عرض مصدر بروم

{{عن|3=بروم (توضيح)}}
{{معلومات بروم}}
'''البروم''' [[عنصر كيميائي|عنصرٌ كيميائي]] رمزه '''Br''' و[[عدد ذري|عدده الذرّي]] 35، ويقع في [[الجدول الدوري]] للعناصر ضمن [[عناصر الدورة الرابعة]] وفي المرتبة الثالثة ضمن مجموعة [[هالوجين|الهالوجينات]]؛ وتأتي خواصّه وسطاً بين جاريه [[كلور|الكلور]] و[[يود|اليود]]. عُزلَ هذا العنصر بشكلٍ مستقلٍّ من قبل كيميائِيَّين اثنين، وهما [[كارل ياكوب لوفيغ]]{{#tag:ref|Carl Jacob Löwig|group="ملاحظة"}} (في سنة 1825) و[[أنطوان جيروم بالارد]]{{#tag:ref| Antoine Jérôme Balard|group="ملاحظة"}} (في سنة 1826)؛ واشتُقَّت تسمية هذا العنصر من الكلمة [[اللغة الإغريقية|الإغريقية]] {{ط|βρῶμος}} ({{ط|بروموس}})، وذلك بمعنى «{{ط|نتن}}»، إشارةً لرائحته الكريهة.

يوجد البروم في [[ظروف قياسية من الضغط ودرجة الحرارة|الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة]] على هيئة سائل مدخّن ذي لون بنّي محمرّ، وهو يعطي أدخنةً من نفس اللون. البروم و[[زئبق|الزئبق]] هما العنصران الوحيدان في الطبيعة اللذان يوجدان في الطور السائل عند درجة حرارة الغرفة. إنّ عنصر البروم نشيطٌ كيميائياً، ولذلك لا يوجد على شكله [[عنصر حر|العنصري الحرّ]] في الطبيعة، ولكن على شكل مركّبات [[بروميد|البروميدات]]؛ وتُسهّل [[انحلالية|الانحلالية]] المرتفعة لأيون البروميد من تجمّعه في مياه المحيطات؛ ومن السهل لذلك استحصال هذا العنصر تجارياً من [[بحيرة تحت سطح البحر|البحيرات تحت سطح البحر]]. يشكّل البروم عدداً معتبراً من [[مركب بروم عضوي|مركّبات البروم العضوية]]، والتي تتفكّك عند درجات حرارة مرتفعة لتعطي ذرّات البروم الحرّة، وهي عملية توقف تشكّل [[جذر كيميائي|الجذور الكيميائية]] الحرّة في [[تفاعل تسلسلي|التفاعلات التسلسلية]] الكيميائية. تجعل هذه الظاهرة من مركّبات البروم العضوية مفيدةً في [[مثبط الحريق|تثبيط الحرائق]]، وحوالي أكثر من النصف من كمّيّة البروم المنتجة عالمياً تُستخدَم لذلك الغرض. يحدث هذا التفكّك أيضاً عند تعرّض مركّبات البروم العضوية إلى الأشعّة فوق البنفسجية، ممّا يطلق ذرّات البروم الحرّة إلى [[غلاف جوي|الغلاف الجوّي]] مسبّباً [[نضوب الأوزون]]. لذلك فإنّ العديد من مركّبات البروم العضوية، مثل [[مبيد آفات|مبيد الآفات]] [[برومو الميثان]]، لم تعد في طور الاستخدام. من جهةٍ أخرى، لا تزال مركّبات البروم مستخدمةً في مجال [[سائل الحفر|سوائل الحفر]] وفي مجال [[شريط تصوير ضوئي|أفلام التصوير الضوئي]] وفي صناعة [[مركب عضوي|الكيماويات العضوية]].

يؤدّي تعرّض الإنسان إلى كمّيّات كبيرة من أملاح البروميد إلى حدوث [[تسمم بالبروم|تسمّم بالبروم]].{{#tag:ref|يُسمَّى أيضاً «مرض البرومية» ''Bromism'' |group="ملاحظة"}} من جهةٍ أخرى، لمركّبات البروم العضوية دورٌ في بعض أنواع [[حياة بحرية|الحياة البحرية]] مثل [[طحالب|الطحالب]]. كانت أيونات البروميد البسيطة مستخدمةً في مجال [[دواء|الأدوية]]، حيث أنّ لها تأثير مثبّط على الجهاز العصبي المركزي، ولذلك كانت تستخدم على شكل [[مهدئ|مهدّئات]]، قبل أن تُستبدَل بأدويةٍ ذات تأثير أقصر أمداً؛ لكن لا يزال لها تطبيق صغير في مجال [[مضاد اختلاج|مضادّات الاختلاج]].

== التاريخ ==
[[ملف:Antoine Jérôme Balard 1870s.jpg|تصغير|معدول|يمين|150 بك|أنطوان جيروم بالارد، أحد الرائدين في اكتشاف عنصر البروم.]]
اكتُشِفَ عنصر البروم بشكلٍ مستقلٍّ من كيميائِيَّين اثنين، وهما [[كارل ياكوب لوفيغ]]<ref name=L1>
{{استشهاد بدورية محكمة|الأول = Carl Jacob|الأخير = Löwig|عنوان = Das Brom und seine chemischen Verhältnisse |عنوان مترجم=Bromine and its chemical relationships|لغة = de|ناشر = Carl Winter|مكان = Heidelberg|تاريخ = 1829|مسار=https://archive.org/details/bub_gb_UGFQAAAAcAAJ| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200801190702/https://archive.org/details/bub_gb_UGFQAAAAcAAJ | تاريخ أرشيف = 1 أغسطس 2020 }}</ref> و[[أنطوان جيروم بالارد]]<ref name="Bal1826b" >{{استشهاد بدورية محكمة|الأول=L. N.|الأخير=Vauquelin|مؤلف2 = Thenard, L.J.|مؤلف3 = Gay-Lussac, J.L.|تاريخ =1826|عنوان = ''Rapport sur la Mémoire de M. Balard relatif à une nouvelle Substance''|عنوان مترجم=Report on a memoir by Mr. Balard regarding a new substance|لغة = fr|صحيفة = Annales de Chimie et de Physique |سلسلة=2nd series|المجلد = 32|مسار = https://books.google.com/books?id=vBIAAAAAMAAJ&pg=PA382|صفحات = 382–384| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210809205356/https://books.google.com/books?id=vBIAAAAAMAAJ&pg=PA382 | تاريخ أرشيف = 9 أغسطس 2021 }}</ref><ref name="Balard">{{استشهاد بدورية محكمة|المجلد=28|صحيفة = Annals of Philosophy|تاريخ = 1826|صفحات = 381–387 and 411–426|الأول = Antoine|الأخير = Balard|عنوان = Memoir on a peculiar Substance contained in Sea Water|مسار = https://books.google.com/books?id=A-M4AAAAMAAJ| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210717094507/https://books.google.com/books?id=A-M4AAAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 17 يوليو 2021 }}</ref> وذلك في سنتي 1825 و1826، على الترتيب.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = The discovery of the elements: XVII. The halogen family|الأخير = Weeks|الأول = Mary Elvira|صحيفة = Journal of Chemical Education|تاريخ = 1932|المجلد = 9|صفحة = 1915|doi = 10.1021/ed009p1915|bibcode=1932JChEd...9.1915W|العدد = 11}}</ref> قبل ذلك في سنة 1824 كان [[يوستوس فون ليبيغ]] يقوم بتحاليل للمياه ووجد مادّة جديدة، ولكنه اعتقد أنها [[أحادي كلوريد اليود]]، ثمّ أقرّ لاحقاً بعدم صواب رأيه، وأشاد بعمل لوفيغ.<ref>W. H. Brock: ''Justus von Liebig: eine Biografie des großen Wissenschaftlers und Europäers.'' Vieweg Verlag, Braunschweig 1999.</ref><ref>J. Liebig: ''Über Laurent's Theorie der organischen Verbindungen.'' 1838, S.&nbsp;554.</ref> ففي سنة 1825 تمكّن لوفيغ من عزل البروم من عيّنات لنبعٍ للمياه المعدنية في مدينة [[باد كرويتسناخ]]، وهي مسقط رأسه في ألمانيا؛ حيث استخدم محلولاً من الملح المعدني مشبعاً [[كلور|بالكلور]]، ثم [[استخلاص|استخلص]] البروم باستخدام [[ثنائي إيثيل الإيثر]]. عدما قام بتبخير الإيثر، حصل على سائلٍ بنّيٍ من البروم؛ والذي أخذ عينة منه مثالاً على تجاربه الناجحة أثناء التقدّم على وظيفة في مختبرات [[ليوبولد غملين]] في [[جامعة هايدلبرغ]]. إلّا أنّه تأخّر في نشر نتائجه، إذ سبقه بالارد في ذلك.<ref name="Löwig">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = Nekrolog: Carl Löwig|الأول = Hans Heinrich|الأخير = Landolt|صحيفة = Berichte der deutschen chemischen Gesellschaft|المجلد = 23|صفحات = 905–909| تاريخ = 1890|مسار = http://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k907222/f920.chemindefer|doi = 10.1002/cber.18900230395|العدد = 3| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210717121415/https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k907222/f920.chemindefer | تاريخ أرشيف = 17 يوليو 2021 }}</ref> ففي فترةٍ زمنيةٍ مقاربةٍ كان بالارد يجري تجاربه على رماد [[عشب بحري|العشب البحري]] من [[مستنقع ملحي|مستنقعات ملحية]] في مدينة [[مونبلييه]]، مسقط رأسه في فرنسا. كان العشب البحري يُجمَع في تلك الآونة من أجل الحصول على [[يود|اليود]]، ولكنّه كان حاوياً أيضاً على البروم، وعندما [[تقطير|قَطَّر]] بالارد محلولاً من رماد الأعشاب البحرية المشبع بالكلور حصل على سائلٍ بنّيٍ من البروم. كانت خواص المادّة الجديدة الناتجة وسطاً بين الكلور واليود، ولذلك فإنّه حاول في البداية أن يُثبت أنّ المادّة هي [[أحادي كلوريد اليود]]، ولكنّه لم ينجح بذلك، فتيقّن أنّها لعنصرٍ جديد، وأسماه {{ط|موريد muride}}، وذلك من [[اللغة اللاتينية|الكلمة اللاتينية]] {{ط|موريا muria}}، والتي تعني [[أجاج|الأجاج]].<ref name="Balard" /><ref name="OEtymD"/><ref>{{استشهاد بويب| مسار = http://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.04.0059:entry=muria| عنوان = Charlton T. Lewis, Charles Short, A Latin Dictionary| ناشر = Perseus Digital Library Project| تاريخ الوصول = 2021| مؤلف = Perseus Digital Library Project| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211014021044/http://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus%3Atext%3A1999.04.0059%3Aentry%3Dmuria | تاريخ أرشيف = 14 أكتوبر 2021 }}</ref>

