عرض مصدر تاريخ نظرية الجاذبية

{{إعادة كتابة}}
{{بطاقة فترة تاريخية}}
{{تدقيق علمي}}
[[ملف:Galileo.arp.300pix.jpg|تصغير|200بك|يسار|[[غاليليو غاليلي]]]]
'''نظرية الجاذبية''' هي نظرية تفسر [[جاذبية|الجاذبية]] في [[فيزياء|الفيزياء]] بوجود آلية تحكم حركة [[كتلة|الأجسام ذات الكتل]]؛ وقد وُضِعت عدة [[فيزياء نظرية|نظريات]] لتفسير [[جاذبية|قوة الجاذبية]] منذ [[عصور قديمة متأخرة|العصور القديمة]]. أقدم المصادر المتبقية التي ناقشت هذه النظريات وُجِدت في [[فلسفة يونانية|الفلسفة الإغريقية القديمة]]. ثم زاد عليها علماء [[تاريخ العلوم والتقانة في شبه القارة الهندية|الهند القديمة]]، و [[الفيزياء في عصر الحضارة الإسلامية|علماء المسلمين]]. كانت هذه خُطى مهمة أثناء [[عصر النهضة]]، و<nowiki/>[[ثورة علمية|الثورة العلمية]]، حيث ساعدت في تكوين [[قانون الجذب العام لنيوتن]] قبل أن تحل محله [[نظرية النسبية]] [[ألبرت أينشتاين|لألبرت آينشتاين]] في بدايات [[القرن 20|القرن العشرين]].

== العصور القديمة ==
=== اليونان ===
اعتقد [[فيلسوف|الفيلسوف]] اليوناني [[أرسطو]] في [[القرن 4 ق م|القرن الرابع قبل الميلاد]]، بِعَدَم وجود أي تأثير أو [[ حركة (فيزياء) |حركة]]  دون [[ السببية |مسبب]] ، إذ كان الموضع الطبيعي لعنصر [[الأرض]] (في [[نموذج مركزية الأرض|نموذجه للكون]] الذي افترض أن الأرض هي مركز الكون) هو [[بنية الأرض|باطن الأرض]]، يغلفها كرة من عنصر الماء، وهو الموضع الطبيعي للماء، فوقهما يوجد عنصر الهواء ثم النار. لذا لا تُعتبر الأجسام الثقيلة في نظام أرسطو منجذبة للأرض بواسطة قوى جاذبية خارجية، وإنما تتجه نحو موضعها الطبيعي بسبب جاذبية (gravitas) أو ثقلَّين داخلِّيَين.<ref>Edward Grant, ''The Foundations of Modern Science in the Middle Ages'', (Cambridge: Cambridge Univ. Pr., 1996), pp. 60-1.</ref><ref>Olaf Pedersen, ''Early Physics and Astronomy'', (Cambridge: Cambridge Univ. Pr., 1993), p. 130</ref>

بينما فهم [[مهندس معماري|المهندس المعماري]] الروماني [[فيتروفيو]] في [[القرن 1 ق م|القرن الأول قبل الميلاد]] أن الجاذبية غير معتمدة على ثقل المادة، وإنما على طبيعتها، فناقش بأنه إذا سُكب [[زئبق|الزئبق]] داخل وعاء، ووُضِعت فوقه حَجرة وزنها 100 باوند، سوف [[طفو|تطفو]] الحجرة على السطح، ولن تتمكن من [[ضغط]] السائل، ولا اختراقه، ولا فصله، أما إذا أُزيل ذاك الوزن ووُضع سكروبل (حوالي 1.3 غ أو 20 قمحة) من [[ذهب|الذهب]] بدلاً منه، فإنه لن يطفو على السطح، وإنما سيغرق للقعر من تلقاء نفسه، وبالتالي لا يمكن إنكار أن جاذبية المادة لا تعتمد على مقدار وزنها، وإنما على طبيعتها.<ref>
{{استشهاد بكتاب | الأخير = Vitruvius| الأول = Marcus Pollio  | مؤلف-وصلة = Marcus Vitruvius Pollio | محرر = Alfred A. Howard  | عنوان = De Architectura libri decem |عنوان مترجم=Ten Books on Architecture | مكان = Harvard University, Cambridge  | ناشر = Harvard University Press  | تاريخ = 1914  | الفصل = 7  | صفحة = 215  | مسار = http://www.gutenberg.org/files/20239/20239-h/29239-h.htm#Page_215  | آخرون = Herbert Langford Warren, Nelson Robinson (illus), Morris Hicky Morgan  | عمل = VII
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20161013193438/http://www.gutenberg.org/files/20239/20239-h/29239-h.htm|تاريخ أرشيف=2016-10-13| وصلة مكسورة = yes | تاريخ الوصول =  أغسطس 2020  }}</ref>

