تبقى بعض الميكروبات فحسب، إذ تستطيعُ هذه أن تعيش على التمثيل الضوئي من ثاني أكسيد الكربون (حتى ولو تدنى مستواه إلى بضعة أجزاء لكل مليون)، ومن المحتمل أن تختفي أشكال الحياة الأخيرة هذه بسبب ارتفاع حرارة الأرض وزوال غلافها الجوي حينما تصبح الشمس [[عملاق|عملاقًا أحمر]] بعد حوالي أربعة مليارات سنة من الآن.<ref>Caldeira, Ken; Kasting, James F. (December 1992). "The life span of the biosphere revisited". ''Nature''. '''360''' (6406): 721–23. Bibcode:1992Natur.360..721C. doi:10.1038/360721a0. <nowiki>PMID 11536510</nowiki>.</ref>

=== قياس تركيز ثاني أكسيد الكربون في تاريخ الأرض ===
أكثر طريقة مباشرة لقياس تركيزات ثاني أكسيد الكربون التاريخية في الغلاف الجوي هي قياس فقاعات الهواء (أي [[سائل|السوائل]] و[[غاز|الغازات]] المحتجزة ضمن كريستالات) الحبيسة تحت صفائح الجليد في [[القطب الجنوبي]] وجزيرة [[جرينلاند]]. وتعتمدُ الأبحاث المقبولة في المجتمع الأكاديمي على دراسة [[عينة لبية جليدية|عيّنات لبية جليدية]] مأخوذةٍ من هذه المحابس في القطب الجنوبي، وتشير تلك الدراسات إلى أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت حوالي 260-280 جزء في المليون قبل بدء الانبعاثات الصناعية التي أطلقها الإنسان، وقد ظلَّت هذه النسبة ثابتةً تقريباً خلال الـ10,000 عام السابقة.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.011
| عنوان = Historical CO2 Records from the Law Dome DE08, DE08-2, and DSS Ice Cores
| تاريخ = 1998-06
| موقع = Carbon Dioxide Information Analysis Center (CDIAC) Datasets
| تاريخ الوصول = 2020-04-21
| الأخير = Etheridge,
| الأول = D.M.
| الأخير2 = Steele,
| الأول2 = L.P.
| الأخير3 = Langenfelds,
| الأول3 = R.L.
| الأخير4 = Francey,
| الأول4 = R.J.
| الأخير5 = Barnola,
| الأول5 = J.-M.
| الأخير6 = Morgan,
| الأول6 = V.I.
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233735/http://data.ess-dive.lbl.gov/view/doi:10.3334/CDIAC/ATG.011|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وقد اكتشف أطول سجل لب جليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية، إذ أُخِذَت منها عينات من الجليد يصل عمرها إلى 800,000 عام،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A new 3000 m deep ice core drilled at Dome Fuji, Antarctica|مسار= http://www.pastglobalchanges.org/products/12217|صحيفة=PAGES news|تاريخ=2006-04|issn=1563-0803|صفحات=28–29|المجلد=14|العدد=1|DOI=10.22498/pages.14.1.28|الأول=Yoshiyuki|الأخير=Fujii|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233912/http://www.pastglobalchanges.org/products/12217|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> ويظهرُ من هذه العينة أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تراوحَ بين 180-210 جزء في المليون خلال العصور الجليدية، وارتفع إلى 280-300 جزء في المليون أثناء [[بين جليديين|العصور بين الجليدية]] الدافئة.<ref>Hileman B. (November 2005). "Ice Core Record Extended: Analyses of trapped air show current COat highest level in 650,000 years". ''Chemical & Engineering News''. '''83''' (48): 7. doi:10.1021/cen-v083n048.p007. ISSN 0009-2347</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Basic Data Analysis for Time Series with R|مسار= https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1002/9781118593233.ch20|ناشر=John Wiley & Sons, Inc.|تاريخ=2014-06-27|مكان=Hoboken, NJ, USA|ISBN=978-1-118-59323-3|صفحات=251–271|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233751/https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1002/9781118593233.ch20|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> ولعلَّ بداية الزراعة البشرية في [[العصر الهولوسيني|عصر الهولوسين]] الحالي كانت سبباً واضحاً بزيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بعد انتهاء [[عصر جليدي|العصر الجليدي]] الأخير، مما أدى إلى تأثير يُسمَّى [[تأثير التسميد بثاني أكسيد الكربون]]، فكانت نتيجته نمو الكتلة الحيوية للنبات على الأرض وتقليل حاجة [[ثغر (نبات)|ثغور النبات]] لاستهلاك ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تقليل فاقد المياه في نمو النباتات وزيادة كفاءة سقايتها.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |مؤلف1=Richerson P.J. |مؤلف2=Boyd R. |مؤلف3=Bettinger R.L. |عنوان=Was Agriculture Impossible During The Pleistocene But Mandatory During The Holocene?? |صحيفة=American Antiquity |المجلد=66 |العدد=3 |صفحات=387–411 |jstor=2694241 |تاريخ=July 2001 |مسار= http://www.sscnet.ucla.edu/anthro/faculty/boyd/AgOrigins.pdf |doi=10.2307/2694241|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20130319095652/http://www.sscnet.ucla.edu:80/anthro/faculty/boyd/AgOrigins.pdf|تاريخ أرشيف=2013-03-19}}</ref>

استخدمت [[وكيل مناخي|طرق غير مباشرة]] كثيرةٌ في محاولة قياس تركيزات ثاني أكسيد الكربون التاريخية في الغلاف الجوي، أي على مرِّ ملايين السنين الماضية، ومن هذه الطرق تقصّي [[بورون|البورون]]، ودراسة نسبة [[نظير (كيمياء)|نظائر]] الكربون في أنواع معينة من [[رواسب بحرية|الرواسب البحرية]]، وإحصاء عدد [[ثغر (نبات)|الثغور]] المكتشفة في أوراق النبات الأحفوري.<ref name="Osborne, C. P. 2006 173–194">{{استشهاد بدورية محكمة
|مؤلف = Osborne, C.P.
|مؤلف2=Beerling, D.J.
|مؤلف2-وصلة = David Beerling
|سنة = 2006
|عنوان = Nature's green revolution: the remarkable evolutionary rise of {{C4}} plants
|صحيفة = Philosophical Transactions of the Royal Society B: Biological Sciences
|المجلد = 361
|العدد = 1465
|صفحات = 173–94
|doi = 10.1098/rstb.2005.1737
|pmid = 16553316
|pmc = 1626541
}}</ref>