تحقّق الكيميائيّون [[لوي نيكولا فوكلان]] و[[لوي جاك تينار]] و[[لوي جوزيف غي ـ لوساك]] من صحّة تجربة بالارد، وعُرضَت النتائج في محاضرةٍ في [[الأكاديمية الفرنسية للعلوم]]، ثمّ نُشرت لاحقاً في مجلّة علمية اختصاصية.{{#tag:ref|Annales de Chimie et Physique|group="ملاحظة"}}<ref name="Bal1826">{{استشهاد بدورية محكمة|الأول = A. J.|الأخير = Balard|تاريخ =1826|عنوان = ''Mémoire sur une substance particulière contenue dans l'eau de la mer''|عنوان مترجم=Memoir on a peculiar substance contained in sea water|لغة = fr|صحيفة = Annales de Chimie et de Physique|سلسلة = 2nd series|المجلد = 32|مسار = https://books.google.com/books?id=vBIAAAAAMAAJ&pg=PA337|صفحات = 337–381| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210820161817/https://books.google.com/books?id=vBIAAAAAMAAJ&pg=PA337 | تاريخ أرشيف = 20 أغسطس 2021 }}</ref> صرّح بالارد في منشوره أنّه غيّر اسم العنصر الجديد المكتَشف من «{{ط|موريد}}» إلى «{{ط|بروم}}»{{#tag:ref|Brôme|group="ملاحظة"}} استجابةً لطلبٍ من {{ط|أنغلادا}}{{#tag:ref|M. Anglada|group="ملاحظة"}}؛ في حين أنّ هناك مصادر أخرى تزعم أنّ غي-لوسالك هو من قام باقتراح تسمية البروم نظراً للرائحة الكريهة لأبخرته.<ref name=b1>A. J. Balard (1826) "''Mémoire sur une substance particulière contenue dans l'eau de la mer''" [Memoir on a peculiar substance contained in sea water], ''Annales de Chimie et de Physique'', 2nd series, vol. 32, [https://books.google.com/books?id=vBIAAAAAMAAJ&pg=PA337 pp. 337–381] & "''Rapport sur la Mémoire de M. Balard relatif à une nouvelle Substance''" [Report on a memoir by Mr. Balard regarding a new substance], ''Annales de Chimie et de Physique'', series 2, vol. 32, [https://books.google.com/books?id=vBIAAAAAMAAJ&pg=PA382 pp. 382–384.]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210820161817/https://books.google.com/books?id=vBIAAAAAMAAJ&pg=PA337|date=2021-08-20}}</ref><ref name="Wisniak">{{استشهاد بدورية محكمة|الأول = Jaime|الأخير = Wisniak|مسار = http://revista.cnic.edu.cu/revistaCQ/sites/default/files/articulos/CQ-2004-1-035-040.pdf|عنوان = Antoine-Jerôme Balard. The discoverer of bromine|صحيفة = Revista CENIC Ciencias Químicas|المجلد = 35 |العدد=1|صفحات=35–40|تاريخ = 2004| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160325093029/http://revista.cnic.edu.cu/revistaCQ/sites/default/files/articulos/CQ-2004-1-035-040.pdf | تاريخ أرشيف = 25 مارس 2016 }}</ref> تُشتَق تسمية البروم من الكلمة [[اللغة الإغريقية|الإغريقية]] {{ط|βρῶμος}} (بروموس) والتي تعني «{{ط|نتن}}».<ref name="Bal1826b"/><ref name="OEtymD">{{استشهاد بويب| مسار = https://www.etymonline.com/word/bromine| عنوان = bromine | ناشر = etymonline.com| تاريخ الوصول =2021| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210214031933/https://www.etymonline.com/word/bromine | تاريخ أرشيف = 14 فبراير 2021 }}</ref><ref name="Bal1826" />

لم تُنتَج كمّيّات كبيرة من البروم حتّى سنة 1858، وذلك عندما اكتًشفت توضّعات ملحية في مدينة [[شتاسفورت]] الألمانية، حيث كان البروم ناتجاً ثانوياً من عملية استحصال [[بوتاس|البوتاس]].{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=790}} لم تكن تطبيقات البروم واسعةً في البداية، إذ كانت له استخدامات طبّية ثانوية؛ إلّا أنّه لاحقاً، ومع تطوّر أساليب جديدة في [[داجيرية|التصوير الضوئي]] ({{ط|داجيرية}}{{#tag:ref|daguerreotype|group="ملاحظة"}}) بدأ الاهتمام به، إذ أبدى أفضليةً على أبخرة اليود من أجل تشكيل طبقة [[هاليد الفضة]] الحسّاسة للضوء.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان = The Daguerreotype: Nineteenth-century Technology and Modern Science|الأول = M. Susan|الأخير = Barger|مؤلف2=White, William Blaine|ناشر = JHU Press|تاريخ = 2000|isbn = 978-0-8018-6458-2|الفصل = Technological Practice of Daguerreotypy| صفحات =31–35}}</ref> في أواخر القرن التاسع عشر استُخدم مركّبا [[بروميد البوتاسيوم]] و[[بروميد الصوديوم]] ضمن المواد [[مضاد اختلاج|المضادّة للاختلاج]] و[[مهدئ|المهدّئة]]؛ لكنّها تدريجياً فقدت أهمّيتها في ذلك المجال، خاصّةً مع توفّر بدائل مثل [[هيدرات الكلورال]]، ولاحقاً مركّبات [[باربتيورات|الباربتيورات]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان = A History of Psychiatry: From the Era of the Asylum to the Age of Prozac|مسار = https://archive.org/details/historyofpsychia0000shor|الأول = Edward|الأخير = Shorter| ناشر = John Wiley and Sons|تاريخ = 1997|isbn = 978-0-471-24531-5|صفحة =[https://archive.org/details/historyofpsychia0000shor/page/200 200]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210909092241/https://archive.org/details/historyofpsychia0000shor | تاريخ أرشيف = 9 سبتمبر 2021 }}</ref> دخلت مركّبات برومية مثل [[بروميد الزيليل]] [[غاز مسيل للدموع|المسيّل للدموع]] ضمن الأسلحة المستخدمة في أوائل [[الحرب العالمية الأولى]].<ref name="Borden_chemwarfare">{{استشهاد بكتاب | عنوان = Medical Aspects of Chemical Warfare | سنة = 2008 | ناشر = Borden Institute | المؤلفون = Corey J Hilmas, Jeffery K Smart, Benjamin A Hill | الفصل = Chapter 2: History of Chemical Warfare (pdf) | صفحات = 12–14 | مسار الفصل = http://www.bordeninstitute.army.mil/published_volumes/chemwarfare/CHAP2_Pg_09-76.pdf | تاريخ الوصول = 17 يوليو 2021 | تاريخ أرشيف = 26 أغسطس 2012 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120826100423/http://www.bordeninstitute.army.mil/published_volumes/chemwarfare/CHAP2_Pg_09-76.pdf | حالة المسار = dead }}</ref>

== الوفرة الطبيعية والإنتاج ==
البروم هو أقلّ [[وفرة طبيعية|وفرةً طبيعية]] في [[القشرة الأرضية]] من [[فلور|الفلور]] أو [[كلور|الكلور]]، حيث يوجد فيها مجرّد حوالي 2.5 [[جزء في المليون]] ({{اختصار مخفي|ppm|parts per million}}) من البروم، وخاصّةً على شكل أملاح [[بروميد|البروميد]]. تحوي [[قباب ملحية|القباب الملحية]] طبيعياً على كمّيّات صغيرة من [[بروميد البوتاسيوم]] و[[برومات البوتاسيوم]]. يتركّز وجود أملاح البروميد في المحيطات، وذلك نتيجةً لحدوث عمليات [[رشح (كيمياء)|رشح]] طويلة الأمد، إذ يشكّل البروم فيها حوالي 65 جزءاً في المليون، وذلك يوافق نسبةً مقدارها ذرّة بروم لكلّ 660 ذرّة كلور. تتركّز أملاح البروميد أيضاً في [[بحيرة مالحة|البحيرات المالحة]] مثل [[البحر الميت]]، والذي يحوي على نسبة 0.4% من أيونات البروميد.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=795–796}}

[[ملف:STS028-96-65.jpg|تصغير|يمين|120 بك|صورة فضائية لأحواض التبخير في [[البحر الميت]]، حيث تُستخرَج منه أملاح البروميدات.]]
يُستخرَج البروم من [[أجاج|الأجاج]] والبحيرات المالحة بسبب توفّره فيها،<ref name="USGS">{{استشهاد بويب| مسار = https://pubs.usgs.gov/periodicals/mcs2020/mcs2020-bromine.pdf| عنوان = Bromine Statistics and Information| ناشر =USGS| تاريخ الوصول =2021| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210717110457/https://pubs.usgs.gov/periodicals/mcs2020/mcs2020-bromine.pdf | تاريخ أرشيف = 17 يوليو 2021 }}</ref> ممّا يجعل من تلك المصادر الطبيعية مجديةً اقتصادياً لاستخراج البروم.<ref name=o1>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = Minerals From Sea Salt|الأول = John A.|الأخير = Tallmadge|مؤلف2 = Butt, John B.|مؤلف3 = Solomon Herman J.|صحيفة = Ind. Eng. Chem.|تاريخ = 1964|المجلد = 56 |صفحات = 44–65| doi = 10.1021/ie50655a008|العدد = 7}}</ref><ref name=o3>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة = Hydrological Processes|المجلد = 14|العدد = 1|صفحات = 145–154| تاريخ = 2008|عنوان = The water balance of the Dead Sea: an integrated approach|الأول = Radwan A.|الأخير = Al-Weshah|doi = 10.1002/(SICI)1099-1085(200001)14:1<145::AID-HYP916>3.0.CO;2-N|bibcode = 2000HyPr...14..145A }}</ref> ازداد الإنتاج العالمي من البروم منذ منتصف القرن العشرين، ففي سنة 1961 كان الإنتاج حينها حوالي 100 ألف طن، ووصل إلى حوالي خمسة أضعاف تلك الكمّيّة في أوائل القرن الحادي والعشرين، تعدّ الولايات المتّحدة والصين والأردن من الدول الرائدة في إنتاج البروم.<ref name="USGS"/>