=== الهند ===
عرَّف [[أريابهاتا|آريابهاتا]] هذه القوى بدايةً حتى يفسِّر لِما لا تسقط الأجسام أثناء [[دوران الأرض]]، وطوَّر [[المجموعة الشمسية|نظاماً شمسياً]] أرضيّ المركزية للجاذبية، مع نموذج [[إهليلجية أرضية|إهليجي]] غريب للكواكب، تدور فيه حول محاورها وتتبع [[مدار إهليلجي|مدارات إهليجية]]، ويدور كل من [[الشمس]]، [[القمر|والقمر]] حول [[الأرض]] وفق [[فلك التدوير]]، بينما وصف عالم [[علم الفلك|الفلك]] [[رياضيات|والرياضيات]] الهندي [[براهماغوبتا]] الجاذبية كقوة جاذبة، واستخدم مصطلح (gurutvākarṣaṇ) ليعبّر عنها.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير1=Pickover|الأول1=Clifford|تاريخ=2008|عنوان=Archimedes to Hawking: Laws of Science and the Great Minds Behind Them|ناشر=Oxford University Press|isbn=978-0-19-979268-9|مسار=https://books.google.com/books?id=SQXcpvjcJBUC&pg=PA105| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170118060420/https://books.google.com/books?id=SQXcpvjcJBUC | تاريخ أرشيف = 18 يناير 2017 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير1=Bose|الأول1=Mainak Kumar|تاريخ=1988|عنوان=Late classical India|ناشر=A. Mukherjee & Co.|مسار= https://books.google.com/books?id=nbItAAAAMAAJ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200124234449/https://books.google.com/books?id=nbItAAAAMAAJ|تاريخ أرشيف=2020-01-24}}</ref><ref>*{{استشهاد بكتاب|الأول=Amartya|الأخير=Sen|عنوان=The Argumentative Indian|وصلة=https://archive.org/details/nlsiu.954.sen.20388|تاريخ=2005|صفحة=[https://archive.org/details/nlsiu.954.sen.20388/page/29 29]|ناشر=Allen Lane|isbn=978-0-7139-9687-6}}</ref>

وقد اقتبس كل من الهمداني [[أبو الريحان البيروني|والبيروني]] من براهماغوبتا قوله:
{{اقتباس|بصرف النظر عن هذا، إننا نقول بأن الأرض متساوية في كل جوانبها، فيقف جميع الناس على الأرض باستقامة، وتسقط جميع الأشياء الثقيلة باتجاه الأرض بواسطة [[قانون الطبيعة]]، إذ تكمن طبيعة الأرض في جذب الأشياء وإبقائها، كما من طبيعة الماء أن يتدفق، والنار أن تشتعل، والرياح أن تتحرك، فإذا أراد شيء ما التوجّه عميقاً تحت الأرض، له أن يحاول ذلك، ولكن الأرض هي الشيء السفلي الوحيد، والذي تعود البذور له دوماً، مهما كان الاتجاه الذي قد تنثرها فيه، ولا ترتفع فوقه أبداً.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Alberuni's India|ناشر=London : Kegan Paul, Trench, Trübner & Co., 1910.Electronic reproduction. Vol. 1 and 2. New York, N.Y. : Columbia University Libraries, 2006|صفحة=272|مسار= http://www.columbia.edu/cu/lweb/digital/collections/cul/texts/ldpd_5949073_001/pages/ldpd_5949073_001_00000328.html?toggle=image&menu=maximize&top=&left=|تاريخ الوصول=3 June 2014|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191214171550/http://www.columbia.edu/cu/lweb/digital/collections/cul/texts/ldpd_5949073_001/pages/ldpd_5949073_001_00000328.html?toggle=image&menu=maximize&top=&left=|تاريخ أرشيف=2019-12-14}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان= Kitāb al-Jawharatayn al-ʻatīqatayn al-māʼiʻatayn min al-ṣafrāʼ wa-al-bayḍāʼ : al-dhahab wa-al-fiḍḍah|ناشر=Cairo : Maṭbaʻat Dār al-Kutub wa-al-Wathāʼiq al-Qawmīyah bi-al-Qāhirah (Arabic:كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء : الذهب والفضة), 2004.|صفحات=43–44, 87|مسار= https://www.worldcat.org/title/kitab-al-jawharatayn-al-atiqatayn-al-maiatayn-min-al-safra-wa-al-bayda-al-dhahab-wa-al-fiddah/oclc/607846741|تاريخ الوصول=22 August 2014|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20180809060934/http://www.worldcat.org/title/kitab-al-jawharatayn-al-atiqatayn-al-maiatayn-min-al-safra-wa-al-bayda-al-dhahab-wa-al-fiddah/oclc/607846741|تاريخ أرشيف=2018-08-09}}</ref>}}