وهناك العديد من الأدلة على أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون ارتفعت قبل 200 إلى 150 مليون سنة فوصلت إلى أكثر من 3,000 جزء في المليون، كما ارتفعت قبل بين 600 إلى 400 مليون سنة فوصلت إلى أكثر من 6,000 جزء في المليون.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Was Agriculture Impossible during the Pleistocene but Mandatory during the Holocene? A Climate Change Hypothesis|مسار= https://www.cambridge.org/core/journals/american-antiquity/article/was-agriculture-impossible-during-the-pleistocene-but-mandatory-during-the-holocene-a-climate-change-hypothesis/246B240BFFFBE904B1AC31296AD72949|صحيفة=American Antiquity|تاريخ=2001-07|issn=0002-7316|صفحات=387–411|المجلد=66|العدد=3|DOI=10.2307/2694241|لغة=en|الأول=Peter J.|الأخير=Richerson|الأول2=Robert|الأخير2=Boyd|الأول3=Robert L.|الأخير3=Bettinger|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200503005509/https://www.cambridge.org/core/journals/american-antiquity/article/was-agriculture-impossible-during-the-pleistocene-but-mandatory-during-the-holocene-a-climate-change-hypothesis/246B240BFFFBE904B1AC31296AD72949|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وانخفض تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في الآونة الأخيرة، فانخفض باستمرار عى ل مدى الـ60 مليون سنة المنصرمة. ومنذ حوالي 34 مليون سنة، أي حين وقوع [[حدث انقراض الإيوسيني-الأوليغوسيني|انقراض العصر الإيوسيني-الأوليغوسيني]] وحينما بدأت [[صفيحة القارة القطبية الجنوبية الجليدية]] فيتأخذ شكلها الحالي، كانت نسبة ثاني أكسيد الكربون حوالي 760 جزءاً في المليون،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A common aquarium fish helps unlock the secrets of melanoma|مسار= https://pubs.acs.org/doi/abs/10.1021/pr900088j|صحيفة=Journal of Proteome Research|تاريخ=2009-04-03|issn=1535-3893|صفحات=1619–1619|المجلد=8|العدد=4|DOI=10.1021/pr900088j|الأول=Katie|الأخير=Cottingham|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200603121247/https://pubs.acs.org/doi/abs/10.1021/pr900088j|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> وتشيرُ أدلة جيو كيميائية إلى أن هذه التركيزات كانت أقل من 300 جزء في المليون منذ حوالي 20 مليون سنة. وقد انخفض تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى نقطة تحول بلغت 600 جزء في المليون فقط، وكان هذا الانخفاض هو السبب الأساسي في تجلّد القطب الجنوبي.<ref>Pagani, Mark; Huber, Matthew; Liu, Zhonghui; Bohaty, Steven M.; Henderiks, Jorijntje; Sijp, Willem; Krishnan, Srinath; Deconto, Robert M. (2 December 2011). "Drop in carbon dioxide levels led to polar ice sheet, study finds". ''Science''. '''334''' (6060): 1261–4. Bibcode:2011Sci...334.1261P. doi:10.1126/science.1203909. <nowiki>PMID 22144622</nowiki>. Retrieved 14 May 2013.</ref> وربما كانت التركيزات المنخفضة لثاني أكسيد الكربون هي الحافز الذي فضَّلَ تطور [[تمثيل ضوئي رباعي الكربون|النباتات ربايعة الكربون]]، والتي زادت وفرتها كثيراً قبل ما بين 7 إلى 5 ملايين سنة مضت.<ref>Osborne, C.P.; Beerling, D.J. (2006). "Nature's green revolution: the remarkable evolutionary rise of C<sub>4</sub> plants". ''Philosophical Transactions of the Royal Society B: Biological Sciences''. '''361''' (1465): 173–94. doi:10.1098/rstb.2005.1737. PMC 1626541. <nowiki>PMID 16553316</nowiki>.</ref>

ويستندُ بعض الباحثين إلى تحليل الأوراق الأحفورية ليدلّوا على أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت أعلى بكثير من 300 جزء في المليون خلال 7,000 إلى 10,000 سنة الأخيرة من تاريخ الأرض، ويرى هؤلاء الباحثون أن التغير الكبير في هذا التركيز ربَّما أدى إلى تغييرات مناخية كبيرة.<ref>Wagner, Friederike; Bent Aaby; Henk Visscher (2002). "Rapid atmospheric O2 changes associated with the 8,200-years-B.P. cooling event". ''Proc. Natl. Acad. Sci. USA''. '''99''' (19): 12011–14. Bibcode:2002PNAS...9912011W. doi:10.1073/pnas.182420699. PMC 129389. <nowiki>PMID 12202744</nowiki>.</ref> واعترض باحثون آخرون على هذه الادعاءات، فقالوا أن من المرجح أن السَّبب في هذه الاختلافات هو مشكلات المعايرة لا التغييرات الفعلية في ثاني أكسيد الكربون،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Early Holocene Atmospheric CO2 Concentrations|مسار= https://science.sciencemag.org/content/286/5446/1815|صحيفة=Science|تاريخ=1999-12-03|صفحات=1815a–1815|المجلد=286|العدد=5446|DOI=10.1126/science.286.5446.1815a|الأول=A.|الأخير=Indermühle|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233923/https://science.sciencemag.org/content/286/5446/1815|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> والسبب في هذا النزاع هو أن عينات الجليد المأخوذة من جزيرة [[جرينلاند]] غالبًا ما تظهرُ فيها قيم أعلى وأكثرُ تراوحاً لثاني أكسيد الكربون من القياسات المماثلة في [[القارة القطبية الجنوبية|أنتاركتيكا]]، على أن القائمين على هذه القياسات يعتقدون أن الاختلافات في نوى جرينلاند ناجمةٌ عن التحلّل الموضعي لغبار كربونات [[كالسيوم|الكالسيوم]] الموجود في الجليد. وحينما تتدنَّى تركيزات الغبار في عينات جرينلاند، كما هي الحال على الدَّوام -تقريباً- في عينات القارة القطبية الجنوبية، تتوافقُ قياسات تركيزات ثاني أكسيد الكربون من كليهما (حسبما وجد الباحثون).<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=The CO 2 concentration of air trapped in GISP2 ice from the Last Glacial Maximum-Holocene transition|الأول=H. J.|الأول4=K. C.|الأخير3=Mastroianni|الأول3=D.|الأخير2=Wahlen|الأول2=M.|الأخير=Smith|لغة=en|مسار= http://doi.wiley.com/10.1029/96GL03700|DOI=10.1029/96GL03700|العدد=1|المجلد=24|صفحات=1–4|تاريخ=1997-01-01|صحيفة=Geophysical Research Letters|الأخير4=Taylor|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233927/http://doi.wiley.com/10.1029/96GL03700|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref>

''شاهد أيضا: [[علم المناخ القديم]]، [[حدث الأكسدة الكبير]]''

== ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والاحتباس الحراري ==
[[ملف:Greenhouse-effect-t2.svg|تصغير|243x243بك|يؤدي تأثير البيت الزجاجي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.]]
الحياة على الأرض ممكنة بفضل ظاهرة اسمها [[تأثير البيت الزجاجي]]، ومعناها أن غلاف الأرض الجويّ يحفظُ ما يأتيها من حرارة الشمس مثل بيت من الزجاج يزرع فيه النبات، ويؤدي ثاني أكسيد الكربون دورًا مهمًا في هذه الظاهرة، فيساهم في إبقاء درجة الحرارة مرتفعة نسبيًا على كوكب الأرض.<ref>"Annex II Glossary". Intergovernmental Panel on Climate Change. Retrieved 15 October 2010.</ref><ref>A concise description of the greenhouse effect is given in the ''Intergovernmental Panel on Climate Change Fourth Assessment Report,'' "What is the Greenhouse Effect?" FAQ 1.3 – AR4 WGI Chapter 1: Historical Overview of Climate Change Science, IPCC Fourth Assessment Report, Chapter 1, p. 115: "To balance the absorbed incoming [solar] energy, the Earth must, on average, radiate the same amount of energy back to space. Because the Earth is much colder than the Sun, it radiates at much longer wavelengths, primarily in the infrared part of the spectrum (see Figure 1). Much of this thermal radiation emitted by the land and ocean is absorbed by the atmosphere, including clouds, and reradiated back to Earth. This is called the greenhouse effect."

Stephen H. Schneider, in ''Geosphere-biosphere Interactions and Climate,'' Lennart O. Bengtsson and Claus U. Hammer, eds., Cambridge University Press, 2001, ISBN 0-521-78238-4, pp. 90–91.

E. Claussen, V.A. Cochran, and D.P. Davis, ''Climate Change: Science, Strategies, & Solutions,'' University of Michigan, 2001. p. 373.

A. Allaby and M. Allaby, ''A Dictionary of Earth Sciences,'' Oxford University Press, 1999, ISBN 0-19-280079-5, p. 244.</ref><ref>Vaclav Smil (2003). ''The Earth's Biosphere: Evolution, Dynamics, and Change''. MIT Press. p. 107. ISBN <bdi>978-0-262-69298-4</bdi>.</ref> وأشارات الدراسات إلى أن درجة حرارة الأرض بدون تأثير البيت الزجاجي قد تنخفض إلى حوالي -18 درجة مئوية،<ref>"Solar Radiation and the Earth's Energy Balance". ''The Climate System – EESC 2100 Spring 2007''. Columbia University. Retrieved 15 October 2010.</ref><ref>Le Treut H, Somerville R, Cubasch U, Ding Y, Mauritzen C, Mokssit A, Peterson T, Prather M (2007). "Historical Overview of Climate Change Science" (PDF). In Solomon S, Qin D, Manning M, Chen Z, Marquis M, Averyt KB, Tignor M, Miller HL (eds.). ''Climate Change 2007: The Physical Science Basis. Contribution of Working Group I to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change''. Cambridge, UK and New York, NY: Cambridge University Press. p. 97.</ref> وأما درجة حرارة سطح الأرض الحالية فتبلغ بالمتوسط 14 درجة مئوية تقريبًا.<ref>"The Elusive Absolute Surface Air Temperature (SAT)". ''Goddard Institute for Space Studies''. NOAA.</ref>

يعتقد أن ثاني أكسيد الكربون كان له تأثير مهم في تنظيم درجة حرارة الأرض طوال تاريخها البالغ 4.7 مليار عام. إذ وجد العلماء دليلاً على أن الماء كان سائلاً في وقت مبكر من حياة الأرض، مما يشير إلى أنها كانت كوكباً دافئاً على الرغم من أن طاقة الشمس التي وصلتها آنذاك تُقدَّرُ بـ70% فقط مما هي عليه اليوم. وقد اقترح العلماء أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون الأعلى في الغلاف الجوي المبكر قد تفسر هذه المفارقة (واسمها [[معضلة الشمس الصغيرة الخافتة]])، فعندما تكونت الأرض لأول مرة ربما احتوى غلافها الجوي على تركيزات من الغازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون أعلى مما فيه الآن، ويقدر [[ضغط جزئي|ضغطه الجزئي]] آنذاك بـ1,000 كيلو باسكال (10 بار)، لأنه لم يكن فيه تركيب ضوئي بكتيري [[أكسدة واختزال|لاختزال الغاز]] إلى مركبات الكربون والأكسجين. ولعلَّ [[ميثان|الميثان]] كان أعلى تركيزاً في الغلاف الجوي آنذاك أيضاً، والميثان هو أحد الغازات الدفيئة النشيطة جدًا وهو يتفاعل مع الأكسجين لإنتاج ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.<ref>Walker, James C.G. (June 1985). "Carbon dioxide on the early earth" (PDF). ''Origins of Life and Evolution of the Biosphere''. '''16''' (2): 117–27. Bibcode:1985OrLi...16..117W. doi:10.1007/BF01809466. hdl:2027.42/43349. <nowiki>PMID 11542014</nowiki>. Retrieved 30 January 2010.</ref><ref>Pavlov, Alexander A.; Kasting, James F.; Brown, Lisa L.; Rages, Kathy A.; Freedman, Richard (May 2000). "Greenhouse warming by CH<sub>4</sub> in the atmosphere of early Earth". ''Journal of Geophysical Research''. '''105''' (E5): 11981–90. Bibcode:2000JGR...10511981P. doi:10.1029/1999JE001134. <nowiki>PMID 11543544</nowiki>.</ref>

على الرغم من أن الماء مسؤول عن النسبة الأعظم من تأثير الاحتباس الحراري (حوالي 36-70% من التأثير)، إلا أن مساهمة بخار الماء في الاحتباس الحراري سببها هو درجة الحرارة. ويعد ثاني أكسيد الكربون أكثر الغازات الدفيئة على الأرض ارتباطاً بنشاطات الإنسان، وكثيراً ما يأتي ذكره بصفته غازاً دفيئاً يتزايد تأثير منذ مستهل عصر الصناعة (في عام 1750 فصاعداً). وقد قدَّر [[تقرير التقييم الخامس للجنة الدولية للتغيرات المناخية]] أن ثاني أكسيد الكربون مسؤولٌ عن حوالي 70% من زيادة الطاقة الحرارية على الأرض منذ الثورة الصناعية (أو أنه مسؤولٌ عن زيادة مقدارها 1.82 من أصل 2.63 واط لكل متر مربع).<ref>IPCC Fifth Assessment Report – Chapter 8: Anthropogenic and Natural Radiative Forcing. <nowiki>https://www.ipcc.ch/pdf/assessment-report/ar5/wg1/WG1AR5_Chapter08_FINAL.pd</nowiki> {{استشهاد ويب |مسار=https://www.ipcc.ch/pdf/assessment-report/ar5/wg1/WG1AR5_Chapter08_FINAL.pd/ |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=18 يونيو 2020 |تاريخ أرشيف=18 يونيو 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200618204058/https://www.ipcc.ch/pdf/assessment-report/ar5/wg1/WG1AR5_Chapter08_FINAL.pd/ |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>