يُحرّر البروم من أملاحه بإجراء عملية [[أكسدة (كيمياء)|أكسدة]] باستخدام غاز [[كلور|الكلور]]، كما في التفاعل التالي من ملح [[بروميد البوتاسيوم]]:
:<math>\mathrm{2 \ KBr \ + \ Cl_2 \longrightarrow Br_2 \ + \ 2 \ KCl}</math>
تُجمّع أبخرة البروم بواسطة تيّار من البخار، ثم [[تكثيف|يُكثّف]] ويُنقّى. يُخزّن البروم في حاويات معدنية مبطـّنة بالرصاص، والتي يمكن أن تسع مئاتٍ من الأطنان، ويُنقَل بالوسائط المناسبة. تعدّ صناعة وإنتاج البروم صغيرةً بالمقارنة مع صناعة الكلور، وهو متوفّر مخبرياً.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=798–799}} بالرغم من ذلك بمكن أن يُستحصَل على البروم مخبرياً من مفاعلة [[بروميد الصوديوم]] مع [[أكسيد المنغنيز الرباعي|ثنائي أكسيد المنغنيز]] في وسطٍ من [[حمض الكبريتيك]] على الساخن، لتجمع حينها أبخرة البروم و[[تقطير|تُقطّر]].

:<math>\mathrm{2 \ NaBr \ + \ MnO_2 \ + \ 2 \ H_2SO_4 \ \xrightarrow{\Delta T} Br_2 \ + \ MnSO_4 \ + \ Na_2SO_4 \ + \ 2 \ H_2O}</math>

== النظائر ==
للبروم [[نظائر البروم|نظيرَين مستقرَّين]] وهما {{sup|79}}Br و{{sup|81}}Br، والمتوفِّران طبيعياً بنسبةٍ مقدارها 51% و49%، على الترتيب. لكلا [[نظير (كيمياء)|النظيرين]] دورانٌ مغزلي نووي مقداره 3/2، ولذلك يمكن أن يستخدما في [[رنين مغناطيسي نووي|الرنين المغناطيسي النووي]]، مع أفضلية للنظير {{sup|81}}Br. تفيد [[نسبة النظائر|نسبة التوزّع]] المقاربة لِـ 1:1 لهذين النظيرين في الطبيعة في التعرّف على المركّبات الكيميائية الحاوية على البروم باستخدام تقنية [[مطيافية الكتلة]].

إنّ نظائر البروم المتبقيّة هي جميعها [[نويدة مشعة|نظائر مشعّة]]، وهي ذات [[عمر النصف|عمر نصف]] قصير؛ وأهمّها النظير {{sup|80}}Br بنصف عمر مقداره 17.7 دقيقة، و{{sup|80m}}Br بنصف عمر مقداره 4.421 ساعة والنظير {{sup|82}}Br بنصف عمر مقداره 35.28 ساعة. يمكن لهذه النظائر المشعّة أن تُنتَج من [[تنشيط نيوتروني|التنشيط النيوتروني]] للبروم الطبيعي.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}} أمّا أكثر نظائر البروم المشعّة استقراراً فهو النظير {{sup|77}}Br بنصف عمر مقداره 57.04 ساعة. إنّ [[اضمحلال نشاط إشعاعي|نمط الاضمحلال]] للنظائر الأخفّ من {{sup|79}}Br هو [[التقاط إلكترون]] للتحوّل إلى [[نظائر السيلينيوم]] الموافقة؛ أمّا الأثقل من {{sup|81}}Br فهو [[اضمحلال بيتا|اضمحلال بيتّا]] إلى نظائر الكريبتون الموافقة؛ في حين أنّ النظير {{sup|80}}Br يمكن أن يضمحلّ وفق هذَين النمطين إلى النظائر المستقرّة {{sup|80}}Se أو {{sup|80}}Kr.<ref name="NUBASE">{{استشهاد |عنوان=The NUBASE evaluation of nuclear and decay properties |doi=10.1016/j.nuclphysa.2003.11.001 |الأخير1=Audi |الأول1=Georges |الأخير2=Bersillon |الأول2=Olivier |الأخير3=Blachot |الأول3=Jean |الأخير4=Wapstra |الأول4=Aaldert Hendrik |صحيفة=Nuclear Physics A |المجلد=729 |صفحات=3–128 |سنة=2003 |مسار=<!-- dead: http://amdc.in2p3.fr/nubase/Nubase2003.pdf -->https://hal.archives-ouvertes.fr/in2p3-00020241/document |bibcode=2003NuPhA.729....3A | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170809212721/https://hal.archives-ouvertes.fr/in2p3-00020241/document | تاريخ أرشيف = 9 أغسطس 2017 }}</ref>

== الخواص الفيزيائية ==
[[ملف:Brom amp.jpg|تصغير|معدول|عيّنة من البروم السائل، ويلاحَظ تكاثف الأبخرة على جدران الأنبوب]]
البروم هو العنصر الوحيد غير الفلزّي الذي يوجد في صورة سائلة في [[درجة حرارة الغرفة]]. وهو سائل ثقيل بنّي-محمر، يتبخّر بسهولة في [[ظروف قياسية من الضغط ودرجة الحرارة|ظروف الضغط والحرارة القياسية]]، وله بخار أحمر (لونه يشبه [[ثنائي أكسيد النيتروجين]]) وله رائحة بغيضة تشبه رائحة [[كلور|الكلور]]. تساعد [[تطايرية|التطايرية المرتفعة]] للبروم في إطلاق تلك الرائحة الواخزة النافذة الكريهة.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=793–794}}

تخضع جميع [[هالوجين|الهالوجينات]] الأربع المستقرّة لذات قوى تجاذب [[قوى فان دير فالس|فان دير فالس]]، والتي تزداد قوّتها مع ازدياد عدد الإلكترونات بين جزيئات الهالوجين [[ثنائي الذرة|ثنائية الذرّة]] المتجانسة. بالتالي فإنّ نقطتي [[نقطة الغليان|غليان]] و[[نقطة الانصهار|انصهار]] البروم تكون وسطاً بين تلك التي للكلور واليود. كما أنّه نتيجةً لازدياد [[كتلة جزيئية|الوزن الجزيئي]] للهالوجينات نزولاً في المجموعة فإنّ [[كثافة]] و[[حرارة الانصهار]] و[[حرارة تبخر|حرارة التبخّر]] للبروم هي أيضاً ذات قيمة تقع بين تلك التي للكلور واليود؛ على الرغم من انخفاض قيم حرارة التبخّر على العموم بالنسبة للهالوجينات، ممّا يؤدّي إلى تطايرها، وذلك بسبب البنية الجزيئية ثنائية الذرّة.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}} يغمقّ لون الهالوجينات نزولاً في المجموعة، فالفلور غازٌ ذو لون أصفر شاحب جدّاً، أمّا لون غاز الكلور فهو أصفر مخضرّ، في حين أنّ البروم هو سائل متطاير ذو لون بنّي محمرّ، والذي ينصهر عند −7.2&nbsp;°س ويغلي عند 58.8&nbsp;°س؛ في حين أنّ اليود هو صلبٌ بنفسجيٌّ غامق إلى أسود. تحدث هذه النزعة في تغيّر درجة اللون إلى الدُكْنَة بسبب أنّ [[طول الموجة|أطوال الموجة]] من الضوء المرئي الممتصّ من الهالوجين تزداد نزولاً في المجموعة؛{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}} وذلك بدوره عائدٌ إلى [[انتقال إلكتروني|الانتقالات الإلكترونية]] الداخلية بين [[أعلى مدار جزيئي مشغول/أدنى مدار جزيئي غير مشغول|أعلى مدار جزيئي مشغول]] غير رابط ''π{{sub|g}}'' وأدنى مدار جزيئي غير مشغول غير رابط ''σ{{sub|u}}''.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=804–809}} يبهُت لون البروم عند درجات حرارة منخفضة بشكل كبير، بحيث أنّ البروم الصلب عند درجة حرارة −195&nbsp;°س يكون ذا لون أصفر شاحب.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}}

كما هو الحال مع الكلور واليود في الحالة الصلبة، يتبلور البروم الصلب وفق [[نظام بلوري معيني قائم|نظام بلّوري معيني قائم]]، وذلك ضمن [[بنية بلورية|شبكة بلّورية]] ذات طبقات من جزيئات Br<sub>2</sub>. تبلغ المسافة Br–Br في البروم الصلب مقدار 227&nbsp;بيكومتر (وهي قريبة من مسافة [[طول الرابطة]] Br–Br في البروم الغازي والتي تبلغ 228&nbsp;بيكومتر)؛ أمّا المسافة Br···Br بين الجزيئات فهي 331&nbsp;بيكومتر داخل الطبقة نفسها، في حين أنّها تبلغ 399&nbsp;بيكومتر بين الطبقات. تعني هذه البنية أنّ البروم هو [[موصلية (كهرباء)|موصل]] سيئ للكهرباء، حيث تبلغ قيمة الموصلية 5&nbsp;×&nbsp;10{{sup|−13}}&nbsp;{{sup|−1}}Ω&nbsp;سم{{sup|−1}} وهي مقيسة بالقرب من نقطة الانصهار، ورغم ذلك فإنّها أفضل من قيمة موصلية الكلور التي يصعب عملياً قياسها من أصلها.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}} عند قيمة ضغط تبلغ 55 [[باسكال (وحدة)|غيغاباسكال]] (GPa) فإنّ البروم يخضع لظاهرة تحوّل من [[عازل]] إلى فلزّ؛ أمّا عند ضغط مطبّق مقداره 75 غيغاباسكال فإنّ البنية البلّورية تتغيّر إلى نظام بلّوري معيني قائم مركزيّ الوجه؛ في حين أنّ تطبيق ضغط مقداره 100 غيغاباسكال يغيّر البنية البلورية إلى نظام بلّوري معيني قائم أحادي الذرّة مركزي الجسم.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف = Duan, Defang|عنوان = Ab initio studies of solid bromine under high pressure|صحيفة = Physical Review B|المجلد = 76|تاريخ = 2007-09-26|doi=10.1103/PhysRevB.76.104113|صفحة = 104113|bibcode = 2007PhRvB..76j4113D|العدد = 10 |إظهار المؤلفين=etal}}</ref>