== العصر الحديث ==
اكتشف [[غاليليو غاليلي|غاليليو]] في [[القرن 17|القرن السابع عشر]] ما يعاكس تعاليم [[أرسطو]]، وهو أن جميع الأشياء تميل [[تسارع|للتسارع]] بالتساوي عند [[سقوط|السقوط]]، وقد أكد كل من [[فرانشيسكو ماريا جريمالدي|جريمالدي]] و<nowiki/>[[جيوفاني باتيستا ريتشيولي|ريتشيولي]] على علاقة [[مسافة|المسافة]] التي يقطعها الشيء أثناء السقوط الحر إلى مربع [[زمن|الزمن]] المُستغرق، وذلك بين عامي 1640 و1650، كما أجريا حساباً [[ثابت الجاذبية|لثابت الجاذبية]] بتسجيل [[اهتزاز|اهتزازات]] رقّاص ساعة.<ref>J.L. Heilbron, ''Electricity in the 17th and 18th Centuries: A Study of Early Modern Physics'' (Berkeley: University of California Press, 1979), 180.</ref>

وفي أواخر القرن السابع عشر، كنتيجة لاقتراح [[روبرت هوك|روبيرت هوك]] بوجود قوة جاذبية تعتمد على التربيع العكسي للمسافة،<ref>{{استشهاد بكتاب| ناشر = Cambridge University Press| isbn = 978-0-521-65696-2| الأخير = Cohen| الأول = I. Bernard|مؤلف2=George Edwin Smith| عنوان = The Cambridge Companion to Newton| سنة = 2002| مسار = https://archive.org/details/cambridgecompani00cohe_240| تاريخ = 2002|صفحات = [https://archive.org/details/cambridgecompani00cohe_240/page/n26 11]–12}}</ref> تمكّن [[إسحاق نيوتن]] من الاشتقاق الرياضي [[قوانين كيبلر للحركة الكوكبية|لقوانين كيبلر الحركية]] المجردة عن حركة الكواكب، بما يتضمن المدارات الإهليجية للكواكب الستة المعروفة آنذاك والقمر.
{{اقتباس|لقد استنتجت أن القوى التي تبقي الكواكب في مداراتها يجب أن تتعلق بالتبادل مع مربع مسافاتها عن المراكز التي تدور حولها، فقارنتُ بناءً على ذلك القوة الضرورية لإبقاء القمر ضمن مداره مع قوة الجاذبية على سطح الأرض، واكتشفت اقتراب نتيجتهما كثيراً.|إسحاق نيوتن، 1666}}

فكانت معادلة نيوتن الأصلية على الشكل:

:<math>{\rm Force\,of\,gravity} \propto \frac{\rm mass\,of\,object\,1\,\times\,mass\,of\,object\,2}{\rm distance\,from\,centers^2}</math>

ويعني الرمز ∝: [[تناسب (رياضيات)|تتناسب]] مع. وتطلّب تساوي طرفي هذه المعادلة وجود عامل أو ثابت ضرب يُعطي قوّة الجاذبية الصحيحة مهما كانت قيمة الكتل أو المسافة بينهم، فكان هينري كافينديش أول من قاس ثابت الجاذبية هذا عام 1797.

وفي عام 1907، اكتشف [[ألبرت أينشتاين|ألبيرت آينشتاين]]، فيما وصفه كـ«أسعد فكرة في حياته»، أن المشاهد الذي يسقط من سطح منزل لا يتعرض لأي [[حقل جاذبية|حقل جاذبي]]، بمعنى آخر، تكافئ قوة الجاذبية في هذه الحالة التسارع تماماً، وتطورت هذه الفكرة، والتي سُمّيت في البداية [[مبدأ التكافؤ]]، رسمياً بين عامي 1911 و1915 لتصبح نظرية آينشتاين في [[النسبية العامة]].