نشرت أول ورقة استنتجت العلاقة بين زيادة درجة حرارة الأرض وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في عام 1896،<ref>Arrhenius, Svante (1896). "On the influence of carbonic acid in the air upon the temperature of the ground" (PDF). ''Philosophical Magazine and Journal of Science'': 237–76.</ref> ويعتمد التأثير الإشعاعي المتزايد الذي يسبّبه ثاني أكسيد الكربون على خصائصه الفيزيائية وعلى قدرته على امتصاص الموجات الإشعاعية التي تنعكس من سطح الأرض.

== ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ودورة الكربون ==
يؤدي ثاني أكسيد الكربون دورًا أساسيًا في تتابع [[دورة الكربون]] في الأرض، وفي هذه الدورة ينتقل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي (عن طريق بعض العمليات الطبيعية مثل التمثيل الضوئي وترسب الكربونات) لتشكيل [[حجر جيري|الحجر الجيري]] على سبيل المثال، ومن ثم ينتقل مرة أخرى إلى الغلاف الجوي عن طريق عمليات طبيعية شبيهةٍ منها مثلاً [[تنفس|التنفس]] وانحلال الحمض في رواسب الكربونات. وهناك دورتان كربونيتان تقعان على الأرض، وهما: دورة الكربون السريعة ودورة الكربون البطيئة. وينتقل الكربون في الدورة السريعة بين البيئة والكائنات الحية في المحيط الحيوي، بينما ينتقل في دورته البطيئة بين الغلاف الجوي والمحيطات والتربة والصخور والبراكين، وكلتا الدورتين مرتبطتان جوهرياً ويعود الفضل في كلتيهما إلى وجود ثاني أكسيد الكربون بحالته الغازية في الغلاف الجوي.

من المصادر الطبيعية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ما يأتي: [[تغزية|انبعاث الغازات]] عن البراكين و[[احتراق]] المواد [[مركب عضوي|العضوية]] و[[حرائق الغابات]] وعمليات التنفس [[كائن هوائي|في الكائنات الحية]]. وأما المصادر الصناعية لثاني أكسيد الكربون فمنها: حرق [[وقود أحفوري|الوقود الأحفوري]] للتدفئة و[[توليد الكهرباء]] و[[نقل|النقل]]، وكذلك الكثير من العمليات الصناعية (مثل تصنيع [[أسمنت|الإسمنت]]). وتنتج هذا الغاز -كذلك- العديد من الكائنات الحية الدقيقة المختلفة من [[تخمر (كيمياء حيوية)|التخمير]] و[[تنفس خلوي|التنفس الخلوي]]، فتُحَوِّلُ النباتات والطحالب و[[بكتيريا زرقاء|البكتيريا الزرقاء]] ثاني أكسيد الكربون إلى [[سكريات|كربوهيدرات]] عن طريق عملية اسمها التمثيل الضوئي، وتكتسب هذه الكائنات الطاقة اللازمة لتحويل الغاز إلى الكربوهيدرات من امتصاص ضوء الشمس عبر [[يخضور|اليخضور]] وغيره من الأصباغ. ويؤدي التمثيل الضوئي إلى إطلاق الأكسجين في الغلاف الجوي، وتستفيد من الأكسجين فيما بعد الكثير من الكائنات [[غيري التغذية|غيرية التغذية]] والنباتات الأخرى للتنفس، فتكتملُ هكذا دورة الكربون.

ومعظم مصادر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون طبيعية، وهي متوازنة بدرجة أو بأخرى مع تصريفاته الطبيعية: فعلى سبيل المثال، يؤدي التحلّل الطبيعي للمواد العضوية في الغابات والسهوب وعمل حرائق الغابات إلى إطلاق حوالي 439 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام، ويُعوّض نمو النباتات الجديدة طبيعياً عن هذا التأثير كاملاً فتمتص تلك النباتات 450 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.<ref>"IPCC Fourth Assessment Report: Climate Change 2007 (AR4)". Intergovernmental Panel on Climate Change. Retrieved 12 May 2013.</ref> وقد نشأ معظم ثاني أكسيد الكربون في غلاف الأرض الجوي الحالي من انبعاثات بركانية في العصور السّحيقة، على أن النشاط البركاني الحديث لا يطلق سوى 130 إلى 230 ميجا طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام (وهي نسبة صغيرة من مجموع انبعاثاته). وتتوازن هذه المصادر الطبيعية تقريبًا مع وسائل التصريف الطبيعية والعمليات الفيزيائية والبيولوجية التي تزيل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، فتزيل النباتات البرية مباشرةً جزءاً من هذه الانبعاثات عن طريق التمثيل الضوئي، كما أن هذا الغاز قابلٌ للذوبان في الماء فيشكل [[حمض الكربونيك]]. وهناك تدفق طبيعي كبير لثاني أكسيد الكربون إلى المحيط الحيوي والمحيطات ومنها،<ref>Cappelluti, G.; Bösch, H.; Monks, P.S. (2009). ''Use of remote sensing techniques for the detection and monitoring of GHG emissions from the Scottish land use sector''. Scottish Government. ISBN <bdi>978-0-7559-7738-3</bdi>.</ref> وكان هذا التدفق متوازناً جداً قبل الثورة الصناعية، لكن المحيط الحيوي والمحيطات لا تزيل حالياً إلا نحو 57% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الإنسان.<ref>Canadell JG, Le Quéré C, Raupach MR, et al. (November 2007). "Contributions to accelerating atmospheric CO

2 growth from economic activity, carbon intensity, and efficiency of natural sinks". ''Proc. Natl. Acad. Sci. U.S.A.'' '''104''' (47): 18866–70. Bibcode:2007PNAS..10418866C. doi:10.1073/pnas.0702737104. PMC 2141868. <nowiki>PMID 17962418</nowiki>.</ref><ref name="مولد تلقائيا1">Junling Huang; Michael B. McElroy (2012). "The Contemporary and Historical Budget of Atmospheric CO

2" (PDF). ''Canadian Journal of Physics''. '''90''' (8): 707–16. Bibcode:2012CaJPh..90..707H. doi:10.1139/p2012-033.</ref><ref name="مولد تلقائيا1" />