== الخواص الكيميائية ==
{| class="wikitable" style="float:left; margin-top:0; margin-left:1em; text-align:center; font-size:10pt; line-height:11pt; width:25%;"
|+ style="margin-bottom: 5px;" |طاقات الروابط لدى الهالوجينات <br /> معبّر عنها بالكيلوجول/مول
{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=804–809}}
|-
! X
! XX
! HX
! BX{{sub|3}}
! AlX{{sub|3}}
! CX{{sub|4}}
|-
! F
| 159
| 574
| 645
| 582
| 456
|-
! Cl
|243
|428
|444
|427
|327
|-
! Br
|193
|363
|368
|360
|272
|-
! I
|151
|294
|272
|285
|239
|}
البروم هو العنصر الثالث في الترتيب في مجموعة [[هالوجين|الهالوجينات]]، بالتالي فهو [[لا فلز]]، وهو يقع في المجموعة السابعة عشر (المجموعة السابعة وفق ترقيم [[عنصر مجموعة رئيسي|المجموعات الرئيسية]]) في [[الجدول الدوري]]. للبروم خواصٌ كيميائية مشابهة لباقي الهالوجينات، وهي عادةً ما تميل لأن تكون وسطاً بين مجاوريه من العنصرين الأعلى ([[كلور|الكلور]]) والأسفل ([[يود|اليود]]) منه. يحوي البروم مثل باقي الهالوجينات على سبعة [[إلكترون تكافؤ]] في الغلاف الإلكتروني الخارجي، بالتالي ينقصه إلكترون واحد ليحقّق [[قاعدة الثمانيات]]؛ ولذلك فإنّه من [[مؤكسد|المؤكسدات]] القويّة، وهو نشيطٌ كيميائياً ويتفاعل مع العديد من العناصر الكيميائية الأخرى.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}} ترفع الرطوبة من تفاعلية البروم بشكلٍ كبير؛ ولا يقاوم البروم الرطب إلا عددٌ قليلٌ من الفلزّات، من ضمنها [[تانتالوم|التانتالوم]] و[[بلاتين|البلاتين]].<ref name="Holleman">A. F. Holleman, E. Wiberg, N. Wiberg: Lehrbuch der Anorganischen Chemie. 102. Auflage. Walter de Gruyter, Berlin 2007, ISBN 978-3-11-017770-1, S. 440.</ref>

[[ملف:Bromine vial in acrylic cube.jpg|تصغير|يمين|عيّنة آمنة من البروم لأغراض التدريس]]

وفقاً [[اتجاهات دورية|للاتجاهات الدورية]] فإنّ قيم [[كهرسلبية|الكهرسلبية]] للبروم هي واقعةٌ أيضاً بين تلك التي لقيم الكلور واليود: (F: 3.98, Cl: 3.16, Br: 2.96, I: 2.66)؛ بالتالي من حيث النشاط الكيميائي هو أضعف من الكلور وأقوى من اليود. بشكلٍ معاكس، فإنّ أيون [[بروميد|البروميد]] هو [[مختزل]] أضعف من [[يوديد|اليوديد]]، ولكنّه أقوى من [[كلوريد|الكلوريد]].{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}} يقع [[نصف قطر ذري|نصف القطر الذرّي]] للبروم أيضاً بين قيم الكلور واليود، وهذا ينسحب أيضاً على قيمة [[طاقة تأين|طاقة التأيّن]] الأولى، و[[ألفة إلكترونية|الألفة الإلكترونية]]، وكذلك على [[محتوى حراري|حرارة]] التفكّك لجزيء X<sub>2</sub>، و[[نصف القطر الأيوني]]، وعلى [[طول الرابطة]] X–X.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=800–804}} تميل [[طاقة الرابطة|طاقات الروابط]] لدى مركّبات البروم لأن تكون أقلّ من نظيرتها لدى مركّبات الكلور وأعلى من التي لدى مركّبات اليود؛ كما تظهر حقيقة أنّ البروم مؤكسدٌ أضعف من الكلور وأقوى من اليود من خلال قيم [[جهد القطب الكهربائي المعياري|الكمون القياسي]] للزوج X{{sub|2}}/X{{sup|−}} حيث أنّها في الفلور F بمقدار +2.866&nbsp;V وفي الكلور +1.395&nbsp;V وفي البروم +1.087&nbsp;V وفي اليود +0.615&nbsp;V. تؤدّي [[هلجنة|البَرْوَمة]] إلى [[حالة الأكسدة|حالات أكسدة]] أعلى من اليَودَدة، ولكنّها أقلّ مِنْ أو مكافئة لحالات الأكسدة في الكَلْورة. يتفاعل البروم مع [[هيدروجين|الهيدروجين]]، ولكن على العكس من الكلور عند درجات حرارة مرتفعة، ليشكّل غاز [[بروميد الهيدروجين]]:

:<math>\mathrm{Br_2 + H_2 \longrightarrow 2\ HBr}</math>

على العموم يميل البروم إلى التفاعل مع مركّبات من النمط M–M أو M–H أو M–C ليشكّل البروميد الموافق M–Br.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=804–809}}

=== المركبات الكيميائية ===
يشكّل البروم العديد من [[مركب كيميائي|المركّبات الكيميائية]] [[حالة الأكسدة|بحالات أكسدة]] تتراوح بين -1 إلى +7؛ مع العلم أنّ حالة الأكسدة -1 هي الأكثر استقراراً وشيوعاً، ويشكّلها على هيئة أنيون [[بروميد]]. أمّا حالات الأكسدة المرتفعة فيشكلّها فقط في مركّبات تكون حاويةً على عناصر ذات [[كهرسلبية]] مرتفعة مثل [[أكسجين|الأكسجين]] أو [[فلور|الفلور]] أو [[كلور|الكلور]]، وفيها تكون حالات الأكسدة الفردية +1 و +3 و +5 و +7 أكثر استقراراً من الزوجية.

;البروميدات
[[ملف:Bromid_olovnatý.PNG|تصغير|يسار|[[بروميد الرصاص الثنائي]] PbBr<sub>2</sub>]]
إنّ أبسط مركّبات [[بروميد|البروميدات]] هو مركّب [[بروميد الهيدروجين]] HBr، والذي يُحضَّر صناعياً من تفاعل الهيدروجين والبروم عند درجات حرارة مرتفعة بوجود حفّاز من البلاتين؛ أمّا مخبرياً فيمكن الحصول عليه من اختزال البروم [[تآصل الفسفور|بالفوسفور الأحمر]].{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=809–812}} بروميد الهيدروجين هو غازٌ حمضي، يسهل عليه التخلّي عن [[بروتون]] في الأوساط المائية مشكّلاً بذلك [[حمض الهيدروبروميك]]، وهو [[حمض قوي]]،{{#tag:ref|p''K''{{sub|a}} = −9|group="ملاحظة"}} وهو يشكّل العديد من [[هيدرات|الهيدرات]] HBr·nH<sub>2</sub>O، حيث تأخذ n القيم التالية 1 أو 2 أو 3 أو 4 أو 6.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=812–816}}

تعدّ البروميدات اللاعضوية من الناحية الكيميائية [[ملح (كيمياء)|أملاحاً]] لحمض الهيدروبروميك، وهي متوفّرة لأغلب العناصر في الجدول الدوري، والاستثناءات هي بسبب الخمول الكيميائي كما هو الحال في [[غاز خامل|الغازات الخاملة]]، أو بسبب عدم الاستقرار كما في العناصر الثقيلة بعد [[بزموت|البزموت]]، أو بسبب الارتباط مع عناصر مرتفعة الكهرسلبية مثل الأكسجين أو الفلور أو الكلور أو النتروجين.{{#tag:ref|يُسمّى [[ثلاثي بروميد النتروجين]] بروميداً رغم أنّه عملياً نتريد للبروم.|group="ملاحظة"}}{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=821–824}} عادةً ما يُستحصَل على البروميدات من تفاعل الفلزّ الموافق مع حمض الهيدروبروميك، ثمّ بإجراء تجفيفٍ عند درجات حرارة معتدلة، وبشكلٍ مثاليّ بوجود غاز بروميد الهيدروجين اللامائي. أمّا إذا كان البروميد غير ثابتاً تجاه [[تحلل مائي|الحلمهة]] فتُجرَى البَرْوَمة عند درجات حرارة مرتفعة باستخدام البروم أو بروميد الهيدروجين أو بروميدات اللافلزّات مثل [[ثلاثي بروميد البورون]] BBr<sub>3</sub> أو [[رباعي بروميد الكربون]] CBr<sub>4</sub>، والتي تعدّ من العوامل المُبَرْوِمة الجيّدة؛ كما يمكن أيضاً الحصول على البروميدات الدنيا من اختزال البروميدات العليا باستخدام مختزل قويّ مثل [[ألومنيوم|الألومنيوم]].{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=821–824}}

إنّ أغلب بروميدات فلزّات العناصر قبل الانتقالية (المجموعات الأولى والثانية والثالثة بالإضافة إلى [[لانثانيدات|اللانثانيدات]] و[[أكتينيدات|الأكتينيدات]] في حالات الأكسدة +2 و +3) هي [[مركب أيوني|مركّبات أيونية]]؛ في حين أنّ بروميدات اللافلزات فتكون فيها الرابطة الكيميائية ذات سمة [[رابطة تساهمية|تساهمية]]، وكذلك هو الحال مع بروميدات الفلزّات في حالات الأكسدة العليا. عادةً ما تكون البروميدات ذات [[انحلالية]] جيّدة في الماء، ومن الاستثناءات كلّ من [[بروميد الفضة]] و[[بروميد الرصاص الثنائي]].{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=821–824}}