=== نظرية نيوتن في الجاذبية ===
في عام 1687، نشر عالم الرياضيات الإنجليزي السير [[إسحاق نيوتن]] [[الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية]](Principia)، والتي افترضت [[قانون الجذب العام لنيوتن|قانون التربيع العكسي لقوة الجاذبية]] الكونية، وقد حظيت نظرية نيوتن بنجاحها الأعظم عندما استُخدمت لتوقّع وجود كوكب [[نبتون]] بناءً على تحركات كوكب [[أورانوس]]، ما لم يمكن تفسيره بسلوكيات الكواكب الأخرى، إذ توقعت حسابات كل من [[جون كوش آدامز|جون كوتش آدامز]] [[أوربان لوفيرييه|وأوربان لوفيرييه]] الموقع العام لذاك الكوكب، فأرسل لوفيرييه ذلك [[يوهان غوتفريد غال|ليوهان غوتفريد غال]]، طالباً منه تأكيد صحة ما وجده، وفي نفس الليلة رصد غال نبتون بالقرب من الموقع الذي توقعه لوفيرييه.

وبعد سنوات لاحقة، عجزت نظرية نيوتن عن تفسير الشذوذ في مسار [[عطارد]] ، فبحلول نهايات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، كان من المعلوم أنه لا يمكن تفسير مدار [[عطارد]] بشكل كامل بجاذبية نيوتن، ولم تثمر أية من عمليات البحث عن جسم آخر مسبب للاضطراب (مثل كوكب يدور حول الشمس على مسافة أقرب من عطارد)، لكن [[ألبرت أينشتاين|ألبيرت أينشتاين]] حل هذه المعضلة عام 1915 بنظريته حول [[النسبية العامة]].

طوَّر [[بول ديراك]] فرضية تشير إلى أن قوة الجاذبية ينبغي أن تكون قد تناقصت ببطء ومعدل ثابت طوال [[تاريخ الكون]].<ref>{{استشهاد بكتاب |الأول=Heinz|الأخير=Haber|عنوان=Unser blauer Planet |عنوان مترجم=Our blue planet |طبعة=Rororo Taschenbuch Ausgabe [Rororo pocket edition] |سلسلة=Rororo Sachbuch [Rororo nonfiction]  |تاريخ=1967 |سنة النشر الأصلية=1965 |ناشر=Rowohlt Verlag |مكان=Reinbek |لغة=الألمانية |صفحة=52 |trans-chapter=The expansion of the Earth |الفصل=Die Expansion der Erde |اقتباس=Der englische Physiker und Nobelpreisträger Dirac hat [...] vor über dreißig Jahren die Vermutung begründet, dass sich das universelle Maß der Schwerkraft im Laufe der Geschichte des Universums außerordentlich langsam, aber stetig verringert." '''English:''' "The English physicist and Nobel laureate Dirac has [...], more than thirty years ago, substantiated the assumption that the universal strength of gravity decreases very slowly, but steadily over the course of the history of the universe.}}</ref>

وعلى الرغم من استبدال نظرية نيوتن، ما زالت معظم حسابات قوة الجاذبية الحديثة غير النسبوية تستخدمها؛ لأنها أسهل تعاملاً وصحيحة بما يكفي لمعظم التطبيقات.

=== [[التفسيرات الميكانيكية للجاذبية]] ===
تُعتبر النظريات أو التفسيرات الميكانيكية لقوة الجاذبية محاولات لشرح قانون الجاذبية بالاستعانة بعمليات ميكانيكية أساسية، مثل الدفع، ودون استخدام أي تأثير غير ملامس، وتطورت هذه النظريات منذ القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر بالترابط مع نظريات الأثير.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة  | مؤلف=Taylor, W. B. | عنوان =Kinetic Theories of Gravitation  | صحيفة = Smithsonian  | تاريخ =1876  | صفحات =205–282  | postscript=<!--None-->}}</ref>
استخدم [[رينيه ديكارت]] (1644) و<nowiki/>[[كريستيان هوغنس]] (1690) الدوامات لتفسير قوة الجاذبية، وافترض [[روبرت هوك|روبيرت هوك]] (1671) و<nowiki/>[[جيمس شاليس]] (1869) أن كل جسم يُصدر أمواجاً تؤدي لجذب الأجسام الأخرى، واقترح [[نيقولا فاشيو دي دوييه]] (1690) و<nowiki/>[[جورج لويس لو سيج]] (1748) نموذجاً كريوياً، باستخدام آلية تصوير أو تظليل ما.