وتُعرَّف نسبة زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى انبعاثاته باسم «الجزء المحمول جواً»، وتختلف هذه النسبة على المدى القصير لكنها عادةً ما تكون حوالي 45% على مرّ كل 5 سنوات.<ref name="مولد تلقائيا1" /> وقد ارتفعت كمية الكربون المُقَدرة في النباتات حول العالم من حوالي 740 مليار طن في عام 1910 إلى 780 مليار طن في عام 1990.<ref>Post WM, King AW, Wullschleger SD, Hoffman FM (June 1997). "Historical Variations in Terrestrial Biospheric Carbon Storage". ''DOE Research Summary''. '''34''' (1): 99–109. Bibcode:1997GBioC..11...99P. doi:10.1029/96GB03942.</ref>

=== ثاني أكسيد الكربون الجوي والتمثيل الضوئي ===
[[ملف:Photosynthesis-ar.gif|تصغير|تحول عملية البناء الضوئي ضوء الشمس إلى طاقة كيميائية، فهي تفصلُ جزيئي الأكسجين عن الماء وتمزجهما مع الكربون لإنتاج السكر.]]
يعد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ضرورياً جداً للحياة، وكان له دور في تطورها وتنوعها على مدار [[علم الزمن الجيولوجي|التاريخ الجيولوجي]] للأرض كاملاً. إذ [[التاريخ التطوري للحياة|تطورت الكائنات الحية الأولى]] القادرة على التمثيل الضوئي في وقت مبكر جداً، واستخدمت على الأرجح عوامل [[مختزل|الاختزال]] (مثل [[هيدروجين|الهيدروجين]] أو [[كبريتيد الهيدروجين]]) كمصادر للإلكترونات بدلاً من الماء.<ref>Olson JM (May 2006). "Photosynthesis in the Archean era". ''Photosyn. Res''. '''88''' (2): 109–17. doi:10.1007/s11120-006-9040-5. <nowiki>PMID 16453059</nowiki></ref> وظهرت [[بكتيريا زرقاء|البكتيريا الزرقاء]] لاحقًا، وأنتجت هذه البكتيريا كمية فائضةً من الأكسجين فساهمت في وقوع [[حدث الأكسدة الكبير]]<ref>Buick R (August 2008). "When did oxygenic photosynthesis evolve?". ''Philos. Trans. R. Soc. Lond. B Biol. Sci''. '''363''' (1504): 2731–43. doi:10.1098/rstb.2008.0041. PMC 2606769. <nowiki>PMID 18468984</nowiki>.</ref> الذي أمسى بفضله تطور الكائنات [[متعددة الخلايا]] ممكنًا.

انخفضت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في العصور الجيولوجية الأخيرة إلى أقل من 600 جزء في المليون، ولعل هذا كان الحافز الذي أدى إلى تطور نباتات [[تمثيل ضوئي رباعي الكربون|تُمَثِّل رباعي الكربون ضوئياً]]، وارتفعت أعداد هذه النباتات بنسبة هائلة قبل 7 و5 ملايين سنة فحلَّت مكان الكثير من النباتات التي كانت تعتمد على [[تمثيل ضوئي ثلاثي الكربون|تمثيل ثلاثي الكربون ضوئياً]] (وهو أقل كفاءة). وفي ظل الضغط الجوي السائد حالياً فإن التمثيل الضوئي يتوقع إذا ما انخفضت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الجو إلى أقل من 150 إلى 200 جزء في المليون، ولو أن بعض الميكروبات يمكنها استخراج الكربون من الهواء بتركيزات أقل بكثير.<ref>Lovelock, J. E. (1972). "Gaia as seen through the atmosphere". ''Atmospheric Environment''. '''6''' (8): 579–580. Bibcode:1972AtmEn...6..579L. doi:10.1016/0004-6981(72)90076-5. Archived from the original on 3 November 2011. Retrieved 22 March 2014.</ref><ref>Li, K.-F. (30 May 2009). "Atmospheric pressure as a natural climate regulator for a terrestrial planet with a biosphere". ''Proceedings of the National Academy of Sciences''. '''106''' (24): 9576–9579. Bibcode:2009PNAS..106.9576L. doi:10.1073/pnas.0809436106. PMC 2701016. <nowiki>PMID 19487662</nowiki>. Retrieved 22 March 2014.</ref> ويبلغ حالياً متوسط الطاقة التي يجمعها التمثيل الضوئي عالميًا حوالي 130 تيراواط،<ref>Nealson KH, Conrad PG (December 1999). "Life: past, present and future". ''Philos. Trans. R. Soc. Lond. B Biol. Sci''. '''354''' (1392): 1923–39. doi:10.1098/rstb.1999.0532. PMC 1692713. <nowiki>PMID 10670014</nowiki>.</ref><ref>Whitmarsh J, Govindjee (1999). "The photosynthetic process". In Singhal GS; Renger G; Sopory SK; Irrgang KD; Govindjee (eds.). ''Concepts in photobiology: photosynthesis and photomorphogenesis''. Boston: Kluwer Academic Publishers. pp. 11–51. ISBN <bdi>978-0-7923-5519-9</bdi>. <q>100 x 10<sup>15</sup> grams of carbon/year fixed by photosynthetic organisms which is equivalent to 4 x 10<sup>18</sup> kJ/yr = 4 x 10<sup>21</sup>J/yr of free energy stored as reduced carbon; (4 x 10<sup>18</sup> kJ/yr) / (31,556,900 sec/yr) = 1.27 x 10<sup>14</sup> J/yr; (1.27 x 10<sup>14</sup> J/yr) / (10<sup>12</sup> J/sec / TW) = 127 TW.</q></ref><ref>Steger U, Achterberg W, Blok K, Bode H, Frenz W, Gather C, Hanekamp G, Imboden D, Jahnke M, Kost M, Kurz R, Nutzinger HG, Ziesemer T (2005). ''Sustainable development and innovation in the energy sector''. Berlin: Springer. p. 32. ISBN <bdi>978-3-540-23103-5</bdi>. <q>The average global rate of photosynthesis is 130 TW (1 TW = 1 terawatt = 10<sup>12</sup> watt).</q></ref> وهو ؤقم أكبر بحوالي ست أضعاف من [[استهلاك عالمي للطاقة|استهلاك الطاقة العالمي للحضارة البشرية]]،<ref>"World Consumption of Primary Energy by Energy Type and Selected Country Groups, 1980–2004". Energy Information Administration. 31 July 2006. Archived from the original (XLS) on 9 November 2006. Retrieved 2007-01-20.</ref> كما أن التمثيل الضوئي في الكائنات الحية يُحوّل أيضًا حوالي 100-115 ألف مليون طن متري من الكربون إلى [[كتلة حيوية]] سنويًا.