;مركبات بين هالوجينية
للبروم عددٌ معتبرٌ من [[مركب بين هالوجيني|المركّبات بين الهالوجينية]]، وخاصّةً مع الفلور والكلور، والتي يمكن أن تكون فيها صيغ [[تكافؤ ترابط العناصر|قياس اتحادية العناصر]] على الشكل XY أو XY<sub>3</sub> أو XY<sub>5</sub>؛ كما تُعرَف مشتقّات أيونية موجبة (مثل الكاتيونات <sup>+</sup>BrF<sub>2</sub> و<sup>+</sup>BrF<sub>4</sub> و<sup>+</sup>BrF<sub>6</sub>) وسالبة (مثل الأنيونين <sup>-</sup>BrF<sub>2</sub> و<sup>-</sup>BrCl<sub>2</sub>) لتلك المركّبات. كما تُعرَف أيضاً [[هالوجين زائف|مركّبات هالوجينية زائفة]] للبروم، مثل مركّبات [[سيانيد البروم|السيانيد]] BrCN و[[ثيوسيانات|الثيوسيانات]] BrSCN و[[أزيد|الأزيد]] BrN<sub>3</sub>.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=824–828}}

من الفلوريدات المعروفة للبروم كلّ من [[أحادي فلوريد البروم]] BrF وهو مركّب غير مستقرّ؛{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=824–828}} و[[ثلاثي فلوريد البروم]] BrF<sub>3</sub> وهو سائل ذو لون أصفر فاتح ويتفاعل مع الماء وهو من المذيبات اللامائية الأيونية؛{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=828–831}} و[[خماسي فلوريد البروم]] BrF<sub>5</sub> وهو قادر على فَلورة السيليكات عند درجات حرارة تراوح 450 °س.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=832–835}} تعدّ جميع الفلوريدات المذكورة للبروم من المُفَلْورات والمؤكسدات القويّة. أمّا بالنسبة للكلوريدات فأشهرها هو [[أحادي كلوريد البروم]] BrCl، وهو مؤكسد قويّ ويتفكّك بشكلٍ عكوس إلى الكلور والبروم عند درجة حرارة الغرفة.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=821–824}} للبروم حالة أكسدة موجبة في الفلوريدات والبروميدات، بالمقابل فإنّ حالة أكسدة البروم تكون سالبة في يوديدات البروم، وأشهر تلك المركّبات هي {{ط|أحادي بروميد اليود}} IBr و{{ط|ثلاثي بروميد اليود}} IBr<sub>3</sub>.

;الأكاسيد
هناك عددٌ جيّدٌ من المركّبات الكيميائية بين البروم والأكسجين، والتي توصَف أنّها أكاسيد للبروم، وتحمل الصيغة العامّة BrO<sub>x</sub> (حيث تتراوح قيمة x من 1–4) أو Br<sub>2</sub>O<sub>x</sub> (حيث تتراوح قيمة x من 1–7). من تلك الأكاسيد مركّب [[أحادي أكسيد ثنائي البروم]] Br<sub>2</sub>O وهو مركّب غير مستقرّ، ويُستخدَم لأغراض البَرْوَمة عند درجات حرارة منخفضة،<ref name="handin">{{استشهاد | الأخير1 = Perry | الأول1 = Dale L. | الأخير2 = Phillips | الأول2 = Sidney L. | سنة = 1995 | عنوان = Handbook of Inorganic Compounds | ناشر = CRC Press | isbn = 978-0-8493-8671-8 | صفحات = 74 | مسار = https://books.google.com/books?id=0fT4wfhF1AsC&q=%22Bromine+dioxide%22&pg=PA74 | تاريخ الوصول = 25 August 2015| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210505070221/https://books.google.com/books?id=0fT4wfhF1AsC | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2021 }}</ref> وهو مؤكسدٌ جيّدٌ حيث أنّه مثلاً قادرٌ على أكسدة [[بنزين (مركب كيميائي)|البنزين]] إلى [[4،1-بنزوكينون]] في الأوساط القلوية، حيث يتشكّل أنيون [[هيبوبروميت|الهيبوبروميت]]؛ وهناك أيضاً [[ثنائي أكسيد البروم]] BrO<sub>2</sub>، وهو مركّب غير مستقرّ، ويتفكّك إلى العناصر المكوّنة له بسهولة. بالمقابل، يمكن عزل الأكسيدَين [[ثلاثي أكسيد ثنائي البروم]] Br<sub>2</sub>O<sub>3</sub> و[[خماسي أكسيد ثنائي البروم]] Br<sub>2</sub>O<sub>5</sub> على شكل مركّبات صلبة.<ref name="Holleman"/>

;الأحماض
هناك أربعة [[حمض أكسجيني|أحماض أكسجينية]] معروفة للبروم، وهي [[حمض الهيبوبروموز]] HOBr، و[[حمض البروموز]] HBrO<sub>2</sub>، و[[حمض البروميك]] HBrO<sub>3</sub>، و[[حمض البيربروميك]] HBrO<sub>4</sub>، وهي مدروسة بشكلٍ كافٍ، وتوجد على شكل محاليل فقط.

{| class="wikitable"
|- style="background:#DCDCDC;"
! حالة أكسدة<br />ذرّة البروم !! البنية الجزيئية !! اسم الحمض !! اسم الملح الموافق
|- style="background:#DCDCDC;"
|-
| +I || [[ملف:Hypobromous acid.png|60px|مركز]] || [[حمض الهيبوبروموز]] <br /> (أو ''حمض تحت البروموز'') <br /> HBrO || [[هيبوبروميت]] <br /> (أو ''تحت بروميت'')
|-
| +III || [[ملف:Bromous-acid-chemical-structure.svg|80px|مركز]] || [[حمض البروموز]] <br /> HBrO<sub>2</sub> || [[حمض البروموز|بروميت]]
|-
| +V || [[ملف:Bromic acid.svg|70px|مركز]] || [[حمض البروميك]]<br /> HBrO<sub>3</sub> || [[برومات]]
|-
| +VII || [[ملف:Perbromsäure.svg|80px|مركز]] || [[حمض البيربروميك]] <br /> (أو ''حمض فوق البروميك'') <br /> HBrO<sub>4</sub> || [[بيربرومات]] <br /> (أو ''فوق برومات'')
|- style="background:#DCDCDC;"
|}
عندما ينحلّ البروم في الماء يتشكّل أولاً أنيون البروميد والهيبوبروميت:{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=853–859}}
:<chem>Br2 + H2O <=> HOBr + H^+ + Br^-</chem>
:<chem>Br2 + 2OH^- <=> OBr^- + H2O + Br^-</chem>
ثم يتفكّك أيون الهيبوبروميت إلى البروميد و[[برومات|البرومات]]:
:<chem>3 OBr^- <=> BRO3^- + 2Br^-</chem>
إنّ [[حمض البروموز]] غير مستقرّ، وأشهر أملاح البروميت الموافقة هي التي [[سترونتيوم|للسترونتيوم]] و[[باريوم|للباريوم]].{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=862–865}} تعدّ أملاح [[برومات|البرومات]] أكثر أهمية، وهي أملاح [[حمض البروميك]]، وهي أملاح مستقرّة في الوَسَطين الحمضي والقاعدي. يمكن أن يحدث [[تفاعل تناسب مشترك]] بين البروميد والبرومات للحصول على عنصر البروم:{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=862–865}}
:<chem>BRO3^- + 5Br^- + 6H^+ -> 3Br2 + 3H2O</chem>
تُحضَّر أملاح البيربرومات من أكسدة محاليل البرومات القلوية بغاز الفلور، ثم تُفصَل أملاح البرومات والفلوريد الفائضة على هيئة ملحَي [[برومات الفضة]] و[[فلوريد الكالسيوم]]، على الترتيب. يعدّ حمض البيربروميك وأملاح البيربرومات الموافقة من المؤكسدات القوية، حيث أنّ الرابطة Br–O فيها ضعيفة ويسهل فصمُها.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=871–872}}

;مركبات البروم العضوية
[[ملف:N-Bromosuccinimide.svg|تصغير|معدول|يمين|بنية [[N-بروموسكسينيميد]]، وهو عامل مُبرْوِم شائع في الكيمياء العضوية]]
تعدّ الرابطة C–Br شائعةً جدّاً في [[كيمياء عضوية|الكيمياء العضوية]]، حيث يوجد عددٌ معتبرٌ من المشتقّات البروميدية للمركّبات العضوية.<ref name=KO/> بسبب فرق [[كهرسلبية|الكهرسلبية]] بين [[كربون|الكربون]] (2.55) والبروم (2.96) فإنّ الرابطة C–Br فقيرة بالإلكترونات، بالتالي فهي [[محب للإلكترون|محبّة للإلكترونات]] (إلكتروفيلية). تُحضَّر مركّبات البروم العضوية عادةً من البَرْوَمة، سواءً من [[تفاعل إضافة]] إلى الرابطة الثنائية أو من [[تفاعل استبدال]]. يمكن أن يُستخدَم البروم لتفاعلات البرومة، إلّا أنّه بسبب سمّيته وتطايره فإنّه عادةً ما يستعان بكواشف مُبَرْومة، مثل [[N-بروموسكسينيميد]]. تتضمّن التفاعلات الرئيسية لمركّبات البروم العضوية كلّ من تفاعلات [[نزع هاليد الهيدروجين|نزع بروميد الهيدروجين]] و[[تفاعل غرينيار]] و[[تفاعل فورتز|تفاعل ازدواج اختزالي]] و[[استبدال محب للنواة|تفاعل استبدال نكليوفيلي]].<ref name=KO>Ioffe, David and Kampf, Arieh (2002) "Bromine, Organic Compounds" in ''Kirk-Othmer Encyclopedia of Chemical Technology''. John Wiley & Sons. {{دوي| 10.1002/0471238961.0218151325150606.a01}}.</ref>

مقارنةً بباقي مركّبات الهالوجين العضوية فإنّ مركّبات البروم العضوية هي الأكثر انتشاراً في الطبيعة، فعلى سبيل المثال تطلق المحيطات حوالي 1–2 مليون طنّ من [[بروموفورم|البروموفورم]] و56 ألف طنّ من [[برومو الميثان]].<ref name="Gribble99" /> ولكن على الرغم من ذلك فإنّ تركيز أيون البروميد في مياه البحر هو حوالي 0.3% من تركيز [[كلوريد|الكلوريد]]؛ وذلك عائدٌ بسبب سهولة أكسدة أنيون البروميد إلى الكاتيون <sup>+</sup>Br؛ وهو إلكتروفيل قوي، ويقوم الإنزيم [[بروموبيروكسيداز]] بتحفيز ذلك التفاعل.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1021/ja047925p|pmid=15548002|عنوان=Vanadium Bromoperoxidase-Catalyzed Biosynthesis of Halogenated Marine Natural Products|صحيفة=Journal of the American Chemical Society|المجلد=126|العدد=46|صفحات=15060–6|سنة=2004|الأخير1=Carter-Franklin|الأول1=Jayme N.|الأخير2=Butler|الأول2=Alison}}</ref>