ثم أنشأ [[هندريك أنتون لورنتس|هيندريك لورينتز]] نموذجاً مشابهاً لاحقاً، باستخدام الإشعاعات الكهرومغناطيسية عوضاً عن الكريات، من جهة أخرى ناقش [[إسحاق نيوتن]] (1675) و<nowiki/>[[برنارد ريمان|بيرنارد ريمان]] (1853) أن تيارات الأثير تحمل جميع الأجسام لبعضها البعض، كما اقترح [[إسحاق نيوتن|نيوتن]] (1717) و[[ليونهارت أويلر]] (1760) نموذجاً يفقد فيه الأثير كثافة بالقرب من الكتل، ما يؤدي لقوة إجمالية موجّهة نحو الأجسام، بالمقابل اقترح [[لورد كلفن|اللورد كيلفن]] (1871) أن جميع الأجسام تتذبذب، وهو ما قد يفسّر قوة الجاذبية والشحنات الكهربائية.

ولكن جميع تلك النماذج قد دُحضت لأن معظمها يؤدي لمقدار غير مقبول من المقاومة غير المرئية، بينما تنتهك أخرى قانون حفظ الطاقة ولا تتوافق مع الديناميكا الحرارية الحديثة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة  | مؤلف =Zenneck, J.  | مؤلف-وصلة =Jonathan Zenneck  | عنوان =Gravitation  | صحيفة =Encyklopädie der mathematischen Wissenschaften mit Einschluss ihrer Anwendungen  | المجلد =5  | العدد =1  | صفحات =25–67  | تاريخ =1903  | مكان =Leipzig  | postscript =<!--None-->  | مسار = http://dz-srv1.sub.uni-goettingen.de/sub/digbib/loader?did=D189514  | doi =10.1007/978-3-663-16016-8_2  |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210312062322/http://dz-srv1.sub.uni-goettingen.de/sub/digbib/loader?did=D189514|تاريخ أرشيف=2021-03-12}}{{وصلة مكسورة|date=November 2017 |bot=InternetArchiveBot |fix-attempted=yes | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20210312062322/http://dz-srv1.sub.uni-goettingen.de/sub/digbib/loader?did=D189514 | تاريخ الأرشيف = 12 مارس 2021 }}</ref>

=== [[النسبية العامة]] ===
في النسبية العامة، تُعزى تأثيرات الجاذبية لانحناء [[زمكان|الزمكان]] عوضاً عن قوة معينة، ويُعد مبدأ التكافؤ نقطة بداية النسبية العامة، وهو يساوي بين السقوط الحر والحركة العطالية، ويطرح مسألة تسارع الأجسام الساقطة بشكل حر فيما يتعلق ببعضها البعض، أما في الفيزياء النيوتونية لا يمكن ان يطرأ تسارع كهذا إلا إذا كان أحد الأجسام على الأقل خاضعاً لتأثير قوة ما (وبالتالي لا يتحرك بفعل عطالته وحسب).
ولتدارك هذه الصعوبة، اقترح آينشتاين أن الزمكان ينحني بمفعل المادة، وأن الأجسام الساقطة بشكل حر تتحرك على طول مسارات مستقيمة محلياً في زمكان منحنٍ (ويسمى هذا النوع من المسارات ب<nowiki/>[[الجيوديسي في النسبية العامة|المسارات الجيوديسية]])، وبشكل أكثر تحديداً، اكتشف آينشتاين وهيلبيرت معادلات المجال الخاصة بالنسبية العامة، والتي تربط وجود المادة بانحناء الزمكان، وسُميّت نسبةً لآينشتاين، وتتضمن معادلات آينشتاين للمجال هذه مجموعة من 10 معادلات متزامنة، وتفاضلية وغير خطية، وتكمن حلولها في محتويات الموتر المتري للزمكان، والذي يصف هندسة الزمكان، وتُحسب المسارات الجيوديسية للزمكان منه.