تعتبر الكائنات التي تتغذى بالتمثيل الضوئي [[ضوئي التغذية|ضوئية التغذية]]، وهي قادرة على [[اصطناع كيميائي|تصنيع]] طعامها مباشرة من ثاني أكسيد الكربون و[[ماء|الماء]] باستخدام الطاقة التي تمتصّها من الضوء، على أن بعض الكائنات تستمدّ طاقتها من الضوء بدون أن تجري عملية التمثيل الضوئي، واسمها [[كائن ضوئي غيري التغذية|الكائنات الضوئية غيرية التغذية]]، وهي تستمد الكربون من [[مركب عضوي|المركبات العضوية]] بدلاً من ثاني أكسيد الكربون.<ref>Bryant DA, Frigaard NU (November 2006). "Prokaryotic photosynthesis and phototrophy illuminated". ''Trends Microbiol''. '''14''' (11): 488–96. doi:10.1016/j.tim.2006.09.001. <nowiki>PMID 16997562</nowiki></ref> ويطلق التمثيل الضوئي في النباتات والطحالب والبكتيريا الزرقاء أكسجيناً إلى الجو، وهذا ما يسمى التركيب الضوئي الأكسجيني. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات بين التمثيل الضوئي الأكسجيني إلا أنه يظلّ شبيهاً جداً بالتمثيل الضوئي في غيرها من الكائنات، ومع ذلك هناك بعض أنواع البكتيريا التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي غير المؤكسدة، أي أنها تستهلك ثاني أكسيد الكربون ولكنها لا تطلق الأكسجين.

يتحول تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى سكريات في عملية تسمى [[تثبيت الكربون]]، وهو [[أكسدة واختزال|تفاعل اختزال]] ماص للحرارة، وبالتالي يجب فيه أن يستمد الكائن من التمثيل الضوئي مصدراً للطاقة لدفع التفاعل وكذلك الإلكترونات اللازمة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى كربوهيدرات، وإضافة الإلكترونات هذه هي تفاعل اختزالي. ويعد التمثيل الضوئي -عامة- عملية معاكسة [[تنفس خلوي|للتنفس الخلوي]]، إذ يتأكسد فيه الجلوكوز ومركبات أخرى لإنتاج ثاني أكسيد الكربون والماء، كما تتحرَّرُ فيه طاقة كيميائية [[عملية طاردة للحرارة|طاردة للحرارة]] لدفع عملية التمثيل الغذائي للكائن الحي (على أن عمليتي التنفس والتمثيل الضوئي تحدثان بسلسلة تفاعلات وأجهزة خلوية مختلفة). وتستمد معظم الكائنات التي تعيش على التمثيل الضوئي طاقتها من [[طيف مرئي|الطيف المرئي]] للضوء، على أن حفنةً منها تستمد طاقتها من [[الأشعة تحت الحمراء]].<ref>{{استشهاد ويب| عنوان = Scientists discover unique microbe in California's largest lake | مسار = http://www.bio-medicine.org/biology-news/Scientists-discover-unique-microbe-in-Californias-largest-lake-203-1/ | تاريخ الوصول = 2009-07-20 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200922034754/http://www.bio-medicine.org/biology-news/Scientists-discover-unique-microbe-in-Californias-largest-lake-203-1//|تاريخ أرشيف=2020-09-22|حالة المسار=live}}</ref>

=== تأثير زيادة ثاني أكسيد الكربون على النباتات والمحاصيل ===
وجد استعراض أجري في عام 1993 لدراسات في تأثير البيت الزجاجي أن مضاعفة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من شأنها أن تحفز نمو 156 نوعًا نباتيًا بزيادة متوسطها 37٪. وتتفاوت الاستجابة كثيراً حسب نوع النبات، فبعضها تستمد مكاسب أكبر بكثير وبعضها تتكبَّد خسائر كبيرة: فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 1979 أن مضاعفة تركيز ثاني أكسيد الكربون تضاعفُ -كذلك- وزن نباتات القطن التي تبلغ من العمر 40 يومًا، ولكن وزن نباتات الذرة التي تبلغ من العمر 30 يومًا زاد بنسبة 20% فقط.<ref>Poorter, Hendrik. "Interspecific variation in the growth response of plants to an elevated ambient CO2 concentration" (PDF).</ref><ref>Wong, S.C. (December 1979). "Elevated Partial Pressure of CO2 and Plant Growth". ''Oecologia''. '''44''' (1): 68–74. Bibcode:1979Oecol..44...68W. doi:10.1007/BF00346400. <nowiki>PMID 28310466</nowiki>.</ref>

وتحاول القياسات الميدانية والأقمار الصناعية دراسة تأثير زيادة ثاني أكسيد الكربون على البيئات الطبيعية، ومن وسائل ذلك تجارب تخصيب ثاني أكسيد الكربون في الهواء الطلق، وتزرع في هذه التجارب نباتات في قطع أرضية ويزيد الباحثون تركيز ثاني أكسيد الكربون حولها صناعباً، وتستخدم هذه التجارب بشكل عام مستويات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بدراسات تأثير البيت الزجاجي. ومكاسب النمو في دراسات تأثير البيت الزجاجي أقل بكثير وتعتمد على الأنواع قيد الدراسة، فأظهر استعراض عام 2005 لاثنتي عشرة تجربة (تراوح التركيز فيها بين 475 إلى 600 جزء في المليون) مكسباً متوسطه 17% في غلة المحاصيل، ووصل المكسب ذروته في [[بقولية|البقوليات]] وحضيضه في النباتات التي تعتمد التمثيل الضوئي لرباعي الكربون، وذكرت المراجعة أيضًا أن التجارب لها قيودها، إذ أجريت معظم التجارب في المناطق المعتدلة وبتركيز قليل لثاني أكسيد الكربون.<ref>Ainsworth, Lisa (February 2005). "What have we learned from 15 years of free-air CO2 enrichment (FACE)? A meta-analytic review of the responses of photosynthesis, canopy properties and plant production to rising CO2". ''New Phytol''. '''165''' (2): 351–71. doi:10.1111/j.1469-8137.2004.01224.x. <nowiki>PMID 15720649</nowiki>.</ref> وتوصلت قياسات الأقمار الصناعية إلى وجود زيادة في [[مؤشر مساحة الأوراق]] في 25% إلى 50% من مساحة الأرض النباتية على مدار الـ35 عامًا الماضية، وهذا دليل إيجابي على [[تأثير التسميد بثاني أكسيد الكربون]].<ref>Zhu, Zaichun; Piao, Shilong; Myneni, Ranga B.; Huang, Mengtian; Zeng, Zhenzhong; Canadell, Josep G.; Ciais, Philippe; Sitch, Stephen; Friedlingstein, Pierre (August 2016). "Greening of the Earth and its drivers". ''Nature Climate Change''. '''6''' (8): 791–95. Bibcode:2016NatCC...6..791Z. doi:10.1038/nclimate3004. ISSN 1758-6798. <q>We show a persistent and widespread increase of growing season integrated LAI (greening) over 25% to 50% of the global vegetated area, whereas less than 4% of the globe shows decreasing LAI (browning). Factorial simulations with multiple global ecosystem models suggest that CO2 fertilization effects explain 70% of the observed greening trend</q></ref><ref>Hille, Karl (25 April 2016). "Carbon Dioxide Fertilization Greening Earth, Study Finds". ''NASA''. Retrieved 4 February 2018.</ref>