يُستخدَم اختبار نوعي تقليدي من أجل الكشف عن مجموعة [[ألكين|الألكينات]] الوظيفية، وذلك بأنّها تحوّل محاليل البروم المائية البنّية إلى عديمة اللون، حيث تشكّل مركب [[هالوهيدرين]] الموافق، بالإضافة إلى ثنائي برومو الألكانات الموافقة. يتشكّل في هذا التفاعل أيضاً ولفترة قصيرة جدّاً [[مركب وسطي]] من [[أيون الهالونيوم|البرومونيوم]]؛ وذلك مثالٌ نمطيّ على [[تفاعل إضافة]] هالوجين.<ref name=Clayden>{{استشهاد بكتاب | الأخير1 = Clayden | الأول1 = Jonathan  | الأخير2 = Greeves | الأول2 = Nick | الأخير3 = Warren | الأول3 = Stuart | عنوان = Organic Chemistry | مسار = https://archive.org/details/organicchemistry0000clay | طبعة = 2nd | ناشر = Oxford University Press | تاريخ = 2012 | isbn = 978-0-19-927029-3 |صفحات=[https://archive.org/details/organicchemistry0000clay/page/427 427]–9}}</ref>
[[ملف:Alkene-bromine-addition-2D-skeletal.png|upright=1.8|تصغير|آلية إضافة البروم إلى الرابطة الثنائية]]

=== الكشف عن البروم ===
يمكن الكشف عن أيون البروميد نوعياً باستخدام أسلوب الأكسدة [[كلور|بالكلور]] ثم [[استخلاص|الاستخلاص]] [[هكسان|بالهكسان]]؛ ثم يتفاعل الكلور مع البروم ليعطي لونٌ أصفر محمرّ من [[أحادي كلوريد البروم]].<ref>Dirk Häfner: ''Arbeitsbuch qualitative anorganische Analyse'', 2. überarbeitete Auflage, Govi-Verlag, Eschborn 2003, S.&nbsp;124, ISBN 3-7741-0997-4.</ref>

:<math>\mathrm{2 \ Br^- + Cl_2 \longrightarrow Br_2 + 2 \ Cl^-}</math>
:<math>\mathrm{Br_2 + Cl_2 \longrightarrow 2 \ BrCl}</math>

كما يمكن فعل الكشف النوعي أيضاً باستخدام [[ترسيب (كيمياء)|تفاعل ترسيب]] على هيئة [[بروميد الفضة]]؛ أو بواسطة [[معايرة بالفضة|المعايرة بالفضة]] إمّا بطريقة مور أو فولهارد أو فايانز. يُستخدَم أسلوب [[استشراب التبادل الأيوني]] للكشف عن أيونات البروميد والبرومات؛ أمّا وفق أسلوب [[قياس الاستقطابية]] فتعطي البرومات عتبة مهبطية عند −1,78&nbsp;V، وذلك مقابل [[قطب كالومل المشبع]] في وسط من 0.1 [[تركيز مولي|مول/الليتر]] من [[كلوريد البوتاسيوم]]؛ حيث يُختزَل أيون البرومات إلى البروميد.

== الدور الحيوي ==
[[ملف: 2-Octyl 4-bromo-3-oxobutanoate.svg|تصغير|upright=1.2|مركّب 2-أوكتيل 4-برومو-3-أوكسوبوتانوات، وهو مركّب بروم عضوي يوجد في بعض الثدييات.]]
أشارت دراسةٌ في 2014 أنّ أيون [[بروميد|البروميد]] هو [[عامل مرافق (كيمياء حيوية)|عامل مرافق]] ضروريٌ من أجل [[اصطناع حيوي|الاصطناع الحيوي]] [[كولاجين|للكولاجين من النمط الرابع]]{{#tag:ref|collagen IV|group="ملاحظة"}}، ممّا يجعل البروم وفق تلك الدراسة [[عنصر معدني (تغذية)|عنصراً مغذّياً]] رئيسياً من أجل النمو البنائي عند الحيوانات.<ref name="pmid24906154">{{استشهاد بدورية محكمة| إظهار المؤلفين = 5| مؤلف = McCall AS| مؤلف2 = Cummings CF| مؤلف3 = Bhave G| مؤلف4 = Vanacore R| مؤلف5 = Page-McCaw A| مؤلف6 = Hudson BG|عنوان = Bromine Is an Essential Trace Element for Assembly of Collagen IV Scaffolds in Tissue Development and Architecture|صحيفة = Cell|المجلد = 157|العدد = 6|صفحات = 1380–92|تاريخ = 2014|pmid = 24906154|doi=10.1016/j.cell.2014.05.009| pmc=4144415}}</ref> بالرغم من ذلك، لا يوجد هناك توثيق على وجود دلائل واضحة تشير إلى حدوث أعراض أو متلازمات نتيجة عوز البروم.<ref name="Nielsen2000">{{استشهاد بكتاب|الأخير1=Nielsen|الأول1=Forrest H.|الفصل=Possibly Essential Trace Elements|سنة=2000|صفحات=[https://archive.org/details/clinicalnutritio0000unse_l0q5/page/11 11–36]|مسار الفصل=https://archive.org/details/clinicalnutritio0000unse_l0q5/page/11|doi=10.1007/978-1-59259-040-7_2|عنوان=Clinical Nutrition of the Essential Trace Elements and Minerals|isbn=978-1-61737-090-8}}</ref> في وظائف حيوية أخرى قد يكون البروم غير أساسياً، ولكنّه قد يكون من المفيد وجوده بديلاً عن الكلور؛ فعلى سبيل المثال يقوم [[بيروكسيداز]] [[خلية حمضية|الخلايا الحمضية]]، والذي يوفّر آلية قوية للقضاء على [[تطفل|الطفيليات]] متعدّدة الخلايا وبعض أنواع [[بكتيريا|البكتريا]]، بتفضيل البروميد على الكلوريد لذلك الغرض، مشكّلاً أيون [[هيبوبروميت]] في تلك العملية.<ref name="pmid2538427">{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف = Mayeno AN| مؤلف2 = Curran AJ| مؤلف3 = Roberts RL| مؤلف4 = Foote CS|عنوان = Eosinophils preferentially use bromide to generate halogenating agents|صحيفة = J. Biol. Chem.|المجلد = 264|العدد = 10|صفحات = 5660–8|تاريخ = 1989| doi = 10.1016/S0021-9258(18)83599-2|pmid = 2538427|doi-access = free}}</ref> عادةً ما تكون α-هالو الإسترات في [[اصطناع عضوي|الاصطناع العضوي]] مركّبات ذات نشاط كبير؛ إلّا أنّ بعض الثديّيات قادرٌ على الاصطناع الحيوي لآثار من α-برومو إستر، وهو 2-أوكتيل 4-برومو-3-أوكسوبوتانوات، والذي عثر عليه في [[سائل دماغي شوكي|السائل الدماغي الشوكي]] لديها، وقد يكون لهذا المركّب دورٌ وظيفي في [[نوم حركة العين السريعة]].<ref name="Gribble99" />

تحوي [[حياة بحرية|الكائنات البحرية]] على عددٍ معتبرٍ من مركّبات البروم العضوية؛ وقد جرى تمييز حوالي 1600 مركّب مختلف فيها؛ وأكثرُها وفرةً هو مركّب [[برومو الميثان]]، والذي يُقدّر أنّ حوالي 56 ألف طن ينتج من [[طحالب|الطحالب]] سنوياً.<ref name="Gribble99">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = The diversity of naturally occurring organobromine compounds|مسار = https://archive.org/details/sim_chemical-society-great-britain-chemical-society-reviews_1999-09_28_5/page/335|مؤلف = Gribble, Gordon W. |صحيفة = Chemical Society Reviews| المجلد = 28|صفحات = 335–346|تاريخ = 1999|doi = 10.1039/a900201d|العدد = 5}}</ref> يتألّف [[زيت عطري|الزيت العطري]] المستخرج من نوع من أنواع [[طحالب حمراء|الطحالب الحمراء]] {{#tag:ref|{{اسم علمي|Asparagopsis taxiformis}}|group="ملاحظة"}} بحوالي 80% من [[بروموفورم|البروموفورم]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = Volatile halogen compounds in the alga Asparagopsis taxiformis (Rhodophyta)|الأول = B. Jay|الأخير = Burreson|مؤلف2= Moore, Richard E.|مؤلف3= Roller, Peter P.|صحيفة = Journal of Agricultural and Food Chemistry|تاريخ = 1976|المجلد = 24|صفحات = 856–861|doi = 10.1021/jf60206a040|العدد = 4}}</ref> إنّ أغلب أمثال [[مركب بروم عضوي|مركّبات البروم العضوية]] تلك الموجودة في البحر تُصطنَع حيوياً بوجود إنزيم [[بروموبيروكسيداز]]، والذي يحوي [[موقع نشط|موقعه النشط]] على ذرّة [[فاناديوم]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة = Natural Product Reports|تاريخ = 2004|المجلد = 21|العدد = 1|pmid = 15039842|doi = 10.1039/b302337k|عنوان = The role of vanadium bromoperoxidase in the biosynthesis of halogenated marine natural products|الأول = Alison|الأخير = Butler|مؤلف2=Carter-Franklin, Jayme N.|s2cid = 19115256|صفحات = 180–8}}</ref>

== الاستخدامات ==
لا توجد تطبيقات عملية كبيرة لعنصر البروم، ولكن لمركّباته الكيميائية استخدامات كثيرة؛ فلمركّبات البروم العضوية عددٌ كبير من التطبيقات في الصناعة، والتي يُحضّر بعضها عن طريق البروم مباشرةً، والبعض الآخر عن طريق [[بروميد الهيدروجين]]، والذي يُحضَّر صناعياً من حرق [[هيدروجين|الهيدروجين]] في البروم.<ref name="Ullmann">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Mills, Jack F. |عنوان=Bromine: in Ullmann's Encyclopedia of Chemical Technology|ناشر= Wiley-VCH Verlag|مكان= Weinheim|تاريخ= 2002|doi=10.1002/14356007.a04_391|الفصل=Bromine|isbn=978-3527306732}}</ref>