=== الجاذبية وميكانيكا الكم ===
بعد عدة عقود من اكتشاف النسبية العامة، تبيّن أنها لا يمكن أن تكون النظرية الكاملة عن الجاذبية، لأنها لا تتوافق مع [[ميكانيكا الكم]]، <ref name="Randall, Lisa 2005">{{استشهاد بكتاب | مؤلف=Randall, Lisa | عنوان=Warped Passages: Unraveling the Universe's Hidden Dimensions | سنة=2005 | مسار=https://archive.org/details/warpedpassagesun00rand_1 | ناشر=Ecco | تاريخ=2005 | المعرف=ISBN| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210817041632/https://archive.org/details/warpedpassagesun00rand_1 | تاريخ أرشيف = 17 أغسطس 2021 }}</ref> وتم استيعاب إمكانية وصف الجاذبية في إطار نظرية الحقل الكمومي لاحقاً كما هي الحال للقوى الأساسية الأخرى، ففي هذا الإطار تنشأ القوة الجاذبة للجاذبية نتيجة تبادل جسيمات غرافتون افتراضية، بالطريقة ذاتها التي تنشأ فيها القوة الكهرومغناطيسية من تبادل فوتونات افتراضية،<ref>{{استشهاد بكتاب |الأخير= Feynman |الأول= R. P. |مؤلف2=Morinigo, F. B. |مؤلف3=Wagner, W. G. |مؤلف4=Hatfield, B.  |عنوان= Feynman lectures on gravitation |وصلة= https://archive.org/details/feynmanlectureso0000feyn_g4q1 |ناشر= Addison-Wesley |تاريخ= 1995 |isbn=0-201-62734-5 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب | مؤلف=Zee, A. |عنوان=Quantum Field Theory in a Nutshell | سنة=2010 | مسار=https://archive.org/details/isbn_9780691140346 | ناشر = Princeton University Press | تاريخ=2003 | المعرف=ISBN| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210308002547/https://archive.org/details/isbn_9780691140346 | تاريخ أرشيف = 8 مارس 2021 }}</ref> ويُنتج ذلك نسبية عامة ضمن الحد الكلاسيكي، ولكن في مستوى خطي فقط وبافتراض الشروط الملائمة لتطبيق نظرية إهرنفست، وهي ليست حالة دائمة، كما أن هذه المقاربة تفشل عند مسافات قصيرة من رتبة طول بلانك.

ومن الجدير بالذكر أن إشعاع الجاذبية في [[النسبية العامة]]، والذي يجب أن يتألف من [[جرافتون|جسيمات غرافيتون]] حسب قواعد ميكانيكا الكم، ينشأ فقط في الحالات التي يتذبذب فيها انحناء الزمكان، كما في حالة الأجسام المتشاركة في المدار، ويُعد إشعاع الجاذبية الذي يُصدره النظام الشمسي أصغر بكثير من أن يتيح قياسه.

ومع ذلك، شوهد إشعاع الجاذبية بشكل غير مباشر، كفقدان للطاقة عبر الزمن في الأنظمة المذبذبة الثنائية مثل [[ثنائي هالس-تايلور]]، ومباشرةً بواسطة [[ليغو (مرصد)|مرصد ليغو لأمواج الجاذبية]]، الذي حقق رصده الأول (سُمّي [[أول رصد للموجات الثقالية|GW150914]]) في الرابع عشر من سيمبتمر/أيلول عام 2015،<ref name="PRL-20160211">{{استشهاد بدورية محكمة |collaboration=LIGO Scientific Collaboration and Virgo Collaboration |الأخير1=Abbott |الأول1=Benjamin P. |عنوان=Observation of Gravitational Waves from a Binary Black Hole Merger |مسار= https://journals.aps.org/prl/abstract/10.1103/PhysRevLett.116.061102 |صحيفة=Phys. Rev. Lett.|المجلد=116 |العدد=6 |صفحات=061102 |سنة=2016 |doi=10.1103/PhysRevLett.116.061102 |arxiv=1602.03837 |lay-summary= https://www.ligo.caltech.edu/system/media_files/binaries/301/original/detection-science-summary.pdf|bibcode = 2016PhRvL.116f1102A |pmid=26918975|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191025233058/https://journals.aps.org/prl/abstract/10.1103/PhysRevLett.116.061102|تاريخ أرشيف=2019-10-25}}</ref> ووافق التوقعات النظرية للإشارات الناتجة عن حركة حلزونية لثقبين أسودين نحو الداخل واندماجهما، ويُعتقد أن اندماج [[نجم نيوتروني|النجوم النيترونية]] (منذ رصدها عام 2017)، [18] وتشكّل [[ثقب أسود|الثقوب السوداء]] قد يُنشئان أيضاً كميات قابلة للكشف من إشعاعات الجاذبية.

== المراجع ==
{{مراجع|2}}
{{نظريات الجاذبية}}
{{تاريخ الفيزياء}}
{{شريط بوابات|الفيزياء|تاريخ العلوم|علم الفلك}}

[[تصنيف:تاريخ الفيزياء]]
[[تصنيف:نظريات الجاذبية]]