وتشير مقالة مجلة [[بوليتيكو]] لعام 2017 إلى أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون قد يكون لها تأثير سلبي على الجودة الغذائية لمحاصيل عدّة يزرعها الإنسان، والسبب هو زيادة مستويات الكربوهيدرات في هذه الأغذية (ومنها سكر الجلوكوز) مع تقليل مستويات العناصر الغذائية المهمة (مثل [[بورتين (تغذية)|البروتين]] و[[حديد|الحديد]] و[[زنك|الزنك]]). وتشمل المحاصيل التي تعاني من نقص في البروتين [[أرز (توضيح)|الأرز]] و[[قمح|القمح]] و[[شعير|الشعير]] و[[بطاطا|البطاطس]].<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.politico.com/agenda/story/2017/09/13/food-nutrients-carbon-dioxide-000511/|عنوان=The great nutrient collapse. The atmosphere is literally changing the food we eat, for the worse. And almost nobody is paying attention.|الأخير=Evich|الأول=Helena Bottemiller|تاريخ=13 September 2017|عمل=[[بوليتيكو]] - The Agenda|تاريخ الوصول=2017-09-22| الأخير2=Johnson| الأول2=Geoff| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200920023949/https://www.politico.com/agenda/story/2017/09/13/food-nutrients-carbon-dioxide-000511/ | تاريخ أرشيف = 20 سبتمبر 2020 }}</ref>

=== ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ودورة الكربون المحيطية ===
[[ملف:CO2 pump hg.svg|تصغير|296x296بك|تبادل ثاني أكسيد الكربون بين الغلاف الجوي والمسطحات المائية.]]
تحتوي محيطات [[الأرض]] على كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في شكل أيونات [[بيكربونات|البيكربونات]] والكربونات، وهذه الكمية أكبر بكثير من الكمية الموجودة في الغلاف الجوي. وتنتج البيكربونات عن التفاعلات بين الصخر والماء وثاني أكسيد الكربون، ومن أمثلة هذه التفاعلات [[انحلال]] كربونات الكالسيوم:

<chem>CaCO3+CO2+H2O=Ca2+ + 2HCO3</chem>

وتحول هذه التفاعلات دون تغير ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عادةً. ونظرًا لأن الجانب الأيمن من التفاعل ينتج مركبًا حمضيًا، فإن إضافة ثاني أكسيد الكربون على الجانب الأيسر يقلل من [[أس هيدروجيني|الرقم الهيدروجيني]] لمياه البحر، وهذه عملية اسمها «[[تحمض المحيطات]]» (ويصبح فيها الرقم الهيدروجيني للمحيط أكثر حمضية على الرغم من أن قيمته تبقى في النطاق القلوي). والتفاعلات بين ثاني أكسيد الكربون والصخور غير الكربونية تضيف -أيضًا- بيكربونات إلى [[بحر|البحار]]، ويمكن أن يخضع هذا لاحقًا لتفاعل عكسَ ما جاء أعلاه فتنتجُ عنه [[صخر الكربونات|صخور الكربونات]]، مما يطلق نصف البيكربونات على هيئة ثاني أكسيد الكربون. وأنتج هذه العملية المتكرّرة على مدى مئات الملايين من السنين كميات هائلة من صخور الكربونات.

وفي نهاية المطاف، يذوب معظم ثاني أكسيد الكربون المنبعث عن الأنشطة البشرية في المحيط،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Fate of fossil fuel CO 2 in geologic time|مسار= http://doi.wiley.com/10.1029/2004JC002625|صحيفة=Journal of Geophysical Research|تاريخ=2005|issn=0148-0227|صفحات=C09S05|المجلد=110|العدد=C9|DOI=10.1029/2004JC002625|لغة=en|الأول=David|الأخير=Archer|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421233932/https://agupubs.onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1029/2004JC002625|تاريخ أرشيف=2020-04-21}}</ref> لكن السرعة التي سوف يقع فيها هذا الذوبان غير أكيد. فحتى ولو ذاب ثاني أكسيد الكربون كافَّة (ولو تحلَّلت صخور الكربون) فإنَّ ارتفاع تركيز البيكربونات وانخفاض تركيز أيون الكربونات (أو عدم تغيره) سيؤدي إلى زيادة [[حمض الكربونيك]] غير المؤين وثاني أكسيد الكربون المذاب في المحيطات، وستؤدي هذه الظاهرة (خصوصاً حين اجتماعها من ارتفاع [[درجة حرارة|درجات الحرارة]]) إلى ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الهواء إجمالاً، حتى ولو عادت دورة الكربون إلى توازنها.

== انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب الإنسان ==
[[ملف:Global Carbon Emissions-ar.svg|تصغير|293x293بك|انبعاثات الكربون الأحفوري العالمية من عام 1800 إلى 2014.]]
في حين أن امتصاص وإطلاق ثاني أكسيد الكربون يحدث دائمًا نتيجة للعمليات الطبيعية، إلا أن من المعروف أن الارتفاع الأخير في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يرجع بالأساس إلى النشاط البشري،<ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد ويب|مسار= https://www.bgc-jena.mpg.de/service/iso_gas_lab/publications/PG_WB_IJMS.pdf|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20170811075226/http://www.bgc.mpg.de/service/iso_gas_lab/publications/PG_WB_IJMS.pdf|تاريخ أرشيف=2017-08-11}}</ref> ومن المعروف أن النشاط البشري (وخاصة حرق [[وقود أحفوري|الوقود الأحفوري]]) تسبب في الزيادة السريعة في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على مدى القرون الماضية، وهناك أربع طرق للتوثق من ذلك:
* إحصاءات من بلدان عديدة لاستهلاك الوقود الأحفوري، مقترنة بإمكانية قياس كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنتج عن احتراق هذا الوقود (مثل كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة عن احتراق كل لتر [[وقود السيارات|بنزين]]).<ref>Mohr, S.H.; Wang, J.; Ellem, G.; Ward, J.; Giurco, D. (1 February 2015). "Projection of world fossil fuels by country". ''Fuel''. '''141''': 120–135. doi:10.1016/j.fuel.2014.10.030. Retrieved 19 November 2016.</ref>
* فحص نسبة [[نظير (كيمياء)|نظائر]] الكربون المختلفة في الغلاف الجوي،<ref name="مولد تلقائيا3" /> إذ يؤدي حرق الوقود الأحفوري المدفون منذ فترة طويلة إلى إطلاق ثاني أكسيد كربون فيه نظائر من الكربون مختلفة عن نظائره الموجودة في النباتات الحية، لذا يسهل التمييز بين انبعاثاته الطبيعية والانبعاثات التي يتسبب فيها الإنسان.
* ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في [[نصف الأرض الشمالي|النصف الشمالي]] من الكرة الأرضية، حيث يعيش معظم سكان العالم (وتصدر منهم الانبعاثات) مقارنة بالنصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وقد زاد هذا الاختلاف مع زيادة الانبعاثات البشرية المنشأ.<ref>Keeling, Charles D.; Piper, Stephen C.; Whorf, Timothy P.; Keeling, Ralph F. (2011). "Evolution of natural and anthropogenic fluxes of atmospheric CO2 from 1957 to 2003". ''Tellus B''. '''63''' (1): 1–22. Bibcode:2011TellB..63....1K. doi:10.1111/j.1600-0889.2010.00507.x. ISSN 0280-6509.</ref>
* انخفاض مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض، حيث يتفاعل الأكسجين مع الكربون في الوقود الأحفوري لتكوين ثاني أكسيد الكربون.<ref>Bender, Michael L.; Ho, David T.; Hendricks, Melissa B.; Mika, Robert; Battle, Mark O.; Tans, Pieter P.; Conway, Thomas J.; Sturtevant, Blake; Cassar, Nicolas (2005). "Atmospheric O2/N2changes, 1993–2002: Implications for the partitioning of fossil fuel CO2sequestration". ''Global Biogeochemical Cycles''. '''19''' (4): n/a. Bibcode:2005GBioC..19.4017B. doi:10.1029/2004GB002410. ISSN 0886-6236</ref>

إن إحراق الوقود الأحفوري (مثل [[فحم حجري|الفحم]] و[[نفط|النفط]] و[[غاز طبيعي|الغاز الطبيعي]]) هو السبب الرئيسي لزيادة ثاني أكسيد الكربون [[تأثير الإنسان على البيئة|من صنع الإنسان]]، و[[إزالة الغابات]] هي السبب الرئيسي الثاني. ففي عام 2010، تحرر 9.14 جيجا طن من الكربون (أي ما يعادل 33.5 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون أو حوالي 4.3 جزء في المليون) في الغلاف الجوي بسبب الوقود الأحفوري وإنتاج [[أسمنت|الأسمنت]] في جميع أنحاء العالم، مقارنة بـ6.15 جيجا طن من الكربون في عام 1990.<ref name=":1">{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.tyndall.ac.uk/global-carbon-budget-2010
| عنوان = Global carbon budget 2010 {{!}} Tyndall°Centre for Climate Change Research ®
| تاريخ = 2012-07-23
| موقع = web.archive.org
| تاريخ الوصول = 2020-04-21
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120723220134/http://www.tyndall.ac.uk/global-carbon-budget-2010
| تاريخ أرشيف = 23 يوليو 2012
| حالة المسار = bot: unknown
}}</ref>

بالإضافة إلى ذلك، ساهم تغير استخدام الأراضي بنسبة 0.87 جيغا طن عام 2010، مقابل 1.45 جيغا طن عام 1990،<ref name=":1" /> وقدر باحثون أن حرائق الجفت الإندونيسية (التي سببها الإنسان) أطلقت ما بين 13% و 40% من متوسط انبعاثات الكربون العالمية السنوية الناتجة عن حرق [[وقود أحفوري|الوقود الأحفوري]] في عام 1997.<ref>Page, S.; Siegert, F.; Rieley, J.; Boehm, H.; Jaya, A.; Limin, S. (2002). "The amount of carbon released from peat and forest fires in Indonesia during 1997". ''Nature''. '''420''' (6911): 61–65. Bibcode:2002Natur.420...61P. doi:10.1038/nature01131. <nowiki>PMID 12422213</nowiki></ref><ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.ens-newswire.com/ens/nov2002/2002-11-08-06.asp
| عنوان = Indonesian Wildfires Accelerated Global Warming
| موقع = www.ens-newswire.com
| تاريخ الوصول = 2020-04-21
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190908133919/http://www.ens-newswire.com:80/ens/nov2002/2002-11-08-06.asp|تاريخ أرشيف=2019-09-08}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.newscientist.com/article.ns/?id=dn6613|عنوان=Massive peat burn is speeding climate change - 06 November 2004 - New Scientist<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2020-09-04|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20080409165649/http://www.newscientist.com:80/article.ns?id=dn6613|تاريخ أرشيف=2008-04-09}}</ref>

== القياسات الجارية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ==
أجريت أول القياسات الدقيقة لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في [[معهد كاليفورنيا للتقنية]] في الخمسينيات من القرن الماضي، وأجراها [[تشارلز كيلينغ]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=The Keeling Curve legacy|مسار= https://physicstoday.scitation.org/do/10.1063/PT.5.021723/full/|صحيفة=Physics Today|تاريخ=2007|issn=1945-0699|DOI=10.1063/pt.5.021723|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200904191730/https://physicstoday.scitation.org/do/10.1063/PT.5.021723/full//|تاريخ أرشيف=2020-09-04}}</ref> وبعد مرور بضع سنوات (في عام 1958) بدأ كيلينغ أولى القياسات المستمرة في [[مونا لوا]]، وما زالت هذه القياسات مستمرة هناك وفي العديد من المواقع على مستوى العالم، كما يجري استخدام تقنيات جديدة في القياس. والعديد من مواقع القياس هي جزء من شبكات عالمية كبيرة ومترابطة، وغالبًا ما تنشر بيانات هذه القياسات علناً، فهي متاحة للجمهور ولإعادة استخدامها وفقًا لشروط منها الإقرار بمصدر البيانات.

== المراجع ==
{{مراجع|2}}
{{روابط شقيقة}}
{{شريط بوابات|علم طبقات الأرض|طاقة|طبيعة|طقس|علم البيئة|علوم الأرض}}
{{ضبط استنادي}}

[[تصنيف:أنظمة بيئية]]
[[تصنيف:ثنائي أكسيد الكربون]]
[[تصنيف:علوم الأرض]]
[[تصنيف:غازات دفيئة]]
[[تصنيف:غلاف الأرض الجوي]]
[[تصنيف:كيمياء]]