=== مثبطات اللهب والحريق ===
[[ملف:Tetrabromobisphenol A.svg|تصغير|يمين|رباعي برومو بيسفينول A]]
تمثّل [[مثبط لهب مبروم|مثبّطات اللهب المُبَرْوَمة]] واحدةً من المنتجات ذات التطبيق الواسع في السوق، وهي تمثّل أكبر تطبيق تجاري للبروم. عندما تحترق أيّ مادّة على مثبّط لهب مُبَرْوَم، ينطلق بالتالي [[حمض الهيدروبروميك]]، والذي يتدخّل في آلية [[تفاعل تسلسلي|التفاعل التسلسلي]] الجذري في تفاعل الأكسدة المسيطر في الحريق؛ حيث تتفاعل [[جذر كيميائي|الجذور الحرّة]] للهيدروجين والأكسجين و[[مجموعة هيدروكسيل|الهيدروكسيل]] ذات التفاعلية الكبيرة مع حمض الهيدروبروميك لتشكّل جذور حرّة من البروم ذات تفاعلية أقلّ من السابقة. يمكن لذرّات البروم أيضاً أن تتفاعل مباشرةً مع الجذور الحرّة الأخرى وذلك يساعد على إنهاء وتثبيط التفاعلات التسلسلية المميّزة [[احتراق|لتفاعل الاحتراق]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة = Journal of Fire Sciences|المجلد = 14|صفحات = 426–442| تاريخ = 1996|doi = 10.1177/073490419601400602|عنوان = Mechanisms for Flame Retardancy and Smoke suppression – A Review|مسار = https://archive.org/details/sim_journal-of-fire-sciences_1996-12_14_6/page/426|الأول =Joseph|الأخير = Green|العدد = 6 |s2cid = 95145090}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة = Polymer Degradation and Stability|المجلد = 77|تاريخ = 2002|صفحات = 325–331| doi = 10.1016/S0141-3910(02)00067-8|عنوان = Fire retardant mechanism of aliphatic bromine compounds in polystyrene and polypropylene|الأول = Jelle|الأخير = Kaspersma|مؤلف2 = Doumena, Cindy|مؤلف3 = Munrob Sheilaand|مؤلف4 = Prinsa, Anne-Marie|العدد = 2}}</ref>

من أجل الحصول على [[لدائن|اللدائن]] المُبَرْوَمة تضاف المركّبات الحاوية على البروم إلى تركيبة [[مبلمر|البوليمر]] أثناء عملية [[بلمرة|البلمرة]]. فعلى سبيل المثال يضاف [[أحادي القسيمة]] (المونومير) مثل [[بروميد الفاينيل]] أثناء إنتاج بوليميرات مختلفة مثل [[متعدد الإيثيلين]] و[[بولي كلوريد الفاينيل|كلوريد متعدد الفاينيل]] و[[بولي بروبيلين|متعدد البروبيلين]]؛ كما يمكن أن يضاف مركّب مُبرْوَم بشكل مرتفع مثل مركّب [[رباعي برومو بيسفينول A]]، والذي يضاف إلى [[بوليستر|البوليستر]] أو [[إيبوكسي|راتنجات الإيبوكسي]]، حيث يندمج ذلك المركب في بنية البوليمير؛ بالإضافة إلى مركّبات [[ثنائي الفينيل متعدد البروم]]{{#tag:ref|Polybrominated biphenyl (PBBs)|group="ملاحظة"}} ومركّبات [[إيثرات ثنائي الفينيل متعدد البروم]].{{#tag:ref|Polybrominated diphenyl ethers (PBDEs)|group="ملاحظة"}} في بعض الأحيان يضاف المركّب الحاوي على البروم بعد عملية البلمرة، كما هو الحال في مركّب [[عشاري برومو ثنائي فينيل الإيثر]]، الذي يضاف إلى المنتج النهائي بعملية إضافية لاحقة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة = Journal of Fire Sciences|المجلد = 22|صفحات = 25–40| تاريخ = 2004|doi = 10.1177/0734904104038107|عنوان = A Review of Current Flame Retardant Systems for Epoxy Resins|الأول = Edward D.|الأخير = Weil|مؤلف2=Levchik, Sergei|s2cid = 95746728}}</ref> في سنة 2000 كان حوالي 38% من البروم المنتَج عالمياً مستخدماً في مجال إنتاج مثبّطات اللهب المُبروَمة.<ref>Linda S. Birnbaum, Daniele F. Staskal: ''Brominated Flame Retardants: Cause for Concern?'' In: ''Environ Health Perspect.'' 112, 2004, S.&nbsp;9–17. [[doi:10.1289/ehp.6559]].</ref>

هناك عددٌ من مركّبات [[هالو الميثان|برومو الميثان]] الغازية أو ذات [[تطايرية]] مرتفعة غير السامّة، والتي تتميّز بأنّها ذات قدرة كبيرة على تثبيط وتحجيم الحرائق، ولكن ضمن أماكن مغلقة مثل [[غواصة|الغوّاصات]] و[[طائرة|الطائرات]] و[[مركبة فضائية|المركبات الفضائية]]. ولكن من جهةٍ أخرى، فإنّ تلك المركّبات مرتفعة الثمن، إذ توقّف إنتاجها لأنّها عوامل تساعد في [[نضوب الأوزون]]؛ ولذلك فإنّها غير مستخدمة في [[مطفأة حريق|مطافئ الحريق]] النمطية، واستخدامها محدود وينحصر في مجال الفضاء وبعض التطبيقات العسكرية، ومن تلك المركّبات كل من [[برومو كلورو الميثان]] CH<sub>2</sub>BrCl (هالون 1011){{#tag:ref|Halon 1011|group="ملاحظة"}} و[[برومو كلورو ثنائي فلورو الميثان]] CBrClF<sub>2</sub> (هالون 1211){{#tag:ref|Halon 1211|group="ملاحظة"}} و[[برومو ثلاثي فلورو الميثان]] CBrF<sub>3</sub> (هالون 1301).{{#tag:ref|Halon 1301|group="ملاحظة"}}<ref name=UllmannF>Günter Siegemund, Werner Schwertfeger, Andrew Feiring, Bruce Smart, Fred Behr, Herward Vogel, Blaine McKusick "Fluorine Compounds, Organic" Ullmann's Encyclopedia of Industrial Chemistry, Wiley-VCH, Weinheim, 2002. {{دوي|10.1002/14356007.a11_349}}</ref>

=== تطبيقات أخرى ===
يستخدَم [[بروميد الفضة]] إمّا لوحده أو بالتشارك مع [[كلوريد الفضة]] أو [[يوديد الفضة]] في تركيب المكوّنات الحسّاسة للضوء في [[مستحلب التصوير الضوئي|مستحلب التصوير الفوتوغرافي]].{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=798–799}} كان مركب [[2،1-ثنائي برومو الإيثان]] يضاف إلى [[وقود السيارات]] الحاوية عوامل الرصاص المضادّة [[خبط المحرك|لخبط المحرك]]، حيث كان يعمل على التقاط الرصاص مشكّلاً بروميد الرصاص، والذي كان يطلق من عادم السيارة. كان ذلك التطبيق يمثّل حوالي 77% من استخدامات البروم في أواسط ستينيات القرن العشرين في الولايات المتّحدة؛ إلّا أنّ ذلك التطبيق تناقص منذ سبعينيات القرن العشرين بسبب الضوابط البيئية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|صحيفة = Environment International|المجلد = 29|تاريخ = 2003| doi = 10.1016/S0160-4120(03)00121-1|عنوان = An overview of commercially used brominated flame retardants, their applications, their use patterns in different countries/regions and possible modes of release|مسار = https://archive.org/details/sim_environment-international_2003-09_29_6/page/683|الأول = Mehran|الأخير = Alaeea|مؤلف2 = Ariasb, Pedro|مؤلف3 = Sjödinc, Andreas|مؤلف4 = Bergman, Åke|العدد = 6|pmid=12850087|صفحات = 683–9}}</ref> كما كان [[برومو الميثان]] واسع الاستخدام في الماضي في تركيب [[مبيد آفات|مبيدات الآفات]] من أجل [[تعقيم بالبخار|تعقيم]] التربة؛ إلّا أن تلك التطبيقات لم تعدْ مستخدمة، لأن مركّبات البروم العضوية هي عوامل مساعدة على [[نضوب الأوزون]]؛ بالتالي ووفق توصيات [[بروتوكول مونتريال]] توقّف الإنتاج العالمي من مبيدات البروم العضوية منذ سنة 2005، واستبدلت بمركّبات أخرى مثل [[فلوريد السلفوريل]]. من أجل المقارنة فإنّه في سنة 1991، وذلك قبل التطبيق الكامل لبروتوكول مونتريال، أنتج حوالي 35 ألف طن في مجال مكافحة الآفات.<ref>{{استشهاد بويب|عنوان = Alternatives to Methyl Bromide for the Control of Soil-Borne Diseases and Pests in California|الأول = Belinda|الأخير = Messenger|مؤلف2 = Braun, Adolf|تاريخ = 2000|ناشر = Pest Management Analysis and Planning Program|مسار = http://www.cdpr.ca.gov/docs/emon/methbrom/alt-anal/sept2000.pdf|تاريخ الوصول = 2008-11-17|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20100421041145/http://www.cdpr.ca.gov/docs/emon/methbrom/alt-anal/sept2000.pdf#|تاريخ أرشيف = 2010-04-21|حالة المسار = dead}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان = Economics of the "Critical Use" of Methyl bromide under the Montreal Protocol|doi = 10.1093/cep/byi028|صحيفة =Contemporary Economic Policy|المجلد = 23|صفحات = 376–393|تاريخ = 2008|الأول = Stephen J.|الأخير = Decanio|مؤلف2=Norman, Catherine S.|العدد = 3}}</ref>

تتضمّن التطبيقات الأخرى لمركّبات البروم العضوية استخدامه في مجال [[سائل الحفر|سوائل الحفر]] ودخوله في تركيب [[صباغ|الأصبغة]] (مثل [[أرجوان صور]] و[[أزرق البروموثيمول]]). يعدّ [[برومو الأسيتون]] من [[غاز مسيل للدموع|مسيّلات الدموع]]. يستخدم البروم ذاته وبعض مركّباته في مجال [[معالجة المياه]]، ولكن سمّيّة البروم تحدّ من انتشار هذا التطبيق. تعدّ [[بطارية الزنك والبروم|بطارية زنك-بروم]] من [[بطارية تدفق|بطاريات التدفق]] الهجينة المستخدمة من أجل تخزين ودعم الطاقة الكهربائية على الصعيد المنزلي والصناعي. في مجال [[علم الأدوية]] كانت مركّبات البروم اللاعضوية، وخاصّةً [[بروميد البوتاسيوم]]، مستخدمةً [[مهدئ|كمهدّئات]] في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. في بعض الدول لا تزال البروميدات على شكل أملاح بسيطة [[مضاد اختلاج|كمضادّات للاختلاج]] في [[طب|الطبّ البشري]] و[[طب بيطري|البيطري]]. تُستخدَم بعض مركّبات عضوية للبروم المرخّصة في المجال الدوائي، من ضمنها [[توسيع وعائي|الموسع الوعائي]] [[نيسرغولين]]{{#tag:ref|Nicergoline|group="ملاحظة"}} والمهدّئ [[بروتيزولام]]{{#tag:ref|Brotizolam|group="ملاحظة"}} ومضادّ السرطان [[بيبوبرومان]]{{#tag:ref|Pipobroman|group="ملاحظة"}} والمعقّم [[ميربرومين]]{{#tag:ref|Merbromin|group="ملاحظة"}} ولكن بالمقارنة مع مركّبات الفلور العضوية المستخدمة في المجال الدوائي يعدّ استخدام مركّبات البروم في ذلك المجال قليل نسبياً. تُنتَج العديد من الأدوية على شكل بروميدات (أو على شكل هيدروبروميد)، ولكن في تلك الحالات يكون البروميد على شكل [[أيون مقابل]] غير ضارّ وليس له أهميّة حيوية.<ref name=KO/>

== المخاطر ==
{{معلومات كيمياء
|container_only = yes
|قسم7={{معلومات كيمياء - مخاطر
| ExternalSDS =
| GHSPictograms = {{تآكل}}{{جمجمة وعظمتين متقاطعتين}}{{بيئة GHS}}
| GHSSignalWord = خطر
| HPhrases = {{H-phrases|314|330|400}}
| PPhrases = {{P-phrases|260|273|280|284|305+351+338|310}}<ref>{{استشهاد بويب | مسار=https://www.sigmaaldrich.com/catalog/product/sigald/207888?lang=en&region=US | عنوان=Bromine 207888| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210725201816/https://www.sigmaaldrich.com/US/en/product/sigald/207888 | تاريخ أرشيف = 25 يوليو 2021 }}</ref>
| NFPA-H = 3
| NFPA-F = 0
| NFPA-R = 0
| NFPA-S =
| NFPA_ref = <ref>{{استشهاد بويب | مسار=https://www.sigmaaldrich.com/MSDS/MSDS/DisplayMSDSPage.do?country=US&language=en&productNumber=207888&brand=SIGALD&PageToGoToURL=https%3A%2F%2Fwww.sigmaaldrich.com%2Fcatalog%2Fproduct%2Fsigald%2F207888%3Flang%3Den | عنوان=Msds - 207888| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201027193357/https://www.sigmaaldrich.com/MSDS/MSDS/DisplayMSDSPage.do?country=US&language=en&productNumber=207888&brand=SIGALD&PageToGoToURL=https://www.sigmaaldrich.com/catalog/product/sigald/207888?lang=en | تاريخ أرشيف = 27 أكتوبر 2020 }}</ref>
 }}
}}
لكون البروم من [[مؤكسد|المؤكسدات]] القويّة، فإنّه ينبغي أن يُعزَل عن أغلب المواد العضوية واللاعضوية.<ref name=msds>{{استشهاد بويب |مسار=https://www.sciencelab.com/msds.php?msdsId=9927659 |عنوان=Material Safety Data Sheet: Bromine MSDS |مؤلف=Science Lab.com |موقع=sciencelab.com |تاريخ الوصول=27 October 2016 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20171115230355/http://www.sciencelab.com/msds.php?msdsId=9927659 |تاريخ أرشيف=15 November 2017 |حالة المسار=dead }}</ref> ينبغي اتخاذ الحيطة والحذر عند التعامل مع البروم أو عند نقله؛ وعادةً ما يُنقَل البروم في حاويات مصنوعة من الفولاذ المبطـّن [[رصاص|بالرصاص]]، والمدعّمة بهياكل معدنية متينة.{{sfn|Greenwood|Earnshaw|1997|pp=798–799}}

لا يعدّ أنيون البروميد سامّاً بشكل كبير، وتبلغ [[الكمية الغذائية اليومية المرجعية]] منه 2-8 ميليغرام.<ref name=Nielsen2000/> ولكنّ المستويات المرتفعة من البروميد توهن من أغشية [[عصبون|العصبونات]]، ممّا يوهن من النقل العصبي، ممّا يؤدّي إلى مرض [[تسمم بالبروم|التسمّم بالبروم]]. يبلغ [[عمر النصف الحيوي]] للبروميد من 9 إلى 12 يوم، ممّا  قد يؤدّي إلى التراكم في الجسد؛ بالتالي فإنّ جرعات من 0.5 إلى 1 غرام من البروميد يومياً قد تؤدّي إلى الإصابة بالتسمّم. تاريخياً كانت الجرعة العلاجية من البروميد من 3 إلى 5 غرام، وهذا ما يشرح انتشار التسمّم بالبروم المزمن في الماضي؛ على الرغم من أنّ الوفيات بذلك المرض نادرة.<ref name=pdo2003>{{استشهاد بكتاب |الأخير1=Olson |الأول1=Kent R. |عنوان=Poisoning & drug overdose |مسار=https://books.google.com/books?id=vuec3nTovyUC |طبعة=4th |تاريخ=1 November 2003 |ناشر=Appleton & Lange |isbn=978-0-8385-8172-8 |صفحات=140–141 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210705064118/https://books.google.com/books?id=vuec3nTovyUC | تاريخ أرشيف = 5 يوليو 2021 }}</ref> تحدث الإصابة بمرض التسمّم بالبروم نتيجةً لأثر عصبي سمّي على الدماغ، ممّا يؤدّي إلى [[نعاس|النعاس]] و[[ذهان|الذهان]] و[[نوبة (طب)|نوبات]] و[[هذيان|الهذيان]].<ref>{{استشهاد بكتاب |الأخير1=Galanter |الأول1=Marc |الأخير2=Kleber |الأول2=Herbert D. |عنوان=The American Psychiatric Publishing Textbook of Substance Abuse Treatment |مسار=https://books.google.com/books?id=6wdJgejlQzYC |طبعة=4th |تاريخ=1 July 2008 |ناشر=American Psychiatric Publishing Inc |مكان=United States of America |isbn=978-1-58562-276-4 |صفحة=217 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210427154856/https://books.google.com/books?id=6wdJgejlQzYC | تاريخ أرشيف = 27 أبريل 2021 }}</ref>

لعنصر البروم [[تأثير سمي|تأثير سمّي]] على الإنسان وهو يسبب [[حرق كيميائي|حروقاً كيميائية]] للجلد؛ كما يؤدّي استنشاق غاز البروم إلى تهييج في [[جهاز تنفسي|الجهاز التنفسي]]، ممّا يؤدّي إلى السعال والاختناق وضيق في التنفس؛ وفي حال استنشاق كمّيّات كبيرة قد يتسبّب في الوفاة. قد يؤدّي التعرّض المزمن إلى البروم إلى حدوث [[التهاب القصبات الحاد]] وتدهور في الصحّة. وضعت [[إدارة السلامة والصحة المهنية|إدارة السلامة والصحّة المهنية]] في الولايات المتّحدة{{#tag:ref|OSHA|group="ملاحظة"}} [[حد التعرض المسموح|حدّ التعرّض المسموح]]{{#tag:ref|PEL|group="ملاحظة"}} من البروم في متوسّط زمني مُثَقّل{{#tag:ref|time-weighted average (TWA)|group="ملاحظة"}} بمقدار 0.1 [[جزء في المليون]] (ppm). وهو نفس المقدار الذي وضعه [[المعهد القومي للسلامة والصحة المهنية|المعهد الوطني للسلامة والصحّة المهنية]]{{#tag:ref|NIOSH|group="ملاحظة"}} [[حد التعرض الموصى به|حدّاً للتعرّض الموصى به]]{{#tag:ref|REL|group="ملاحظة"}} في متوسّط زمني مُثَقّل، كما وُضع حدّ التعرّض القصير بمقدار  0.3 جزء في المليون. أمّا المقدار الذي يسبّب [[خطورة فورية على الحياة أو الصحة|خطورةً فوريةً للحياة أو الصحّة]]{{#tag:ref|IDLH|group="ملاحظة"}} فهو 3 جزء في المليون.<ref>{{PGCH|0064}}</ref>

{{تحديد}}
== انظر أيضاً ==
{{روابط شقيقة}}
* [[هالوجين]]

== الهوامش ==
{{مراجع|4|group=ملاحظة}}

== المراجع ==
=== فهرس المراجع ===
{{مراجع|محاذاة=نعم}}

=== المعلومات الكاملة للمراجع ===
<div style="direction: ltr">
* {{Greenwood&Earnshaw2nd}}
</div>
{{عناصر ثنائية الذرة}}
{{الجدول الدوري المضغوط}}
{{ضبط استنادي}}
{{معرفات مركب كيميائي}}
{{شريط بوابات|العناصر الكيميائية|الكيمياء|طب}}
{{شريط محتوى متميز|1=جيدة|التاريخ=19 ديسمبر 2021|النسخة=56216990|تاريخ مراجعة الزملاء=3 نوفمبر 2021}}

[[تصنيف:بروم| ]]
[[تصنيف:عناصر كيميائية]]
[[تصنيف:لافلزات ثنائية الذرة]]
[[تصنيف:مؤكسدات]]
[[تصنيف:هالوجينات]]
[[تصنيف:غازات ذات ألوان]]